logo

logo

logo

logo

logo

بور (نيلز-)

بور (نيلز)

Bohr (Niels-) - Bohr (Niels-)

بور (نيلز)

(1885 ـ 1962)

 

نيلز هنريك دافيد بور Bohr Nieles Henrik David فيزيائي دنماركي وُلد في كوبنهاغن وتوفي فيها. ورث بور أهتمامه بالعلوم عن أبيه، كريستيان بور، الذي كان أستاذ الفيزيولوجية في جامعة كوبنهاغن. انتسب بور بعد إتمام دراسته الثانوية إلى جامعة كوبنهاغن عام 1903 وأنهى المرحلة الجامعية الأولى عام 1908، وصار بعدها مساعداً لأستاذ الفيزياء وباحثاً في الجامعة نفسها. وعمل بعد أن نال شهادته الجامعية الأولى في بحوث التوتر السطحي للسوائل، ونشر في مجلة انكليزية أول بحث لفت النظر إلى موهبته. ثم عمل في مجال النظرية الإلكترونية للمعادن ليحضر أطروحة الدكتوراه. نال شهادة الدكتوراة في الفيزياء عام 1911، وسافر بعدها إلى جامعة كمبردج (إنكلترة) للعمل في مخبر جوزيف جون طُمْسون (1856-1940) J.J.Thomson مستأنفاً ما كان بدأه في أطروحة الدكتوراه (النظرية الإلكترونية للمعادن). ثم انتقل إلى مانشِسْتر Manchester في العام التالي وصار هناك تلميذ الفيزيائي البريطاني ارنست رذرفورد[ر] (1871-1937) E. Rutherford الذي كان يهتم آنذاك بفيزياء نواة الذرة، وما لبث أن عهد إليه بإلقاء دروس في جامعة مانشِسْتر لطلاب الطب عام 1913 ثم لطلاب الفيزياء عام 1914.

عاد بور إلى كوبنهاغن عام 1916 وعين  أستاذاً في جامعتها. وفي عام 1920 أُنشئت لأجله مؤسسة الفيزياء النظرية وأصبح مديرها. وعلى بحوثه الشهيرة في هذا المضمار نال جائزة نوبل في الفيزياء عام 1922.

كان أستاذاً زائراً في جامعة برنْستون Princeton (الولايات المتحدة الأمريكية) عام 1939. وما كاد يعود إلى بلاده حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية، واحتلت القوات الألمانية الدنمارك عام 1940. وعلم في 29 أيلول 1943 أن الألمان عازمون على اعتقاله لرفضه الإسهام في صنع قنبلة ذرية ألمانية فهرب في الليلة التي تليها إلى السويد مع زوجته على متن قارب صيد، ومن هناك استقل طائرة إلى انكلترة، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل تحت اسم مستعار هو «نيكولاس بيكر»، مستشاراً علمياً في مختبر سري قائم في لوس آلاموس Los Alamos يصنع القنبلة الذرية الأمريكية.

عاد إلى بلاده عام 1945 ليستأنف بحوثه في الفيزياء النظرية؛ فخصصت له حكومته قصراً للسكن مدى الحياة يليق بأمثاله من مشاهير العلماء. توفي من جلطة دموية في شريان القلب.

وعندما وفد إلى مانشستر وجد رذرفورد قد أنجز النموذج الذري المعروف اليوم باسمه، والذي يقول بأن القسم الأعظم لكتلة الذرة مكثف في نواة مركزية ذات شحنة كهربائية موجبة وتدور حولها في أفلاك متوالية إلكترونات سالبة الشحنة عددها يساوي رتبة العنصر في الجدول الدوري لتصنيف العناصر الكيمياوية. كان نموذج رذرفورد هذا ينطوي على تناقض داخلي، على صعيد فيزياء ذلك العصر، يهدِّد فكرة هذا النموذج من أساسها. ذلك أن الإلكترونات الدوارة لابد أن تشع من طاقتها الذاتية خسارة متزايدة من شأنها أن تجعل الإلكترونات تسقط على النواة في زمن وجيز جداً بحركة حلزونية، فيكون طيف إصدار الطاقة مستمراً، لا طيفاً متقطعاً مؤلفاً من خطوط دقيقة منفصلة من قبيل ما تعطيه التجارب.

صب بور اهتمامه على معالجة هذا التناقض. فنشر، إبان عامي 1912 و 1913 ثلاث أوراق عن هذا الموضوع معتمداً على نظرية بلانك Planck [ر] الجديدة في كموم الطاقة. وأضاف فرضية أخرى تقول بأن الإلكترونات لا يمكن أن تتخذ لها حول النواة سوى عددٍ محدود من المدارات تقابل عدداً مساوياً من سويات الطاقة في الذرة، وأن قفزة الإلكترون من مدار إلى مدار ذي طاقة أخفض تؤدي إلى صدور فرق الطاقة محمولاً على موجة كهرمغنطيسية ذات تواتر اهتزازي يساوي فرق الطاقة مقسوماً على ثابتة بلانك. ويمتاز العنصر الكيمياوي الواحد بمجموعة تواترات محدودة خاصة به. وقد أنجز بور حساب مداراته الكمومية هذه في ذرة الهدروجين، فتبين له أنها تتفق بكل دقة مع نتائج القياسات الطيفية. فكان لهذا الاكتشاف صدى واسع، واشتهر باسم «ذرة بور»، مع ما ينطوي عليه هذا النموذج من عزم مغنطيسي إلكتروني عنصري، عرف باسم «مغنطون magneton بور» واتضح اتفاقُ قيمته المحسوبة مع القيمة التجريبية المقيسة.

كان للمؤتمرات الدولية الدورية التي شارك فيها بور في مؤسسة الفيزياء النظرية فضل كبير في تقدم علوم الذرة. وقد قادته دراسة ميكانيك الكم الجديد إلى التفكير بمجمل علاقاته الميكانيك التقليدي، وتوصل إلى «مبدأ التقابل» correspondance الذي يحدِّد الحالات التي يتفق فيها علما الميكانيك المذكوران.

وكان للميكانيك الموجي الذي ابتدعه دي بروي [ر] L.De Broglie، ولمبدأ الارتياب incertitude الذي وضعه هَايْزِنبرغ [ر] W. Heisenberg والذي يقول إن ما نستكشفه من ظواهر في مضمار الذرة ليس مستقلاً عن وسائل رصده التجريبية، شأن كبير في توصل بور إلى إصدار «مبدأ التتامية» complémentarité القائل بأن الجسيم المتحرك والموجة التي تواكبه تمثلان، مظهرين متتامين لحقيقة واحدة،  لا يمكن رصدهما في وقت معاً في عملية رصد واحدة. كان بور يرى في هذا المبدأ ناموساً أساسياً من نواميس الطبيعة لدرجة أن عممه فيما بعد على البيولوجية (علم الحياة). وبهذا الصدد كان يرى أن الإنسان مشاهد وممثل معاً في مسرح الحقيقة الواقعية؛ وإذا شاء أن يقتصر على المشاهدة فلا يمكنه الإسهام في العمل لأنه إن فعل شوش ما كان يريد أن يرصده.

ضرب بور بسهم وافر في الفيزياء النووية أيضاً. فقد اقترح عام 1933 نظرية في التفكك النووي (نموذج القطرة)، ثم طبق هذا النموذج على الانشطار النووي عام 1939، ففسر قابلية اليورانيوم 235 الكبيرة للانشطار وتنبأ بقابلية انشطار البلوتونيوم 239 قبل اكتشافها.

ومن نشاطات بور الأخرى ولعه بالرياضة وكانت له شعبية كبيرة لاعب كرة قدم. ونشط إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها للتحذير من خطر انتشار الأسلحة النووية. وحض الرئيس الأمريكي روزفلت على تبادل المعلومات النووية السرية مع الاتحاد السوفييتي لايجاد ثقة متبادلة بين رأسي المعسكرين تخفف من التوتر الدولي وتحد من تفاقم سباق التسلح، وقاد حملة عنيفة تأييداً للسلام العالمي وحرية الفكر. وكتب عام 1951 إلى منظمة الأمم المتحدة رسالة تندد بالأسلحة النووية وتشرح أخطارها.

 

أدهم السمان

 

مراجع للاستزادة

 

– W.Poull (sous la dir. De), Niels Bohr and the Development of physice (Oxfordm 1955).

– S. Rozental Niels Bohr. His life and Work as seen by His Friends and colleagues (amsterdam, 1968) (souts la dir. De).  


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 490
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1090
الكل : 40560989
اليوم : 90804

شيمازاكي (توسون-)

شيمازاكي (توسون ـ) (1872 ـ 1943)   توسون شيمازاكي Toson Shimazaki شاعر وروائي ياباني، اسمه الحقيقي هاروكي Haruki شيمازاكي، وهو سليل عائلة شهيرة. كان والده مكلفاً رسمياً من البلاط بإدارة نُزلٍ لاستقبال كبار الشخصيات اليابانية. وكان شيمازاكي أصغر أخوته الأربعة وأخواته الثلاث، وكان رجال أسرته كبار قومهم وتجار جملة.
المزيد »