logo

logo

logo

logo

logo

الإمارة

اماره

Al-imara - Al-imara

الإمارة

 

الإمارة في اللغة: الولاية. وتطلق أيضاً على منصب الأمير، وعلى جزء من الأرض يحكمه الأمير. والأمير من يتولى الإمارة، أو من يتولى أمر قوم، وإمْرَتهم. ويطلق أيضاً على الملك، وعلى من وُلد في بيت الإمارة. وربما أطلق على الزوج، فيقال: هي مطيعة لأميرها.

وفي الاصطلاح: ليست الإمارة عند الفقهاء إلا ولاية مخصوصة. وهي لا تكون إلا في الأمور العامة، ولا مصدر لها إلا رئاسة الدولة. أما الولاية، فذات عموم أشمل من الإمارة، وقد يكون مصدرها نصوص الشرع، كولاية الأب على ولده الصغير، أو إرادة الإنسان الخاصة، كمن يختاره  الأب ليكون وصياً على ولده بعد وفاته. وفي النصوص الشرعية:

1ـ في القرآن الكريم آية واحدة ذكرت أولي الأمر وهي: )ياأيُّها الذين آمنوا أَطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمر ِمنكم( (النساء 59). وهم الأمراء، والعلماء.

2ـ وفي الحديث الشريف، وردت نصوص كثيرة تتعلق بالإمارة، والأمراء، مذكورة في كتب الحديث والسيرة تحت باب «الإمارة».

وقد وردت «الإمارة» بمعنى الحكم، والسلطة من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «يا عبد الرحمن بن سَمُرَةَ: لا تسألِ الإمارة، فإنك إن أوتيتَها عن مسألة وُكِلْتَ إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها». أي: لا تطلب أن تكون والياً، أو حاكماً.

كما وردت «الإمارة» بمعنى القيادة العسكرية، فقد جهَّز الرسولe جيشاً، وجعل على قيادته أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في قدرته لصغر سِنِّه، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل. وَأيْمُ الله إنْ كان لخليقاً بالإمارة». أي: بالقيادة. وكان والده زيد بن حارثة قائداً في غزوة مؤتة.

وقد ورد لفظ «الأمير» في عدد من الأحاديث النبوية. منها قوله صلّى الله عليه وسلم: «من أطاعني، فقد أطاع الله. ومن عصاني فقد عصى الله. ومن يطع الأمير، فقد أطاعني، ومن يعصِ الأمير فقد عصاني». ومعلوم أن طاعة ولي الأمر ليست مطلقة، وإنما هي مقيدة في حدود الشريعة، وأحكامها أخذاً بالحديث الشريف: «لا طاعة في معصية الله. إنما الطاعة في المعروف».

أنواع الإمارة

للإمارة عند الفقهاء أنواع:

1 ـ فهي من حيث الاختصاص  تقسم قسمين:

الأول: إمارة عامة تشمل الدولة بكل أجزائها، والمراد بها الخلافة[ر].

الثاني: إمارة خاصة، وهي التي تكون لإقامة مؤسسة يُعدُّ وجودُها فرضاً من فروض الكفاية، كالقضاء، وجباية الأموال، والجيش، ونحو ذلك.

وقد يكون التخصيص مكانياً، كالإمارة على بلد معيّن، أو إقليم معيّن. وقد يكون زمانياً، كأمير الحج، ونحوه. وهذه الإمارة من المصالح العامة، وهي منوطة بتقدير رئيس الدولة.

2 ـ ومن حيث المشروعية  تقسم قسمين:

الأول: إمارة اسْتِكْفاء، وهي أن يفوّض رئيس الدولة باختياره إلى شخص إمارة بلد، أو إقليم، ويعهد إليه بالولاية على جميع سكانه، وعلى جميع شؤونه، ومصالحه.

وصاحب هذه الإمارة ينظر في تدبير الجيوش، وفي الأحكام، وتولية القضاة، وفي جباية الخراج، وأخذ الصدقات، وفي حماية الدين، والدفاع عن الإمارة، وفي فرض العقوبات، وإقامة صلاة الجمعة، والجماعة، وفي إمارة الحج، وقسمة الغنائم وقد يضاف إلى ذلك أمور أخرى تستدعيها حاجة الأمة منها رعاية شؤون التعليم، والصحة، والاقتصاد، والصناعة، والزراعة، وغير ذلك.

ولعظيم شأن هذا المنصب اشترط الفقهاء فيمن يتولاه: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والذكورة، والعدالة، والكفاية، واختلفوا في شرط الاجتهاد. كما نصوا على أنه يجب أن يوصف بحسن التدبير، والجدّ، والحزم، ومشاورة ذوي العقل، والفضل، والخبرة.

ولأمير الاستكفاء أن يولّي من يشاء للقيام بتلك الأعمال التي هي من اختصاصه بشرط أن يأذن له رئيس الدولة بذلك.

الثاني: إمارة استيلاء، ولا تكون إلا عندما يستولي رجل على الإمارة، ويستبد بالسلطة، ويخشى رئيس الدولة وقوع الفتنة إن هو لم يقبل به، فعندئذٍ يجوز له أن يقرّه على هذه الإمارة.

ولا تكون هذه الإمارة إلا للضرورة، وعند خشية الفتنة. لأن الأصل في نظام الإسلام أن تكون الولاية بقرار من رئيس الدولة، أو نائبه، بملء الحرية والتقدير.

وهذه الولاية هي الشرعية الصحيحة، وما عداها، ولاية اضطرار، ولا تكون إلا عند ضعف الدولة.

تعيين الأمير وعزله

كان الخليفة هو الذي يعين الأمراء. وفي العصر العباسي أصبح ذلك للوزير أيضاً.

وكان عمر يختار أمراءه من أصحاب الأمانة والزهد، والبصر بالعمل الموكول إليهم، وكان لا يولّي كبار الصحابة، ولا أقرباءه، ولا طالب الولاية.

أما بنو أميّة، فكانوا يرغبون في الرجل القويّ القادر على قمع الفتن، وضبط الأموال. وكانوا لا يُولّون إلا عرباً.

وكان من عادة الأمراء إذا وصلوا إلى مركز الإمارة أن يدخلوا المسجد، ويلقوا خطبة تبيّن سياسة الأمير في إمارته. وقد ظهر في هذا العصر أمراء بلغاء فصحاء مثل زياد بن أبيه والحجاج.

وسار العباسيون على نهج بني أمية، إلا أنهم ولّوا الأعاجم والموالي، وعزف الأمراء عن الخطابة.

وكان مقرّ الإمارة في المسجد الجامع، وللأمير مسكن خاص قريب منه، وله رزق قليل يأخذه من بيت المال، وقد توسع قليلاً في عهد عثمان. وربما أقطعه الخليفة أرضاً تدرّ عليه مورداً إضافياً.

وفي العهد الأموي زيد مُرَتَّب الأمير، وأصبح له مسكن فخم، وحاشية. وزاد كل ذلك كثيراً في العصر العباسي، فأصبح للإمارة مقر خاص غير المسجد.

ويبقى الأمير في منصبه حتى يعزله من ولاّه لخيانةٍ، أو عجزٍ، أو للرغبة في الصلح، أو استجابة لرغبات الناس، أو للخوف على نفس الأمير من أن تغيرها الإمارة الطويلة. فضلاً عن هوى الخليفة، أو الوزير، وليس لذلك من ضابط، وربما لعبت به الحاشية، وما فيها من مؤامرات، و دسائس.

وكان العزل يتم بالكتابة إلى الأمير بصرفه من الخدمة، أو نقله إلى مكان آخر، أو بتولية أمير جديد مكانه، وهذا عزل ضمني.

ولم يكن موت الخليفة يوجب عزل أمرائه. ولكن الخلفاء الجدد كانوا يميلون عادة إلى عزل أمراء الخليفة السابق، واختيار أقاربهم، وأصحابهم، ومن يثقون به.

أما موت الوزير، فإنه يوجب عزل أقربائه لأنهم نواب عنه.

وكان عمر أكثر الخلفاء عزلاً لعمّاله. فقد كان يعزل الأمير ولو بغير خيانة، إلا أنه إذا عزله لذلك أعلن ما وسعه الإعلان سبب العزل، ليُعرف أنه لم يعزل الأمير من خيانة أو سوء.

الإمارة في التاريخ

الإمارة قبل الإسلام: كان المجتمع العربي قبل الإسلام يقوم على القبيلة. وهي وحدة مستقلة لها كيان خاص يميزها من القبائل الأخرى، إلا ما كان من بعض الأحلاف التي كانت تنشأ بين بعض القبائل.

وكان على رأس القبيلة رئيس يقال له: «المُسَوَّدُ»، أو «سيّد القبيلة»، أو «زعيم القوم». ولم تكن كلمة الأمير تطلق عليه.

الإمارة في دولة النبوة: في المدينة المنورة ظهرت دولة الإسلام، وقد أخذت تتسع، حتى بلغت الجزيرة العربية كلَّها.وكان الرسولe إذا أرسل جيشاً جعل عليه أميراً يتولى قيادته. وكان يرسل إلى أنحاء الجزيرة أمراء، كما فعل حين أرسل معاذ بن جبل أميراً على اليمن، والعلاء بن الحضرمي على البحرين (المنطقة ما بين البصرة وعُمان). وبعد فتح مكة المكرمة جعل عليها عَتّاب بن أُسَيْد أميراً.

وكان أمراء الرسولe يتولون جميع شؤون الإمارة، ويعلّمون الناس الدين، ويقيمون صلاة الجمعة، والجماعة. وهم الأئمة، والقضاة، وجباة الأموال، ومنفقوها في المصالح العامة.

وكان يوصي أمراءه بتقوى الله سبحانه، والإحسان للرعية، والسهر على مصالحهم، وأمنهم.

في عهد الخلافة الراشدة: وبعد وفاة الرسول اجتمع كبار المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة، لاختيار من يتولى رئاسة الدولة. وقد وقف الحُباب بن المنذر الأنصاري، وقال مخاطباً المهاجرين: منا أمير، ومنكم أمير. غير أن الكلمة اتفقت على مبايعة أبي بكر الصديق بالخلافة.

وكان أبو بكر يرسل الأمراء إلى أقاليم الجزيرة، ويولي إمارة الجيش من يختاره من الصحابة، ويأمرهم بالتقوى وبالعناية بمن تحت إمرتهم. وعلى نهجه سار الخلفاء الراشدون الثلاثة.

وكان هؤلاء الأمراء يتولون في إمارتهم ما كان يتولاه الأمراء في عهد النبي، إلا ما كان في عهد عمر من فصل القضاء، واستقلاله عن الإدارة، إذ جعل على القضاء قاضياً مختصاً، فكان هذا أول استقلال للسلطة القضائية يظهر في التاريخ.

في الدولة الأموية: في هذه الدولة خصت الشؤون المالية بعامل خاص سمي «عامل الخراج» إلى جانب الأمير. وكان الأمير يتولى في منطقته جميع واجبات الخليفة المعتادة، وله سلطة مطلقة في ذلك. فهو رأس الإمارة وقائد الجيش، ومنفذ الأحكام، والمسؤول عن الأمن، وجمع الأموال، وإنفاقها، فضلاً عن إمامة الناس في الصلاة. وكان يعيِّن جميع العاملين في الولاية بشرط أن يخبر الخليفة بذلك.

ولكن هذه السلطة لم تكن خارجة عن ضبط الخليفة، ومراقبته. وكانت هذه المراقبة تتم بوساطة ديوان البريد الذي كان رؤساؤه يقومون إضافة إلى واجبات أعمالهم، بإعلام الخليفة بالأحداث المهمة في الولاية، ولم يكن للأمير سلطان عليهم، وظهرت في هذا العهد بادرة جديدة، فبعد أن أخذ الخلفاء يختارون لإمارة الأقاليم من بني أمية، آثر بعض هؤلاء الأمراء الإقامة بدمشق، وكان يرسل نواباً عنه لإدارة أمور الولاية، كما حدث حين ولى هشام ابن عبد الملك أخاه مسلمة على إرمينية، وأذربيجان، إلا أن مدة بقائه بدمشق كانت قصيرة، التحق بعدها بمركز ولايته.

في الدولة العباسية: كانت حال الأمراء في عصر قوة الدولة العباسية، كحالهم في الدولة الأموية.وكان الخليفة يُحْكِمُ أمور الدولة، ويراقب تصرفات الأمراء مراقبة دقيقة بفضل ديوان البريد الذي ازداد قوة، وتنظيماً. فكان المسؤول عن هذا الديوان في كل إمارة يرسل كتباً منتظمة إلى رئيسه في بغداد عن حال الأمير، وسياسته في رعيته، وعن سيرة كبار العمال في المنطقة. وربما تجاوز ذلك إلى مراقبة كبار الرجال، ولو لم يكونوا من العاملين في الإمارة. وكان رئيس الديوان يطلع الخليفة على جميع ما يرده من تقارير.

الإمارة في الدول المستقلة: ضعفت في هذا العصر مراقبة الخلفاء، مما أدى إلى ظهور أمراء لهم استقلال فعليّ في إمارتهم. وكانت لهم ألقاب خاصة، ويُخْطَب لهم على المنابر، وتُضْرَب النقود باسمهم إلى جانب اسم الخليفة، الذي لم يعد له من مظهر الحكم إلا الاسم، والموافقة الشكلية على تسمية الأمير. وهذا ما كان في إمارة بني الأغلب، والطاهريين، والطولونيين، والإخشيديين، والحمدانيين. بل ربما كان من هؤلاء من توسعت إمارته حتى حدود بغداد، ومنهم من سيطر على حاضرة الخلافة نفسها، وأصبح صاحب الحول والطول فيها.

الإمارة في العصر الحديث: يطلق لقب الأمير في المملكة العربية السعودية على ولاة المناطق، وولاة المدن، ولو لم يكن من أفراد الأسرة الحاكمة، فيقال: أمير نجد، وأمير المنطقة الشرقية، وأمير الرياض. وله سلطة محدودة جداً بسبب التنظيم الحديث للدولة، ووجود القوانين.

وما يزال لقب الأمير يطلق على أبناء الأسرة المالكة في البلاد التي تخضع للنظام الملكي. ويطلق أيضاً على رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، عدا السعودية وعُمان.

أنواع الأمراء

أمير الأمراء: لقب ظهر أيام ضعف الدولة العباسية في عهد الخليفة الراضي بالله، الذي تولى الخلافة سنة 322هـ، وتوفي سنة 329هـ. ففي أيامه زادت سطوة الجند الأتراك الذين جاء بهم المعتصم لحراسته، حتى صاروا كل شيء  في الدولة، فهم يعزلون الخليفة، ويُولّونه، وربما قتلوه، أو سجنوه، أو عذّبوه.

من هؤلاء كان محمد بن رائق، الذي استولى على شؤون الحكم في الدولة، حتى لم يبق للخليفة الراضي من الخلافة إلا الرمز والاسم. وفي عام 324هـ منح الخليفة ابن رائق لقب أمير الأمراء، فكان أول من لقب بذلك، وصار اسمه يقرن باسم الخليفة. وقد حسده على نفوذه قائد تركي آخر اسمه «بَجْكَم"، فقامت بينهما حرب، كان النصر حليف بَجْكَم، فدخل بغداد، فأكرمه الراضي، ورفع منزلته، ولقبه أمير الأمراء، وقلّده إمارة بغداد وخراسان، وكان ذلك سنة 326هـ. وبقي كذلك إلى أن قُتل في خلافة المتَّقي سنة 329هــ فصار بعده كُورْتكين الدَّيلَميّ أمير الأمراء ثم ابن رائق ثانية، إلى أن قتل سنة 330هـ على يد ناصر الدولة الحسن بن حمدان الذي أصبح أميراً للأمراء. وفي سنة 331هـ استولى تُوزون على بغداد، فخلع عليه الخليفة المتَّقي، وأكرمه، ولقبه أمير الأمراء.

وبعد أن وقعت وحشة بين المتقي وتوزون، واستنجد المتقي بالحسن بن حمدان (ناصر الدولة)، فقدم هذا بجيش عظيم، التقى بتوزون، ودارت بينهما معركة، كانت الهزيمة فيها لجيش ابن حمدان، الذي فرّ مع المتقي إلى الموصل. وجرت معركة أخرى هرب بعدها المتقي وابن حمدان إلى نصيبين. وعندئذ كتب المتقي إلى الإخشيد صاحب مصر، فحضر هذا مع جيش كبير التقى بالخليفة في مدينة الرقة، فدعاه إلى مصر، إلا أنه رفض، لأنه كان قبل وصول الإخشيد، قد راسل توزون، وعرض عليه الصلح، فتظاهر هذا بقبوله، ودعا الخليفة إلى بغداد، وخرج لاستقباله قرب الأنبار، وأظهر كل ضروب الاحترام، حتى إذا نزل الخليفة في المخيم المعد لاستراحته، قبض عليه توزون، وسمل عينيه، وساقه إلى بغداد، ثم عزله، وولّى عبد الله بن المكتفي الخلافة، ولقب بالمستكفي بالله، وكان ذلك سنة 333هـ، ولم يلبث توزون أن توفي.

وفي سنة 334هـ دخل معز الدولة أحمد ابن بويه بغداد، فلقبه المستكفي بأمير الأمراء. وهكذا انتقل هذا اللقب إلى بني بويه، وصار عندهم يقترن بمنصب الملك، والسلطنة. ثم انتقل منهم إلى السلاجقة، وأول من لقب به منهم السلطان طغرل بك، ثم خلفه ألب أرسلان، وبقي حتى نهاية عهد السلاجقة.

أمير البحر: وهو قائد الأسطول الإسلامي. ومنه أخذت بعض اللغات الأجنبية مصطلح «أميرال» للدلالة على قائد الأسطول البحري.

أمير الجند: وهو القائد العسكري للحملات الحربية. وقد استعمل لقب أمير للدلالة على قائد الوحدة العسكرية المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل. وقد يسمى أمير الجيش. وأطلق السلاجقة، والأيوبيون، والمماليك لقب الأمير على من يحمل المسؤولية العسكرية.

وكان أمراء الجند عند المماليك على ثلاث مراتب، أهمها مرتبة الأمراء المُطَوَّقين، وهم الذين كان يُخْلع عليهم بأطواق الذهب في أعناقهم.

أمير الحج: وهو عند الفقهاء نوعان:

الأول: أمير تسيير الحجيج، وإمارته ولاية سياسية، وزعامة، وتدبير. لذلك اشترطوا فيه أن يكون مطاعاً، ذا رأي، وشجاعة، وهيبة. وله واجبات تتعلق برعاية الحجيج في مسيرهم، وحمايتهم. له أن يفرض العقاب الصارم إذا تعدى بعضهم على بعض.

وتبدأ ولايته منذ خروج الناس إلى الحج، إلى حين عودتهم إلى البلد.

الثاني: أمير إقامة الحج. وذلك أن ينصب رئيس الدولة أميراً للحجيج نيابة عنه لأداء المناسك. ويشترط فيه العلم بأركان الحج، وشروطه، وآدابه، ومناسكه.

وتبدأ ولايته عند أول مشاعر الحج، وتنتهي في الثالث عشر من ذي الحجة.

وكان أبو بكر الصديق أول أمير للحج، فقد أمره الرسولe أن يحج بالناس في السنة التاسعة للهجرة.

وربما قام الخليفة بنفسه بإمارة الحج، فإن لم يتمكن أناب عنه من يتولى ذلك، وكان هذا شرفاً عظيماً له.

وفي أيام الدولة الأموية تولى هذه الإمارة بعض بني أمية.

وكان المماليك يختارون أمير الحج من أهل العلم، والخبرة بشؤون الحج، والأماكن المقدسة ترشِّحه هيئة مختصة في كل إقليم.

وكان يصحب أمير الحج رجال مسلحون لحماية الناس من قطّاع الطرق، ولفرض النظام. وفي عام 1924م منعت الدولة السعودية دخول السلاح إلى الحجاز. وفي عام 1954م ألغت مصر لقب أمير الحج، وحل محله لقب رئيس بعثة الحج، وقد أخذت سائر الدول بذلك.

أمير سلاح: منصب من أهم المناصب في قصور المماليك، لأنه كان يحمل سلاح السلطان، أو الأمير، ويسير أمامه في المناسبات العامة. وهو مسؤول عن مراقبة صنع الأسلحة، ومستودعاتها، وتزويد الجيش بها.

أمير عَلَم: لقب من يتولى أمر الأعلام السلطانية، وما يتعلق بذلك.

أمير المؤمنين: لقب خليفة المسلمين. وأول من لقّب به عمر بن الخطاب، لأن أبا بكر الصديق كان يقال له: خليفة رسول الله، وعمر خليفة خليفة رسول الله.

وقد بقي هذا اللقب أيام الخلافة الأموية، والصدر الأول من الدولة العباسية لا يتمتع به إلا رجل واحد. وفي سنة 325هـ أصبح عبد الرحمن الثالث الناصر أمير الدولة الأموية في الأندلس أميراً للمؤمنين بعد أن رأى ضعف الدولة العباسية. وكان حكام الأندلس قبله يلقبون بالأمير.

وفي تلك السنة لُقِّب المهدي العبيدي في القيروان بهذا اللقب. فاجتمع في هذه السنة ثلاثة من الحكام كل منهم يحمل لقب أمير المؤمنين.

وقد انتشر هذا اللقب، وشاع في المغرب عند بني رستم، وبني زيري، وبني حفص، والمرينيين، وبني زيّان، والموحدين. بل إن بعض صغار الملوك في الأندلس، وإفريقية، وسلاطين الترك قد تلقبوا به.

وليس في العصر الحديث من يحمل هذا اللقب إلا ملك المملكة المغربية.

ولم يقتصر هذا اللقب على رجال السياسة والحكم، بل انتقل إلى أهل العلم أيضاً، فقد أُطلق لقب «أمير المؤمنين في الحديث» على كلٍّ من: سُفْيان الثَّوْري، وشُعْبَة بن الحجّاج، وحمّاد بن سلمة، وعبد الله بن المبارك، وأحمد ابن حنبل، والبخاريّ، ومُسْلم، والحافظ ابن حَجَر العَسْقلاني، وهو أرفع مراتب الروّاة، وأعلاها، وصاحبه قد فاق كل المراتب حفظاً، وإتقاناً، وتعمّقاً في علم الحديث، وعلله، فيكون لشدة إتقانه مرجعاً للحفّاظ، وغيرهم.

وقد أطلق أيضاً على أبي حيّان الغرناطي لقب «أمير المؤمنين في النحو».

أمير مجلس: منصب من أهم المناصب في بلاط السلاجقة، والمماليك، إلا أن صاحبه كان يأتي عند المماليك في المرتبة الثالثة بين الأمراء العظام، ولكنه كان أكبر شأناً من أمير السلاح.

أمير المسلمين: لقب أمير المرابطين الذين كانوا يعترفون بسلطان الخليفة العباسي الاسمي. وقد اتخذه بعض صغار الملوك في الأندلس، وإفريقية.

 

يوسف الأمير علي

 

الموضوعات ذات الصلة

 

الإسلام ـ الإمامة ـ الخلافة.

 

مراجع للاستزادة

 

ـ الماوردي، الأحكام السلطانية (دار الكتب العلمية، بيروت 1978م).

ـ أبو يعلى، الأحكام السلطانية (البابي الحلبي، القاهرة 1938م).

ـ ظافر القاسمي، نظام الحكم في الشريعة والإسلام (دار النفائس، بيروت 1974م).

ـ نجدة خماش، الإدارة في العصر الأموي (دار الفكر، دمشق 1980م).

 


التصنيف : التاريخ
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 436
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 469
الكل : 31651049
اليوم : 5631

بهارتريهاري

بهارتريهاري (570-651م)   بهارتريهاري Bhartrihari شاعر وفيلسوف ونحوي هندي، ولد في بلدة أوجين Ujjain في منطقة مالوا Malwa في الهند وتوفي فيها. انحدر من أصول نبيلة تعود به إلى إحدى الأسر الملكية. وقد أدّى هذا النسب العريق إلى ارتباطه في وقت من الأوقات ببلاط الملك ميتراكا Maitraka في فالابهي Valabhi التي يطلق عليها اليوم اسم Vala بولاية غوجارات Gujarat.
المزيد »