logo

logo

logo

logo

logo

اليابان (الموسيقى في-)

يابان (موسيقي في)

Japan - Japon

الموسيقى

 

تعود الموسيقى اليابانية بحسب الوثائق التاريخية إلى القرن السابع قبل الميلاد، وهي ذات أصول صينية وكورية، وأغلب الآلات الموسيقية التي استعملها اليابانيون منذ القرن الخامس قبل الميلاد حتى القرن السادس عشر ذات منشأ أو أصل صيني ـ كوري أو من اختراع موسيقيين صينيين أو كوريين عاشوا في اليابان، مثل آلة «التايكو» Taiko، وهي آلة إيقاعية شبيهة بالطبل اخترعها موسيقيون صينيون، وسميت كذلك للتمييز بينها وبين الطنبور الصيني، و«الكوتو» Koto، وهي آلة وترية يعزف عليها بالنقر بالأصابع، وتشبه القانون، اخترعها أيضاً موسيقيون صينيون في القرن السادس للميلاد، و«الشاكوهاتشي» Shakuhachi، وهي آلة تشبه «الفلوت»، ومنها نماذج عدة تصدر أصواتاً مختلفة، وقد دخلت اليابان قادمة من الصين في القرن الثامن للميلاد، و«الشاميسِن» Shamisen، وهي آلة بثلاثة أوتار تشبه القيثارة، دخلت اليابان قادمة من الصين في القرن السادس عشر.

تأقلمت التقاليد الموسيقية الدخيلة (الصينية ـ الكورية) عبر القرون مع التقاليد الاجتماعية للبلاد ولاسيما مع الديانة البوذية وتقاليد البلاط الياباني، ولم تبدأ الموسيقى اليابانية بالاستقلال عن المدرستين الصينية والكورية إلا في بداية القرن الثامن للميلاد، عندما تم عام 702م تأسيس أول مدرسة للموسيقى في اليابان تحت اسم المدرسة الامبراطورية للموسيقى، ودرس الطلاب فيها أساليب الموسيقى الآسيوية ـ الهندية والصينية والكوريةـ وتعلموا العزف على الآلات المختلفة، ولكن القفزة النوعية نحو موسيقى يابانية وطنية حدثت في بداية القرن التاسع للميلاد في الحقبة المزدهرة من تاريخ اليابان المعروفة باسم حقبة هيان Heian ت(794ـ1192) حيث نشأت في البلاط الياباني قوالب موسيقية تحررت نوعاً ما من تأثيرات المدرسة الصينية، من أهمها قالب «الشوميو» Shomyo وهو قالب من قوالب الغناء البوذي، ثم قالب «الغاغاكو» Gagaku وهو أحد القوالب الكلاسيكية الرئيسة في الموسيقى اليابانية، ومنه ولدت قوالب كثيرة أقل أو أكثر أهمية، مثل قالب «التوغاكو» Togaku وقالب «الكوماغاكو» Komagaku، ولكن هذه القوالب بقيت مرتبطة بالموسيقى الكورية ـ الصينية، ولم تستقل عنها نهائياً حتى بداية القرن الثالث عشر، عندما بدأت قوالب يابانية أصيلة بالتبلور، ومن هذه القوالب قالب «الهونكيوكو» Honkyoku وهو عبارة عن مقاطع موسيقية منفردة لآلة «فلوت» مصنوعة من خشب البامبوس، كان متصوفو الطبقة البوذية يؤدونها في معابدهم وأماكن تواجدهم، وحققت شعبية كبيرة بين فقراء اليابان، مع أن هذه الطبقة اختفت هي وتعاليمها مع مرور الزمن فإن قالب «الهونكيوكو» Honkyoku حافظ على وجوده، ومازال يُستعمل حتى اليوم في الموسيقى اليابانية.

في عهد الساموراي الذين سيطروا على السلطة في اليابان بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر، أُهملت القوالب الموسيقية التي نشأت في البلاط الياباني في عهد حقبة هيان لأن فلسفة الساموراي المتقشفة لم تقبل بموسيقى أرستقراطية، وشجع الساموراي الموسيقى الشعبية وموسيقى الفلاحين والفقراء، وفي عهدهم تطور نوع من موسيقى المسرح أُطلق عليه اسم «نو» Noh [ر. اليابان، المسرح] أو نوغاكو Nõgaku، وصار قالباً تقليدياً من قوالب التأليف جمع بين الكلام المحكي والتمثيل والموسيقى (أي أوبرا يابانية إذا جاز التعبير)، وغلب على هذا القالب مع مرور الزمن الطابع الأرستقراطي الذي لم يكن الساموراي يحبذونه، وألّف لهذا القالب كانامي Kanami ت(1333ـ1384) وابنه زيامي [ر] Zeami ت(1363ـ1443) اللذان ألّفا أعمالاً مختلفة اكتسبت شهرة كبيرة في القرن الخامس عشر، وفي الحقبة نفسها ظهر قالب «البونراكو» Bunraku وهو قالب من قوالب التأليف استُعملت فيه الدمى، واستُغل في مسرح العرائس، واحتل مكاناً كبيراً في تاريخ المسرح الغنائي الياباني، وفي بداية القرن السابع عشر ظهر قالب آخر اكتسب شعبية كبيرة أيضاً، هو قالب «الكابوكي» Kabuki الذي عُرف في البداية بين النساء لأن امرأة ابتدعته، وقدمت نحو عام 1603 عرضاً دينياً على المسرح صاحبه تمثيل وموسيقى، فانتشر القالب بين النساء، ولكن قانوناً صدر في منتصف القرن السابع عشر، حظر على النساء التمثيل على المسرح لأسباب أخلاقية، فاستولى الرجال على القالب!

ويجب التنويه بأن المسرح الغنائي الياباني التقليدي يختلف تماماً عن المسرح الغنائي المتعارف عليه في الموسيقى الغربية والذي يسمى «الأوبرا» وأحياناً «الدراما» الموسيقية، فالقوالب المسرحية ـ الموسيقية اليابانية المذكورة آنفاً هي قوالب لا تمت بصلة إلى القوالب الغنائية المعروفة والتي تعودت الآذان عليها، والمسرح الغنائي الياباني يستعمل لهجة يابانية قديمة أحياناً لا يفهمها حتى اليابانيون أنفسهم، كما في قالب «الكابوكي»، أو يستعمل أساليب تعبيرية أكثر منها موسيقية كما في قالب «النو».

في عهد ولاية الامبراطور ميجي Emperor Meiji ت(1852ـ1912) وفي أثناء التحول الكبير للحاق بالغرب بدأت معالم الموسيقى الغربية بالتسلل إلى الموسيقى اليابانية، وبدأ اليابانيون بتعرّف تقاليد موسيقية كانوا يجهلونها جهلاً تاماً، فبدأت دراسة الموسيقى الغربية والتحول نحو القوالب التي تطورت في أوربا في القرون الخمسة الماضية، وقد عرف القرن العشرون عدداً من المؤلفين اليابانيين الذين درسوا قوالب الموسيقى الغربية، وألفوا أعمالهم بها مثل يوسوجي كيوزِه Yasuji Kiyose ت(1900ـ1981) الذي ألّف أعمالاً غنائية متعددة و«كونشرتو» للبيانو (1954) ومصنفات مختلفة لموسيقى الحجرة، ثم ياشيرو أكيو Yashiro Akio ت(1929ـ1976) الذي درس في كونسرفاتوار باريس، وألّف عدداً من «السمفونيات والسوناتات»، وتورو تاكِميتسو Tõru Takemitsu ت(1930ـ1996) الذي تتلمذ على يدي يوسوجي كيوز والذي ربما كان أهم مؤلف في تاريخ اليابان الحديث، كذلك عرف القرن العشرون عدداً من العازفين المبدعين وقادة «الأوركسترا» اللامعين، أشهرهم على الإطلاق سيجي أوزاوا Seiji Ozawa ت(1935) الذي درس عند ليونارد بيرنشتاين، وتولى قيادة فرق موسيقية عدة، من بينها فرقة بوسطن وفرقة دار أوبرا ڤيينا، وعازفة الكمان الشهيرة شيزوكا إيشيكاوا Shizuka Ishikawa ت(1954) التي درست في براغ، وتخصصت بأداء الأعمال الكلاسيكية الكبيرة مثل: «كونشرتات» الكمان لتشايكوفسكي [ر] وسيبيليوس[ر] وبرامز [ر] ودفورجاك [ر] ومجموعة «كونشرتات» الكمان ـ التي كانت إلى أمد قريب مجهولة ـ للمؤلف التشيكي جوزيف ميسليفيتشيك Josef Myslivecek ت(1737ـ1781).

 زيد الشريف

 

 

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 418
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 571
الكل : 31154685
اليوم : 56075

مثول (التمثيل)

المثول (التمثيل)   المثول (التمثيل) (representation) assimilation، هو نشاط ذهني ومسلك عقلي يتم به تصوير الأشياء في الذهن كالإدراك والتخيّل والحكم، بغية إدراكها، وما ينتج من هذا النشاط من صور حاصلة في النفس يتألف عادة مما ندعوه بالظواهر العقلية التي تحصل بها المعرفة، والتي تختلف عن الظواهر الانفعالية والوجدانية. وفي الفلسفة يطلق على تلك الصور الناتجة من فاعلية الذهن اسم التمثلات أوالتصورات. والتمثل إما حصول صورة الشيء في الذهن، وإما إدراك المضمون المشخص لكل فعل عقلي ذهني، فنقول تمثل الشيء أي تصوره وتخيله، وتمثل المثلث تصور ماهيته ونوعه، وإذا كان التمثل هو الصورة والتمثيل هو القدرة على التصوير فإن كلاً من التمثل والتمثيل يشير إلى حضور الشيء في الذهن، وقيام الصورة المتمثلة مقام الشيء، ومن مجموع التمثلات يُنشئ الذهن أو العقل معارفه، ويبني أحكامه على الأشياء والظواهر.
المزيد »