logo

logo

logo

logo

logo

هندنبورغ (باول فون-)

هندنبورغ (باول فون)

Hindenburg (Paul von-) - Hindenburg (Paul von-)

هندنبورغ (باول فون ـ)

(1847 ـ 1934)

 

باول فون هندنبورغ فيلد مارشال ألماني في الحرب العالمية الأولى، أصبح بعدها الرئيس الثاني لجمهورية ڤايمار Weimar. لم يحصل على أي مؤهلات عسكرية أو سياسية، إنما توصل إلى تلك المناصب السامية لشخصيته الطاغية وتفكيره الهادئ الرزين الذي ملأ به فراغاً كبيراً لدى الشعب الألماني الذي كان يتطلع إلى أب روحي في أزمته إبان الحرب وسنوات ما بعدها (1914-1933).

اسمه الكامل باول لودڤيغ هانس أنطون ڤون بينكِندورف وڤون هندنبورغ Paul  Ludwig Hans Anton von Beneckendorff und von Hindenburg وُلد في بلدة بوزن Posen البروسية (بوزنان Poznan التابعة لبولندا اليوم) متحدراً من أسرة أرستقراطية من طرف أبيه. والتحق بالجيش البروسي طالباً ضابطاً ولما يبلغ الحادية عشرة من العمر وخدم في الحرب البروسية - النمساوية سنة 1866 والحرب الألمانية - الفرنسية (1870-1871)، وتقلب في الرتب بمرور الزمن إلى أن تقاعد عام 1911 برتبة جنرال بعد خدمة مشرِّفة لم يحقق إبانها أي إنجاز مميز.

استدعي هندنبورغ إلى الخدمة ثانية في شهر آب/أغسطس عام 1914 ليعين الرئيس الاسمي للجنرال لودندورف[ر] Ludendorff الذي كان يعد أفضل استراتيجي مؤهل في الجيش الألماني، وكُلف طرد القوات الروسية من بروسيا الشرقية. وعلى الرغم من المنجزات التي حققها لودندورف - وكان صاحب الفضل الأول فيها- كان التقدير والتصفيق الجماهيري من نصيب هندنبورغ الذي اقترن اسمه بالصمود والصلابة. وسرعان ما طغت شخصيته بين الجماهير على شخصية الامبراطور غليوم (ڤيلهلم) الثاني نفسه[ر]، فرقي إلى رتبة فيلد مارشال عام 1914، وفي سنة 1916 استجاب الامبراطور للضغوط التي مورست عليه فعين هندنبورغ قائداً عاماً للقوات البرية الألمانية، وعَيَّن لودندورف مساعداً له. ولما لم يفلح الاثنان في كسب الحرب براً حاولا إكراه بريطانيا على الاستسلام بحرب غواصات شاملة وحصار كامل، وهذا ما أدى إلى دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب وهزيمة ألمانيا في خاتمة المطاف. ولما أقر الاثنان بالهزيمة تنصل هندنبورغ وألقي اللوم على لودندورف.

بعد الإطاحة بالقيصر غليوم الثاني تعاون هندنبورغ مع الحكومة الجمهورية الجديدة وأشرف على انسحاب القوات الألمانية من فرنسا وبلجيكا، كما أدارت أركانه عمليات القمع التي طالت القوى الراديكالية اليسارية في ألمانيا. وبعد إنجاز هذين الواجبين تقاعد هندنبورغ للمرة الثانية عام 1919 وعاش حياة هادئة في هانوڤر Hanover.

في نيسان/أبريل 1925 وبعد وفاة فريدريش إيبرت Friedrich Ebert انتُخب هندنبورغ رئيساً ثانياً للجمهورية، وعلى الرغم من جهره بميوله الملكية التزم بدستور الجمهورية. غير أن الجنرال كورت فون شلايشر Kurt von Schleicher الذي كان موضع ثقته، ومن أنصار الحكم المطلق راح يحضُّه على استغلال مكانته لكي تستقل الحكومة بالسلطة بعيداً عن تسلط البرلمان، غير أن هندنبورغ - على الرغم من تضجره من الأزمات الحكومية المتكررة - ظل يماطل خوفاً من أن يتخذ أي إجراء غير دستوري يزيد في مسؤولياته. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية وانقسام الحكومة عيّن حكومة جديدة على هواه من دون الحصول على ثقة الرايخستاغ (البرلمان) Reichstag، وفوض إلى المستشار هاينريش برونينغ Heinrich Brüning أمر حله إذا لم يتعاون معه، ووعد بفرض قانون الطوارئ في حال عدم تصديق البرلمان على القوانين. وقد تم حل البرلمان فعلاً عام 1930، وجرت انتخابات جديدة جاءت ببرلمان أقل تعاوناً من السابق وحل فيه حزب الاشتراكيين القوميين (النازي) بزعامة هتلر في المرتبة الثانية. وأصبحت البلاد تدار بمراسيم مذيلة بتوقيع المارشال. وزاد في الأزمة النفقات الكبيرة التي أكره الرئيس الحكومة على تخصيصها للجيش والبحرية، إضافة إلى انتشار البطالة والركود الاقتصادي.

لما انتهت مدة رئاسة هندنبورغ الأولى سنة 1932 فاز في الانتخابات مرة ثانية بصفته المرشح الوحيد القادر على هزيمة هتلر، وبدعم من الديموقراطيين الاجتماعيين والمركز الكاثوليكي، وليس من الدوائر القومية المنحازة إلى هتلر والتي كان هندنبورغ أقرب إليها.  وقد حذره الذين صوتوا له من النازيين الذين عرف عنهم عدم احترام  القانون وميلهم إلى العنف. ولكن الرئيس كان مقتنعاً بفوائد الحركة النازية وإن لم يكن يرتاح إليها، ويعتقد أن في مقدوره التوصل إلى تفاهم معها، غير أن النازيين كانوا يرون في برونينغ عائقاً يقف في طريق هذا التفاهم وألحّوا على المارشال لتنحيته.

تم بعد ذلك تشكيل حكومتين رأس أولاهما فرانتس فون پاپن Franz von Papen وترأس الثانية شلايشر، وتحت إصرار هتلر على تولي منصب المستشار في أي حكومة يشارك فيها حزبه تم تعيينه مستشاراً بعد انتخابات عام 1932على أن يكون فون بابن نائباً له. وبعد أن أخفق شلايشر في الحصول على ثقة البرلمان أُسقط في يد هندنبورغ وطلب منه تقديم استقالته. وفي 30 كانون الثاني/يناير 1933 عَيَّن هندنبورغ أدولف هتلر مستشاراً للحكومة الجديدة ولم يكن فيها سوى وزيرين من الحزب النازي أحدهما هِرمان غورِنغ Hermann Göring. وسرعان ما تم اغتيال فون پاپن، وانفرد هتلر بالسلطة السياسية المطلقة في البلاد بيد من حديد، واستطاع هندنبورغ أن يكيِّف نفسه مع الوضع الجديد فتحول إلى داعم لهتلر ومؤيد له، مع تنصله من كثير من التبعات التي ترتبت على سلوك هتلر والحزب النازي إلى أن توفي عام 1934. ومع ذلك ظل هندنبورغ شخصية قومية لها مكانتها لدى الشعب الألماني، ونال الكثير من الأوسمة، وترك مذكرات عنوانها: «نبذة عن حياتي» Aus meinem Leben ت(1920).

محمد وليد الجلاد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الحرب العالمية الأولى ـ فايمار (جمهورية ـ) ـ فردان (معركة ـ) ـ لودندورف (إريش ـ) ـ هتلر (أدولف ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

- EMIL LUDWIG, Hindenburg und die Sage von der Deutschen Revolution, (1935).

- JOHN W. WHEELER-BENNETT, The Wooden Titan, Hindenburg in Twenty Years of German History , 1914 - 1934  (William Morrow & Co 1967).

- TREVOR N. DUPUY, The Military Lives of Hindenburg and Ludendorff (1970).


التصنيف : الصناعة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 661
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 476
الكل : 31187043
اليوم : 12200

ابن هندو (علي بن الحسين)

ابن هِنْدُو (علي بن الحسين ـ) (335 ـ 423هـ/946 ـ 1031م)   أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو، من أكبر فلاسفة شرقي الدولة العربية الإسلامية في القرنين الرابع والخامس الهجريين، وهو أديب وشاعر أيضاً. عاصر البيروني وابن سينا وابن العميد.
المزيد »