logo

logo

logo

logo

logo

يونِسكو (اوجين-)

يونسكو (اوجين)

Ionesco (Eugène-) - Ionesco (Eugène-)

يونِسكو (أوجين ـ)

(1912ـ 1994)

 

يوجين (أوجين) يونِسكو Eugène Ionesco كاتب ومسرحي ولد في مدينة سلاتينا في رومانيا لأم فرنسية وأب روماني. وقد أمضى طفولته ومطلع شبابه بين البلدين حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حين استقر في باريس وتفرغ للكتابة. يعد يونِسكو من رواد مسرح العبث. ولئن لم تلق مسرحياته في البداية استقبالاً حاراً لدى الجمهور؛ فإن شهرته لم تلبث أن اتسعت حتى تحولت إلى شهرة عالمية مطلقة.

بوحي من تمارين وحوارات كُتب تعليم اللغة الإنكليزية كتب يونِسكو مسرحيته الأولى «المغنية الصلعاء» La Cantatrice chauve ت(1950) التي لفتت أنظار النقاد لما فيها من مواقف عبثية. ثم توالت المسرحيات مثل «الدرس» La Leçon ت(1951) و«ضحايا الواجب» Victimes du devoir ت(1953) و«آميديه أو كيف يمكن التخلص منها» Amédée ou comment s’en débarrasser ت(1954) و«جاك أو الخضوع» Jacques ou la Soumission) ت(1955) و«ارتجالية الآلما» L’Impromptu de l’Alma ت(1956) و«المستأجر الجديد»Le Nouveau locataire ت(1957) و«الخراتيت» Rhinocéros ت(1960)، و«الملك يموت» Le Roi se meurt ت(1962) و«لعبة القتل» Jeu de massacre ت(1970) و«الرجل ذو الحقائب» L’Homme aux valises ت(1972). إضافة إلى هذه الأعمال كتب يونِسكو عدداً من المسرحيات القصيرة مثل: «الكراسي» Les Chaises، و«المستقبل يكمن في البيض» L’Avenir est dans les oeufs و«المعلم» Le Maître و«صبية للزواج» La Jeune fille à marier. وكانت آخر مسرحية كتبها «ماكبث» Macbeth ت(1972) جمع فيها ما بين شكسبير[ر] وألفريد جاري[ر].

 لا توجد حبكة منطقية ولا حكاية متماسكة في مسرحيات يونِسكو. وفي حين يهيمن عليها نوع من الجزع الميتافيزيقي أمام مأساوية الحياة البشرية ورتابتها؛ فإن الإضحاك لا يغيب عنها، وهو يتولد من عبثية المواقف وغرابتها. والواقع أن العبثية في مسرحيات يونِسكو تطال كل المكونات كالشخصيات والعلاقات الاجتماعية والعائلية، وعلى الأخص الحوار الذي لا يستطيع أن يحقق التواصل وإنما يكسره ويجعله مستحيلاً. ففي مسرحية «الدرس» يبدو وكأن اللغة تسير بمعزل عن المواقف، وفي «الكراسي» يتحدث العجوزان مع ضيوف غير موجودين، وفي «المغنية الصلعاء» تتكرر الجمل الجامدة ضمن حوار غير مترابط بآلية تفقدها معناها.

مسرحية «الملك يموت»

من السمات المميزة لمسرح يونِسكو أيضاً التكاثر المتسارع للأغراض والأشياء حتى يتحول المكان إلى ركام كابوسي مرعب، مما يوحي بعزلة البشر في عصر طغت فيه الآلة وحولت الإنسان إلى مجرد شيء. فالكراسي تتكاثر في مسرحية «الدرس» حتى تسيطر على الخشبة بأكملها لتحاصر العجوزين اللذين ينتهيان بالموت تحتها، والأمكنة العامة تتراكم في «المغنية الصلعاء» بسرعة مجنونة تولّد الاختناق، وقطع المفروشات في «المستأجر الجديد» تنتهي بأن تغلق المكان تماماً على السيد لتصير الشقة صورة عن القبر، وفي «آميديه أو كيف يمكن التخلص منها» تكبر الجثة بسرعة مخيفة حتى تجتاح المنزل بأكمله والشارع، محوّلة الأماكن المألوفة إلى شيء غرائبي لا يمكن تعرف ملامحه، وكذا الأمر في مسرحية «الخراتيت» حيث يصاب الجميع بمرض «الخرتتة» ويتحولون إلى خراتيت تملأ الخشبة. فكثرة حضور الأغراض توحي في النهاية بنوع من الغياب الروحي، وتجعل العالم يبدو ثقيلاً يخنق الشخصيات أو على العكس فارغاً خفيفاً لدرجة العدم. هذا العدم هو الوجه الآخر المأساوي لعالم دمرته الحرب وخنقته النظم الشمولية. يبدو هذا على نحو واضح في مسرحية «الدرس» التي تنتهي بأن يقتل الأستاذ تلامذته، ومسرحية «الملك يموت» تعرض احتضار الملك في ساعة ونصف ودخوله عالم العدم.

توحي مسرحيات يونِسكو بالعبث بالمعنى الآخر؛ أي اللهو والخفة، ولا تخلو في مضمونها من نقد لاذع للواقع الاجتماعي والسياسي. وهذا البعد لم يخفَ على الجمهور الفرنسي الذي وجد في مسرحية «الخراتيت» صورة عن القلق من تصاعد العنصرية في فرنسا في فترة الحرب الجزائرية، في حين رأى فيها الجمهور الألماني عند تقديمها في دوسلدروف عام 1959 رفضاً للنازية. كذلك فسّر النقّاد مسرحية «الملك يموت» بأنها تلميح مبطن لتراجع السيطرة الفرنسية الاستعمارية. وقد ظلت المواقف الأيديولوجية ليونِسكو عرضة للتأويل من اليمين واليسار على حد سواء، تماماً كما أثارت طريقته في الكتابة تساؤلات عميقة لدى النقاد المسرحيين. وقد استطاع أن يتملك الأساطير القديمة والثيمات التي تشكل الإرث البشري وأن يطوّعها لإدانة الصور المنمطة للحياة البرجوازية والواقع السائد.

جمع يونِسكو محاضراته ومقالاته ومحادثاته في كتاب أسماه «الملاحظات والملاحظات المضادة» Notes et contre-notes، كما دوّن مذكراته في كتابين: «يوميات مفتتة» Journal en miettes و«الحاضر الماضي، الماضي الحاضر» Présent passé, passé présent. انتخب يونِسكو عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1970، وتوقف عن الكتابة منذ الثمانينيات ليمضي معظم وقته في الرسم، وتوفي في باريس.

حنان قصاب حسن

مراجع للاستزادة:

 

- J. M. DOMENACH, Le Retour du tragique (Seuil, Paris 1967).

- P. VERNOIS, La Dynamique théâtrale d’Eugène Ionesco (Klincksieck 1991).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 656
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 542
الكل : 29620418
اليوم : 428

ليستر (جوزيف-)

ليستر (جوزيف ـ) (1827ـ 1912)   جوزيف ليستر Joseph Lister جراح إنكليزي يعود إليه الفضل في إيجاد مبادئ التطهير antisepsis في العمليات الجراحية وجعل نظافتها أمراً واقعاً. وقد أرسى هذا دعائم تطور الجراحة الحديثة، وخفف المضاعفات القيحية التي كانت تؤدي إلى الموت في أحيان كثيرة. كان جوزيف ليستر الابن الرابع لتاجر خمر ثري اتصف بالمعرفة، وتميز في علم الضوء. وكانت الأسرة تنتمي إلى طائفة الصحابيين Quaker’s البروتستنتية؛ لذا عاش الطفل وترعرع في جو صارم شديد التقيد بالمبادئ الأخلاقية. وعلى الرغم من أن جوزيف ليستر ترك هذه الطائفة فقد بقي متأثراً في كثير من طباعه وعاداته بمبادئها الأخلاقية والتربوية ولاسيما الجرأة والشجاعة في الدفاع عما يعتقده صواباً.
المزيد »