logo

logo

logo

logo

logo

الهند (الفن في-)

هند (فن في)

India - Inde

الهند (الفن في ـ)

 

في أسفار الڤيدا[ر] تفسير لحضارة الهند ومعتقداتها وتفسير للوجود. وكانت الآلهة كامنة في قوى الطبيعة ممثَّلة بالبشر. وعندما ظهر بوذا[ر] ظهرت مبادئه في وحدة الوجود وتناسخ الأرواح. وامتدت هذه العقيدة في أنحاء الهند إلى جانب البراهمانية[ر] التي تقوم على القدرية، وامتزجت هذه العقائد بطراز العمارة والفن.

تعاقب على حكم الهند أسر ملكية، كوشانا المغولية Kusana، وغوبتا Gupta ثم الإسلام منذ القرن الثامن، وكان من أشهر السلاطين، السلطان أكبر وابنه جهانكير وحفيده شاه جيهان Shãh Jahãn وفي عهده أنشئ بناء تاج محل[ر]، ثم خلفه ابنه أورانغ زيب Aurangzeb.

كانت آثار الحضارة الهندية موضع اهتمام المنقبين من أمثال العالم الإنكليزي كنينغهام Cunningham واللورد كورزون Curzon.

ولقد عد الفن بجميع أشكاله - في الهند القديمة - وسيلة وأداة للتربية الشعبية، فكان ميسوراً عن طريق المسرح والموسيقى والرقص والرسم والنحت وسواها، وعن طريق شرح مبادئ الفلسفة والأخلاق والدين لجمهور الشعب وإفهامه إياها، على شكل صور وكتابات، فكتاب «فيشنو دهارموتارا» Vishnu Dharmottara، وهو واحد من أقدم الكتب الهندية في النظرية الجمالية، يلح على التطابق بين كل من الموسيقى والرقص والنحت، إذ ليست كلها سوى تعابير مختلفة للإيقاع الكوني ذاته. فنسب الأشكال المعمارية، وقواعد النحت، والرابطة بين الألوان تكون كما هي الحال في علاقة الفواصل الموسيقية أو الأصوات المنطوقة مجموعة من الروابط تمثل القوانين الكونية ذاتها، والمفاهيم العالمية ذاتها التي يمكن لكل واحد من هذه النظم أن يكون وسيلة وتعبيراً واضحاً لها. وكان إطار حياة الفرد الهندي يكونه العشير (الطبقات التي يتكون منها المجتمع الهندي) الذي تؤثر بنيته في ترتيب المدينة والقرية. وكل حياة اجتماعية منسجمة تخضع لهذا الإطار إلى حد كبير، وبما أن المدينة بشكلها ومخططها وجمالها تؤثر تأثيراً عميقاً في طباع سكانها، فمخطط المدينة إذاً مثل زخرفتها يجب أن يصمما استناداً إلى الهدف والوظيفة للتجمع البشري، وكلاهما مرتبان من وجهة نظر رمزية ونفعية معاً، يعبران عن ذاتهما برسوم المخطط والعمارة ومكان الأبنية الأثرية، ومفهوم كهذا عن القيمة الرمزية للأشكال وعن التأثير الذي تحدثه بالضرورة في النمو الإنساني قد أدى إلى إقامة مجتمع احتلت فيه الفنون أهمية بارزة وأدت فيه دوراً معنوياً أساسياً بحيث إن الباب السيئ التناسب، أو الواجهة سيئة التوازن كانا يعدان شذوذاً مؤسفاً ومثيراً لردود فعل جسيمة ونفسية.

فن العمارة

في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد ظهرت العمارة القائمة على مواد ثابتة، وكان ذلك نهاية العمارة الخشبية. ومن الممكن تمييز نوعين من العمارات الدينية التي كانت سائدة في ذلك الحين، الأول المعبد المقدس ويطلق عليه اسم (شايتيا Chaitya)، والثاني الدير ويطلق عليه اسم (ڤيهارا Vihara). وتمتاز المعابد بواجهة مفتوحة بقوس من المعدن وبرواق بشكل المحراب محاط بالركائز. أما الأديرة فكانت على شكل رباعي محاطة من الخارج بحجرات أو مصليات عدة. وتتألف واجهتها من شرفة ذات أعمدة.

كهوف أجانتا

وفي القرن الرابع ظهر الأسلوب المسمى غوبتا، وهو من الخشب أو من الحجر والآجر، وقد خضع لمؤثرات الفنين الفارسي والإغريقي والأدبيات السنسكريتية، فحمل بذلك خصائص الفن الشرقي الروحاني والفن الغربي القائم على المثالية.

وتطور فن العمارة بعد ذلك تبعاً لمتطلبات الديانة البوذية الجديدة، فقد أقبل المهندسون على تجميل المعابد في عهد ماهايانا والبراهمانية.

بنيت بعض العمارات في كهوف الجبال وكانت تستعمل أديرةً (ڤيهارا). ويتكون التراث الهندي في العمارة من المعابد المشيدة بصورة مستقلة أو في الكهوف، ومن الأديرة والصوامع والأبراج الأسطوانية والمضلعة. وقد انحصرت المعابد البوذية في هضبة الغانج. أما المعابد البراهمانية فقد توزعت في مقاطعة ميسور Mysore جنوبي الهند، أو في منطقة أومبر وغيرنار.

ومن أشهر الكهوف الأديرة في الهند كهوف أجانتا Ajanta، وهو دير بني في القرن السادس ويتصل به معبد، ويقوم المحمول على أعمدة قصيرة وغليظة ذات تيجان مزخرفة وقاعدة عالية. أما الإفريز فمزين بنقوش نافرة تشبيهية. وأقام الهنود ما قبل القرن الثاني ق.م نُصُباً خاصة صارت مألوفة بكثرة وأطلق عليها اسم ستوبا Stupa، وقد ابتدأت في الهند على شكل قبة ذات مصاعد تشبه الزيقورات، ومثالها ستوبا صانشي Sanchi. ثم تطورت في القرن الثامن لكي تقترب من شكل الناقوس وانتشرت في جميع المناطق البوذية في جاوا وتايلند والتيبت.

ستوبا صانشي

أدى استعمال الحجر والآجر إلى تطور العمارة ولكن من دون أن تهمل الأساليب القديمة، بل بقيت تحمل خصائص الفن الأصيل، والشيء البارز في العمارة الجديدة هو فخامتها، وهي تنتسب إلى أحد الأشكال الآتية: فإما أن تكون رباعية المخطط وذات قمة مؤلفة من خطوط مستديرة (سيخارا) ولقد ساد هذا الطراز في الشمال، وإما أن تقوم على قمة هرمية تنتهي بهرم ومثاله معبد (خاجوراهو).

 فن النحت

كان للنحت دور كبير في الفن الهندي، فقد بدأ عنصراً لابد منه في مجال العمارة الدينية، وكان في أغلبه من الحجر. على أن كثرة الغابات في الهند أدت إلى وجود تماثيل خشبية ملونة تبرز اهتمام النحات بالتعبير وبالمضمون النفسي أكثر من اهتمامه بالشكل. كذلك وجدت تماثيل من العاج أو المعدن، وكان النحت مؤلفاً من التماثيل وموضوعها آلهة المعابد، أما النقش النافر على الجدران فكان يستعمل لتمثيل الأساطير الدينية التي لا حصر لها.

يعتمد النحت الهندي على نظرية في التعبير التشكيلي القائم على مطابقة بعض النسب مع بعض العواطف أو الصفات، تماماً كما تحدد العلاقات بين الأصوات والعواطف والأفكار التي يوحيها الانسجام الموسيقي. وهناك دساتير للنسب الرمزية تحلل أدق تفصيلات التشريح الإنساني، حتى شكل المنخرين والأظفار، وعرض السرة، ووضع أصابع الأرجل النسبي، فتسمح للمتدرب على النحت بدراسة طباع الأفراد استناداً إلى شكلهم الخارجي. وقد أدى علم العلاقات بين الصفات الجسمية والروحية في الشكل البشري إلى نحت رائع الحيوية على الرغم من كونه منمقاً، ويتمتع برشاقة وشدة في التعبير ربما لم يبلغها النحت في أي بلد آخر.

ومنذ بداية القرن الثاني ق.م بدأ النحت الهندي يأخذ طابعاً أرق وأنعم، وكانت النقوش النافرة تحمل طابعاً تزيينياً إذ إنها خصصت لتزيين المداخل والجدران في الستوبا، وأجمل أسلوب في ذلك العصر كان أسلوب أسرة (بهارهوت) حين أصبح رسم الحيوانات محوراً والحركات أبسط، ومثال هذا الأسلوب في ستوبا صانشي الذي امتاز بتطبيق مبادئ المنظور. وكان لاتصال الهند بالإسكندر المقدوني تأثير هلنستي في فن النحت، حتى بدت بعض التماثيل وكأن بوذا فيها يشابه أبولّو، كذلك بدت الآلهة البراهمانية وكأنها آلهة الإغريق.

وفي بداية القرن الثاني الميلادي ظهرت اتجاهات مختلفة في النحت يمكن أن يُميز منها أسلوب إغريقي بوذي في الشمال الغربي، وأسلوب يحمل اسم (ماثورا) في الشمال، وأسلوب ثالث في الجنوب الشرقي هو أسلوب (مارافاتي).

أما الأسلوب الأول فقد استقر في بلاد البنجاب وأفغانستان وفي تركستان وخصوصاً في ريشاور. ولقد نشأ هذا الفن في القرن الأول الميلادي واستمر حتى القرن السابع في كشمير خاصة. ويعود لهذه المدرسة أول تمثال بأسلوب قريب الشبه من الأسلوب التقليدي وذلك لشيوعه ووفرة استعماله في الموضوعات الدينية.

أما مدرسة ماثورا فقد ابتدأت منذ القرن الأول، وانتهت في القرن الثاني، وتمتاز تماثيلها بصخورها الشستية الزرقاء أو بأحجارها الخضراء، وتأثرها بأسلوب بهارهوت وصانشي وذلك بتحقيق التوازن في الكتلة، والانسجام في الخطوط، والرشاقة في الحركة. وقد تمثل هذا في موضوعات النساء. ويبدو في هذه المدرسة أيضاً تأثير فارسي واضح.

والمدرسة الثالثة هي مدرسة مارافاتي واستمرت من القرن الثاني حتى القرن الرابع، وقد ظهرت بمظهر مخالف للمبادئ الجمالية التي قدمها أسلوب غوبتا وفيها تتوضح واقعية مصطنعة.

معبد مهابوذي

أما أسلوب غوبتا فقد استمر في القرنين الرابع والخامس، وقد بدأ الفن البراهماني مزاحماً للفن البوذي، إلا أنه بقي معتمداً على المبادئ الفنية نفسها. وقد اتجهت الأشكال الدينية نحو الاتباعية (الكلاسية)، فكانت الحركة أكثر هدوءاً والأجسام أقل جاذبية.

ثم كان أسلوب غوبتا المتأخر، وتُرى شواهده في الأجانتا وفي معبد مافاليبورام وفي إلورا Ellora، في القرن الخامس حتى الثامن، وفيه تبدو التماثيل نافرة على خلفية صخرية، وقد تعلقت شخوص هذه التماثيل على الصخور ضمن حشوات زخرفية كبيرة. أما الشخوص فكانت أسطورية ومنها الفيلة الضخمة رائعة التكوين وشبه الواقعية.

ثم صار النحت جزءاً لا ينفصل عن العمارة، إلا حينما يكون الأمر مرتبطاً بالموضوعات الوثنية أي بالأصنام والمعابد. ويختلف أسلوب الشمال عن الجنوب، ففي الشمال تشاهد التماثيل من الحجر خاصة، ومثالها الموجود في معبد (خاجوراهو Khajuraho). أما في الجنوب فكانت التماثيل من البرونز ومثالها (شيفا الكبير وهو يرقص)، وبصورة عامة كان الفن في القرن السابع حتى القرن الثاني عشر مختلفاً ولم يكن بمستوى العمارة.

فن التصوير

في عصر بهارهوت وصانشي (القرن 2 ق.م -1 بعد الميلاد) صار الاهتمام بالتصوير واضحاً ومسايراً أسلوب الأجانتا، ومن أشهر الصور الخاصة بأسلوب الغوبتا هي الرسوم الجداراية الموجودة في الأجانتا، فقد حملت إلى جانب قوة الأداء قوة الخطوط والأشكال والتعبير. وهناك بعض المخالفات المنظورية، غير أن ما يهم المصور هو إبراز الجو الصافي البوذي.

وفي بداية القرن الحادي عشر فقد التصوير كثيراً من مميزاته وحافظ بقدر على الخطوط اللينة والحركة القوية، ومثال ذلك الصور الجدارية في معبد (تانجور)، وصارت الموضوعات شخصية وندرت الموضوعات الطبيعية.

ومن المدارس الوطنية مدرسة راجبوتا Râjpouta شمالي الهند، التي اعتمدت على التقاليد الفنية الهندية واهتمت بتسجيل الأحداث التاريخية. ثم مدرسة جامو ومن آثارها صور ملحمة (رامايانا) الهندية. ومدرسة كنغرا في القرن الثامن عشر، ومنها صور المناظر والأشعار.

ازدهرت إلى جانب الفنون الإبداعية الفنون التطبيقية المصنوعة من المعدن والخشب والعاج، وقد تم اكتشاف نماذج منها تعود إلى العصور المتعاقبة، وهي تحمل ملامح الطراز الهندي. ومازال إنتاجها مستمراً حتى العصر الحديث.

الفن الهندي الإسلامي

ضريح همايون

استمر الطراز الهندي واضحاً في العمائر الإسلامية، وقد ازدهر فن العمارة الإسلامية في العصر المغولي، ومن أوائل المباني مسجد قوة الإسلام في دلهي ومئذنته الشامخة قطب منار (1193-1199) ثم مسجد فتح بورسكري (1571) ومسجد اللؤلؤة في أغرا Agra ت(1655)، ومن الأضرحة في دلهي ضريح السلطان التميش (1220م)، وضريح عيسى خان (1547)، وضريح السلطان همايون Humayun ت(1530)، وضريح السلطان أكبر.

ومن أهم المنشآت «ديواني خاص» في فتح بورسكري بني في عهد السلطان أكبر، ثم بنى حفيده شاه جيهان «تاج محل» في أغرا تمجيداً لزوجته ممتاز محل، وقد أشرف بنفسه على بناء المكان، وفيه يُرى تطور طراز العمارة وانصرافه عن التأثير الهندي إلى تأثيرات إسلامية محضة. وقد ضم هذا البناء رفات الزوجين.

وثمة قصور تم إنشاؤها في عهود هؤلاء الأباطرة وهي أشبه بالقلاع. وما زالت أغرا ودلهي تحتفظان بروائع العمارة الإسلامية المغولية.

والشيء الأهم هو ظهور فن المنمنمات[ر] أي تصوير المخطوطات وكتابتها. وقد ازدهر هذا النوع من التصوير في عهد السلطان أكبر المغولي، وكان أسلوب التصوير في عهده هندسي الأصل وكانت الموضوعات تتناول انتصارات المغول وعظمة سلطانهم.

وقد تابع جهانكير Jahãngir الاهتمام بالتصوير وكانت الطبيعة هي الموضوع الأهم بما فيها من طيور وأزاهير، وكانت راجبوتا مركز التصوير الأول. كما أصبحت فتح بورسكري في عهد أكبر مدينة الفن، وفيها زين قصوره، كما أسس مدرسة للتصوير لتزيين المخطوطات وكتابتها، وقد تأثرت بالمخطوطات الإيرانية التي أبدعتها ريشة بهزاد[ر] وميرك وسلطان محمد. ومن أشهر المخطوطات التي تعبر عن عصر أكبر مخطوطة تيمور نامه، وفيها تأثير الفن الفارسي. ومن أشهر الرسامين كان (بزوان). وفي عهد جهانكير كان منصور من أشهر مصوري الزهور، أما محمد مادر وشندارس فقد اختصا بالصور الشخصية.

عفيف البهنسي

 

 

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 528
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40500007
اليوم : 29822

هورفات (أودن فون-)

هورڤات (أُدون فون ـ) (1901 ـ 1938)   أُدون فون هورڤات Ödön von Horváth (بالهنغارية) أو إدموند يوزِف Edmond Josef، فون هورڤات (بالألمانية)، كاتب مسرحي وروائي وقاص نمساوي - هنغاري بارز من جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى، يعده النقد الممثل الكلاسيكي للحداثة[ر] في أدب اللغة الألمانية وأول من وجه نقداً لاذعاً للحركة النازية[ر] وحذر من أخطارها القادمة. هو بكر عائلة نمساوية - هنغارية؛ إذ كان والده يوزف دبلوماسياً نمساوياً من أصول هنغارية أرستقراطية، وكانت والدته ماريا هِرْمينِه برينال Maria Hermine Prehnal سليلة أسرة نمساوية - هنغارية من أطباء الجيش الامبراطوري.
المزيد »