logo

logo

logo

logo

logo

هرات

هرات

Herat - Hérat

هرات

 

تقع مدينة هرات Herat في شمال غربي أفغانستان[ر]، وهي عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، يعتقد بأنها تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي، وقد جعلها القائد المغولي تيمورلنك عاصمة لدولته عام 1381م، وتحولت المدينة بعد ذلك إلى أحد أهم المراكز العلمية والثقافية، استولى الأفغان عليها عام 1749. تقترب هرات من حدود إيران، تجاورها محافظات فراه وغوربا دغيس. تعد إلى جانب كابل العاصمة من أهم المراكز البشرية في أفغانستان، كما تعد أحد المراكز المدنية الاقتصادية والتجارية المهمة، وكذلك مركزاً ثقافياً إسلامياً مهماً.

لمحة تاريخية:

حظيت هرات بمكانة مرموقة في عهد الدولة الإسلامية، وقت غناها وازدهارها، إذ تناول كتابة تاريخها كثير من المؤرخين المسلمين، كما كتب عنها وعن موقعها كثير من الجغرافيين أمثال المقدسي وابن حوقل والاصطخري وياقوت الحموي وغيرهم. عدَّها المقدسي من القصبات التي هي أقل شأناً من الأمصار ويقول الاصطخري عنها: «أما هرات فإنها مدينة عليها سور وثيق وحواليها ماء وداخلها مدينة عامرة ولها ربض وفي مدينتها قلعة ومسجد ودار الإمارة خارج الحصن… منقطع عن المدينة بينه وبينها أقل من ثلث فرسخ… ولمدينتها الداخلية أربعة أبواب، واحد منها من حديد، وعلى كل باب سوق وفي داخل المدينة والربض مياه جارية… وخارج الحصن جدار يطوق الحصن كله، أطول من قامة… والمسجد الجامع من المدينة في وسطها وحواليها أسواق… وسائر المساجد بهذه الأماكن، إنما ينتابها الناس في الجمعات»، ويذكرها ابن حوقل حيث يشير إلى خرابها

الجامع الكبير في هرات

ودمارها فيقول :«هرات: كان عليها حصار وثيق ومن داخلها القهندذ (قلعة) ولمدينتها الداخلية أربعة أبواب… وللحصن أربعة أبواب، وعليها سور. ثم ظفر بها الأشعث بن محمد صاحب خراسان فأمر أن يلحق سورها بالحضيض، وأقام عليه من طمس آثاره، فكأنه لم ير قط سور، يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: «هرات: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان. مدينة لا أجل ولا أعظم ولا أفخم ولا أحسن ولا أكثر أهلاً منها، فيها بساتين كثيرة، ومياه وفيرة، وخيرات كثيرة، محشوة بالعلماء ومملوءة بأهل الفضل والثراء، وقد أصابتها عين الزمان، ونكبتها طوارق الحدثان، وجاءها الكفار من التتر، فخربوها حتى أدخلوها في خبر كان فإنا لله وإنا إليه راجعون» يذكر عن هرات كما وصفها الجاحظ «بأن أهلها أهل حسد، ليسوا من أهل الأدب، وفيها جماعات من الرجال لقبوا بألقاب متنوعة… أطلقها عليهم كتاب يعادون أهل هذه المدينة».

 كانت هرات مشهورة بصناعة الحلويات في بلاد فارس وصناعة الديباج والزبيب وبالصناعات النسيجية وصناعة الأسلحة من الحديد على الطريقة الهندية حيث كان يصنع على شكل سبائك وأسلحة تعد للتصدير، كما كانت تشتهر بالصناعة القطنية حيث كان النسيج يزين بالصور والمزركشات.

حال موقع هرات في منطقة جبلية دون توسعها وامتدادها، وماتزال المدينة القديمة تحافظ على كثير من معالمها الإسلامية بالرغم من أن العمران الحديث بدأ ينشط بجوار القديم، ولكن نموها العمراني بطيء جداً بسبب كثرة الحروب والمشكلات الاقتصادية التي تعتري سكانها، إذ يعيش أكثر من 50% منهم دون خط الفقر، لكن موقعها على الطرق التجارية البرية بين بلاد فارس والهند والصين وأوربا جعلها مدينة تجارية فهي عقدة مواصلات مهمة، ولاتزال الطرق بينها وبين تركمانستان وكذلك إيران مهمة ونشيطة.

حصن هرات

تختلف المصادر التي تشير إلى أعداد السكان وتطورهم في هذه المدينة، حيث تشير بعض هذه المصادر إلى أن عدد سكان المدينة كان نحو 249 ألف نسمة في عام 2000، وهناك مصادر أخرى تقول: إن عدد سكان مدينة هرات نحو 170 ألف نسمة، وعموماً من الصعب جداً تحديد عدد سكان مدينة هرات أو أي من المدن الأفغانية؛ لأنه لا توجد إحصاءات رسمية ولا تعدادات سكانية في أفغانستان، وأن هذه الأرقام لا تخرج عن كونها تقديرات تفتقر إلى الصحة والدقة؛ لأن الحرب التي تعصف بالدولة منذ نحو نصف قرن تحول دون ذلك، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإن التقديرات تحسب عدد سكان الضواحي القريبة من المدينة من تعداد سكان المدينة.

يرجع سكان هرات إلى أصول طاجيكية وفارسية، وتعد هرات ثاني مدينة في أفغانستان من حيث أهميتها الاقتصادية والتجارية والعلمية، حيث توجد فيها مبانٍ تاريخية عديدة، دمر كثير منها في الصراعات العديدة التي قامت فيها في العقود الأخيرة، كما تعد مركزاً ثقافياً متميزاً إذ توجد فيها إحدى أهم الجامعات الأفغانية، ومن أهم معالم المدينة السور القديم وبواباتها القديمة والأضرحة الإسلامية والجامع الكبير، وتعد هرات السوق الرئيس لتصريف منتجات الحبوب والفواكه والخضراوات ومنتجات الأغنام للمناطق المجاورة.

محمد صافيتا

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ إيوجين فيرت، دراسات جغرافية ألمانية حول الشرق الأوسط، تحرير وترجمة: فؤاد إبراهيم محمد الحجيري ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1983).

ـ شاكر مصطفى، المدن في الإسلام حتى العصر العثماني (دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق 1997).

ـ محمد توفيق سماق، الموسوعة الدولية للعالم أواخر القرن العشرين (مطبعة الآداب والعلوم، دمشق 1998).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 421
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 540
الكل : 30963594
اليوم : 19395

التمويل الذاتي

التمويل الذاتي   يُعرَّف التمويل بصورة عامة، بأنّه عملية تكوين المخصصات النقدية المتاحة وتوزيعها واستخدامها لضمان استمرار عملية إعادة الإنتاج على مستوى الاقتصاد الوطني ومستوى المنشأة الإنتاجية أو الخدمية. أو بكلمة أخرى، يفترض الأخذ بمفهوم واحد لمصطلح «التمويل» في لغة الاقتصاد، بوصفه تأمين التمويل اللازم من مصادر متنوعة في صورة قيم نقدية أو عينية ذات قيمة نقدية، واستخدامها في تكوين القيم المادية والحفاظ على استمراريتها.
المزيد »