logo

logo

logo

logo

logo

يافا

يافا

Jaffa (Yafa) - Jaffa (Yafa)

يـافــا

 

تشغل مدينة يافا موقعاً طبيعياً متميزاً على الساحل الشرقي للبحر المتوسط عند التقاء دائرة عرض 3 َ 32 ْ شمالاً وخط طول  17 َ 34 ْ شرقاً إلى الجنوب من مصب نهر العوجا  بنحو 7 كيلومترات، على بعد 60 كيلومتراً شمال غربي القدس. بلغت مساحة يافا نحو 1750 هيكتاراً، وقد أسهمت العوامل الطبيعيـة في جعل هذا الموقع منيعاً يشرف على طرق المواصلات والتجارة, وهي بذلك تعد إحدى البوابات الغربيـة الفلسطينية ، حيث تم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض المتوسط وأوربا وإفريقيا، وكان لافتتاح مينائها عام 1936 دور كبير في ازدهارها فيما بعد.

التسمية والتاريخ

احتفظت مدينة يافا بهذه التسمية منذ نشأتها مع بعض التحريف البسيط من دون المساس بمدلول التسمية التي تعني الجميل أو المنظر الجميل. وأقدم تسجيل لاسم يافا جاء باللغة الهيروغليفية من عهد «تحتمس الثالث نحو منتصف الألف الثاني قبل الميلاد»، حيث ورد اسمها «يوبا أو يبو» ضمن البلاد الآسيوية التي كانت تحت سيطرة الامبراطورية المصرية.

ثم ورد اسم يافا ضمن المدن التي استولى عليها «سنحاريب» ملك آشور في حملته عام 701 قبل الميلاد على النحو الآتي: «يا ـ اب ـ بو» (YA-AP-PU) وورد اسمها في نقش لاشمونازار Eshmunazar أمير صيدا، يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، على النحو الآتي: «جوهو» حيث أشار فيه إلى أن ملك الفرس قد منحه  المدينة  مكافأة له على أعماله الجليلة، وورد ذُكرها أكثر من مرة في التوراة تحت اسم «يافو» (Yafo).

وعندما استولى عليها غودفري في أثناء الحملة الصليبية الأولى  قام بتحصينها وعمل على صبغها بالصبغة الفرنجية, وأطلق عليها اسم «جاهي» (Jahe)، وسلم أمرها إلى تنكرد (طنكرد)، ووردت يافا في بعض كتب التاريخ والجغرافية العربية في العصور الإسلامية تحت اسم «يافا» أي الاسم الحالي. ويطلق أهل يافا على المدينة اسم «البلدة القديمة» أو «القلعة»، وبقيت المدينة حتى عام النكبة 1948 تحتفظ باسمها ومدلولها «يافا عروس فلسطين الجميلة» حيث تكثر بها وحولها الحدائق، وتحيط بها أشجار البرتقال «اليافاوي والشموطي» ذي الشهرة العالمية الذي كان يصدر إلى الخارج منذ القرن التاسع للميلاد.

إذاً يعدّ تاريخ يافا تصويراً حياً لتاريخ فلسطين عبر العصور، فتاريخها يمتد إلى 4000ق.م، عندما بناها الكنعانيون، وكانت مملكة بذاتها. غزاها الفراعنة والآشوريون والبابليون والفرس واليونان والرومان، ثم فتحها القائد الإسلامي عمرو بن العاص وخضعت لكل الممالك الإسلامية إلى أن دخلها العثمانيون، ثم الانتداب البريطاني، وبعده نكبة 1948 واحتلال الصهاينة لها وتشريد غالبية سكانها.

أدت مدينة يافا دوراً مميزاً وريادياً في الحركة الوطنية ومقاومة المحتل البريطاني من جهة والصهاينة من جهة أخرى، فمنها انطلقت ثورة 1920 ومنها بدأ الإضراب التاريخي الذي عم البلاد كلها عام 1936، وقد شهدت يافا بعد قرار التقسيم معارك داميــة بين المجاهدين من جهة والحامية البريطانية والصهاينة من جهة أخرى.

السكان:

مدينة يافا

أظهرت نتائج التعداد العام للسكان عام 1922 أن قضاء يافا احتل المركز الرابع ضمن المجموعة التي تضم عدد سكان أكثر من 50 ألف نسمة، أما التعداد العام للسكان عام 1931 فقد أظهر احتلال قضاء يافا المركز الثاني ضمن المجموعة التي تضم عدد سكان أكثر من 170 ألف نسمة، وفي عام 1944 أصبح قضاء يافا يحتل المركز الأول بعد أن وصل عدد سكانه إلى 374 ألف نسمة، ويرجع سبب هذه الزيادة إلى هجرة الكثير من أبناء القرى والمدن الداخلية إلى المناطق الساحلية بسبب خصوبة التربة والأراضي الزراعية من جهة وازدهار ميناء يافا من جهة أخرى.

تعرضت يافا كغيرها من المدن والقرى الفلسطينية للعدوان الصهيوني عام 1946، مما  أدى إلى تهجير معظم سكانها الذين لم يبق منهم حتى 18/11/1948 سوى 3651 فلسطينياً، تشردوا جميعاً وتجمع من بقي منهم في حي العجمي، ولم يسمح لهم بمغادرة هذا الحي إلا بإذن خاص من السلطة الإسرائيلية، وارتفع عددهم إلى 4000 عام 1949ـ 1965.

وقد تدفق اليهود المهاجرون إلى المدينة، ويقدر عددهم اليوم بأكثر من 120 ألف نسمة، وألحقت بمدينة تل أبيب مما أدى إلى تغيير بنيتها الداخلية وملامحها التاريخية والحضارية، وحل الطراز الأوربي في العمارة والتخطيط، ولا يوجد اليوم سوى الحي الغربي وحي العجمي اللذين احتفظا بطابعهما القديم.

النشاط الاقتصادي:

احتلت يافا مركزاً مهماً في التجارة الداخلية والخارجية بفضل مينائها، وتنوع الأنشطة الاقتصادية فيها، ومن أبرز مظاهر النشاط الاقتصادي:

ـ الزراعة: انتشرت بساتين الحمضيات والفواكه والخضراوات حول المدينة، واشتهرت مدينة يافا ببرتقالها اليافاوي الذي نال شهرة عالمية (وتستغل إسرائيل هذه الشهرة إلى اليوم).

ـ التجارة: كانت مدينة يافا ميناء فلسطين الأول قبل ازدهار ميناء حيفا عام 1965، حيث كان ميناء للتصدير والاستيراد، وقد صدرت من هذا الميناء الحمضيات والصابون والحبوب، وتم استيراد المواد التي احتاجت إليها فلسطين وشرقي الأردن مثل الأقمشة والأخشاب والمواد الغذائية.

أما على صعيد التجارة الداخلية فقد كانت مدينة يافا تعج بالأسواق والمحلات التي يزورها الكثير من سكان القرى والمدن المجاورة ومن أشهر أسواقها: سوق بسترس ـ إسكندر عوض ـ سوق الدير ـ سوق الحبوب ـ سوق المنشية ـ سوق البلابسة ـ سوق الإسعاف.

ـ الصناعة: وجدت في مدينة يافا العديد من الصناعات كصناعة التبغ والبلاط والقرميد والنسيج والبسط والورق والزجاج والصابون ومدابغ الجلود والمطابع وكانت أيضاً مركزاً متقدماً في صيد الأسماك.

جلال الخضرة

مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الوهاب الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث (بيروت 1970).

ـ علي المليجي، يافا مشروع وتخطيط المدينة وتطورها العمراني (مطبعة مصر القاهرة، د.ت).

ـ عز الدين غربية، قصة مدينة يافا، سلسلة المدن الفلسطينية (تصدر من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم دائرة الإعلام والثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، د.ت).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 448
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 505
الكل : 31253506
اليوم : 1694

لوتريامن (كونت دي-)

لوتْرِيامُن (كونت دي ـ) (1846ـ 1870)   إيزيدور دوكاس Isidore Ducasse الملقب بكونت دي لوتْرِيامُن Comte de Lautréamont؛ شاعر فرنسي ولد في مونتيڤيديو Montevideo عاصمة الأورغواي، وأمضى فيها طفولته، حيث كان والده يعمل في القنصلية الفرنسية. بدأ دراسته لدى اليسوعيين، وعندما أظهر عدم انسجام واستعداد للمتابعة فيها، عاد إلى باريس لمتابعة تعليمه في مدارس داخلية، وتميز من زملاء صفه بتفوقه في علوم الرياضيات والفيزياء والجبر، واجتهد لتحضير امتحان القبول في كلية العلوم التقنية Polytechnique.
المزيد »