logo

logo

logo

logo

logo

يوحنا بولص الثاني - البابا

يوحنا بولص ثاني بابا

Pope John Paul II - Pape Jean-Paul II

يوحنا بولص الثاني ـ البابا

(1920ـ 2005م)

 

يوحنا بولص الثانيPope John Paul II أول راهب بولندي يصل إلى السدّة البابوية في تاريخ الكنيسة في روما، وأول بابا غير إيطالي منذ 456 عاماً. سياسي مناضل، رئيس دولة الفاتيكان، تقلد منصب البابوية منذ 1978حتى وفاته. اسمه الأصلي كارول جوزيف ڤويتيلا Karol Jozef Wojtyla، ولد في بلدة ڤادوفيتش Wadowice التابعة لمدينة كراكاو Kraków البولندية. كان أبوه ضابطاً في الجيش البولندي، وأمه معلمة. تلقى علومه الأولى في مدينة كراكاو، وكان طالباً متفوقاً، جمع بين دراسة الأدب والمسرح، وأصبح عضواً نشيطاً في التنظيم الديمقراطي المسيحي السري، وساعد مواطنيه على العثور على ملجأ يحتمون به من الجحيم النازي، وفجأة تغيرت حياته بسبب حادث سير تعرّض له، فتوجه إلى العمل الديني، ودرس علم اللاهوت ليصبح كاهناً عام 1946م، وفي عام 3591م صار الأب كارول أُسقف كراكاو، وواصل تحصيله العلمي في الجامعة الكاثوليكية في لوبلين Lublin، وتخرج فيها، وحصل على الدكتوراه في علم الأخلاق.

عمل أستاذاً للفلسفة في جامعتي لوبلين وكراكاو، وتدرج في مناصب الكنيسة من مساعد مطران حتى كبير الأساقفة في كاراكاو، وبعدها بأربع سنوات تولى رئاسة الأسقفية الأبرشية، وفي عام 1967م رفّعه البابا بولص السادس إلى مرتبة كاردينالcardinal، ومن ذلك الوقت بدأ ينشر العديد من قصائده وكتاباته.

لما بلغ من العمر 58 عاماً انتخب خلفاً للبابا يوحنا بولص الأول، وأصبح الكاردينال كارول البابا يوحنا بولص الثاني بابا الكاثوليك والحبر الأعظم، وبفضل إتقانه العديد من اللغات الأجنبية كـالإيطالية والإنكليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية والبرتغالية واللاتينية أصبح سفيراً دوليّاً متنقلاً للكنيسة في العالم.

زار أمريكا سنة 1981م، وفي العام نفسه تعرّض لمحاولة اغتيال من أحد الأتراك، وأصيب إصابة بالغة عند دخوله ميدان سانت بيتر Saint Peter في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ـ لإلقاء محاضرة عامة ـ أدت إلى إدخاله المستشفى، فقضى فيها شهرين ونيفاً حتى تماثل للشفاء.

قام في رحلاته التي زادت على 104 رحلات بزيارة معظم دول العالم على مدى 27 عاماً، أسفرت عن عودة الوعي لدى المسيحيين، ولاسيّما جيل الشباب الذي كان له مكانة خاصة في قلب البابا، إذ دعاهم للانضمام إليه والاحتفال بيوم الشباب العالمي الأول، وتحدَّث إليهم، وحثّهم على الاهتمام بالثقافة الروحية والسمو النفسي. وأسهمت مسيرة البابا يوحنا بولص الثاني الكنسيّة الدينيّة إلى حدّ كبير في الحيلولة دون انزلاق الكنيسة في طريق مسيرة «الليبرالية» الجديدة المتوحشة حاملة العلمانية والحضارة الغربية، وليس من المفارقات أن يجمع خندق واحد الكنيسة الكاثوليكية ودعاة الخصوصية الحضارية الإسلامية في وجه الهيمنة والعولمة والعلمنة، كما أظهرت مؤتمرات عديدة، ولعل هذا ما ظهر لاحقاً في عدم مشاركة الكنيسة ـ كما كان يُراد لها ـ في كثير من المخططات الجاري تنفيذها تجاه الإسلام والمسلمين بدءاً بحملات تعديل المناهج ومروراً بالحرب على الحجاب وانتهاءً بأطروحات علمنة الإسلام، وهو ما يعدّ تجديداً لمحاولات قديمة لدعوات التغريب الأولى، ولكن وفق مشروعات ودراسات حديثة. وكان العنصران السياسي والكنسي متلازمين لدى البابا منذ البداية حيث ظهرا في وثيقة البابوية الأولى عن حقوق الإنسان، وركّز على الحريّة الدينيّة موجّهاً كلامه إلى الدول والأحزاب الشيوعية في الشرق خاصة قبل انهيارها بعشرة أعوام.

كان لموقفه الكاثوليكي الصارم ـ في قضايا الأسرة والعلاقة بين الجنسين وموانع الحمل والإجهاض ـ دورٌ كبيرٌ في رفض ما هو مطروح في المجتمع المسيحي الراهن، وكانت التعليمات الصادرة عن الكنيسة تركز على حماية حق الجنين في الحياة، وحماية الأسرة من الانهيار. ولعل أبرز ما دعّم مكانة البابا يوحنا بولص الثاني في السنوات الأخيرة من حياته أنه منع تحويل الدعم الرسمي الغربي إلى توظيف الكنيسة الكاثوليكية لتسويغ سياسات أمريكية وتصعيد النهج العدواني عالميّاً بعد سقوط المعسكر الشرقي. رفض ممارسات الحصار على العراق ثم احتلاله وما سبّبه من كوارث إنسانية، ورفض الحرب في مكافحة الإرهاب، وقد رسّخ استقلالية الفاتيكان عن النهج الأمريكي بزيارته كوبا عام 1998م ومعارضته الحرب الأطلسية ضدّ صربيا عام 1999م. وكان يؤكد دائماً رفض سياسة الهيمنة والعولمة المؤدية إلى زيادة هوّة الفقر والغنى، والتخلف والتقدم.

من أشهر زياراته سنة 2001م زيارته دمشـق عامةً ـ مهبط الديانات والرسالات الإلهيّة، بلد التسامح الديني ـ ومسجدها الأموي خاصةً، وزيارته بيت المقدس في فلسطين سنة 2000م، وزيارته لبنان.

كانت رسالته الأخيرة التي وجهها إلى العالم سنة 2005 بمناسبة يوم السلام العالمي، وقد جعل محورها مقولة القديس (بولص): «لا تدع الشر يقهرك، بل كن بالخير للشرّ قاهراً».

عبد الكافي توفيق المرعب

مراجع للاستزادة:

 

ـ جورج قرم، شرق وغرب «الشرخ الأسطوري» (لبنان ـ بيروت 2003م).

ـ منير شفيق، الديمقراطية العلمانية في التجربة الغربية (2001م).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 582
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1096
الكل : 40524581
اليوم : 54396

الغياب

الغياب   تعريف الغياب absence والفقدان والفرق بينهما طبقاً للمواد 202 و203 من قانون الأحوال الشخصية السوري وعند عامة الفقهاء في الفقه الإسلامي؛ فإن الغائب هو واحد من ثلاثة: 1 - الشخص الذي لا تعرف حياته أو مماته، ويسمى مفقوداً. 2 - الشخص الذي تعرف حياته، ولكن ليس له محل إقامة ولا موطن معلوم. 3 - الشخص الذي يكون له محل إقامة أو موطن معلوم في الخارج، إنما استحال عليه أن يتولى شؤونه بنفسه أو أن يشرف عمن أنابه في إدارتها. وهذا يعني أن الفقد هو أحد حالات الغياب، فكل مفقود غائب وتنطبق عليه أحكام الغياب، ولكن ليس كل غائب مفقوداً، فلا يأخذ أحكام الفقدان التي يختص بها المفقود.
المزيد »