logo

logo

logo

logo

logo

هوليوود

هوليوود

Hollywood - Hollywood

هوليوود

 

هوليوود Hollywood منطقة تقع في شمال غربي مدينة لوس أنجلوس Los Angeles بولاية كاليفورنيا California الأمريكية، وتعد مركز الصناعة السينمائية الأمريكية.

تم تصوير أول فيلم في هوليوود عام 1908، حين قدمت إليها من شيكاغو Chicago مجموعة تصوير تابعة لشركة سينمائية صغيرة من أجل التقاط المشاهد الخارجية لفيلم «الكونت دي مونت كريستو» Conte de Monte-Cristo. في بداية العقد الثاني من القرن العشرين انتقل إلى هوليوود عدد من الشركات السينمائية الصغيرة الطامحة إلى الخلاص من سطوة الشركة السينمائية التي كان توماس إديسون Thomas Edison قد أسسها وهي شركة Motion Picture Patents Company (MPPC)، التي كانت تحتكر إنتاج الأفلام وتوزيعها في الولايات المتحدة الأمريكية بموجب براءة اختراع آلة العرض السينمائية التي ابتكرها إديسون.

وبالتدريج بدأ المخرجون والممثلون والفنيون التقنيون، وغيرهم من العاملين في المجال السينمائي يتوافدون إلى هوليوود، مما شكل قاعدة إنتاجية عريضة للصناعة السينمائية. فقد هيأت الظروف المناخية لهوليوود طبيعة غنية متنوعة، فهي تقع على نقاط التقاء البحر والصحراء والحقول المشجرة، إضافة إلى أنها تتمتع بشمس ساطعة على مدار العام تقريباً، مما أهلها لأن تكون مكاناً نموذجياً للتصوير السينمائي، ولأن تصبح مركز الصناعة السينمائية في أمريكا حتى بعد إلغاء احتكار (MPPC) عام 1915.

بدأت صناعة السينما الأمريكية منذ ذلك الحين تتوسع وتمتد وتدر على العاملين فيها أرباحاً كبيرة، مما أدى إلى نمو تدريجي للشركات السينمائية حيث تحول بعضها إلى شركات ضخمة ما تزال قائمة حتى اليوم، مثل: «فوكس» التي أصبحت لاحقاً «فوكس للقرن العشرين» Twentieth-Century Fox، و«مترو غولدوين ماير» Metro-Goldwyn-Mayer، و«بارامَونت» Paramount، و«(ر.ك. و) راديو كيث أورفيوم» RKO (Radio-Keith-Orpheum)، و«الإخـوة وارنـر» Warner Brothers، و«يونيفرسال» Universal، و«كولومبيا» Columbia، و«الفنانون المتحدون» United Artists.

تسببت الحرب العالمية الأولى بكساد السينما الأوربية وتراجعها مما أشرع الأبواب أمام شركات هوليوود لاحتلال السوق العالمية.

علامة هوليوود

في عشرينيات القرن العشرين نمت في هوليوود قاعدة تقنية سينمائية متقدمة بالنسبة إلى ذلك العصر، وولد ما يعرف بـ(نظام النجوم) star system، ويقصد به أولئك الممثلون الذين كانوا يستطيعون بأسمائهم فحسب جلب الجمهور إلى صالات العرض، مثل تشارلي شابلن [ر] Charlie Chaplin، وماري بيكفورد Mary Pickford، ودوغلاس فيربانكس [ر] Douglas Fairbanks، وغريتا غاربو [ر] Greta Garbo، ورودولف فالنتينو [ر] Rudolph Valentino، وغيرهم.

تطلب التطور المتسارع للصناعة السينمائية، وأجواء المزاحمة الحادة رساميل ضخمة لم يكن باستطاعة الشركات السينمائية أن توفرها وحدها، ولهذا اتجهت إلى بيوت المال والمصارف و«البنوك» الكبرى. وهكذا أصبحت هوليوود من الناحيتين الاقتصادية والإيديولوجية واقعة عملياً تحت رحمة رأس المال. وقد أدى هذا ـ أي التعامل مع الفيلـم السينمائي على أنه سلعة تجاريـة فحسب ـ إلى ظهور أفلام متشابهة، تتكرر فيها الحبكات والمواقف في خطوطها الرئيسة، ضمن أجناس فنية ثابتة: الكوميديا، الميلودراما، أفلام الغرب، أفلام المغامرات والأفلام التاريخية. وقاد تأثير الممولين المتعاظم في الصورة النهائية للفيلم إلى انحسار دور المخرج وطاقمه الفني وتقدم دور المنتج والنجم السينمائي.

كذلك تم إرساء آليات محكمة لكتابة النصوص السينمائية وإنتاج الأفلام ضمن الأجناس الفنية المشار إليها آنفاً. وتم في بداية الثلاثينيات إقرار أنظمة خاصة للرقابة السينمائية أطلق عليها اسم «قانون هَيز» Code Hays.

تراجعت في النصف الثاني من عشرينيات القرن العشرين عروض الصالات، وقامت شركة «الإخوة وارنر» بشراء حقوق أجهزة صوتية من شركة Bell Telephone Company بحثاً عن أساليب جديدة لجذب الجمهور، وظهر في عام 1927 فيلم «مغني الجاز» The Jazz Singer الناطق الحافل بالموسيقى والحوارات والمؤثرات الصوتية. وقد أعاد ظهور الصوت الجمهور إلى السينما وضاعف إيرادات صالات العرض بين عامي 1927ـ1929. ومع ظهور الصوت ظهر جنس فني جديد هو الأفلام الموسيقية الغنائية musical.

جذبت هوليوود اهتمام الجماهير، ليس بأفلامها فحسب، وإنما بقصص فنانيها ونمط حياة نجومها كما تصورها وسائل الإعلام.

بلغ إنتاج الشركات السينمائية الكبرى في هوليوود في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن العشرين ما يقارب 500 فيلم في العام، ولكنها عانت بعد الحرب العالمية الثانية بعض الصعوبات، ففي عام 1948 صدر قانون يحظر على الشركات السينمائية الجمع ما بين إنتاج الأفلام وتوزيعها، مما أضعف نفوذ هذه الشركات في السوق السينمائية، وقلص احتكارها.

كذلك أدت الحملة المكارثية McCarthyism ضد السينمائيين اليساريين والتقدميين إلى خسارة الإنتاج السينمائي عدداً من الكتاب والمخرجين والممثلين الموهوبين، وإلى افتقار دور العرض إلى أفلام جريئة تطرح مشكلات اجتماعية وسياسية وإنسانية مهمة.

ظهرت في خمسينيات القرن العشرين شركات سينمائية صغيرة ومستقلة، فتحت أبوابها للسينمائيين الساخطين على نظم هوليوود الصارمة وأطرها الضيقة. وقد أدى هذا كله إلى تراخي قبضة هوليوود على الإنتاج السينمائي الأمريكي، وتراجع عروض الأفلام من حيث عدد الحضور. وقد عمق هذه الأزمةَ ظهورُ التلفاز منافساً خطيراً لصالة العرض السينمائية، فوضع الإنتاج السينمائي تحت شارة الخطر. وتضاعف بين عامي 1948ـ 1952 عدد أجهزة التلفاز في الولايات المتحدة ستين مرة، وانتشرت في أنحاء البلاد ملايين الأجهزة، في حين لم يصل عدد البطاقات المباعة في صالات السينما إلى ثلاثة مليارات بطاقة بعد أن وصل إلى خمسة مليارات بطاقة عام 1946، على الرغم من أن الإنتاج ظل محافظاً على معدله: ما بين 350ـ 400 فيلم في السنة. وهذا المعدل انحدر تدريجياً حتى وصل عام 1959 إلى 166 فيلماً.

كذلك حاولت الشركات الهوليوودية جذب الجمهور عن طريق تقنيات جديدة مثل «السينراما» Cinerama ت(1952)، وهي تعتمد على طريقة عرض مادة مصورة بثلاث «كاميرات» على شاشة بانورامية، و«السينما سكوب» Cinemascope ت(1953)، وتستند إلى عرض الشريط المصور على شاشة عريضة بوساطة عدسات خاصة، إضافة إلى تطوير تقنيات الصوت ودخول الصوت الموزع والمضخم Stereophonic Sound عالم السينما. ثم اتجهت الشركات إلى إنتاج أفلام ضخمة مثل: «حرب وسلم» War and Peace ت(1956)، و«بن هور» Ben-Hur ت(1959)، و«سبارتاكوس» Spartacus ت(1960)، و«كليوباترا» Cleopatra ت(1963)، وغيرها.

ومع ذلك فإن هوليوود لم تستطع الخروج إلى حد ما من هذه الأزمة إلا في نهاية ستينيات القرن العشرين، عندما استطاعت الشركات السينمائية استعادة توازنها المالي بفضل انغماسها في إنتاج المسلسلات التلفازية التي بدأت تلقى رواجاً، وبفضل اندماج هذه الشركات مع شركات أخرى عملاقة وغير سينمائية، وفتحها الأبواب للمنتجين المستقلين، مانحة إياهم أنماطاً مختلفة من التسهيلات والدعم. إضافة إلى الحرية التي بدأ يتمتع بها الفيلم السينمائي بعد إلغاء «قانون هَيز» عام 1968، مما سمح للكتاب والمخرجين بطرح قضايا جريئة لم يكن من الممكن طرحها سابقاً، وأتاح في الوقت نفسه للمنتجين حشر كثير من مشاهد الجنس والعنف في أفلامهم، استقطبت بدورها جمهوراً أكبر وعائدات مادية أضخم. وقد أعطت هذه الميزات أفضلية واضحة للفيلم السينمائي على الأفلام التلفازية.

لم تستطع هوليوود العودة أبداً إلى سابق سيطرتها على السوق السينمائية بعد أن امتلأت هذه السوق بعشرات الشركات المستقلة التي نافست الشركات الهوليوودية العملاقة في تقاسم جمهور المشاهدين وصالات العرض، ولاسيما بعد أن دخل صناعةَ السينما مخرجون جدد يحملون حساسية وروحاً فنية جديدة ونظرة مختلفة إلى ماهية السينما، ومن أبرز هؤلاء: ستانلي كوبريك Stanley Kubrick، وجورج لوكاس George Lucas، وستيفن سبيلبيرغ Steven Spielberg، وروبرت آلتمان Robert Altman، ومارتين سكورسيزي Martin Scorsese، وفرنسيس فورد كوبولا Francis Ford Coppola، وغيرهم.

محمود عبد الواحد

الموضوعات ذات الصلة:

 

الولايات المتحدة الأمريكية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، ترجمة: إبراهيم الكيلاني ـ فايز كم نقش (منشورات عويدات، 1968).

ـ عدد من المؤلفين، سينما الغرب الأمريكي، ترجمة: رياض عصمت (منشورات وزارة الثقافة، المؤسسة العامة للسينما، دمشق 1997).

ـ إدوارد كامبيل، هوليود وأسطورة الجنوب الأمريكي، ترجمة: زياد ينم (منشورات وزارة الثقافة، المؤسسة العامة للسينما، دمشق 2003)

ـ سمير فريد، مخرجون واتجاهات في السينما الأمريكية (منشورات وزارة الثقافة، المؤسسة العامة للسينما، دمشق 2001).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 8
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1095
الكل : 40587530
اليوم : 117345

السلامة والأمان في المركبات

السلامة والأمان في المركبات   المركبة هي وسيلة نقل ذاتية الحركة مخصصة لنقل الناس والبضائع أو لتنفيذ مهمات خاصة، وتصنف المركبات حسب تخصصها في ثلاث مجموعات أساسية هي: 1- مركبات نقل (ركاب ـ بضائع). 2- المركبات المتخصصة: أهمها مركبات المعاقين. 3- المركبات الرياضية: التي أخذت تتمتع بشهرة واسعة منذ عام 1914م. إن تصميم المركبات واستثمارها وتطويرها لرفع السلامة والأمان فيها، وإطالة مدة خدمتها، ومواءمتها لنظريات تنظيم المرور وقوانينه واستعمالها وفق شروط اقتصادية لنقل الأشخاص والبضائع، وأساليب تشخيص الحالة الفنية للمركبات بمساعدة الأجهزة الإلكترونية وكشف احتمالات أعطال وحدات المركبات ومنظوماتها في الوقت المناسب، أدت إلى تلافي الأعطال قبل أن تسبب اختلالات في عمل المركبات وأمانها وسلامتها.
المزيد »