logo

logo

logo

logo

logo

اليمن (جغرافيا)

يمن (جغرافيا)

Yemen - Yémen

اليمن

 

تقع جمهورية اليمن Yemen في الجـزء الجـنوبي الغربي من القارة الآسيوية. تحيط بها المملكة العربيـة السـعودية من الشمال وسلطنة عمان من الشرق وخليج عدن من الجنوب والبحر الأحمر من الغرب، وتبلغ مساحتها 527970 كم2، وعدد سكانها 20.727063 مليون نسمة عام 2005، وعاصمتها صنعاء Sanaa   ت(1.469000نسمة).

تمتد الرقعة اليمنية بين دائرتي عرض 40 َ 12 ْ و 26 َ 17 ْ شمالاً، وبين خطي طول 30 َ 42 ْ و 31 َ 46 ْ شرقاً. وتحتل اليمن بهذا الموقع الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، مطلة ومشرفة على مضيق باب المندب، وهو مدخل البحر من الجنوب، ويتكون مضيق باب المندب من قناتين متجاورتين، إحداهما ـ وهي الصغيرة ـ على امتداد الساحل اليمني، وعرضها نحو 3كم، وعمقها 26م، والأخرى ـ وهي القناة الرئيسة ـ تقع جنوب غرب جزيرة بريم، يبلغ اتساعها 16كم، وعمقها 300م.

ويشرف اليمن كذلك على خليج عدن من الجنوب، وهو ما يمكن عدّه مدخل المحيط الهندي الذي تزداد أهميته أيضاً بحكم الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للدول المطلة عليه، ولا تبعد اليمن عن إفريقيا سوى 24كم، وهو عرض مضيق باب المندب.

الجغرافيا الطبيعية:

من المناظر الجبلية المألوفة في شمالي اليمن

يمكن عدّ اليمن هضبة محصورة بين السهول الساحلية غرباً والربع الخالي شرقاً. وتتخلل الهضبة اليمنية أودية عديدة، أهمها تلك المتجهة غرباً نحو البحر الأحمر أو السهول الساحلية، وتلك المتجهة جنوباً أو نحو خليج عدن، تبدأ هذه الأودية من إقليم المرتفعات الوسطى الممتدة من تعز جنوباً حتى الحدود مع المملكة العربية السعودية شمالاً.

وأهم الأودية المتجهة غرباً ابتداءً من الشمال: حرض وجيزان ومور وسرود وسهام ورفع وزبير ورسيان وموزع، في حين تعدّ أودية بنا وتبن بنا وتبن الشديدة الانحدار أهم الأودية المتجهة جنوباً.

وإلى جانب ذلك هناك بعض الأودية المتجهة شرقاً نحو صحراء الربع الخالي، ابتداء من الشمال إلى الجنوب متمثلة بأودية العقيق وأملح والجوف وعبيدة وحريب وبيحا، وتتصف هذه الأودية بصغرها مقارنة بالنوعين السابقين.

ويمكن تقسيم اليمن إلى ثلاثة أقسام طبيعية:

السهول الساحلية:

وتسمى هذه السهول تهامة أيضاً، تمتد بموازاة البحر الأحمر، وبعرض يراوح بين30ـ60كم. وترتفع هذه السهول تدريجياً كلما اتجهنا نحو الشرق حيث المرتفعات الوسطى (ترتفع عند بلدة باجل إلى 600م). ومن أهم مراكز الاستيطان هنا: حرض، ميدي، الزيدية، باجل، القطيع، المراوعة، الحديدة، الدريهمي، المنصورية، بيت الفقيه، حيس.

المرتفعات الوسطى أو إقليم المرتفعات:

جبال منطقة حراز

يتصف هذا الجزء الواسع من سطح اليمن بعدة صفات أهمها:

ـ تقطع هذا الجزء بالأودية التي حفرت لنفسها مجاري عميقة.

ـ شدة تدفق جريان المياه وسرعته في بعض هذه الأودية.

ـ بروز ظاهرة التعرية المائية.

ـ انتشار ظاهرة المدرجات الجبلية التي تعدّ أحد أهم المظاهر الأصلية لليمن.

ـ وضوح ظاهرة الحافات الشديدة الانحدار.

ويمكن تقسيم هذا الإقليم إلى الأجزاء التالية:

المرتفعات الغربية: وتمتد بين السهول الساحلية غرباً والمرتفعات المركزية أو المرتفعات العالية شرقاً، وتتدرج هذه المرتفعات بين 200م غرباً إلى 1500م شرقاً، وأهم الصفات الطبوغرافية لهذا الجزء من السطح هو تقطعها إلى كتل جبلية تكاد تكون منفصلة بوساطة الأودية العميقة والضيقة التي غالباً ما تنحدر بشدة إلى السهول الساحلية وخليج عدن.

وادي شيبام في حضرموت

الأحواض الجبلية (الداخلية): تأخذ صفة الامتداد الشمالي الجنوبي، وتتميز بارتفاعها الذي قد يزيد على 1200م، وتعرف هذه الأحواض بالقيعان، وهي تحتوي على أهم المناطق الزراعية ومراكز الاستيطان في اليمن.

المرتفعات العالية: تمتد هذه المرتفعات من إب جنوباً حتى منطقة الحدود مع المملكة العربية السعودية شمالاً، ويزيد ارتفاع هذه المنطقة على 1500م، ويبلغ الارتفاع أقصاه في المنطقة الممتدة بين إب وصنعاء، حيث يزيد الارتفاع على 3000م، وتقع في هذه المنطقة أعلى جبال اليمن، وهو جبل حضور أو جبل النبي شعيب الذي يقع في قمته قبر النبي شعيب ابن مهدم، ويبلغ ارتفاع هذا الجبل 3760م، وبذلك يعد أعلى المرتفعات في شبه جزيرة العرب.

ويتفاوت عرض هذا القسم من مكان إلى آخر، بيد أنه عموماً يزيد على 900كم، ويمكن أن تعدّ تربة هذا الإقليم من أخصب ترب اليمن، حيث أسهمت اللافا البركانية في تكوينها.

الهضبة الشرقية شبه الصحراوية:

تنتشر ظاهرة المدرجات الجبلية في اليمن

 ويفاد منها حقولاً للزراعة

تقع إلى الشرق والشمال من إقليم المرتفعات الجبلية، وتبدأ بالانخفاض التدريجي نحو الربع الخالي، وتتألف معظم هذه الهضبة من سطح صحراوي، تخترقه بعض الأودية، مثل وادي حضرموت ووادي حريب.

ويمكن تقسيم الهضبة إلى قسمين وهما:

الهضبة الغربية: وهي تتألف من صخور أركية نارية ومتحولة، يطلق عليها اسم «الكور»، وتبلغ أقصى ارتفاعها في الغرب (نحو 3300م) بالقرب من مضيق باب المندب، ويتناقص الارتفاع بعد ذلك، فيصبح نحو 2000م.

الهضبة الشرقية أو هضبة حضرموت: وهي تنقسم أيضاً إلى قسمين كبيرين، يفصل بينهما وادي حضرموت، وهما هضبة حضرموت الجنوبية (1230م) وهضبة حضرموت الشمالية (1350م)، ويتناقص ارتفاعهما كلما اتجهنا شرقاً حتى يبلغ نحو 1000م، ومن ثم تتصلان بصحراء الربع الخالي. وتتألف الهضبة الشرقية من سطح رملي يكاد يخلو من الغطاء النباتي باستثناء بعض المناطق التي تسيل فيها المياه بعد سقوط الأمطار على المناطق الجبلية المتاخمة لهذه المنطقة.

المناخ:

على الرغم من وقوع اليمن على الأطراف الشمالية للمنطقة الاستوائية فإن مناخه يختلف من منطقة لأخرى بسبب عوامل عدة، منها الموقع الجغرافي والموقع الفلكي والارتفاع ونوع التضاريس وتوزيع مناطق الضغط، وهذه العوامل مجتمعة أو منفردة كانت وراء التباين الواضح في مقدار الأمطار ونسبة الرطوبة واتجاه الرياح ودرجات الحرارة من منطقة لأخرى، وفي كل شهر من شهور السنة.

مناخ السهول الساحلية: المناخ هنا دافئ عموماً، حيث يكون معدل درجات الحرارة السنوي نحو 25 ْم، ويقل معدل الفرق بين النهاية القصوى والنهاية الصغرى لدرجات الحرارة على مدار السنة عن 10 ْم، والسبب في ذلك تأثير البحر الأحمر الذي يعمل على تلطيف الحرارة صيفاً ودفئها شتاءً، غير أن نسبة الرطوبة تتباين من شهر لآخر، وترتفع عموماً في أشهر الشتاء مقارنة مع الخريف مبكراً، حين تنخفض معدلاتها.

أما الأمطار فهي قليلة عموماً، إذ يقل معدل المطر السنوي في الحديدة عن 85مم، وتظهر فترتان مطيرتان هما فترة الربيع وفترة الخريف، وفي حالات معيّنة تتعرض المنطقة لأمطار صيفية، وهناك تباين في كمية الأمطار التي تهطل في إقليم السهول الساحلية، إذ تزداد الأمطار كلما اتجهنا شرقاً عموماً، وذلك بسبب الارتفاع التدريجي في الأرض، وقد تصل كمية الأمطار إلى 400مم في الأطراف الشرقية للسهول الساحلية وفي بعض المناطق القريبة من الساحل أيضاً.

وتتصف السهول الساحلية ـ ولاسيما شريطها الساحلي ـ بحدوث ظاهرة الندى، أما الرياح فيسود فيها الاتجاه الجنوبي الشرقي، وأحياناً الشمالي الغربي والجنوبي الغربي، وقد تؤدي أحياناً إلى جرف التربة في المناطق الزراعية الداخلية.

شلالات في اليمن

مناخ المرتفعات الوسطى: تتصف درجات الحرارة في هذا الإقليم عموماً بالاعتدال، فمعدل درجات الحرارة السنوي في صنعاء مثلاً هو 19.1 ْم في حين يصل إلى 25 ْم في مدينة تعز.

وترتفع معدلات الحرارة الشهرية عادة في فصل الصيف ثم تهبط شتاءً، ولعاملي الارتفاع ودرجة العرض أثرهما في طبيعة درجات الحرارة في هذا الإقليم أكثر من تأثير البحر الواضح في السهول الساحلية.

أما الرطوبة النسبية فتزداد في الأجزاء الجنوبية من هذا الإقليم، حيث يزيد معدلها السنوي على 46% في مدينة تعز مقارنة بمدينة صنعاء التي يقل معدل الرطوبة النسبية السنوي فيها عن 39% في حين يزيد معدل الرطوبة النسبية على 64% في السهول الساحلية.

وتعدّ منطقة المرتفعات من أغزر مناطق اليمن مطراً، إذ يبلغ معدل المطر السنوي على سفوح الجبال 400مم، متركزاً في شهر آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، ويزداد المطر كلما اتجهنا شرقاً، حيث يزيد معدل المطر السنوي في تعز على 600مم، أما في إب فيصل معدل المطر السنوي إلى أكثر من 1000مم.

ويقل المطر كلما اتجهنا شمالاً، حيث يراوح المعدل السنوي للأمطار في منطقة صنعاء بين 300ـ500مم، ويقل إلى 200مم فقط قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية.

منازل هضابية في تعز

مناخ الهضبة الشرقية: يتصف مناخ الهضبة الشرقية بالتباين الحراري الكبير لابتعاده عن تأثير العوامل الملطّفة، فيبلغ معدل درجة الحرارة في موسم الصيف 37 ْم في حين يهبط إلى 12 ْم في موسم الشتاء. وتقل الرطوبة النسبية في هذا الإقليم، وتقل الأمطار عما يكفي لقيام زراعة ناجحة، إذ لا يزيد معدل الأمطار على 100مم سنوياً، وتتناقص الأمطار هنا كلما اتجهنا شرقاً، حيث تسود الظروف الصحراوية عند الاتصال بصحراء الربع الخالي.

وتجدر الإشارة إلى بعض الصفات المميزة لمناخ اليمن، فمن حيث المطر يتركز في عدد قليل من الأيام، فلا يزيد عدد الأيام الممطرة على30ـ40 يوماً في منطقة إب الغزيرة الأمطار، ويهبط إلى 25 يوماً في منطقة صنعاء، وإلى بضعة أيام في السهول الساحلية والهضبة الشرقية.

ومن استعراض طبيعة المناخ في أقاليم اليمن المختلفة تُلاحظ الأنماط أو الأقاليم المناخية الآتية:

ـ المناخ المداري متمثلاً في إقليم السهول الساحلية.

ـ المناخ المعتدل الدافئ الذي يسود مقدمات المرتفعات الوسطى.

ـ المناخ المعتدل المائل للبرودة، ويتمثل في المرتفعات العالية.

ـ المناخ الصحراوي الذي يسود في الأجزاء الشرقية من الهضبة الشرقية.

الثروة المائية: للثروة المائية في اليمن علاقة وثيقة بالأقسام الطبيعية الثلاثة، ويمكن حصر مصادر المياه في اليمن حسب أهميتها بما يأتي:

ـ مياه الأمطار، المياه الجوفية، مياه السيول (الأودية).

وتشكل الأمطار أهم مصادر الثروة المائية في اليمن، وهي تتركز في منطقة المرتفعات التي يمكن عدّها محور البلاد من الشمال إلى الجنوب، وتتناقص كمية التساقط باتجاه الشمال والغرب والشرق. وتتجه السيول عادة غرباً وجنوباً وشرقاً، حيث تروي بعض السهول الواقعة في نهاياتها، مثل أودية تهامة غرباً ووأدية الجنوب اليمني والصحراء شرقاً.

أما المياه الجوفية فتتغذى أصلاً من مياه الأمطار، وتظهر المياه الجوفية في اليمن بصورتين: إما على شكل عيون وينابيع عذبة، وإما على شكل آبار يحفرها الإنسان،وقد تكون المياه الجوفية حارة ـ ولاسيما تلك التي تظهر في مناطق الفوالق، حيث تزيد حرارة بعضها على 65 ْم ـ مما دفع إلى تسميتها بالحمامات، ولعل أشهرها حمام علي الواقع على بعد 56كم إلى الجنوب من مدينة تعز. وفي حال تسرب مياه العيون العذبة إلى الأودية تدعى بالغيول ـ ومفردها غيل ـ يذكر منها غيل صنعاء وغيل الوادي بهمدان.

وتؤدي المرتفعات الوسطى دور مقسم المياه إلى الاتجاهات المختلفة في اليمن، ويمكن ملاحظة عدة اتجاهات رئيسة للأودية في اليمن، أهمها تلك الأودية المتجهة غرباً نحو السهول الساحلية، وتلك المتجهة جنوباً نحو خليج عدن إلى جانب الأودية المتجهة نحو الهضبة الشرقية وصحراء الربع الخالي، وتلك المتجهة نحو الشمال ومن الملاحظ أن الأودية المتجهة غرباً تعدّ أهم الأودية في اليمن وأكثرها استغلالاً لأنها أغزر أودية اليمن ماءً، ومع ذلك فإن هذه الأودية عموماً لاتصب في البحر الأحمر إلا في المواسم المطيرة، وأهم هذه الأودية من الشمال إلى الجنوب وادي حيران، وادي مور، وادي سرود، وادي سهام، وادي رماع، وادي زبيد، وادي نخلة، وادي رسيان، وادي موزع.

ومن الأودية الشرقية يذكر: وادي العقيق، وادي أملح، وادي الجوف، وادي مأرب، وادي حريب، وادي الجوية، وادي بيحان، ومن الأودية الجنوبية يذكر: وادي بنا، وادي اتبن، ومن الأودية الشمالية يذكر: وادي نشور، وادي سروم.

الجزر اليمنية:

ينتشر في المياه الإقليمية للجمهورية اليمنية كثير من الجزر، وأهم الجزر الواقعة في البحرالأحمر جزيرة كمران، وهي أكبر جزيرة مأهولة في أرخبيل حنيش وجزيرة ميون، وهي ذات موقع استراتيجي في مضيق باب المندب، ومن أهم الجزر في البحر العربي أرخبيل سقطرى، وتعدّ جزيرة سقطرى أكبر جزر الأرخبيل الذي يشمل ـ إضافة إلى جزيرة سقطرى ـ جزر سمحة ودرسة وعبد الكوري، وتتميز جزر الأرخبيل بتنوعها الحيوي، حيث تقدر نباتات سقطرى بنحو 680 نوعاً.

الجغرافيا البشرية:

مسجد ومنازل نموذجية في عدن

تتميز إحصاءات السكان في اليمن بحداثتها، إذ إنها لم تبدأ إلا في سبعينيات القرن العشرين، أما التقديرات التي سبقت هذه الإحصائيات فهي تشير إلى أن عدد سكان اليمن كان 4.3 مليون نسمة تقريباً عام 1952، ونحو 6.3 مليون عام 1980، ونحو 19.7 مليون نسمة في عام 2004. ومن ذلك يُرى أن اليمن قد شهدت قفزة كبيرة في معدل النمو في القرن العشرين، فبعد أن كان معدل النمو نحو 1.89% في الفترة ما بين 1970 ـ1975 و3.7% في الفترة ما بين 1988ـ1994؛ ازداد عدد السكان بشدة بعد ذلك لعدة أسباب، يُذكر منها ارتفاع معدل المواليد وانخفاض معدل الوفيات.

ويتضح من مختلف الدراسات التي أجريت أن سكان اليمن يزيدون بمعدل سنوي يصل إلى 3.7%، وهو من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، وفي الوقت ذاته تظهر البيانات أن معدل النمو الاقتصادي يقل عن 3%. ويبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة 7.2 فرداً، وهو مؤشر واضح لارتفاع نسبة الإعالة في المجمتع اليمني. كما أن الظروف الطبيعية الوعرة وتشتت التجمعات السكانية في الجبال والمناطق الوعرة تمثل أحد العوامل المعوّقة للتنمية ووصول خدمات التعليم والصحة. وتقدر نسبة الأمية في المجتمع اليمني بنحو 47% من إجمالي السكان (10 سنوات فأكثر).

قرية الحجارة

وتقدر نسبة الملكية العائدة للقطاعات الاقتصادية الثلاثة (عام ومختلط وتعاوني) بنحو 27%، وتستحوذ أشكال الملكية الخاصة على 37% تقريباً من إجمالي الملكيات؛ مما يعني ضعف دور الدولة وتدني قدرتها على توجيه النشاط الاقتصادي بصورة غير مباشرة، وهناك تزايد لأعداد الفقراء في اليمن حيث وصلت نسبة الأسر الفقيرة إلى 48% تقريباً من إجمالي الأسر اليمنية. وتقسم الجمهورية اليمنية إدارياً إلى 21 محافظة، بما فيها أمانة العاصمة في عام 2004، وتقسم المحافظات إلى 333 مديرية يتفرع منها 2200 عزلة و36986 قرية و91489 محلة وحارة.

ويتوزع سكان محافظات الجمهورية على محافظات الجمهورية بصورة غير متوازنة وذلك لأسباب طبيعية واقتصادية، فأكبر محافظة من حيث عدد السكان هي محافظة تعز تليها محافظة الحديدة ثم إب ثم أمانة العاصمة على التوالي، وتضم هذه المحافظات الأربع نحو نصف السكان المقيمين في الجمهورية (42.8%)، وتعدّ محافظة المهرة ومأرب وريمة أصغر المحافظات من حيث عدد سكانها (0.45%، 1.2%، 2%) على التوالي من إجمالي السكان. وقد أدى تشتت القرى والتجمعات السكانية في المناطق الجبلية الوعرة إلى صعوبة وصول الخدمات الأساسية للسكان وارتفاع تكلفتها، كما أسهمت هذه الظواهر الطبيعية في عزلة السكان سنوات طويلة مضت.

الجغرافيا الاقتصادية:

قرية خيسات عند أحد سواحل اليمن القاحلة

يعتمد الاقتصاد اليمني على آلية السوق وإعطاء القطاع الخاص الريادة في إدارة الموارد واستغلالها، ويتسم الاقتصاد اليمني بالطابع التقليدي، إذ مازال قطاع الزراعة هو القطاع الأكثر استيعاباً للعمالة، مع أن نسبة إسهام الناتج المحلي لا تظهر مكانته في البنية الاقتصادية لليمن، ويعتمد الاقتصاد اليمني اليوم على قطاع النفط على نحو أكبر، حيث يسهم هذا القطاع بأوفر نسبة في الناتج المحلي الإجمالي.

لقد بلغ معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للاقتصاد اليمني 3.8% في عام 2004، وإذا قورن بمعدل النمو السكاني السنوي والبالغ 3.02 فإنه يدل على ضعف معدل النمو الاقتصادي، ولا يتناسب مع معدل الزيادة في نمو السكان.

ومن دراسة مساهمة القطاعات الاقتصادية بالأسعار الجارية لعام 2004 يُلاحظ أن الصناعات الاستخراجية قد احتلت المرتبة الأولى من حيث مساهمتها في الناتج المحلي لعام 2004، وقطاع الزراعة والغابات والصيد في المرتبة الثانية، وقطاع تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق في المرتبة الثالثة، واحتل قطاع النقل والتخزين المرتبة الرابعة في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2004.

الإنتاج الزراعي والحيواني:

يعدّ القطاع الزراعي من أهم القطاعات الإنتاجية في الاقتصاد القومي اليمني، ومردّ هذه الأهمية إلى كونه أحد القطاعات الرئيسة المكونة للناتج المحلي الإجمالي، إذ تراوح مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بين 15ـ20%، إضافة إلى كونه القطاع المنتج لسلع الغذاء والمواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات، إذ يعتمد السواد الأعظم من السكان على القطاع الزراعي، وذلك بنحو 74%، ويضم نحو مليوني عامل يقدرون نحو 53% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.

تعد المساحة المزروعة نحو 68%من إجمالي المساحة الصالحة للزراعة، ويتميز القطاع الزراعي اليمني بسيطرة الحبوب على معظم المساحات المزروعة، وتشمل محاصيل الذرة الرفيعة والدُّخن الجزء الأكبر من الحبوب، وتعتمد زراعة الحبوب بدرجة رئيسة على الأمطار مما يؤدي إلى تذبذب كمية الإنتاج من سنة لأخرى، في حين تعتمد محاصيل الخضراوات على الري الدائم من العيون والآبار والسدود، وتعدّ البطاطا والبندورة من أهم محاصيل الخضراوات، وقد بلغت المساحات المزروعة بالخضراوات 72364 هكتاراً عام 2004.

وتشتهر اليمن بزراعة أنواع مختلفة من الفاكهة، لعل أكثرها شهرة العنب اليمني ذو النوعية الممتازة، وقد ارتفعت المساحة المزروعة بالفواكه إلى 80835 هكتاراً عام 2004. وتضم المحاصيل النقدية كلاً من البن والقطن والمحاصيل الزيتية والتبغ، على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه المجموعة من المحاصيل النقدية والصناعية فإنها لم تحقق تطوراً يذكر من حيث المساحات المزروعة أو الإنتاج والإنتاجية، فلا تزيد المساحة المزروعة بالمحاصيل النقدية على 194429هكتاراً عام 2004.

أما المراعي الطبيعية فتبلغ مساحتها في الجمهورية اليمنية نحو 16 مليون هكتار، موزعة على منطقة تهامة والمرتفعات الوسطى والسهول الوسطى والشرقية، حيث تتلقى من الأمطار السنوية كمية تراوح بين 100 ـ400مم.

الإنتاج الحيواني:

يحتل الإنتاج الحيواني مكانة مهمة في بنية الإنتاج الزراعي، إذ يسهم في توفيرالغذاء لعدد كبير من سكان الريف، وفي توفير فرص عمل لقطاع كبير من سكان الريف، وتختلف طبيعة الماشية التي يستخدمها المزارع باختلاف البيئة الجغرافية وتنوعها، حيث يلاحظ أن حيازة الماعز والأغنام تسود في المناطق الشرقية، وتنتشر تربية الأبقار والأغنام في المرتفعات الجنوبية والوسطى وسهل تهامة.

الصناعة:

يعتمد الأقتصاد اليمني اعتماداً كبيراً على قطاع النفط

يُعدّ القطاع الصناعي اليمني حديث النشأة، وقد مر بمراحل مختلفة لها منطلقاتها وخصائصها وجذورها التاريخية، إذ اقتصر نشاط هذا القطاع قبل الثورة اليمنية على بعض المصنوعات والحرف التقليدية والبدائية، فليس هناك صناعة تذكر سوى مصفاة النفط التي تأسست في عام 1956في عدن، ومصنع النسيج في باجل.

وبعد قيام الثورة ـ ولاسيما في مطلع السبعينيات ـ شهد الاقتصاد اليمني انتعاشاً ملحوظاً شمل جميع ميادين الاقتصاد،وقد اعتمدت الحكومة اليمنية آلية قوى السوق منهجاً للتنمية الاقتصادية وفتح المجال للقطاع الخاص بأن يقوم بدوره في قيادة عملية التنمية وأن يقتصر دور الدولة على العملية الإشرافية والإرشادية والتنظيمية، بحيث أصبح القطاع الخاص في أواخر التسعينيات يستحوذ على ما نسبته نحو 95%من إجمالي المنشآت الصناعية.

وقد بلغت مساهمة الصناعات التحويلية ـ عدا تكرير النفط ـ في الناتج المحلي 9.1% في عام 2004، وأغلب هذه المساهمة تأتي من الصناعات الغذائية، وفي المرتبة الثانية الصناعات الإنشائية، ويأتي الإسمنت في مقدمها، ثم تأتي منتجات التبغ في المرتبة الثالثة، تليها المعادن المشكّلة ثم الملابس.

لقد بدأت عمليات التنقيب عن النفط الخام في اليمن في عام 1938 عندما قامت شركة النفط العراقي بمسوحات زلزالية في محافظتي حضرموت والمهرة، وتوالت أعمال التنقيب بعد ذلك من قبل الشركات الأجنبية، وكان من نتائجها العملية إعلان شركة «هنت» أول اكتشاف تجاري في اليمن في عام 1984، في قطاع مأرب/الجوف، كما تم إعلان اكتشاف النفط في محافظة شبوة من قبل شركة تكنو اكسبورت السوڤييتية عام 1987.

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن إنتاج اليمن من النفط وصل إلى147 مليون طن تقريباً في نهاية عام 2004، ومن أبرز الحقول النفطية في اليمن حوض المسيلة (قطاع 14) الذي تم اكتشافه في عام 1993. ويسهم النفط في نسبة تراوح بين 30 ـ 40% من قيمة الإنتاج المحلي الإجمالي، ويعدّ أكثر من 90% من قيمة صادرات الدولة، تصدرها الجمهورية اليمنية من ثلاثة موانئ لتصدير النفط الخام، وهي: ميناء رأس عيسى الذي يستخدم لتصدير نفط مأرب الخفيف وجنَّة ويبعد هذا الميناء نحو 60كم شمال الحديدة على شاطئ البحر الأحمر. وميناء الشحر (على البحر العربي) وهو يستخدم لتصدير خام المسيلة وغيره في قطاع شرقي شبوة، وحواريم وهو يبعد عن المكلاّ نحو 15كم، ثم ميناء بلحاف (على البحر العربي) وهو يستخدم لتصدير نفط شبوه الخفيف، ويقع بين مدينتي عدن والمكلاّ.

أما الغاز فقد اكتشف في اليمن في عام 1984 في قطاع (18 مأرب/الجوف) مصاحباً للنفط، ويقدر الاحتياطي العام من الغاز بنحو 16 تريليون قدم مكعب، ويقدر الاحتياطي من الغاز البترولي المسيل بنحو 31 مليون طن متري، وقد وصل إنتاج الغاز إلى تريليون واحد قدم مكعب في عام 2004.

وقد حقق قطاع النقل في الجمهورية اليمنية نقلات نوعية مجتازاً ما كان عليه قبل قيام الوحدة، ففي مجال النقل البري وربط مختلف المدن الرئيسة والعديد من المناطق الريفية بشبكة طرق حديثة، بلغ طول شبكة الطرق البرية الإجمالي في الجمهورية اليمنية 24061.3كم منها 10555.2كم طرق أسفلتية عام 2004.

وفي مجال النقل البحري الذي يمثل ركيزة من الركائز الأساسية لاقتصاد الجمهورية، لطول الساحل اليمني الممتد أكثر من 2000كم فقد امتلكت اليمن سبعة موانئ، وهي: عدن والمكلا ونشطون والحديدة والمخا ورأس عيسى والصليف، وتدخل الموانئ اليمنية سنوياً بين 3000 ـ 3500 سفينة.

كذلك فقد حقق النقل الجوّي تطوراً نسبياً، حيث وصل عدد المطارات اليمنية إلى 6 مطارات، وعدد المطارات الداخلية 8 مطارات، ووصل حجم حركة الركاب في المطارات الدولية ما بين 1.2 ـ 1.5مليون راكب سنوياً، وبلغت نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي ما بين 10 ـ 13% سنوياً.

 صفوح خير

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 541
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 562
الكل : 31195753
اليوم : 20910

لوين (كورت-)

لوين (كورت ـ) (1890ـ 1947)   كورت لوين Kurt Lewin عالم نفس ألماني أمريكي، ولد في مجيلنو Mogilno في بروسيا، التابعة حالياً لبولونيا. تعلّم في جامعة برلين ثم أصبح عضو الهيئة التدريسية في إحدى كلّياتها. عُرف بدراساته في علم النفس وإسهاماته المهمة في مدرسة الغشتالت Gestalt خاصة، وكان له تأثير كبير في البحوث الحديثة في علم النفس، حتى إنه يُعد في نظر كثيرين المؤسس الفعلي لعلم النفس الاجتماعي الحديث. هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1932، وتولى مهام التدريس في عدد من جامعاتها (ستانفورد Stanford وكورنل Cornell وآيوا Iowa)، وانتهى إلى تولي إدارة مركز البحوث حول القوى المحركة للجماعة group dynamics الذي أسسه في معهد مساتشوستس Massachusetts للتكنولوجيا (M.I.T) عام 1944. وفي سياق عمله هذا، درس المسائل المتعلقة بالتحفيز motivation عند الأفراد والجماعات.
المزيد »