logo

logo

logo

logo

logo

المظليون

مظليون

Parachutists - Parachutistes

المظليون

 

المظليون parachutists  قوات عسكرية خاصة من القوات المسلحة النظامية تتميز بقدرات قتالية عالية ومعدة للإسقاط خلف خطوط العدو؛ بهدف إرباكه وتأخير أعماله والسيطرة على المناطق المهمة والاحتفاظ بها حتى وصول القوات البرية الصديقة، أو القيام بأعمال التخريب بأسلوب حرب الغوار والانسحاب.

يمكن إسقاط الدبابات والمركبات العسكرية والحمولات الثقيلة بالمظلات من دون أن تصاب بضرر. وذلك في الأماكن التي يتعذر وصول ذلك العتاد إليها عن طريق البر. وتستخدم لهذه الغاية مظلات كبيرة مخصصة للحمولات الثقيلة، كما قد تستخدم لكل منها أكثر من مظلة. وهناك بعض المركبات الفضائية المهيأة للهبوط بالمظلات في البحر بعد أن تدخل جو الأرض كالمركبات الفضائية الأمريكية السابقة، أو للهبوط على البر كما هي حال المركبات الفضائية الروسية (السوفييتية سابقاً). كذلك تتم السيطرة على هبوط مكوك الفضاء وأمثاله من المركبات الفضائية الحديثة من قبل الطاقم على مهابط معدّة لها مع تشغيل معززات صاروخية لتخفيف الصدمة واستخدام المظلات لتخفيف السرعة والتوقف.

ومع أن استخدام المظلات اقتصر في أول الأمر على المهام العسكرية والجوية، فقد وجد كثير من الناس في الهبوط بالمظلات متعة رياضية، وشاع استخدامها لهذه الغاية. كما فرضت الضرورة استخدامها لغايات أخرى، مثل مكافحة الحرائق في الغابات والمناطق الجبلية الوعرة أو المعزولة من قبل الإطفائيين المظليين الذين يتمتعون بالجسارة والجرأة للهبوط في الأماكن التي يصعب الوصول إليها براً. كما يُعمد في كثير من الحالات إلى إسقاط مواد التموين والوقاية الطبية للمحصورين من الناس في الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات وغيرها. وتستعمل  المظلة أيضا لكبح سرعة مركبة تجري على الأرض كتخفيف سرعة الطائرات النفاثة إثر ملامستها الأرض ودرجانها على المهبط، أو كبح سيارة فائقة السرعة أو قارب سريع  من مركبات السباق أو التجارب. وهناك أنواع من قنابل الطائرات التي تجهز بمظلات لتأخير زمن سقوطها كبعض القنابل النووية والمتشظية والمنثار التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية وفي حرب ڤييتنام وما تزال قيد الاستخدام إلى اليوم. والغاية من المظلة هنا إبطاء سرعة هبوط القنبلة لإفساح المجال للطائرة للابتعاد عن منطقة الانفجار خاصة في التفجيرات النووية الجوية.

لمحة تاريخية

كان رُصَّاد المدفعية أول من استخدم المظلات لغايات عسكرية. وكان هؤلاء يستخدمون مناطيد[ر] مربوطة بكبول إلى الأرض في الحرب العالمية الأولى. وكانت هذه المناطيد هدفاً مغرياً لطياري الطائرات المقاتلة المعادية، مع صعوبة تدميرها لغزارة نيران الدفاع الجوي التي تحميها. ولما كان من الصعب على الراصد الاحتماء، إضافة إلى الخطر الذي يتعرض له نتيجة احتراق المنطاد الممتلئ بغاز الهدروجين، فقد فرض عليه الهبوط بالمظلة بمجرد رؤية طائرة معادية. ومن ثم يتولى الطاقم الأرضي سحب المنطاد إلى الأرض وتفريغه من الغاز بأسرع ما يمكن. في حين كان الطيارون يُمنعون من حمل مظلات خاصة بهم بحجة تعزيز محافظتهم على أعصابهم.

كانت المظلات الأولى ثقيلة الوزن وكبيرة الحجم، وتخفف من مقدرة الطائرة المقاتلة في ذلك الزمان على المناورة والأداء الجيد، ولاسيما في أثناء القتال الجوي. غير أن ألمانيا تعد أول دولة في العالم تدخل المظلة التقليدية المعروفة إلى القوات الجوية لإنقاذ الطيارين. وقد جربت في بادئ الأمر المظلات المثبتة شرائط فتحها إلى الطائرة، غير أنها برهنت على عدم نجاعتها عندما تبدأ الطائرة المصابة هبوطاً حلزونياً. وفي عام 1919 اخترع البريطاني ليزلي إيرفين Leslie Irvin مظلة يمكن للطيار استخدامها بنفسه عندما يتخلص من الطائرة. ومنذ ذلك التاريخ عمم استخدام المظلات لإنقاذ الطيارين في الطائرات العسكرية، وتستثنى من ذلك الطائرات المدنية.

المظلة

المظلة parachute جهاز على شكل قبة من النايلون يربط بالشخص أو الحمولة التي يراد إسقاطها من الطائرة بغية إبطاء سرعة السقوط إلى درجة آمنة تمكن من الهبوط (الإبرار = الوصول إلى الأرض) بسلام، ويتوفر ذلك عن طريق زيادة مقاومة الهواء للجسم الساقط.

تصنع المظلة التقليدية عادة من شرائط مثلثية على شكل قطاعات من دائرة من قماش النايلون مخيطة بعضها إلى بعض؛ لتأخذ شكل القبة. وفي ذروة القبة تترك فتحة صغيرة ينساب منها الهواء لتحسين استقرار المظلة عند الهبوط وبقائها مفتوحة. و كان قطر المظلة التقليدي المخصصة للأفراد نحو 9م. ويتدلى من حافة المظلة حبال من النايلون تسمى حبال التعليق shroud or suspension lines تنتهي بشرائط متينة تدعى شرائط الحمل risers تثبت بها العدة  (الحمالات) التي يرتديها المظلي.

تطوى المظلة وحبالها بطريقة معينة، وتحشر بعناية في حقيبة بطريقة تمكنها من الفتح بسهولة ويسر، وهذا الأمر من أهم عوامل أمن القفز بالمظلات. إذ إن عدم الدقة التامة بترتيبات طي المظلة قد يؤدي إلى كارثة، أو يحول دون فتحها بالشكل الصحيح. وقبل القفز يتحقق المظلي من عدته والحقيبة المربوطة بها، ويدلي حلقة السحب المربوطة بشريط الفتح في الخلف من فوق كتفه إلى موضع مناسب له على صدره. وشريط الفتح مربوط بدبوس أو خابور أو أي آلية لفتح الحقيبة. وفي بعض الأحيان تستخدم مظلة صغيرة مع كم وجيب صغير لسحب المظلة الكبيرة من الحقيبة الرئيسية وفتحها.

بعد أن يقفز المظلي ويتحقق من اتخاذه وضعية مستقرة يشد الحلقة، فتنفتح المظلة، ويتم له الهبوط بسلام. وتجدر الإشارة إلى أن السقوط في الهواء قبل فتح المظلة يسمى سقوطاً حراً، وهي تسمية غير صحيحة، لأن مقاومة الهواء تعوق سقوط الجسم، ومن ثم لا يتم التسارع على أساس 9.8م/ثا كما لو كان السقوط حراً في الخلاء.

في عمليات الإسقاط المظلي العسكرية يكون شريط الفتح مثبتاً إلى عمود في الطائرة بحيث تفتح المظلة تلقائيا بمجرد خروج المظلي منها، وكذلك الأمر فيما يتصل بمظلات العتاد والأحمال المختلفة. وكانت المظلات في أول عهدها غير قابلة للمناورة، وغالباً ما تكون معرضة لرحمة الرياح، غير أن المظلات الحديثة مصممة بحيث يمكن للمظلي التحكم بها في توجهه نحو نقطة الهبوط.

أنواع المظلات

الشكل (1) الأقسام الرئيسية للمظلة المستديرة الحديثة

أ ـ المظلة المستديرة round parachute: هي مظلة للهبوط فقط؛ بمعنى أنها لا توفر إمكانية الارتقاء أو المناورة والتوجيه كما هو شأن المظلة الرياضية المسطحة. تستعمل المظلة المستديرة  في الأعمال العسكرية وفي حالات الطوارئ ولإسقاط الحمولات، ونادراً ما يستخدمها «غواصو السماء» skydivers [ر: المظلات (رياضة -)]. وهي على شكل قبة دائرية من طبقة قماش واحدة محززة مصنوعة من قطاعات مخيطة إلى بعضها، يسميها بعض المظليين «قنديل البحر» jellyfish لشبهها به، غير أن بعض المظلات المستديرة الحديثة قابل للتوجيه والتحكم بسرعة الهبوط، ولكن إلى درجة محدودة. ومثل هذه المظلات تجهز بفتحات لها أشكال محددة في القسم الخلفي منها تسهل انفلات الهواء منها، فتندفع المظلة باتجاه الأمام وهي تهبط؛ مما يمكن المظلي من توجيه المظلة وإبطاء سرعة هبوطها الأفقي.

ب ـ المظلة الحلقية ذات الذروة القابلة للجذب annular and pull down apex parachute: وتعرف كذلك بمظلة القائد، وهي مظلة مستديرة من حيث المبدأ مع وجود حبال تعليق إلى ذروة القبة تشدها إلى أسفل، فيصبح شكل القبة كشكل حبة العدس. وقد أزيل القماش عن فتحة في الذروة لمرور الهواء؛ لتصبح كالحلقة. وبذلك يقل الشد الأفقي بسبب شكلها المفلطح، فإذا أضيف إليها فتحات خلفية تصبح سرعة هبوطها نحو الأمام قريباً من 15كم/سا. وإذا ما أضيف قماش متدل خلف الفتحات يصبح شكل هذه المظلة كشكل الخوذة الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

ج ـ مظلة الحلقة والشريط ribbon & ring parachute: تشبه هذه المظلات المظلات الحلقية، ويمكن تصميمها بحيث تفتح في سرعة تصل إلى 2 ماك (ضعف سرعة الصوت). ولها قبة كالحلقة مع فتحة كبيرة في وسطها لتخفيف الضغط. وقد تقسم الحلقة أحياناً إلى شرائط مربوطة بحبال بعضها إلى بعض بحيث تسمح بتسرب الهواء أكثر، فلا تتمزق المظلة عند الفتح بسرعات كبيرة. وهذه المظلات مصممة للسرعات الكبيرة؛ لتبطئ من سرعة الحمولة عندما تفتح، وتخفف من سرعة الهبوط.

الشكل (2) المظلة المسطحة (مظلة حشر الهواء)

د ـ مظلة حشر الهواء ram air parachute أو المظلة المسطحة: معظم المظلات الحديثة هي من النوع المنبسط المتعدد الطبقات الحابس للهواء، وتعرف كذلك باسم متعددة الطيات parafoil، وهي توفر للمظلي القدرة على التحكم بسرعة هبوطه واتجاهه كالشراعية، ولكنها أقل منها قدرة على الارتقاء وأقل مدى، ومصممة للتداول والانتشار وتخفيف السرعة النهائية عند الإبرار. تصنع كل المظلات من هذا النوع من طبقتين من القماش علوية وسفلية؛ مخيطتين إحداهما إلى الأخرى بسرائد من قماش مستطيلة أو مثلثية. يملأ الهواء المضغوط ضغطاً عالياً الفراغ بين الطبقتين من طريق فتحات على الحافة الأمامية للمظلة فتتخذ المظلة شكلها المنتفخ، وتتوتر الحبال المربوطة بها تحت وزن الحمل؛ تماماً كما يحدث للمنطاد عندما ينتفخ.

المظلات الاحتياطية

يحمل المظلي - سواء كان عسكرياً أم رياضياً- مظلتين. تدعى أولاهما المظلة الرئيسية والثانية احتياطية. يستخدم المظلي المظلة الاحتياطية إذا لم تعمل المظلة الرئيسية بالشكل الصحيح. وقد أدخلت المظلات الاحتياطية إلى الخدمة في الحرب العالمية الثانية في الجيش الأمريكي، ثم أصبح استخدامها عالمياً، ولا يكتفى بمظلة واحدة إلا عند القفز في حالات الطوارئ فقط، وغالباً ما تكون المظلة مستديرة في هذه الحالة.

استخدام قوات المظليين

الشكل (3)

مظلي من الحرب العالمية الثانية يستعد لركوب الطائرة بكامل عتاده

تعرف قوات المظليين على أنها قوات إنزال جوي أو قوات محمولة جواً، وتزود عادة بمظلات مدورة على شكل قبة، يسمونها قنديل البحر لشبهها به. ونادراً ما تستخدم المظلة المستديرة في هذه الحالات.

تمتاز قوات المظليين من القوات المنقولة جواً أو قوات الإبرار الجوي والمغاوير، التي هي في الأساس قوات مشاة، بكونها قوات خاصة تسقط بالمظلات. وهذا يعني حصولها على درجة معينة من التأهيل لكيفية استعمال المظلة، والقدرة على السقوط بها، وكيفية التصرف عند الإبرار. وفيما عدا ذلك فإن طبيعة عملها ومهامها لا تختلف كثيراً عن بقية صنوف القوات المحمولة جواً أو المغاوير أو حتى قوات المشاة[ر] العالية التدريب. ويعتمد الاستخدام القتالي لقوات المظليين على المهام التي يمكن أن تكلف بها، وهو موضوع مرتبط تماماً بالإمكانات المتاحة لنقلها وتأمين عملها ومقدرة القوات البرية على الوصول إليها أو إعادتها إلى قواعدها.

تعمل قوات المظلات بطريقتين مختلفتين، فهي إما أن تعمل مستقلة لتنفيذ مهمات محدودة، كتخريب منشآت معادية أو اختطاف أسرى أو الحصول على معلومات أو وثائق مهمة، تعود بعدها تلك القوة إلى قواعدها بإمكاناتها الخاصة أو بوساطة الطائرات أو الحوامات؛ وإما أن تعمل بالتعاون مع القوات البرية أو البحرية بمهمة الاستيلاء على نقاط أو مواقع مهمة والمحافظة عليها حتى وصول تلك القوات. ومن ثمّ فإن الاستخدام القتالي لقوات المظلات قد يُصنَّف على المستوى الاستراتيجي أو العملياتي أو التكتيكي. ويختلف قوام قوات المظلات المستخدمة في الحالات الثلاث طبقاً للغاية والإمكانات المتوافرة. وغالباً ما تكون قوات المظلات العاملة على المستوى الاستراتيجي بقوام فرقة أو لواء مظلي معزز قادر على العمل منعزلاً والدفاع عن نفسه وعن المنطقة التي يسيطر عليها بعيداً عن قواعده ولمدة طويلة قد تمتد أسابيع. أما على المستويين العملياتي والتكتيكي فيتوقف قوام قوات المظليين على نوعية المهمة المنوطة بها والمدة التي يتوقع وصول القوات البرية أو البحرية الصديقة إليها. كأن تكلف أعمالَ التخريب أو الإغارة أو شلّ مؤخرات العدو وتأخير تقدم احتياطاته والاستيلاء على منطقة محدودة أو نقطة استناد حتى وصول القوات الصديقة. وتعمل قوات المظلات في تلك الحالات بقوام سرية مظلات معززة أو كتيبتها.

الشكل (4) إسقاط مظلي لقوات إنزال جوي

مع تطور وسائل النقل الجوي الحديثة وقدرة الطيران على الإقلاع والهبوط القصير والعمودي؛ ومع تطور سلاح الحوامات وزيادة تسلحها وقدرتها على العمل في مختلف الأجواء ومختلف الأراضي؛ تقلّص نصيب المظليين من تلك المهام التي كانت تكلف بها، وازداد الاعتماد على قوات المغاوير والقوات الخاصة الأخرى، غير أن ذلك لم ينه الحاجة إلى وجود قوات مظليين، واستخدام المظلات لإسقاط الحمولات في مناطق يصعب على الحوامات الوصول إليها إن لم يكن ذلك مستحيلاً. ولم يمنع التوسع في استخدام الحوامات إمكانية استخدام المظليين قوات محمولة جواً ونقلها بالحوامات أو غيرها؛ واستخدامها كذلك في عمليات الإنزال البحري؛ لأن الطائرة والمظلة ليستا سوى وسيلتين لإيصال المقاتلين إلى أرض المعركة. ومن هذا المنطلق مالت قيادات كثيرة إلى دمج قوات المظليين والمغاوير في تنظيم موحد يسمى اليوم بمسميات مختلفة، كالقوات المحمولة جواً، أو قوات الإنزال الجوي، أو القوات الخاصة، أو قوات التدخل السريع.

تنظيم قوات المظليين

تتألف القوات المحمولة جواً تنظيمياً في أكثر الجيوش من سرايا وكتائب وألوية وفرق. أما أصغر وحدة تكتيكية في هذا التنظيم فهي الجماعة فالفصيلة، وهي مسلحة بأسلحة خفيفة وعتاد خفيف يؤهلها للحركة في مختلف الأراضي. كما يمكن تشكيل مفارز مختلفة القوام يختار لها العدد المناسب من المظليين والعتاد على أساس المهمة التي ستكلفها. ويدخل في قوام الكتيبة عدة سرايا، وقد تزود بأنواع من الأسلحة الثقيلة والدبابات الخفيفة والحوامات الكافية لنقلها. أما اللواء والفرقة فيختلف قوامهما من دولة إلى أخرى ومن جيش إلى آخر، كما يختلف نوع تسليحهما وعتادهما بحسب توافر الإمكانات التقنية لتلك الجيوش وتوافر وسائل النقل لديها والمهمات التي يتوقع أن تقوم بها في المستقبل.

محمد وليد الجلاد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الجيش ـ القوات المسلحة ـ المدرعات ـ المشاة ـ المظلات (رياضة ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عدنان مخلوف، المظليون والقوات المنقولة جواً (مركز الدراسات العسكرية، دمشق 1991).

- JIM GREENWOOD, Parachuting for Sport (TAB Books 1978).

- CHARLES CHEA-SIMONDS, The Complete Sport Parachuting Guide (Sterling 1986).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 888
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 534
الكل : 31130844
اليوم : 32234

الأبجدية

الأبجدية ربما كانت الأبجدية alphabet أعظم إنجاز حضاري عرفته البشرية في تاريخها القديم على صعيد الكتابة. ويُمثِّل هذا الإنجاز الحلقة الأخيرة لسلسلة من محاولات الكتابة التي بدأت بالتصويرية، أي برسم رموز ماديّة مرئيّة تمثل المسمّيات أو الأحداث والتصوّرات، على ما انتهى إليه الباحثون في آثار بلاد الرافدين ومصر. تَلَت ذلك مرحلة الكتابة المقطعية التي تقوم فيها علامات بأعيانها مقام مقاطع، أو تُقْصَر قِيَمُها برموزها الصوتية على الحرف الأول acrophony، وكان هذا النظام معقداً غامضاً، بيد أنه كان تمهيداً لنشأة الأبجدية.
المزيد »