logo

logo

logo

logo

logo

الناي

ناي

Flute - Flûte

الناي

 

الناي آلة موسيقية من أسرة آلات النفخ الخشبية [ر. الآلات الموسيقية] وهو أساس آلات نفخ فموية قديمة وحديثة عدة مثل «الآولوس» Aulos و«السيرينكس» Syrinx (نايات البان) Pan Pipes، و«الفيفرا» (الريكوردر) Recorder و«الفلوت» Flute بأنواعه.

تتألف آلات النفخ الخشبية، بصورة عامة، من أنبوبة هوائية ذات ثقوب (فوهات صغيرة) ينفخ العازف بالآلة ممسكاً بها بأصابع يديه لتعمل على سد الفوهات وفتحها لتغيير أصوات العمل الموسيقي المراد أداؤه.

كان تاريخ نشأة آلات النفخ الموسيقية قد بلغ آلاف السنين حينما صورها السوريون القدماء على جدران كهوفهم. ومن هذه الآلات ما كان يسمى «تيكي» أو«تيكر». كما كانت لديهم آلات أخرى تدعى «تيكو» تعتمد اهتزاز قطعة نباتية صغيرة يضعها العازف في فمه عند النفخ في القصبة. ومازال هذا النوع من طرق العزف في آلات النفخ مستخدماً بطريقة محسنة في بعض آلات النفخ الخشبية ذات المبسم المزدوج مثل «المجوز» و«الأوبوا» [ر] Oboe.

وجدت صور آلات النفخ في كثير من الآثار القديمة، منها آلة نفخ قصبية طويلة وجدت صورتها على حجر من اللازورد في مقابر مدينة «أور» الأثرية في جنوبي العراق يعود تاريخها إلى عام 2700ق.م تمثل قرداً ينفخ فيها وهو جالس تحت شجرة تحيط به بعض الحيوانات، وكان يضع القصبة في فمه بصورة مائلة (كعازف الناي الحديث) وكان الاسم القديم لهذه الآلة «نا» (بالأكادية) و«نابو» (بالكلدانية). وكان «النا» أو «النابو» يستخدم في الألحان الحزينة، وقد أصبحت هذه الكلمة تعني الحزن (في اللغة الأكادية). ففي أسطورة «عشتار وتموز» تندب عشتار (إلهة الحب والحرب) عشيقها القتيل فتقول: «لقد أصبح قلبي كـ«النا» (أي الناي) الحزين».

والناي الحديث: قصبة نباتية جوفاء مفتوحة الطرفين، يبلغ طولها نحو أربعين سنتيمتراً، فتحت ست فوهات صغيرة في وجهها العلوي باتجاه واحد وبأبعاد معينة، وفوهة خلفية. تثقب الفوهات حسب نوعية المقام الموسيقي [ر. العربية (الموسيقى ـ)] المراد أداؤه. ولهذا فإن عازف الناي يملك نايات عدة لأداء المقامات الموسيقية العربية المختلفة في أداء العمل الموسيقي الواحد. ويستخدم الرعاة الناي كثيراً في رعي أغنامهم.

تطلق على الناي أسماء عدة مثل «القصبة» أو «القصّابة»، و«الشبّابة»، و«المنجيرة». والناي عضو أساس في فرقة «التخت الموسيقي الشرقي» [ر. الفرقة الموسيقية]. ولما كان الأقدمون يعدون الناي من الآلات الساحرة (حسب اعتقادهم) فقد أوحى الناي إلى كثير من الفنانين والأدباء تأليف أعمال خالدة حوله مثل أوبرا [ر] opera «الناي السحري» Die Zauberflöte لموتسارت [ر] Mozart. كما تغنت به المطربة اللبنانية فيروز في «أعطني الناي وغني». وترنم به الأديب والشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، إمام الطريقة المولوية [ر] في مطلع قصيدته: «استمع للناي غنّى وحكى ـ شفّه البين طويلاً فبكى».

ـ المجوز: نايان ملتصقان أحدهما بالآخر (بطول واحد)، لكل منهما زمّار (مبسم) خاص به. أحد النايين ذو فوهات صغيرة لأداء مختلف الأصوات الموسيقية في أحد المقامات العربية، أما الثاني فهو خال من الفوهات، وذلك لتأدية الدرجة الصوتية الأساس للمقام ذاته.

ـ الأرغول: ناي مزدوج شبيه بالمجوز، ذو مبسم خاص به، وهو منتشر في مصر.

ـ الزورنا: أنبوبة مجوفة من خشب قاسٍ كالآبنوس تنتهي فوهتها على شكل جرس، مبسمها مؤلف من ريشة قصبية رقيقة مزدوجة. صوت الزورنا قوي صارخ. أصل لفظة الزورنا «سورنا» أو «سرناي» وهي آلة سورية المنشأ، لقبها الأتراك بـ«الصورناي» أو «الزورنا».

من أنواع آلات النفخ الغربية، من فئة الناي:

عازف على الأولوس

ـ الآولوس: آلة قصبية يونانية قديمة ذات قصبتين، تشبه آلة المجوز العربي، إلا أن قصبتيها ملتصقتان إحداهما بالأخرى من طرف واحد (من ناحية النفخ) ومنفرجتان من الناحية الأخرى، وبذا تشكلان زاوية حادة. وآلتا الآولوس والمجوز منتشرتان منذ القدم في أقطار البحر المتوسط وبلاد الشرق الأوسط. وكان الآولوس يصنع أحياناً من الخشب أو العاج.

ـ السيرينكس: آلة نفخية تتألف من قصبات عدة (غير محددة العدد) مختلفة الأطوال، غير مثقوبة بفوهات إذ إن القصبة الواحدة لاتؤدي سوى درجة صوتية واحدة مع توافقياتها Overtones، حسب شدة الصوت. وقصبات السيرينكس ملتصقة بعضها ببعض بترتيب معين حسب أطوالها، وبصورة متوازية من ناحية النفخ فيها ليسهل على العازف بها الانتقال، نفخاً، من قصبة إلى أخرى. فالقصبة الطويلة ذات صوت منخفض، والقصيرة منها ذات صوت حاد، حسب مبدأ التصويت في آلات النفخ عموماً. ويعود أصل تسمية السيرينكس بـ«نايات البان» إلى لقب إلهة الرعاة الإغريقية «بان» Pan (في الأساطير «الميثولوجيا» الإغريقية). ويطلق بعض الموسيقيين على السيرينكس «المصفار».

ـ الفلوت: لفظة عامة كانت تطلق قديماً على آلات نفخ قصبية عدة، وهي من أصول الناي السوري والمصري والصيني. وتطلَق الفلوت اليوم على آلة الفلوت الاعتيادية بنوعيها «المستقيم» Recorder و«الجانبي» Transverse، كما تطلق على مسارب أنابيب الأرغن[ر] المصوتة Organ Flute Pipes.

ـ الفلوت المستقيمة: أنبوبة خشبية ذات مبسم أسطواني في إحدى فوهتيها الجانبيتين، ولها ثماني فوهات صغيرة ذات صمامات (مفاتيح)، واحدة منها في وجهها السفلي لتغيير الأوكتاف Octave [ر. الموسيقى]، والأخريات في وجهها العلوي تسد وتفتح بأصابع النافخ فيها. وكانت هذه الفلوت شائعة الاستعمال في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، وكان لولّي [ر] Lully قد أدخلها في أوركستراه مفضلاً لها عن الفلوت الجانبية. وفي متحف كونسرفاتوار باريس نموذجان من الفلوت المستقيمة، سوبرانو Soprano وآلتو Alto، صنعتا من العاج. وللفلوت المستقيمة أربعة نماذج: سوبرانو، وآلتو، وتنور Tenor وباص Bass [ر. الموسيقى]. ومن الفلوت (السوبرانو) ما يصنع حديثاً من مادة البلاستيك لعباً للأطفال لسهولة العزف بها.

آلة البيكولو

ـ الفلوت الجانبية: سميت كذلك لأن العازف بها يمسكها بصورة جانبية في أثناء العزف. تصنع اليوم، بعد تطورها، من الخشب القاسي أو من خلائط بعض المعادن، كما تصنع بعض النماذج من الفضة أو الذهب للعازفين المنفردين. وقد صنعت بعض النماذج أيضاً من الكريستال ومن مادة المطاط (الكاوتشوك) القاسي.

تتألف الفلوت الجانبية من ثلاث قطع (وصلات): الرأس، والجسم، والذيل أو القدم. يحتوي الرأس على المبسم الذي ينفخ العازف فيه باعثاً الهواء متكسراً [ر. الصوت والتصويت] في جوانب الأنبوبة. ويحتوي الجسم والذيل على أنبوبتين طويلة وقصيرة لهما فوهات تسد وتفتح لتبديل أصوات الآلة المؤداة. ويعود تطوير الفلوت وتصميم صماماتها إلى المؤلف الموسيقي وعازف الفلوت الألماني تيوبالد بوم Th. Boehm عام 1831. وتتألف أسرة الفلوت الجانبية من أربعة نماذج: «الصادحة» وهي الاعتيادية (في درجة دو Do الوسطى)، و«البيكولو» (أي الصغير) Piccolo (في بُعد أوكتاف أعلى من دو الوسطى)، و«الآلتو» (في درجة صول Sol)، و«الجهيرة» (في درجة دو المنخفضة عن الصادحة). وهناك نموذج خامس يسمى «فلوت الحب» Fl.d’Amour (في درجة لا La) كان مستخدماً في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. يستخدم النموذجان: الصادحة والبيكولو في الفرق الموسيقية الكبيرة مثل الأوركسترا السمفونية، وهما تحتويان على أعلى (أحدّ) الأصوات الموسيقية في الأوركسترا. كما تستخدم الفلوت الصادحة في كثير من أعمال «الحوارية» [ر] (الكونشرتو) Concerto.

حسني الحريري

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الآلات الموسيقية ـ العربية (الموسيقى ـ) ـ الموسيقى.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ فتحي الصنفاوي، الموسيقى البدائية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1985).

- ANTHONY BAINES, Musical Instruments (Pelican Books, London 1961).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 396
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 495
الكل : 31182540
اليوم : 7697

الإلغاء

الإلغاء   إلغاء التشريع abrogation هو إنهاء قوته الملزمة فيبطل العمل به. وقد يعمد إليه الشارع للاستعاضة عنه بتشريع آخر، أو لزوال الحاجة إلى تنظيم موضوعه بالتشريع. والمراد بالتشريع هنا الدستور والقانون والقرارات التنظيمية وغيرها مما يوضع في حكم القانون. وقد نصت المادة الثانية من القانون المدني السوري على أنه لا يجوز إلغاء نص تشريعي إلا بتشريع لاحق ينص صراحة على هذا الإلغاء، أو يشتمل على نص يتعارض مع نص التشريع القديم، أو ينظم من جديد الموضوع الذي سبق أن قرر قواعده ذلك التشريع. والنّص مأخوذ من القانون المدني المصري، وقد أخذ به القانون المدني الليبي والقانون المدني الأردني.
المزيد »