logo

logo

logo

logo

logo

البطروجي (أبو اسحاق نور الدين-)

بطروجي (اسحاق نور دين)

Al-Bitrouji (Nour ed Din-) - Al-Bitrouji (Nour ed Dine-)

البطروجي (أبو إسحاق نور الدين ـ)

 

أبو اسحاق نور الدين البطروجي الإشبيلي عالم فلكي ورياضي عاش في القرن السادس الهجري/ الثالث عشر الميلادي، أصله من بطروج (أو بطروش)، وهي مدينة قريبة من قرطبة، ويُعرف عند اللاتين باسم «ألبِتراجيوس» Alpetragius. وكان البطروجي معاصراً لابن رشد وتلميذاً لابن طفيل[ر].

اشتهر البطروجي ببحوثه في علم الفلك، وكانت محاولته الأولى في هذا المضمار قيامه ببناء نموذج للكون مركزه الأرض ، ولكنها لم تكلل بالنجاح. فمثلاً كان يمكن زُحل في نظامه أن ينحرف أحياناً عن دائرة البروج 26درجة (بدلاً من ثلاث درجات، وهو الانحراف الأقصى). أما الحركات المرصودة التي قادت بطلميوس[ر] إلى اقتراح معدّل المسير eguant (وهي نقطة تختلف عن مركز الأرض افترض بطلميوس أن الأجرام السماوية كانت تدور حولها بسرعة منتظمة) فقد تجاهلها البطروجي تماماً. ومع ذلك، فهناك مسائل فلكية كثيرة، جهد في محاولة حلها الكثير من الفلكيين، منذ أيام اليونان، من دون أن يتوصل أحد إلى حلها قبل البطروجي. وقد بدأت أفكاره تناقش على نطاق واسع في جميع أنحاء أوربة، بدءاً من عام 1230م تقريباً. حتى إن كوبرنيك[ر] أشاد بالنظام الذي أورد فيه البطروجي ترتيب الكواكب، حيث وضع الزهرة خلف الشمس. وهذا ما جعل مؤرخي العلوم يعدونه واحداً ممن مهدوا السبيل لكوبرنيك في اكتشاف نظامه الكوني الجديد. وللبطروجي فضل في إنشاء نظرية فلكية طورها في مؤلفه «كتاب الهيئة»، أحيا بها نظرية أودكسْ [ر] Eudoxus في الأفلاك المشتركة المركز، ولكن في صورة معدّلة على نحو بعيد. ويعتقد الكثير من الباحثين أنه كان لتصورات البطروجي هذه الفضل في زعزعة تعاليم بطلميوس، مسهماً في ذلك في وضعها موضع الشك، وفي الإعداد لتقويضها في المستقبل. ترجم كتاب «الهيئة» للبطروجي إلى اللاتينية ميخائيل سكوت Michael Scouts، وهو فلكي في بلاط القيصر فردريك الثاني امبراطور ألمانية وملك صقلية (1194 - 1250) ، وذلك نحو عام 1217 للميلاد، كما ترجمه إلى العبرية موسى بن طبّون نحو عام 1529م، وترجم هذه الترجمة العبرية إلى اللاتينية قالونيموس بن دافيد، وطبعت هذه الترجمة الأخيرة في مدينة البندقية عام 1531م.

 

خضر أحمد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

بطلميوس - ابن طُفيل - الفلك (علم -).

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ زيغريد هونكه، شمس العرب تسطع على الغرب (دار الآفاق الجديدة، بيروت 1982).

ـ ألدو مييلي، العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالي (القاهرة 1962).

ـ آنخل بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة حسين مؤنس ( القاهرة).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 158
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58334769
اليوم : 46365

البيئة (مؤتمرات وأنظمة-)

البيئة (مؤتمرات وأنظمة ـ)    تحتل موضوعات حماية البيئة protection of the environment أهمية دولية كبرى، وتتضاعف هذه الأهمية مع مرور الزمن. لأنها تتعلق بمستقبل البشرية ومصير الإنسان. ولعل الحالة المأساوية التي وصل إليها الكوكب الأرضي، نتيجة النشاط البشري، الذي تجلى في التقدم الصناعي والتقاني، وما حمله من آثار سلبية على بيئة الأرض [ر: الأرض]، بفعل التلوث المتزايد والمخيف الذي بات يهدد الحضارة البشرية، والناجم عن استمرار التدفق الحالي للغازات المخربة للمحيط الأرضي البيئوي، كل ذلك ينذر بكارثة بيئية شاملة تعكس ظواهر ارتفاع درجة حرارة الأرض 3-5 درجات، واتساع فجوة الأوزون، وكذلك أزمة نقص المياه العذبة وتلوثها، واضمحلال الغابات الطبيعية... فبات الإنسان يعمل بما يسيء إلى نفسه باعتدائه على الطبيعة، الذي يعد اعتداء على حقه في الحياة.
المزيد »