logo

logo

logo

logo

logo

أوغندة

اوغنده

Uganda - Ouganda

أوغندة

 

أوغندة Uganda دولة إفريقية داخلية ليس لها واجهات بحرية مفتوحة. يخترقها خط الاستواء وتقع في الوسط الشرقي من إفريقية، يحدها شمالاً السودان، وغرباً الكونغو الديمقراطية، وجنوباً رواندة، وتنزانية، وشرقاً كينية، تشغل بحيرة فيكتورية مساحة كبيرة من الجزء الجنوبي الشرقي من أراضيها، وتبلغ مساحة أوغندة 241.139كم2 وسكانها 20.317.000 نسمة (1997) وعاصمتها كمبالة، نظام الحكم فيها جمهوري رئاسي وهي عضو في مجموعة الكومنولث البريطاني.

 

 

الأحوال الطبيعية

يقع القسم الأكبر من أراضي أوغندة على ارتفاع 1000-1200م فوق مستوى سطح البحر. وتسود فيها الصخور القديمة لاسيما العائدة إلى ما قبل الكامبري، وتغطيها الصخور المتبلورة التي خضعت لحت وتعرية عنيفين.

يمتد في شمالي البلاد سهل واسع تعلوه بعض الكتل الجبلية. وفي الجنوب تسود التضاريس السهلية المتموجة، ويفصل التلال بعضها عن بعض أودية مستنقعية تقع في مستوى واحد، وتمتد على الحدود الأوغندية الكينية سلسلة جبلية بركانية مصدّعة، أهم كتلها الجبل البركاني إلغون Elgone  (4321م) الذي يبلغ قطر فوهته 15كم.

ويساير غربي أوغندة غور بنائي صدعي عميق يؤلف الفرع الجنوبي الغربي للانهدام السوري الإفريقي الكبير. ويحتل قاع الغور المذكور بحيرتا ألبرت وإدوارد اللتان تتصل إحداهما بالأخرى بشلال ونهر سيمليكي Semliki، وينهض بينهما جبل رفنزوري (الجبال القمرية) إلى ارتفاع 5109م في قمة «مارغريت»، وإلى ارتفاع 5025م في قمة «الاسكندر»، ويمتد إلى الشرق من الغور هضاب بونورو وتورو وأنكول (1200-1500م). والهضبة البركانية كيفيزي (1800-2500م). وتمتد في النهاية الجنوبية الغربية من البلاد سلسلة من البراكين الخامدة أهمها موفومبيرو (4113م) وسابينيو (3588م) ومكاهينكا (3420م).

المناخ: تقع أوغندة في نطاق المناخ الاستوائي، لكن الحر الشديد يلطفه الارتفاع الكبير فوق مستوى سطح البحر ووجود البحيرات الواسعة. وتخضع البلاد، وبخاصة أقسامها الغربية للتيارات الهوائية المدارية القادمة من حوض نهر الكونغو، فالمناخ دافئ لطيف إلا في الجبال وقليل التبدل. ويراوح متوسط درجة حرارة أشد شهور السنة حرارة (كانون الثاني) بين 17-24 درجة مئوية في مقابل 16-21 درجة مئوية لأشد الشهور برودة (تموز) في حين تهبط إلى الصفر في جبال روفنزوري ابتداءً من ارتفاع 2000م، وفوق ذلك الارتفاع يسقط الثلج.

ويُميَّز في أوغندة فصلان مطيران، ويبلغ متوسط كمية الأمطار السنوية 1000-1200مم.

المياه: تقع أراضي أوغندة جميعها تقريباً في حوض نهر النيل الأعلى، إلاّ أجزاءَها الشمالية الشرقية التي تنتهي إلى حوض مغلق عديم التصريف يقع في شمال غربي كينية.

ويعد نهر النيل[ر] من أهم الأنهار فيها، وهو يبدأ من بحيرة فيكتورية ثم يجري إلى بحيرة ألبرت، ويطلق عليه اسم نيل ـ فيكتورية.

أما في شمال شرقي البلاد فتجف الأنهار في الفصل الجاف، إلا نهر أسوا. وعلى العموم فإن المياه السطحية العذبة محدودة، والأنهار غير ملائمة للملاحة النهرية.

التربة: تسود في أوغندة الترب البنية الحمراء اللاتيريتية بنماذجها المختلفة. ففي السافانا الرطبة والغنية بالنباتات تكون التربة غنية بالدبال (الهوموس). أما في المنخفضات السيئة التصريف فتسود التربة الرمادية القاتمة والتربة السوداء المدارية. وتنتشر في الجبال الترب الجبلية المرجية.

النبات والحيوان: تغطي حشائش السافانا مساحة واسعة من أراضي أوغندة، وتتناثر بينها تجمعات الأشجار والشجيرات. وتمتد في شمال شرقي البلاد السافانا شبه الصحراوية وتنمو فيها الآكاسيا وتسود السافانا العشبية التي تغلب فيها النجيليات في جنوبي البلاد.

وتشغل الغابات نحو 4% من مساحة البلاد وفيها نحو 400 نوع من الأشجار. وتسود في الجبال الأحزمة النطاقية الجبلية بحسب الارتفاع.

أما الحيوان فهو متنوع في أوغندة، التي تحوي أكثر من 40 نوعاً من الحيوانات الكبيرة الحجم، وعدة مئات من أنواع الطيور، إضافة إلى بعض الحيوانات النادرة (كالغوريلا الجبلي) في بعض المناطق. والقردة النادرة، والبعام (الشمبانزي)، ويوجد التمساح في مياه النيل، والظباء الكبيرة الحجم على هضاب كاراموجي، وحمار الوحش والزرافة، أما الأُسود فتصادف في شمالي البلاد وغربيها وجنوبها الغربي.

السكان: تؤلف قبائل البانتو التي ترجع إلى الأسرة الزنجية الكردفانية نحو 67.4% من سكان أوغندة أبرزهم البوغندا Buganda  (28%) ويتألف الباقي من شعوب أسرة النيل الصحراوية. ومن شعوب تقطن الأقاليم الوسطى والجنوبية وتتكلم لغة البانتو. ومن الغانديوم الذين يقطنون شواطئ بحيرة فيكتورية ومن السوغا الذين يعيشون جنوب شرقي البلاد ويعملون في الزراعة، ومن الغيسو الذين يقطنون إقليم إلغون الجبلي وقد أقلموا زراعة البن، ومن التورو والنيانكول الذين يمتهنون الرعي في جنوبي البلاد، ومن النيارواندا والكيغا الذين يسكنون على العموم المناطق الجبلية، إضافة إلى جالية عربية مهمة وأخرى أوربية. وفي أوغندة قرابة 70.000 لاجئ داخلي ـ محلي، و5.000 لاجئ من الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً)، ونحو 200.000 لاجئ من السودان و5000 لاجئ من رواندة.

وتقدر نسبة السكان الذين يعيشون دون مستوى الفقر بنحو 50% حتى عام 1996. يتكلم السكان لغة الكي سواحلية والإنكليزية وهما اللغتان الرسميتان والكثير من لغات البانتو واللغات النيلية الغربية والشرقية. ويدين نصف السكان بالمسيحية، ونحو 6% بالإسلام، ويعتنق الباقي معتقدات محلية مختلفة. وقد دلت أحدث الإحصاءات على أن متوسط نمو السكان في أوغندة 3.2%, وتؤلف النساء فيها نحو 51.7% من السكان، كما يؤلف الأطفال دون الخامسة عشرة نحو 45% من سكان البلاد. ومتوسط الكثافة السكانية 84 نسمة/كم2 (1997). لكن توزعهم غير متوازن، فأعظم الكثافات تظهر في الأقاليم ذات الشروط المناخية الملائمة. ففي مناطق ماقبل جبال إلغون (بوغيسو) تبلغ الكثافة 200نسمة/كم2، وفي بوكيدي 160نسمة/كم2، وفي بوسوغة 130نسمة/كم2، وفي كيفيزي 150نسمة/كم2. وتنخفض الكثافة في الأقاليم الشمالية والشمالية الشرقية (إتشولي 20نسمة/كم2، كاراموجاKaramoja   16 نسمة/كم2).

يعيش معظم سكان أوغندة في الأرياف ويعملون في الزراعة، وتوزعهم مبعثر. وفي الأقاليم الرطبة تكون البيوت محاطة بأشجار الموز. وفي الأقاليم الغربية تختلط أشجار الموز بأشجار أخرى. وتكون مساكن الرعاة محاطة بسياجات من الأشواك والأجمات التي تحمي الحيوانات المنزلية من الوحوش، وفي الشمال تسود المساكن الدائرية الشكل، وفي المناطق الوسطى والجنوبية تنتشر المساكن المستطيلة والمربعة. والمساكن على العموم مصممة لتحمي السكان من الحر الشديد. وتحتل مركز التجمع السكني مساكن الأسر الرئيسة، ويسكن على الأطراف الأولاد المتزوجون، وتكون مساكنهم على شكل أكواخ منفردة.

إن حياة السكان الريفيين بسيطة، فهم يجلسون على الحُصُر، ويفصل بين المطبخ ومكان السكن ستارة خفيفة، ويحضَّر الطعام في الهواء الطلق، وهو مؤلف من الموز الأخضر الذي يؤكل مشوياً ومسلوقاً ومطبوخاً. ويحضر الطعام في الشمال والجنوب من بعض أنواع النباتات المتوافرة. يعيش في 32 مدينة في أوغندة نحو 12% من السكان. ويعيش في العاصمة نحو 773.463 نسمة، وفي جينجة  Jinja 60.979 نسمة، وفي مبال Mbale  53.634 نسمة، وفي ماساكة Masaka  49.70 نسمة وفي باقي المدن بين 2 ـ 15 ألف نسمة. وإن تطور الصناعة والمدن والمستوى المعاشي المرتفع نسبياً في المدن شجع على هجرة السكان من الريف إلى المدينة.

الحياة الاقتصادية

أوغندة بلد زراعي، وتطورها الاقتصادي ضعيف. فالإنتاج الزراعي يقدم 50% من مجموع الإنتاج العام، والإنتاج الصناعي 14%، والنقل والاتصالات 6%، وباقي الدخل يأتي من الخدمات ومصادر أخرى مختلفة، وقد أسهم الاستعمار في عرقلة تطور القطاع الصناعي، وحدّ من تطور الزراعة. وفي عام 1973 أُممت جميع المشروعات الصناعية والزراعية والتجارية التي كانت بيد الأجانب، ووضعت التجارة الخارجية تحت إشراف الدولة. وأهم صادراتها البن والقطن والشاي والتبغ.

ومنذ عام 1972 تقلصت المساحة المزروعة بالغلال التصديرية قليلاً، وازدادت المساحة المزروعة بالمواد الغذائية. فالبن معروف في أوغندة منذ القدم، ومازالت عادة تقديم حبوب البن للضيوف معروفة عند السكان، ويصنعون من بعض أنواعه المحلية مشروباً حامضاً وثقيلاً، ومع ذلك فإن استهلاك البلاد من البن ليس كبيراً، ومعظم الإنتاج يصدر إلى الخارج. وهو من أهم المنتجات الزراعية في أوغندة، ويُزرع في أكثر من 800 ألف مزرعة فلاحية (بمعدل 3هكتارات في كل مزرعة) موزعة في أقاليم بوغندة وبونورو وسيبي وبوغيسو. وأكثر الأنواع انتشاراً هو بن روبوستة، لكن أكثرها دخلاً هو البن العربي الذي يزرع في غربي البلاد في إقليم بونورو على مساحة 30ألف هكتار. ويشرف على إنتاج البن وتصديره دوائر حكومية مختصة. وأهم المستوردين لبن أوغندة الولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترة. أما القطن فقد بُدئ بزراعته في أوغندة منذ مطلع القرن العشرين وهو من المواد التصديرية المهمة. ويزرع في بوسوغة وبوكيدة ومينغو وتيسو وإتشولي. وتشتري الدولة القطن من الفلاحين وتقوم بتصديره. وتبلغ المساحة المزروعة به 550ألف هكتار. ويزرع الشاي في إقليم بوكيدة وبوسوغة Busoga وأنكول وكيغيزي. ويبلغ الإنتاج السنوي منه 15ألف طن. ويساعد المناخ على زراعة قصب السكر، الذي تجود زراعته في ثلاثة أقاليم هي: بوسوغة وبوغندة وبونورو. وتبلغ المساحة المزروعة به 18.5 ألف هكتار.

للموز في أوغندة أثر مهم في تغذية السكان، ويثمر على مدار العام. أما في أقل الأقاليم أمطاراً فتزرع نباتات أقل أهمية.

وتزرع المحصولات القليلة الأهمية من الناحية التصديرية في بعض المناطق لتوفير متطلبات السوق المحلية. فالموز يزرع إلى الجنوب من بحيرة كوغا (1400 ألف هكتار)، والذرة إلى الشرق من بوغندة وشمال غربي البلاد (500ألف هكتار)، والكاسافة (540ألف هكتار)، والبقول في جميع المناطق (436ألف هكتار).

تنتشر تربية الحيوانات في أقاليم البلاد بنسب مختلفة، ففي أوغندة نحو 5ملايين رأس من الحيوانات الكبيرة (الجاموس والبقر) و4ملايين رأس ماعز ومليون رأس من الضأن. وأهم الأقاليم الرعوية هي أنغولي وبودولي وسينغو وبونورو وشمالي البلاد.

وفي أوغندة إمكان كبير لتطوير تربية الأسماك. فمتوسط صيد الأسماك السنوي من البحيرات يبلغ 180ألف طن. ومن أهم مراكز صيد السمك بلدة مجانجي Mjanji على بحيرة فيكتورية قرب الحدود الكينية. ومن أهم المراكز التي تقوم بتسلّم الأسماك وتصنيعها وحفظها وبيعها هي كاتوِه Katwe (بحيرة إدوارد) وبوكاكاتا (بحيرة فيكتورية) ولغامتانغ (بحيرة كوغو) وانسيكو Wanseko (بحيرة ألبرت)، وهناك 20 مركزاً يقوم بتنظيم بيع السمك.

1ـ الصناعة: في أوغندة الكثير من مكامن الفلزات المعدنية كالنحاس والكوبالت والحديد والكبريت وفوسفات الكلسيوم (الآباتيت) والأحجار الكلسية والزنك والبزموت، والبيريل Beryl والتنغستن والتيتانيوم والذهب والميكا. وتُحضَّر المواد الزراعية التصديرية (البن، والشاي) داخل البلاد، إضافة إلى استخراج خامات النحاس وصهرها. ويحتل القطاع العام المركز الرئيس في جميع الفروع الاقتصادية. وتقدر حاجة البلاد السنوية من الطاقة الكهربائية بنحو 670مليون كيلو واط ساعي. وتقوم مؤسسات الدولة بإنتاج هذه الطاقة وتوزيعها، وأهم محطة كهربائية هي محطة شلالات أوين Owen على نهر النيل قرب مدينة جينجة، وقدرتها 150 مليون كيلو واط ساعي. وقد ساعد توسع المدن ونمو عدد سكانها على تطور الصناعات النسيجية والجلدية والغذائية. أما المشروعات الصناعية الكبيرة فعددها محدود جداً. وتتوزع على أطراف المدن وحول الأسواق مجموعة كبيرة من الحرف والمهن والصناعات اليدوية الصغيرة التي لايزيد عدد عمال المشغل (الورشة) الواحد منها على 3-5 عمال.

تعد وسائط النقل البري الوسائط الرئيسة في البلاد. وتؤلف خطوط المواصلات المعبدة شبكة كثيفة مركزها العاصمة وتتوزع إلى المدن الأخرى في مختلف الاتجاهات. أما شبكة الخطوط الحديدية فهي شبه معدومة. ووسائط النقل النهري قليلة التطور، والمطار الرئيس فيها قريب من العاصمة في عنتيبة Entebe.

التجارة الخارجية: تحتل التجارة الخارجية مكاناً مهماً في الحياة الاقتصادية لأوغندة، وتنحصر التجارة الخارجية بيد الدولة. فهي تستورد المعدات والآلات من أجل المشروعات الصناعية، وتستورد الآلات الزراعية ووسائط النقل والمواد المعدنية والكيمياوية والمستحضرات الطبية وغيرها من المواد الضرورية لحياة السكان. وتصدر البن والشاي والتبغ والنحاس والزيت النباتي والسمك وغيره.

وأهم الدول المتعاملة مع أوغندة الولايات المتحدة وإنكلترة وألمانية واليابان وفرنسة وكينية. وميزان التجارة الأوغندية خاسر وصلت فيه قيمة الواردات إلى 735 مليون دولار أمريكي وأغلبها من الآلات ووسائط النقل والمواد الغذائية (10%)، مقابل 634 مليون دولار أمريكي للصادرات المؤلفة من البن والمنتجات الزراعية والذهب (4%). لعام 1996. وقد وصلت ديون أوغندة الخارجية إلى 3708 مليون دولار. والتضخم النقدي فيها 17.5% حتى عام 1997.

التاريخ ونظام الحكم

وصلت إلى أوغندة قبائل حامية ـ نيلية وانتشرت في أنحائها الغربية وأقامت مملكة واهوما في القرنين السادس عشر والسابع عشر للميلاد. وكان الواهوما (أو الهيما أيضاً) رعاة تغلبوا على السكان المحليين من البانتو المزارعين منذ 1500م. وفي القرن السابع عشر ظهرت مملكة كيتاوارا التي خلفتها دويلات بوغندة وتورو وأونجورو وأنكول. وكانت دويلة أو مملكة بوغندة أهمها. وقد وصل التجار العرب إلى أوغندة (مملكة بوغندة) في عهد الملك (ويدعى كباكا) سونة الثاني (1836- 1860)، قادمين من زنجبار والساحل حيث قدموا المساعدة لملكها كباكا سونة Kabaka Suna ولكنه طردهم بعد ذلك. ثم عادوا مجدداً نحو عام 1860 في عهد خلفه موتيسا الأول (1857-1884) Mutesa الذي حكم بين 1860- 1884 وأظهر اهتماماً بالإسلام ـ من دون أن يسلم ـ واتخذ التقويم العربي والزي العربي وشجع بناء المساجد. ثم بدأ الموقف يتغير مع وصول أوائل المبشرين الإنكليز (1877) والفرنسيين (1879). وبعد وفاة موتيسا الأول خلفه ابنه موانجا Mwanga الذي مالبث أن دخل في صراع مع الطوائف الدينية المختلفة واندلعت حرب أهلية نجح العرب المسلمون في أثنائها في خلع الملك موانجا واضطروه إلى الفرار عام 1888. ولكنه تمكن من العودة إلى الحكم في العام التالي بدعم من بريطانية والطوائف المسيحية، التي علا شأنها في مملكته. وبدأ التنافس الاستعماري في أوغندة الذي انتهى عام 1890 بعقد معاهدة إنكليزية ـ ألمانية لتسوية مطامع الدولتين في شرقي إفريقية، أعقبها وصول حملة بريطانية أرغمت الملك موانجا على عقد معاهدة لضمان مصالح شركة شرقي إفريقية البريطانية الامبراطورية.

وفي 18 حزيران 1894 أعلنت بريطانية رسمياً الحماية على أوغندة. وحاول الملك موانجا مقاومة الاستعمار الإنكليزي ولكنه أخفق ونفي من البلاد.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت المقاومة الأوغندية ضد الاحتلال التي قادت آخر الأمر إلى إعلان استقلال أوغندة في 9 تشرين الأول عام 1962.

وانتخب موتيسا الثاني عام 1963 أول رئيس لدولة أوغندة التي أصبحت عضواً في الأمم المتحدة والكومنولث ثم في منظمة الوحدة الإفريقية. وأعلنت البلاد جمهورية في 10/10/1963. ولكن في عام 1966 أطاح موتيسا رئيسُ وزرائه ميلتون أوبوتي M.Obote الذي تسلم رئاسة البلاد وأصدر دستوراً جديداً لها. وفي عام 1971 أطاحه انقلاب عسكري بقيادة الجنرال عيدي أمين دادا[ر] الذي أعلن نفسه رئيساً للبلاد وقام بعدة إصلاحات كما سعى لتحرير أوغندة من النفوذ البريطاني والأمريكي والصهيوني مما جعل هذه القوى تحيك المؤامرات ضده.

وأخيراً حين وقع نزاع مسلح على الحدود مع تنزانية قام الجيش التنزاني بغزو أوغندة ودخل عاصمتها كمبالة (1979) مما اضطر عيدي أمين إلى الفرار. وتسلمت جبهة التحرير الوطنية زمام الأمور وعاد أوبوتي إلى السلطة مجدداً وانتخب عام 1980 رئيساً للجمهورية.

وقد عاشت البلاد صراعات حول السلطة والحكم بين شتى الفئات السياسية والعسكرية والميليشيات انتهت بانقلاب عسكري أطاح أوبوتي 27/7/1985 وحُل المجلس الوطني (البرلمان)، ونشبت حرب أهلية في البلاد في شهر أيلول من العام نفسه. وبعد مفاوضات تدخلت فيها كينية وغيرها اتفقت أطراف النزاع وعين يوويري موسِفيني Y.Museveni رئيساً للبلاد في 29/1/1986، بعدما حصدت النزاعات الداخلية والحرب الأهلية قرابة 300.000 ضحية على مدى سبع سنوات. وشردت مئات الآلاف من قراهم ومساكنهم.

تشهد أوغندة أحداث جنوبي السودان عبر الحدود المشتركة، إذ تُتهم بمساعدة الانفصاليين السودانيين ومساندتهم. كما دخلت قوات وميليشيات أوغندية أراضي الكونغو الديمقراطية حيث ارتكبت مذابح ضد المدنيين عام 1999، وقد وقعت أوغندة على اتفاقية لوساكا للسلام في الكونغو الديمقراطية في 10/7/1999.

الثقافة والآداب والعلوم

كانت المدارس الابتدائية في المرحلة المبكرة من حياة أوغندة تديرها الكنيسة. أما في الوقت الحاضر فإن الحكومة هي التي تتولّى التعليم في المدارس. وتستمر المرحلة الابتدائية 8 سنوات، والمتوسطة أربع سنوات. والتعليم في جميع المدارس باللغة الإنكليزية.

وفي أوغندة جامعة حكومية واحدة هي جامعة ماكيرير، تضم 6كليات. وقد وضعت الآداب الأوغندية الأولى البصمات الأولية للأدب الأوغندي. فقد سادت القصص القصيرة والشعر، أما الأدب المعاصر فقد وضع الخطوط العامة للأدب الأوغندي المتكامل الذي ظهرت كتاباته في المجلات الجامعية. ومن أبرز الكتّاب الأوغنديين الكاتبة بربارا كيمن والكاتب تابان لوليونغ ومؤلف رواية العودة إلى الظلام الأديب مروماغا.

 

أمين طربوش

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

إفريقية ـ كمبالة ـ النيل (نهر).

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد نجم الدين فليجة، إفريقية دراسة عامة وإقليمية (بغداد 1978).

ـ بلدان العالم (موسكو 1987).

ـ مناخ فيشر للعالم 2000 (دار فيشر للنشر، فرانكفورت 1999). (بالألمانية)


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 272
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1091
الكل : 40440331
اليوم : 114999

لسينغ (غوتهولد إفرايم-)

لِسينغ (غوتهولد إفرايم ـ) (1729 ـ 1781)   غوتهولد إفرايم لسينغ Gotthold Ephraim Lessing أديب ومفكر ومترجم ألماني، قاد حركة التنوير Aufklärung الألمانية إلى ذروتها بتحريره الأدب والمسرح والفكر الديني والفلسفي من الروابط والالتزامات الكنسية والبلاطية الإقطاعية، وبخروجه على أعراف وتقاليد الكلاسية (الاتباعية) الفرنسية الصارمة والمهيمنة، وبالتأسيس لفكرٍ وفنٍ جديدين يعبران عن روح البرجوازية الصاعدة ومتطلباتها وطموحاتها. فهو كاتب مسرحي وقصصي ومنظِّر أدبي مسرحي وناقد فني ـ جمالي ومحاور متنور واسع وعميق الاطلاع في قضايا الأديان والفلسفة.
المزيد »