logo

logo

logo

logo

logo

النباتي (الغطاء-)

نباتي (غطاء)

Vegetal cover - Couverture végétale

النباتي (الغطاء ـ)

 

الغطاء النباتي plant cover أو الأُخضورة vegetation مجموعة الأنواع النباتية التي تكوِّن أحد نماذج التجمعات النباتية مثل الغابة أو السهل أو السهبة steppe أو الساڤانا savane أو البراري prairies أو البادية أو الصحراء، وتضم مجموعة من النباتات المترابطة ببعضها ببعض من الناحية البيئية أكثر من ارتباطها ببعضها من الناحية التصنيفية. وهكذا تعكس الأُخضورة أو الغطاء النباتي الشروط البيئية المكوِّنة للموقع كالغابة أو البادية أو الصحراء.

الفرق بين الأُفلورة والأُخضورة

تُفَرِّق الدراسات النباتية المعمقة بين الأفلورة flora والأخضورة: فالأفلورة هي جرد بمجموعة النباتات الموجودة في مكان وزمن محددين، كما تمثل الطاقة التكوينية الوراثية (الجينومية) النباتية الطبيعية المميزة لبلد من البلدان، وهنا يجري الحديث عن الأفلورة السورية ـ على سبيل المثال ـ التي تضم جرداً بالأنواع النباتية الطبيعية التي تعكس التاريخ البيولوجي للمنطقة. وترتبط الدراسات الأفلورية بالتصنيف النباتي محدِدَةً الأنواع والفصائل والأجناس والرتب وروابطها التصنيفية، عاكسةً المراحل التاريخية النباتية التي مرّت على الموقع المدروس، في حين تعكس الدراسات الأخضورية الشروط البيئية الحالية المسيطرة على الموقع المدروس، وهكذا تمثل الأفلورة الخلاصة النباتية التاريخية للموقع، في حين تمثل الأخضورة قبل كل شيء المنعكس الحالي للوسط البيئي. وبهذه الطريقة يمكن للأنواع التصنيفية ذاتها أن تكَوِّن غابة رائعة الجمال عالية الأشجار إذا واتتها الشروط البيئية، أو تكَوِّن مجموعة شوكية إذا تعرّض الموقع للرعي الجائر على سبيل المثال. وهذا يعني أن النوع النباتي ليس هو المسؤول عن تكوين الغابة، بل إن ظروف الوسط بالدرجة الأولى هي المحدِّدة لشكل الأخضورة أو الغطاء النباتي.

يُعدّ مفهوما الأفلورة والأخضورة مفهومين مختلفين من بعض وجهات النظر، فهنالك مواقع غنية بالأفلورة فقيرة بالأخضورة مثل بادية الشام على سبيل المثال، فيها غزارة بالأنواع النباتية مصحوبة بفقر بالغطاء النباتي، وهنالك مواقع فقيرة بالأفلورة غنية بالأخضورة مثل الغابات الاسكندناڤية المكوَّنة من عدد محدود من الأنواع النباتية الشجرية المنتجة لغابة كثيفة الأشجار. وهنالك مواقع غنية بالأفلورة وغنية بالأخضورة مثل المناطق الاستوائية المكوَّنة من عدد كبير من الأنواع الشجرية المكوِّنة لغابة كثيفة الأشجار، يقرب إنتاجها من إنتاج الغابة الاسكندناڤية، وهنالك مواقع فقيرة بالأفلورة وفقيرة بالأخضورة مثل المناطق الصحراوية.

تعتمد دراسة الأخضورة أو الغطاء النباتي على الأشكال الظاهرية physionomy للتجمعات النباتية (الفيزيونوميا)، وتتوسع هذه الدراسة بالتعمق بدراسة التربة التي تشمل المكان الأرضي المفضّل الذي يمثل منطقة التقاء وسطين متباينين: أولهما يمثل النهاية القاسية للتربة ممثلة بالقشرة الترابية، وثانيهما ممثلاً ببداية الغلاف الجوي. ففي هذه المواقع تتشكل الأخضورات نتيجة لتفاعل الشروط الترابية من جهة مع الشروط المناخية من جهة ثانية. وهذا يعني قبول تشابه المشاهد النباتية كلما توازنت الصفات الترابية مع الظروف المناخية. تعدّ صفات التربة والمناخ ـ على المستوى المحلي ـ مرتبطة بالأشكال الحيوية الممثلة بالأشجار أو الأعشاب. وبالعكس، يحدد تنوع الوسط الترابي تغيّر النماذج الحيوية أكثر من التنوع المناخي، على مستوى الكرة الأرضية. وهكذا تتمركز التشكيلات الخضرية الكبرى في نطاقات مناخية كبرى. فالغابات المدارية الرطبة البرازيلية ـ على سبيل المثال ـ تشبه كثيراً غابات حوض الكونغو وإندونيسيا على الرغم من اختلاف الأنواع النباتية المكوِّنة لهذه المواقع. أي تتكون البنية الأخضورية نفسها في المناطق المناخية الواحدة على الرغم من تباين مكوناتها الأفلورية.

نماذج الغطاء النباتي أو نماذج الأخضورة

بدأت دراسة النماذج الأخضورية في مطلع القرن التاسع عشر معتمدة طريقتين: أولاهما ترتكز على درجة تغطية النبات لسطح التربة، وارتفاع الأشجار أو الأعشاب فوق سطح التربة وكثافتهما. وهكذا تُكَوِّن الأشجار المرتفعة والكثيفة الغابات، في حين تُكَوِّن النباتات العشبية السهول والسافانات. وثانيتهما ترتكز على كون الغطاء النباتي مغلقاً أو مفتوحاً، أي متراص المكونات أو متباعدها. وهنالك طريقة ثالثة تعتمد على دوام خضرة الغطاء النباتي المحتفظ بأوراقه أو الذي يسقطها في الفصول الحرجة. وثمة طريقة رابعة تعتمد على تأثر الغطاء النباتي بالغيوم أو رطوبة البحر مكوِّنة غطاءً غيميا nebelwalder أو رطباً humides أوجافاً. لذا يتطلب تنوع نماذج الغطاء النباتي شرح كل منها.

صفات الغطاء النباتي العشبي والشجري

تعالج الدراسات الدارجة هذه الموضوعات بيسر، مميزة بين الأشجار والأعشاب مهملة الأغطية النباتية الطبيعية الواقعة بينهما.

فالعشب herb نبات أخضر ذو ساق رخوة، يعمّر سنة واحدة أو جزءاً من السنة، وينطلق نموه من سطح الأرض كل سنة ولا يرتفع كالأشجار، قليل النسج المتخشبة التراكمية. وهو إما حولي annual أو صيفي therophyte، ينجز دورة حياته الكاملة من البذرة إلى البذرة في أقل من سنة، لا بل في بضعة أسابيع في بعض الأحيان. وهكذا يكون الغطاء النباتي العشبي سريع الزوال مهما بلغت كثافته وهذه صفة مميزة للغطاء النباتي العشبي في البادية.

أما مناطق البراري والسهوب والمروج فيكون غطاؤها النباتي عشبياً ثنائي الحول biannual أو نصف مختف hémicryptophyte محتفظاً ببراعم استعاضة نائمة واقعة تحت سطح التربة، ومحاطة في أغلب الأحيان بأوراق واقية نشطة أو جافة.

تُميّز في النباتات العشبية ثلاثة أنماط: النباتات الصيفية، والنباتات المختفية (التي تضم النباتات الأرضية géophytes والنباتات الغدرانية hélophytes والنباتات المائية hydrophytes)، والنباتات نصف المختفية التي تمكث في الأرض طوال أيام السنة ممثلة ببضعة أوراق لا تحجبها إلا التغطية بالثلوج في بعض الأحيان. وفي كل الأحوال تبقى الكتلة الحيوية biomasse للغطاء النباتي العشبي سريعة الزوال.

 أما الشجرة فهي نبات معمّر، تكوِّن سوقه كل سنة مادة الخشب الصلبة القادرة على حمل عدد كبير من الفروع والأغصان التي يستمر نموها طوال السنة تقريباً، ولا تظهر التغيّرات الفصلية إلا بظهور الأوراق والأزهار والثمار. وتسمى الأشجار في التصانيف البيولوجية بالنباتات الظاهرة phanerophytes التي تمثل أشكالاً نباتية تكون براعم تجددها على ارتفاع يزيد على 25سم فوق سطح التربة. وهكذا تمثل الغابة غطاءً نباتياً دائم الإقامة في المكان على مدار السنة، غير متأثر بالتغيرات المناخية الفصلية إلاّ بغياب الأوراق والأزهار والثمار في الفصول الحرجة من السنة. وقد لا يقتصر بناء الغابة على الأشجار بل قد تضم نباتات عشبية كبيرة الأبعاد، مثل الخيزران أو بعض نباتات الفصيلة الصبارية [ر]Cactaceae أو النباتات العارشة lianes والمتسلقة [ر]، فإذا كانت جميع الأشجار مكوَّنة من نباتات ظاهرة (فانيروفيت) فليست كل النباتات الظاهرة مكوَّنة من الأشجار.

فغابات الموز تتكون من أعشاب كبيرة غير متخشبة تتوضع براعم استعاضتها فوق سطح التربة، وهكذا ليست كل الغابات مكونة من أشجار متخشبة.

صفات الغطاء النباتي المفتوح والغطاء النباتي المغلق

تُطلق تسمية الغطاء النباتي المغلق fermée عندما تغطي أجزاؤه الهوائية سطح التربة على نحو مستمر. مثلها مثل الغابات المدارية التي تنبت تحت أشجارها نباتات أليفات الظل sciaphiles دائمة الخضرة محرومة من الأشعة الشمسية المباشرة. وبالعكس، تُطلق تسمية الغطاء النباتي المفتوح عندما تتمكن حزم من الأشعة الشمسية من الوصول إلى سطح التربة باستمرار، مكوِّنة غابات معرَّضة لانجراف التربة، كما في المناطق الجافة أو مناطق المنحدرات الجبلية.

صفات الغطاء النباتي دائم الخضرة والغطاء النباتي متساقط الأوراق

من الأغطية النباتية (أو الأخضورات) ما تحتفظ بأوراقها الخضراء على مدار السنة، ومنها ما تقتصر خضرة أوراقها على الفصول المناسبة. فغالبية أشجار النباتات عريانات البذور دائمة الخضرة، في حين تضم النباتات مغلفات البذور مجموعات شجرية دائمة الخضرة وأخرى تسقط أوراقها في الفصول الحرجة.

تتميز المناطق الاستوائية بدوام الرطوبة وثبات الحرارة، وهذا ما يساعد على دوام الأوراق على الأشجار عدة سنوات بمعدل سنتين أو ثلاث سنوات. ولكن دوام خضرة الغابات ليس وقفاً على المناطق الاستوائية، فهو متوافر في عدد كبير من النماذج المناخية الحارة والباردة، والجافة والرطبة. وهكذا يمثل دوام الخضرة إرثاً شكلياً لبعض نباتات حوض البحر المتوسط والمناطق القارية والمناطق المرتفعة الجبلية، وهو يمثل تكيّف بعض الأشجار للعيش في الظروف غير الملائمة.

تصنيف أنماط الغطاء النباتي أو الأخضورة

تتطلب مقارنة أنماط الأخضورة على الصعيد العالمي - كما تتطلب إقامة الخرائط النباتية - توحيد المصطلحات المستعملة في هذا المجال. ويعدّ تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) unesco من أفضل التصانيف المعتمدة في هذا المجال الذي يضم خمسة صفوف تُقسم هي أيضاً إلى قرابة خمسة عشر صفيفاً، ويقسم كل صفيف منها إلى مجموعات وتشكيلات صغرى، ويقسِّم علماء الأخضورة الكنديون نماذج الغطاء النباتي إلى عشرين صفاً.

وللتبسيط تُقسم الأغطية النباتية إلى أغطية نباتية مغلقة وأغطية نباتية مفتوحة.

المجموعة الأولى: مجموعة الأغطية النباتية المغلقة وتضم زمرتين:

أ ـ زمرة الغابات دائمة الخضرة وتشمل:

1ـ الغابة الظليلة المدارية: تنتشر هذه الغابة في المنطقة الاستوائية والمدارية في ثلاثة مواقع: في الأمازون جنوب خط الاستواء وفي إفريقيا وفي جنوبي آسيا وإندونيسيا. تُضاف إليها بعض المناطق الساحلية مثل الشاطئ الغربي من الهند، والساحل الشرقي من مدغشقر، والضفاف الشرقية لسيرا دومار serra do Mar في البرازيل.

2ـ الغابة الشمالية: وهي مكوَّنة غالباً من مخروطيات إبرية ويسميها بعضهم تايغا taiga، وهي منتشرة في أمريكا الشمالية والأوراسيا ما بين خطي عرض 45 -50 درجة شمالاً، وتمثل قرابة 30% من مساحة غابات العالم. تتخللها بعض أنواع الأشجار المورقة: مثل الحور والصفصاف والبتولة Betula والمغث Alnus والغبيراء Sorbus. كما تكثر فيها الغابات أحادية النوع النادرة في المحيط الحيوي [ر] biosphere. تحدها شمالاً التوندرة [ر]، أما حدودها الجنوبية فهي أكثر تعقيداً: ففي أوربا الوسطى والغربية تنتشر غابات الأشجار متساقطة الأوراق، وفي شرق أوربا وسيبيريا الوسطى والشرقية ينتشر غطاء نباتي خليط من المخروطيات [ر] ومتساقطات الأوراق، وفي سيبيريا الغربية تدخل غابة المخروطيات مباشرة مع الغطاء النباتي المكوَّن من البراري (المروج). وفي أمريكا الشمالية تكون الأمور أعقد: فمن الشرق إلى الغرب يتكرر الترتيب السابق، ولكن بطريقة معكوسة مكونة غابة هدسون، تليها غابة خليطة، تليها غابة متساقطة الأوراق والبراري والسهوب الصخرية الأمريكية الشرقية والوسطى.

 3ـ الغابة المتوسطية: تنتشر الغابة المتوسطية في خمس مناطق من العالم: حوض المتوسط، وكاليفورنيا المركزية، وشيلي المركزية، وجنوب غربي إفريقيا الجنوبية، وجنوب غربي أستراليا. وهي غابة أشجارها كثيرة الفروع، أوراقها صغيرة جلدية لامعة ودائمة تسمى الغابة القاسية، وهي متكيفة مع النظام المطري السائد في حوض البحر المتوسط والمتميز بصيفه الحار والجاف وشتائه البارد الماطر. تنتشر الغابات المتوسطية بين خطي عرض 30 ـ 45 درجة في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي محتلة الجهات الغربية من القارة. وهي غابة واسعة الانتشار في محيط حوض البحر المتوسط تختلف مكوناتها الأطلسية الغربية البرتغالية عن الغابة الجنوبية، والشرق أوسطية، وغابة شمالي إفريقيا. وقد تأثر هذا الغطاء النباتي بالفعاليات الإنسانية عبر التاريخ وتردت مكوناته، فتحول إلى غابات قزمية مفتوحة بطيئة النمو تُعرف بالفرنسية ماكي maquis نتيجة الاحتطاب الجائر، و غاريغ garrigue نتيجة الإصابة بالحريق، وتُسمّى شابارال chaparral في كاليفورنيا حيث تنمو أشجار السيكوايا Sequoias، وماتورال matorral في شيلي، وميليسكراب malee-scrub في أستراليا حيث تنمو أشجار الأوكاليبتوس العملاق Eucalyptus regnans المتكيف مع الجفاف والذي يصل ارتفاع أشجاره إلى 120متراً.

4ـ غابة المحيط الهاديء في كندا: تشبه الغابة المدارية، مكونة من مخروطيات عريضة الإبر، متجانسة ممتدة على طول3500كم من شمالي ألاسكا إلى جنوبيّها.

5ـ الغابات دائمة الخضرة في المناطق المعتدلة في نصف الكرة الجنوبي: تنتشر هذه الغابة في الشيلي ما بين خطي عرض 38 ـ 53 درجة جنوباً في نيوزيلندا وخط عرض 36 إلى 45 درجة جنوباً في تسمانيا.

ب ـ زمرة الأغطية النباتية متساقطة الأوراق والغابات المختلطة: تنتشر هذه النماذج من الغابات في مناطق الكرة الأرضية المناخية جميعها، وتتميز بتغيّر مظاهرها الخارجية الممثلة بسقوط أوراقها كل سنة في الفصول الحرجة الممثلة بالجفاف أوشدة البرودة وهي تشمل:

1ـ الغابات المدارية الفصلية: تنتشر هذه الغابات في المناطق المدارية ذات الفصول الجافة، من أسمائها الغابات أليفة المدار أو المتساقطات أو الموسمية. توجد في زائير وزامبيا في الجنوب من الكرة الأرضية، وفي جنوب شرقي آسيا في برمانيا والهند الصينية والهند، وفي أمريكا شمالي غابات الأمازون في البرازيل وجنوبيّها.

2ـ الغابات المعتدلة المختلطة متساقطة الأوراق: تنتشر في المناطق المعتدلة المتأثرة بالنشاطات الإنسانية وهي تمتد من غربي أمريكا إلى الصين. تضم الأشجار متساقطة الأوراق وفي طليعتها الزان الحرجي Fagus sylvestris، والكستناء في أوربا وتركيا، والبلوط البواسيري Quercus boissieri، والقيقب Acer في شرق المتوسط، والجنكو ثنائي الفص Ginkgo biloba في الصين، إضافة إلى عدد من الأشجار دائمة الخضرة.

 3ـ الأغطية العشبية المغلقة الصافية أو المشجرة: من نماذجها الساڤانا [ر] حيث الأشجار تتخللها النجيليات، والبراري أو المروج الخالية من الأشجار.

4ـ العبور من الغابات إلى البراري في المناطق المعتدلة: منتشر في وسط الولايات المتحدة وأوربا وآسيا حيث تحلّ الأعشاب محل الأشجار بتزايد طول الفصول الجافة.

5 ـ العبور من الغابة إلى الساڤانا في المناطق المدارية: منتشر في المناطق التي سادت فيها الفعاليات الإنسانية.

6ـ البراري: تتميز بارتفاع أعشابها وبخلوها من الأشجار. تحتل مساحات شاسعة من المناطق المعتدلة. تنتشر في أمريكا الشمالية بسبب ارتفاع الجبال الغربية، وتمتد بعرض 300 إلى 800كم من أواسط كندا إلى تكساس، وهي تتمثل في روسيا بعرض يراوح بين 200 ـ700كم. وفي القسم الجنوبي من الكرة الأرضية ببامبا Pampa في الأرجنتين وجنوبي إفريقيا ونيوزيلندا

7ـ الساڤانات: ومنها ضروب الساڤانا العشبية حيث تتمركز الأشجار على ضفاف الأنهار. والساڤانات الشجرية المنتشرة من غينيا إلى السودان وفي إفريقيا الجنوبية وفي مدغشقر وفي شرقي أستراليا وغربيها وجنوبي أمريكا.

المجموعة الثانية: مجموعة الأغطية النباتية المفتوحة  

 منتشرة في جميع مناطق الكرة الأرضية ما عدا المنطقة المدارية الرطبة، متأثرة بالجفاف في المناطق الحارة، وبالبرودة في المناطق الرطبة، وبالحرارة والرطوبة في المناطق القارية. الأمر الذي يستدعي وجود غطاء نباتي مفتوح شجري أو عشبي. ومثالها:

1ـ الأغطية النباتية الشوكية في المناطق الحارة: تنتشر في المناطق الحارة بعد الساڤانات الشجرية أو العشبية وفي المناطق شبه الجافة والصحراوية مُكَوَّنَة من جنبات شوكية، من أسمائها: غابات شوكية، وعيص شوكية، وأحراج شوكية، وهي مكونة من أفراد نباتية متباعدة تتخللها نباتات عشبية. تفقد هذه الأغطية النباتية أوراقها في الفصول الجافة الطويلة، وتجف كل السطوح العشبية، وهي تتمثل بكاكتوس (صبار) أمريكا، وفربيون إفريقيا، وكاتنغا caatinga شمال شرقي البرازيل، وكاكتوس شمال شرقي المكسيك، ودورنفيلد dornveld جنوبي إفريقيا، والسهل Sahel الممتد من موريتانيا إلى الصومال، وأجمات الألوة brousse a aloe في مدغشقر، وعيص المولغا mulga scrub في أستراليا.

2ـ السهوب القارية المعتدلة: يحتلها غطاء نباتي مفتوح عشبي يلي البراري أو المروج المتوسطية دائمة الخضرة، وهي منتشرة في روسيا والصين والأرجنتين.

3ـ الأغطية النباتية المتقطعة شبه الصحراوية: تتميز بتباعد المسافة بين أفراد النبات، وكثرة الأنواع الصيفية سريعة حلقة النمو، وصغر أوراق النباتات المتخشبة، والتزود بجذور عمودية طويلة تصل إلى مستوى المياه الجوفية مكونة النباتات الفراتية phréatophytes. تسيطر على الغطاء النباتي المتقطع العوامل الترابية: ففي المناطق الصخرية تنمو النباتات البدينة المختزنة للماء مع بعض الحوليات، وفي المناطق الرملية تنمو النباتات أليفات الرمال psammophiles المتحركة، وفي الترب الملحية تنمو المعمرات أليفات الملوحة halophiles مع قليل من الحوليات.

4ـ التوندرة [ر]: تنمو في المناطق القطبية متكيفة مع شدة برد الشتاء وطول مدته وسيطرة النماذج النباتية العشبية.

الأغطية النباتية المجاورة للضفاف المائية: تتأثر الأغطية النباتية المجاورة للضفاف المائية بفترة الغمر بالماء وبدرجة الملوحة مكونة المجموعات الآتية: المجموعة الأولى تحيط بالشواطئ البحرية، والمجموعة الثانية تحيط بضفاف المياه العذبة، والمجموعة الثالثة تتمثل بالمواقع الجبلية.

المجموعة الأولى تضم الأغطية النباتية الشطية المرتبطة بتعاقب المد والجزر واختلاف فترة الغمر بماء البحر، وتُميّز فيها الزمر الآتية:

أولاً: مواقع تُغمر مدة أكثر من ست ساعات في اليوم حيث تسيطر على غطائها النباتي الطحالب التي تتركها مياه المد والجزر، وهي تقسم إلى مواقع دافئة مشمسة قريبة من خط الاستواء، ومواقع شمالية باردة قليلة التعرض للشمس غنية بالمواد المغذية. فالماء البارد في التوندرة القطبية يحوي من العوالق أكثر مما تحويه عوالق المناطق المدارية بعشرين في المئة.

ثانياً: مواقع تُغمر مدة أقل من ست ساعات في اليوم ويُميّز فيها نموذجان مرتبطان بخطوط العرض: المنغروف mangroves المنتشرة في المناطق المدارية الحارة، والسبخات البحرية marais maritimes المنتشرة في المناطق الباردة.

المنغروفات: نماذج من الأغطية النباتية الشجرية المتجانسة من الناحية النباتية والمتميزة بالصفات الآتية: جذور عكازية تمكن الأشجار من النمو في الوحل المهلهل، وجذور تنفسية pneumatophores تمكن من الحصول على التهوية المناسبة، وولودية viviparité بذرية ممثلة بنمو الأجنة، وتكوين البادرات قبل انفصالها عن الأشجار الأمهات.

السبخات البحرية: المكونة من نباتات قصيرة القامة، ملحية بدينة شطية، تتخللها حوليات عشبية قليلة التنوع، منتشرة في المناطق المعتدلة والباردة.

تدعى المواقع الشديدة ملوحة الماء والتي يغطيها المد والجزر بالسليق slikke، وهي تضم النجيليات من أجناس السبارتينا Spartina والسرمقيات من أجناس قرن الملح Salicornia والسالسولا Salsola والسويدا Soueda.

وتدعى المواقع الشديدة ملوحة الماء والتي يغطيها المد والجزر بالوحل، وهي تضم لسان الحمل Plantago والتريغلوكين Triglochin من الفصيلة الجونكاجيناسية Juncaginaceae. ويليها القصب والسوسن دليلاً على عذوبة الماء.

وتنبت في مناطق الكثبان الرملية نجيليات متخصصة من أجناس: حب البر Agropyrum وأليف الرمال Ammophila واليلموس Elymus المثبتة للرمال المتحركة.  

المجموعة الثانية تضم الأغطية النباتية المرتبطة بالمياه العذبة. ففي المياه الصافية الراكدة ينبت عدس الماء Lemna والنيلوفر Nuphar والتيفة Typha والبوط Butomus.

المجموعة الثالثة تضم الأغطية النباتية الجبلية. تأخذ أشكالاً وسادية (مخدات) شوكية من القتاد (أستراغال) Astragalus

خرائط الغطاء النباتي

يمثل الغطاء النباتي صورة أساسية تحدد إمكانات الوسط الطبيعي. ويتوجه العاملون في الجغرافيا النباتية إلى إقامة نموذجين من الخرائط النباتية: خرائط الزمر النباتية، وخرائط الغطاء النباتي أو الأخضورة.

1ـ خرائط الزمر النباتية: وهي خرائط عالية المقاييس من مرتبة 1/20.000 وما فوق ذلك. وتركز على تحديد المكونات الأفلورية للغطاء النباتي دالة على المجموعات النباتية التي يعيش بعضها مع بعض، ممثلة بالأجناس والأنواع المكونة للغطاء النباتي، دون دراسة درجات التنافس بينها. فهذه الأنواع مرتبطة بالشروط المناخية المحلية ومتأثرة بعوامل عدة مثل درجة حموضة التربة ومحتواها الكلسي. وتقام هذه الخرائط القليلة العدد وفق طريقة مدرسة زوريخ ـ مونبيليه المحددة للأنواع الرئيسة والأنواع الثانوية.

2ـ خرائط الغطاء النباتي أو الأخضورة: وهي خرائط صغيرة المقاييس من مرتبة 1/10.000 أو أصغر ما دون ذلك. وتركز على تحديد الطوابق النباتية المكونة للغطاء النباتي محددة دوام أوراق الغطاء النباتي أو سقوطها، وهكذا يمثل الغطاء النباتي بالنوع المسيطر مثل قولنا غابة سنديان أو بلوط أو خروب دون ذكر الأنواع الثانوية. ويعد الغطاء النباتي أو الأخضورة أفضل جامع أو معبر عن الشروط الطبيعية القديمة والحالية من ناحية أولى، كما يعدّ أفضل كاشف لآثار الأعمال الإنسانية من ناحية ثانية.

أنور الخطيب

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الاجتماع النباتي (علم ـ) ـ التربة ـ التوندرة ـ الجبال ـ الجغرافيا الحيوية ـ الغابات ـ الساڤانا ـ السهوب ـ الصحراء.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- H.VALTER, Vegetation of the Earth ( London 1973).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 434
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1073
الكل : 45622503
اليوم : 23186

قاسم بن محمد بن ثاني

المزيد »