logo

logo

logo

logo

logo

البن

بن

Coffee - Café

البُنّ

 

شجرة البن Coffee tree جنبة أو شجرة برية دائمة الخضرة من فصيلة الفوِّيَّات Rubiaceae تزرع أنواع جنسه كوفيا Coffea لإنتاج حب البن الذي يحمّص ويطحن ويغلى في الماء لتحضير شراب القهوة.

يعد جنوب غربي إثيوبية الموطن الأصلي للبن ويحتمل أن يكون هذا الموطن مقاطعة كافّا Kaffa حيث ينمو برياً ضمن الغابات كما يزرع في إثيوبية في المناطق الملائمة لنوعه البري الذي هو البن العربي Coffea arabica

انفرد العرب في اليمن سنين عدة بإنتاج البن والاتجار به، ولم تنتشر زراعته في المناطق الأخرى من العالم إلا في أوائل القرن السابع عشر حينما ازداد الطلب عليه ولم يعد اليمن قادراً على تلبية الطلب العالمي المتزايد لحبوب البن وعلى تخطي صعوبات نقله إلى البلاد الأوربية والاتجار به.

تحتل القارة الإفريقية في الوقت الحاضر المرتبة الثانية في إنتاج حبوب البن بعد أمريكة اللاتينية، ويزرع الجزء الأكبر من بن العالم في البرازيل وتليها كولومبية.

ويعد محصول البن في الوقت الحاضر من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية المهمة، ويحتل المرتبة الثانية في التجارة العالمية بعد النفط ومشتقاته الصناعية وهو مصدر مهم من مصادر الدخل القومي لأكثر من 50 دولة في العالم وقد تراجع الاستثمار في المزارع الكبيرة لمصلحة المزارع المتوسطة والصغيرة بسبب ندرة اليد العاملة واستمرار تزايد أجورها.

البن من الناحية الزراعية

يشمل هذا الجزء من البحث الخصائص النباتية والبيولوجية، والمتطلبات البيئية، والأنواع والأصناف، والتقنيات الزراعية وجني المحصول وتجهيز الثمار، واستعمال البن ومركباته.

1 ـ الخصائص النباتية والبيولوجية: البن جنبة أو شجرة دائمة الخضرة تعيش في المناطق الاستوائية والمناطق القريبة منها في إفريقية وآسيا وأمريكة، يضم جنسها Coffea نحو 500 نوع، خمسون منها فقط تنتج ثمر البن، ارتفاعها بين 4-10م، ساقها الرئيسية قوية تنشأ عنها فروع جانبية متقابلة وزوجية عمودية عليها، شكل التاج كأسي، يربى على ارتفاع بين 2-3.5م فوق الساق (الشكل1)، الأوراق زوجية متقابلة، كبيرة ومتطاولة، ثخينة، لونها أخضر داكن ولامع، ملساء، ومغطاة بطبقة شمعية رقيقة، طولها نحو 7-15سم، الأزهار بيضاء جميلة وزكية الرائحة، شكلها نجمي، تتجمع بغزارة في آباط الأوراق على الطرود الثمرية (الشكل 2)، التلقيح ذاتي، الثمرة عنبية (الشكل 3)، لونها أخضر داكن يتحول إلى أصفر ثم إلى أحمر قانِ حين تنضج، شكلها قرصي أو بيضوي قليلاً، قطرها نحو 1.25سم، بذورها ممتلئة ومغطاة بقشرة جلدية ذات لون فضي. وتتألف ثمار البن الخضراء وسطياً من الأجزاء التالية 15٪ حب البن، و77.5٪ لب، و7.5٪ قشرة، وتقدر نسبة حب البن إلى الثمرة بنحو الخمس في البن العربي و الربع في النوع روبستا C.robusta والعشر في النوع ليبريكا C.liberica. تنمو الثمرة ببطء وتتطلب مدة 6-14 شهراً من موعد الإزهار إلى النضج الكامل. وتنتج كل 100 كغ ثمر غض وسطياً 20 كغ حب بن أخضر أو 16.5 كغ حب بن محمص.

تتكون المجموعة الجذرية من جزئين أساسيين: جزء سطحي يتألف من شبكات جذور التغذية العامة وجزء عميق يتألف من جذور التغذية المائية وتثبيت الجنبة في التربة، ويراوح المردود السنوي من البن الأخضر وسطياً بين 2 و6 أطنان بالهكتار الواحد ويمكن لشجرة البن أن تعيش نحو 200سنة.

2 ـ المتطلبات البيئية: ينتمي البن إلى مجموعة الجنبات النباتية الظليلة التي تنمو وتتطور تحت الغطاء الشجري العالي في الغابات الاستوائية حيث تتفاعل العوامل البيئية الملائمة مثل خصب التربة، ودرجة الحرارة، والإضاءة والرطوبة الأرضية والجوية وغيرها.

يفضل البن الترب الخفيفة والعميقة، الجيدة الصرف للماء والسريعة في امتصاصه والقليلة الحموضة (pH تساوي 7 أو أقل منها) والغنية بالمواد العضوية والعناصر المعدنية المغذية وبخاصة البوتاسيوم، وكما تفضل المناخ الدافئ والحرارة الثابتة وتراوح درجة الحرارة المثلى بين 20-30 درجة مئوية، وتعد أشعة الشمس قاتلة له، وتراعى الموازنة بين الإضاءة والظل عند زراعة أشجار الظل بين أشجار البن.

تنتشر زراعة البن انتشاراً واسعاً في المناطق الاستوائية وفي المناطق القريبة منها وعلى ارتفاعات عن سطح البحر تراوح بين 0ْم على الساحل البحري و2350م في اليمن وحتى 2400م على خط الاستواء، ويناسب البن المناطق الاستوائية الرطبة حيث يقدر المعدل الوسطي للهطل المطري السنوي بنحو 3000ملم، ويحتاج النوعان البن العربي وروبستا إلى معدل مطري يفوق 1500ملم في العام موزعة توزعاً منتظماً على مدار السنة ويتطلب البن أيضاً رطوبة جوية عالية نحو 80 -90٪.

3 ـ الأنواع والأصناف: يعد البن العربي وأصنافه من أهم أنواع البن وأكثرها انتشاراً في العالم، يزرع منفرداً أو مع نوع واحد آخر أو مع عدة أنواع أو أصناف أخرى من البن في الحقل الواحد، ويسود غيره من الأنواع في النصف الغربي من الكرة الأرضية، كما ينتشر في المناطق المرتفعة من إفريقية (وخاصة إثيوبية والسودان)، ومن أهم أصنافه الاقتصادية والرائجة تجارياً صنف البن العربي تيبيكا A.C.typica الذي يسود غيره من الأصناف في جميع مناطق زراعة البن وخاصة في البرازيل والسلفادور ويليه أهمية صنف البن العربي بوربون  A.C.bourbon وفي الهند الصنف جاكسون A.C.Jackson المقاوم لمرض الصدأ والصنف كنت A.C.kent العالي الإنتاج وأدخل صنف البن العربي الجديد وهو بن الجبل الأزرق A.C.Blue mountain في عدد كبير من الأقطار الملائمة لزراعة البن وبن كاتورا A.C.catura في البرازيل وكولومبية والمكسيك وأنغولة وغيرها وهو يتميز بقدرته العالية على التأقلم مع بيئات كثيرة ومختلفة وكذلك الأمر مع صنف البن العربي ماندونوفو  A.C.mandonovo الذي يزرع اليوم على نطاق واسع في البرازيل.

وقد تمكن المزارعون المختصون من الحصول على هجن وضروب تتميز بإنتاجية عالية من البن التجاري (2-10 طن/هكتار) في المزارع التي تطبق فيها التقنيات الحديثة، أما في المزارع الأسرية الظليلة أو المحملة بمحاصيل أخرى فقد بقي المردود منخفضاً جداً (0.2-0.7 طن/هكتار) ويقدر المردود الوسطي في عام 1999  بنحو400 كغ/هكتار في البرازيل كما يعد إنتاج 1.5 طن/هكتار مردوداً عادياً وقد راوح المردود في مزارع  بعض المناطق العالية الإنتاج  بين 4 و6.6 طن/هكتار.

4 ـ التقنيات الزراعية: وتضم العمليات الآتية: الإكثار وإنشاء مزرعة البن، والتربية والتسميد والتظليل والعزق والري وجني المحصول.

ـ يكاثر البن إما بذرياً وإما خضرياً بتطعيم الأصول البرية بالشق القمي، وإما بتجذير العُقل في الجو الضبابي داخل الدفيئات الزجاجية وبمعاملة عقله بمنظمات النمو الجذري، وإما بترفيد الطرود في تربة رطبة.

يجب أن تكون أرض المزرعة خصبة عميقة وجيدة الصرف المائي ومستوية أو قليلة الميل ومحمية من الحيوانات وبعيدة عن الفيضانات، وتعد للزراعة بنقبها نقباً متعامداً لعمق 100-120سم ثم تحرث لعمق 40سم بعد تنظيفها من الحجارة والجذور ومخلفات الزراعة السابقة ويسوى سطحها وتخطط على أساس زراعة 1-3 غرسات في الحفرة الواحدة (60 × 60سم) المحضرة والمسمدة  جيداً، وتختلف المسافة بين الحفر بحسب الأصناف والشروط المناخية والطوبوغرافية وغيرها فتكون 2.5 × 2.5م للبن العربي و3× 3م للبن روبستا و4 × 4م للبن ليبريكا ، أما في الزراعة الكثيفة السياجية فتراوح المسافات بين الغراس على الخطوط بين 1.5 و2م وبين الخطوط بين 2 و3م. وتربى أشجار البن إما على ساق واحدة وإما على عدة سيقان.

وتتركز الجهود في المزارع الحديثة على تطوير استخدام المكننة في العمليات الزراعية المختلفة مثل التربية وجني المحصول وغيرها. يصنف البن في المحاصيل الزراعية الاستوائية ذات الاحتياج الغذائي العالي وخاصة للعناصرالآزوت والبوتاسيوم والفسفور، وتستعمل غالباً أسمدة مركبة من الآزوت N والفسفورP والبوتاسيوم K بحسب الطور الحياتي للشجرة ، وتروى مزرعة البن عموماً 15-18 رية في السنة الأولى و10 ريات في السنوات التالية وبمعدل رية واحدة في كل شهر على أن يوقف الري قبل موسم الأمطار بشهرين، وتجنى ثمار البن في مرحلة النضج التام حينما يصبح لونها أحمر قانياً، ولابد من التردد على الأشجار 3-4 مرات لعدم تجانس نضج ثمارها ويبدأ موسم الجني في نهاية موسم الأمطار الغزيرة عموماً وقد يدوم ثلاثة أشهر (من شهر أيلول وحتى شباط في المناطق الاستوائية وما يجاورها، ومن شهر أيار حتى شهر تموز في جنوب خط الاستواء) وتقطف الثمار باليد أو بالعصى أو بهز الفروع المثمرة ويراعى استبعاد الثمار المصابة والأوراق وعدم قطف الثمار الخضراء وتقدر تكلفة الجني بنحو 50٪ فأكثر من إجمالي تكلفة الإنتاج.

ويمكن تصنيف البن وفق الدرجات القياسية الآتية:

بن فاخر جداً Extra prima وبن فاخر Prima وبن فائق أو ممتاز Supérieur وبن عادي أو تجاري Courant وبن غير تجاري Limite وفتات البن Brisures وفضالة أو بقايا الفرز Résidus de triage، بن غير نموذجي Hors normes، وقد تتبع طرق أخرى في بعض البلدان المنتجة للبن. يعبأ البن التجاري ضمن أكياس خاصة تضمن تهوية جيدة مع الوسط الخارجي ويزن الكيس الواحد 60كغ وتخزن هذه الأكياس في مخازن خاصة لحين التصدير ويراعى في أثناء التخزين منع انتشار التعفنات وارتفاع نسبة الرطوبة فيها وتوفير تهوية جيدة. وتباع حبوب البن بعد تحضيرها محلياً أو تصدر من قبل مؤسسات حكومية أو خاصة أو تعاونية أو تجار وسطاء في البلد المنتج وقد تقوم المؤسسات المتخصصة وغيرها بعمليات التجفيف والتنظيف والتصنيف والخزن لحين التصدير.

استعمال البن ومركباته

تحمص حبوب البن بطرائق مختلفة ويتحول لونها من الأخضر الباهت إلى اللون البني الداكن ذي الرائحة العطرية كما يزداد حجم الحبوب بنحو 50٪، أما الوزن فيقل  بنسبة 18٪ نتيجة فقد الرطوبة من الحبوب، وتنتفخ حبوب البن في أثناء التحميص بفعل الغازات الموجودة بداخلها وبخاصة غاز NO2، وتحتفظ الانتفاخات الصغيرة بالمواد العطرية وتمنعها من التطاير وينبغي استخدام حبوب بن حديثة التحميص وطحنها قبيل الاستعمال للحصول على قهوة لذيذة الطعم وزكية الرائحة ومنعشة. وتحتوي 100غ من البن المحمص على مايلي: 7غ ماء، 13.9 غ بروتين، 14.4 دهون، 12.8غ ألياف، 4.1غ كاربوهيدرات، 9.2غ أحماض عضوية ويتألف الباقي من الزيت والسللوز والكافئين والكافيول cafeol وحمض العفص ومركبات عضوية أخرى.

لمحة عن زراعة البن في الوطن العربي

تنتشر زراعة البن في قطرين عربيين هما السودان واليمن.

في السودان: يقدر إنتاج البن بنحو 500طن سنوياً وينتشر في ثلاث مقاطعات بيئية مختلفة هي: هضبة بوما Boma في الجنوب الشرقي ومقاطعة إيكواتوريا Equatoria في الجنوب، ومقاطعة دارفور Darfour في الغرب. يعيش البن فيها عموماً بالحالة الطبيعة تحت الغطاء الحراجي الدغلي الكثيف. وقد أنشأت وزارة الزراعة محطة للبحوث في يامبو Yambo بمقاطعة إيكواتوريا لتطوير زراعة البن وتوفير مورد جيد لسكانها والحد من استيراد البن.

في اليمن: يعد البن في اليمن محصولاً رئيسياً ومصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي عرف فيه منذ عام 575م نقلاً من الحبشة وكان البن العربي اليمني يدعى في أوربة بن المخا Mokha نسبة إلى الميناء الذي كان يصدر منه البن إليها. وقد بقي اليمن مصدر البن الوحيد في العالم حتى غاية القرن السابع عشر واستطاع المزارعون اكتساب خبرة واسعة في زراعته واصطفاء أصنافه المتميزة بجودتها وطعمها ونكهتها الممتازة.

كما يزرع البن في وديان اللوس وأراضيه المجاورة العميقة الجيرية الخصبة وفي الوديان الكبيرة التي تعد تربتها الطمية العميقة أخصب مناطق زراعته في اليمن.

وارتفعت المساحة المزروعة إلى 32000هكتار في عام 1999ورافق ذلك ارتفاع الإنتاج السنوي من 7000 طن إلى 11000 طن ويستهلك اليوم البن المنتج كله في اليمن وتستورد الدولة البن الجاهز من أوربة ويرجع كل ذلك إلى أسباب كثيرة أهمها:

التوسع في زراعة القات على حساب البن لأنها أكثر ربحاً (نحو خمسة أضعاف) وأقل تكلفة، وهجرة اليد العاملة إلى المدن وعدم التمويل المناسب وصعوبة نقل المحصول وانتشار الجفاف وهرم أشجار البن، وعدم تقديم العناية اللازمة لها وقد وضع مشروع إنمائي وطني لتطوير زراعة البن وتصنيعه وتسويقه كما أنشئت ستة مشاتل بلغ إنتاجها السنوي مليون غرسة توزع على المزارعين بسعر رمزي ووضعت خطة زراعية توسعية للسنوات القادمة.وقد بدأ بعض المزارعين في السنوات الأخيرة بالعزوف عن زراعة القات لصعوبة حفظ أوراقه طازجة أكثر من يوم واحد بعد قطفها

ومن أهم أصناف البن المحلية في اليمن  البن المطري، البن الدوائري، والبن القديني، والبن التفاحي.

الآفاق المستقبلية لزراعة البن في العالم

وضعت الجهات المختصة في معظم الأقطار المنتجة للبن خططاً لتحسين شروط الإنتاج ورفع مردوديته من الناحيتين الكمية والنوعية نفذت وفق الخطوط العريضة التالية:

البحث عن هجن وكلونات Clones جديدة مختارة (نخب) لنوعي البن العربي وروبستا ومقاومة لمرض الصدأ وإجراء بحوث حول استعمال الأسمدة المعدنية والعضوية والتغطية العشبية وتحديد الكثافة المثلى للتظليل ووقاية البن من الآفات المختلفة وتطوير عملية التجفيف وطرقها مع التخمير أو بدونه وعمليات الفرز والتدريج الإلكتروني والتخزين ورقابة رطوبة الحبوب، وإجراء دراسات حول مادتي الكافئين والكافيول في أصناف البن المختلفة.

 

هشام قطنا

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الفويات.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ الجدوى الفنية والاقتصادية لتطوير إنتاج البن في الجمهورية العربية اليمنية (المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الخرطوم 1982).

- C.A.KRUG, R.A.DEPOERCK. Enquête mondiale sur le café (Rome, FAO 1969).

- F.J.E.VAN DIERENBONCK. The Monuring of Coffee, Cocoa, Tea and Tobacco (Geneva 1959).

- FRITZ PIEPENBURG, Yemen Coffee setto become comeetitive (Middle East Agribusiness 1990-1991).

- WILLIAM H.CHANDLER, Evergreen Orchards Lea and Frbiger (Philadelphia 1958).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 357
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 558
الكل : 31169108
اليوم : 70498

غيمار (هكتور-)

غيمار (هكتور -) (1867-1942)   هكتور غيمار Hector Guimard معمار ومزخرف فرنسي، ولد في مدينة ليون وتوفي في مدينة نيويورك. درس الفن في مدرسة الفنون الزخرفية، ثم في المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس «البوزار» ليحصل على شهادة في العمارة.
المزيد »