logo

logo

logo

logo

logo

ويسلر (جيمس مكنيل-)

ويسلر (جيمس مكنيل)

Whistler (James McNeill-) - Whistler (James McNeill-)

ويسلر (جيمس مكنيل ـ)

(1834ـ 1903)

 

جيمس مكنيل ويسلر James McNeill Whistler فنان أمريكي المولد يتحدر من سلف إيرلندي ـ اسكتلندي. ولد في لوول Lowell وتوفي في لندن. أمضى فترة من طفولته في سان بطرسبورغ في روسيا بصحبة والده الذي كان يعمل هناك مهندساً مدنيّاً. أُرسِل إلى لندن لأسباب صحية، وبعد إقامة قصيرة فيها عاد إلى الولايات المتحدة وانتسب إلى الأكاديمية العسكرية، ولكنه سرعان ما تخلى عن الخدمة في الجيش وتفرّغ للفن.

كان مثل كثير من أبناء بلده مفتوناً بباريس التي وصل إليها عام 1855 بهدف دراسة التصوير، وسرعان ما تمثّل أسلوب الحياة البوهيمية والغجرية وتعلّق بحركة الحداثة في الرسم الفرنسي ضمن رؤيته الواقعية، وتزامل في باريس مع عدد من الفنانين وهم: غوستاف كوربيه Gustave Courbet وهنري فانتان لاتور Henri Fantin- Latour وفرانسوا بونفان François Bonvin.

جيمس ويسلر: «سيمفونية بالأبيض» (1867)

ظهرت المسحة الواقعية في أعماله المبكرة بوضوح، وتجلى ذلك في صورته الشخصّية عام 1857ـ 1858، وفي اثني عشر عملاً غرافيّاً مطبوعاً بعنوان «طبيعة» Nature عام 1858.

في الستينات من القرن التاسع عشر تنقّل بين لندن وباريس، وزار بريتاني Brittany عام 1861 وبياريتز Biarritz عام 1862 وهناك رسم مع كوربيه وأظهر عشقه للبحر، وقد ظهر ذلك في دراساته ذات الحجم الصغير بالألوان الزيتية والمائية. في عام 1863 استقر في لندن مغرماً بمناظرها الآسرة خصوصاً بنهر التايمز Thames، وأنجز كثيراً من أعمال الحفر العميق Etching في الموضوع نفسه، وقد نالت أعماله إعجاب الناقد والشاعر شارل بودلير Charles Baudelaire عندما التقيا في باريس.

 ذاع صيت ويسلر بسبب صوره الشخصية وتصويره مدينة لندن ليلاً، إضافة إلى رسومه المحفورة والمطبوعة بطريقتي الحفر العميق على المعدن والطباعة الحجرية ليتوغراف Lithograph. كان معروفاً بإبداعه المتميّز في تنظيم العلاقات بين الرمادي والأسود، ومثال ذلك صورة والدته عام 1871ـ1872. كان ويسلر إضافة إلى براعته في التصوير والحفر باحثاً في علوم الفن، وقد كانت لأبحاثه النظرية أهمية كبيرة في تعريف المجتمع الإنكليزي طبيعة الفن الفرنسي الحديث.

نجح ويسلر نجاحاً كبيراً في معرضه بباريس الموسوم بـ «التناغم»، وكذلك في معرض «الفتاة البيضاء» عام 1883، وقد اتضح من أعماله تلك أنه ممثل حقيقي للواقعية، وظهر تأثره بحركة ما قبل الرافائيلية [ر. رافايلو (جماعة ماقبل ـ)] préraphaéliste التي بدأت في بريطانيا عام 1848. وتجلت حياته المبدعة مابين الأعوام 1860ـ1870، وفي تلك الفترة أخذ يضع للوحاته عنوانات موسيقية مثل «التآلف أو الانسجام» Harmony، وكان يرنو في تصويره إلى إثبات نظريته في أن الحس الموسيقي حالة وجدانية تحرّك مشاعره للتمتع بالمناظر التي يرى أنها زاخرة بالإحساس الموسيقي مثل المناظر الليلية «مناظر لندن»، وكان يعتقد أن مثل تلك الموضوعات تدفع المصور إلى الإمساك بالقلم وتسجيل انطباعاته عبر الرسوم السريعة التي كانت تؤلف أرضية خصبة وغنية يعود إليها فيغمس فرشاته في ذلك السائل اللوني الغزير والممدد ويفرشه على سطح القماش أو الورق بضربات فرشاته السريعة كالتي يقوم بها فنانو الخط في بلاد الشرق ملمحاً إلى الفنانين الصينيين واليابانيين.

جيمس ويسلر: «مشهد في الليل بالأزرق والفضي» (1872)

انشغل في السبعينات من القرن التاسع عشر وما بعدها بتصوير الوجوه (الصور الشخصيّة)، وقد أنجز عدداً من الصور الرائعة في مجموعة (تنظيم الأسود والرمادي) رقم 1 مثل صورة والدته، وصورة الآنسة سيسلي ألكسندر Miss Cicely Alexander في مجموعة (انسجام الرمادي مع الأخضر) عام 1873، وصورة «توماس كارلايل» Thomas Carlyle عام 1873 في مجموعة (ترتيب الرمادي مع الأسود) رقم 2. وصورة السيدة ليلاند Mrs. Leyland في مجموعة (تناغمات لون البشرة مع الأحمر القرنفلي أو الوردي)، وقد كانت هذه الصورة لافتة للانتباه برونقها الجمالي، ومن نماذجه المحببة في التبسيط وجمال الألوان التي تذكِّر بثقافة القرن السابع عشر ولاسيما بالفنان دييغو ڤيلاسكيز Diego Velazquez. صوّر ويسلر غرفة (الطاووس) للأمير في لندن، ونجح في مسابقة لتزيين غرفة في أحد قصور ليفربول وخصوصاً في تزيين أثاثها المصنوع من الجلد. وفي عام 1919 صارت هذه الغرفة صالة عرض حرة للفن.

تعرّف ويسلر إبان إقامته في لندن مجموعة من الفنانين المعروفين مثل: دانتي غبرييل روسيتي Dante Gabriel Rossetti وألبرت مور Albert Moor، كما عاش حياة بوهيمية حرّة، وانغمس في أجواء التهريج والتسلية، وصار خطيباً معروفاً في لندن.

تغيرت حياة ويسلر عام 1877 حين تقدّم بدعوى ضد جون رَسكين John Ruskin كاتب علم الجمال المعروف الذي وجه إليه انتقادات لاذعة إلى حدِّ التشهير به، وندد بلوحتيه: «مشهد في الليل بالأسود والذهبي» و«سقوط السهم الناري» (1874). ربح ويسلر الدعوى ولكن تعويضه لم يتجاوز دريهمات معدودات، وقد اضطر عام 1879 إلى إعلان إفلاسه وعجزه عن تسديد ديونه لأحد البنوك، فقرر الرحيل والتخلي عن منزله الجميل في تشيلسي Chelsea، وسافر إلى البندقية Venice مع صديقته مود فرانكلين Maud Franklin ومكث فيها أربعة عشر عاماً برز في أثنائها فناناً لامعاً وحيداً بين جمهرة من الفنانين الغرباء المقيمين فيها، واستعمل في تلك الفترة ألوان الباستل Pastels والألوان المائية ونادراً ما كان يرسم بالألوان الزيتية، واشترك في مسابقات أعمال محفورة لمصلحة جمعية الفنون الجميلة، فثمة أكثر من خمسين لوحة مطبوعة نالت شهرة واسعة تصوّر مناظر من البندقية، وكانت هذه الأعمال سبباً في نجاحه في لندن حينما عرض فيها بعد عودته إليها عام 1880 و1883، ثم تابع عمله في تصوير الشخصيات.

واجه ويسلر في آخر حياته مشكلات عدة لأنه لم يجار ما استجد في الفن وما طرأ على الذوق الجمالي العام من تغيرات واثقاً كل الثقة بنفسه وبفنه.

عارض ويسلر أفكار أوسكار وايلد Oscar Wilde عام 1888 في لندن، وقد أحدثت هذه المعارضة ضجة كبيرة. تزوج ويسلر بـ بياتريكس غودوين Beatrix Godwin وأمضى معها زمناً في باريس، وانضم الاثنان إلى حركة اليساريين فيها. توفيت زوجته غودوين عام 1896، فأحاق به القلق والضجر في سنواته الأخيرة.

عاد الاهتمام بفن ويسلر، وراح النقاد ومؤرخو الفن في بداية القرن العشرين يعيدون النظر في أعماله، فوضعه بعضهم في مقدمة فناني زمانه، ولكن ذلك التقدير لم يدم طويلاً إذ أخذت شهرته تتعرض من جديد للأخذ والرد، الأمر الذي أشعره بأن نجمه آخذ في الأفول، وبقي هكذا حتى فترة متأخرة حينما عاد إلى الظهور على ساحة الأحداث الفنّية وإلى موقع الاهتمام مرة ثانية.

عبد الكريم فرج

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- MICHEL LACLOTTE, JEAN- PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture, (Librairie Larousse, Paris 1979).

- RENÉ HUYGHE et JEAN RUDEL, L’art et le monde moderne, (Librairie Larousse, Paris 1969).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 401
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 579
الكل : 29662142
اليوم : 42152

أبرهة الأشرم

أبرهة الأشرم (... - نحو 571م) قائد من الحبش، جاء إلى اليمن في الحملة التي أرسلها ملك الحبشة النجاشي أصحمة، بقيادة أرياط، لغزو اليمن والانتقام لمقتل النصارى في حادثة الأخدود على يد الملك ذي نواس، فصارت اليمن تابعة للحبشة، وتولى أرياط الحكم فيها في ظل ملكها الحميري السميفع. تختلف الروايات في حقيقة العلاقة بين أرياط وأبرهة، فتجعل بعضها أرياط رئيساً على أبرهة وأخرى تجعله نداً له في قيادة جيش الحبشة. ثم نازع أبرهة أرياط في أمر الحبشة باليمن، وجرت بينهما مبارزة شرم فيها أرياط عين أبرهة وأنفه، فلقب لذلك بالأشرم، أما أرياط فقتله غلام لأبرهة.
المزيد »