logo

logo

logo

logo

logo

أم كلثوم

ام كلثوم

Umme Kulsum - Umme Kulsum

أم كلثوم

)نحو 1904 - 1975)

 

فاطمة بنت إبراهيم البلتاجي سيدة الغناء العربي. ولدت في قرية طماي الزهايرة من أعمال الدقهلية بين القاهرة والاسكندرية وتوفيت في القاهرة. بدأت تحفظ القرآن الكريم وهي في الخامسة من عمرها، وكان والدها إبراهيم البلتاجي يشجعها على الغناء، كما كان أخوها خالد من ذوي الأصوات الحسنة يغني في الموالد والأعياد. واستطاعت أم كلثوم أن تحفظ جميع أغاني أخيها وتتقنها وهي صغيرة. ولما بلغت الثالثة عشرة من عمرها بدأت تغني في قرى الريف المجاورة لبلدتها برفقة والدها، وتنشد التواشيح الدينية والقصائد الصوفية بأجر زهيد. ولما ذاع صيتها في الأرياف، صارت تحيي حفلات غنائية وحدها، وقد شجعها ذلك على الانتقال إلى القاهرة حيث تألق نجمها.

استقرت أم كلثوم في القاهرة عام 1923(عام وفاة الملحن والمغني سيد درويش)، والتقت هناك صديق والدها المغني والملحن الشيخ أبا العُلا محمد الذي لم تفترق عنه إلى حين وفاته. وكان قد لقنها الكثير من فنون الأدب والموسيقى، فأتقنت على يديه الإلقاء الغنائي واستطاعت الصمود أمام المنافسات القوية، وشقت طريقها إلى المجد متخذة نهجاً جديداً في الغناء، بفضل معلمها أبي العلا وصديقه الملحن الهاوي الطبيب أحمد صبري النجريدي، مع الاعتماد على القصيدة[ر.الأغنية] والابتعاد عن الأغاني المبتذلة التي كانت رائجة في ذلك الحين. وتقول أم كلثوم «لقد علمني الشيخ أبو العلا أن أفهم الكلام قبل أن أحفظه وأغنيه، فقد كنت أردد الكلام بلا فهم ولا اهتمام». وقد أسهم أيضاً، في مسيرة أم كلثوم الفنية، كل من الملحنين محمد القصبجي، ورياض السنباطي، وداود حسني، وزكريا أحمد، منذ العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين بما قدموه لها من ألحان غنائية أصبحت في الصدارة من الغناء العربي. ويضاف إلى هؤلاء المطرب والملحن الكبير محمد عبد الوهاب الذي لحن لها عشر أغنيات، في تسع سنوات، زادت في شعبيتها وأسهمت في اتساع شهرتها في الوطن العربي. وكانت أولى الأغنيات «أنت عمري» (1964).

كما تجدر الإشارة هنا إلى الشعراء الذين كتبوا لها القصائد الجميلة مثل أحمد رامي، وبيرم التونسي. وقد دخلت رحلة أم كلثوم الفنية مع كتّاب قصائدها الغنائية وملحنيها التراث الغنائي العربي الحديث واستفادت من معارفهم الموسيقية والأدبية وتعاونت موهبتها مع ما قدّمه هؤلاء لها فلُقبت بـ «كوكب الشرق» و«سيدة الغناء العربي»، وتبوأت عرش الغناء في الوطن العربي طوال نصف قرن من الزمان، غنت فيه أكثر من ثمانين قصيدة متنوعة باللغة الفصحى. ومن أولى هذه القصائد «الصب تفضحه عيونه» (1924) من شعر أحمد رامي وألحان أبي العلا محمد، و«مالي فتنت بلحظك الفتّاك» (1926) من شعر علي الجارم وألحان النجريدي، و«إن يغب عن مصر سعد» (1927) من شعر أحمد رامي وألحان القصبجي.

وكان لأم كلثوم فرقة موسيقية رافقتها في حفلاتها الغنائية وضمّت أبرز العازفين والموسيقيين آنذاك مثل: محمد القصبجي على العود، ومحمد العقاد ثم محمد عبده صالح على القانون، وسامي الشوا ثم أنور منسي وأحمد الحفناوي على الكمان، وسيد سالم على  الناي، ومحمود رمحي ضابط إيقاع. ولم يقتصر غناء أم كلثوم على القصائد، بل تنوع في الكثير من صيغ الغناء العربي الأخرى ومنها: الطقطوقة مثل «كل الأحبة اتنين» (1942) (التونسي - زكريا)، والدور مثل «إمتى الهوى» (1936) (يحيى محمد - زكريا)، والمونولوج مثل «غُلبت أصالح» (1946) (رامي - السنباطي).

وفي عالم السينما، قامت أم كلثوم ببطولة ستة أفلام غنائية لقي بعضها نجاحاً وهذه الأفلام هي: «وداد» (1935)، و«نشيد الأمل» (1936) ومن أغانيه الشهيرة «إفرح ياقلبي» (رامي - السنباطي)، و«دنانير» (1939) ومن أغانيه «بكره السفر» (رامي  - زكريا)، و«عايدة» (1942) وهذا الفيلم مقتبس عن أوبرا «عايدة» Aida للمؤلف الموسيقي الإيطالي فيردي Verdi، ويعد محاولة لتقليد فن الأوبرا العالمية، و«سلاّمة» (1944)، و«فاطمة»
 (1948).

أسست أم كلثوم في بداية الأربعينات أول نقابة للموسيقيين برئاستها وشغلت هذا المنصب مدة عشر سنوات. وقد عرفت بصرامتها وقوة نفوذها وبتشددها أحياناً بالتعامل مع زملائها العرب منهم خاصة. كما كانت تتحلى بحضور البديهة وطرافة النكتة وتذوق الأدب وحفظ الشعر وتمكنها من اللغة العربية، ويرجع ذلك إلى أنها حفظت القرآن الكريم في صغرها مما ساعدها على حسن اختيار القصائد التي تغنيها وعلى جودة أدائها لها إلقاءً واضحاً وسليماً، إضافة إلى جمال صوتها وقوته والتمكن منه واتساع مساحته المقامية [ر.الموسيقى العربية]، وتمتعها بقوة الشخصية، كل ذلك جعلها في الصدارة، فجاء المجد ساعياً إليها ونالت صيتاً واسعاً لم تنله مغنية أخرى. و د ام وقوفها على خشبة المسرح، ومنديلها الأبيض لايفارق يديها في أثناء الغناء ما يقارب خمسين عاماً، كأنها ساحر يداعب جمهوره ويسعده.

وقد تزوجت أم كلثوم الطبيب حسن الحفناوي (عام 1954) بعد أن توطدت العلاقة بينهما إثر مرض ألمّ بها.

كتب صحفي أمريكي في مجلة «لايف» Life الأمريكية في حزيران من عام 1962 يقول: «في الساعة العاشرة من ليلة كل يوم خميس من أول شهر يحدث شيء غريب في الشرق الأوسط. يهدأ الضجيج في شوارع القاهرة فجأة، وكذلك في الدار البيضاء (المغرب العربي) التي تبعد نحو 4000كم إلى الغرب منها حيث يكف الرجال عن لعب طاولة النرد. ويحدث الشيء نفسه في بغداد التي تبعد 1200كم إلى الشرق. بين هذين الحدّين الجغرافيين وبينهما بقية البلدان العربية يأوي الناس إلى بيوتهم ينتظرون برنامجاً خاصاً يذيعه راديو القاهرة. مدة هذا البرنامج خمس ساعات لثماني مرات في السنة، ونجمته مغنية اسمها »أم كلثوم«. ومع ذلك لم تنج أم كلثوم من بعض النقد الذي كان لاذعاً أحياناً.

مارست أم كلثوم التلحين في أغنيتين هما «على عيني الهجر» (1928)، و«يا نسيم الفجر» (1936) وهما من كلمات أحمد رامي. إلا أنها لم تزاول التلحين بعد ذلك إذ كان الغناء هدفها الرئيس.

وغنت أم كلثوم نحو ثلاثمئة أغنية تختلف في مدتها الزمنية من خمس دقائق إلى ساعة ونصف. ومن أشهر هذه الأغاني، إضافة إلى ماذكر سابقاً، «أراك عصي الدمع» من شعر أبي فراس الحمداني، وقد لحّنها كل من عبده الحامولي (1926)، وزكريا أحمد (1942)، ورياض السنباطي (1965)، و«رباعيات الخيام» (1949) (رامي- السنباطي)، و«والله زمان يا سلاحي» (1956)، (صلاح جاهين - كمال الطويل) وقد أصبح لحن هذه الأغنية نشيداً وطنياً للجمهورية العربية المتحدة (بين سورية ومصر) (1958)، و«أمل حياتي» (1965) (أحمد شفيق كامل - محمد عبد الوهاب)، و«الأطلال» (1966) (إبراهيم ناجي - السنباطي).

قال محمد عبد الوهاب  في أم كلثوم حين وفاتها: «إن فيها ملامح عصر في طريقة الغناء والسلوك والشخصية والخلق، وقدمت فناً بلا ابتذال، وسمت بأخلاق المهنة، وإن فيها عشر مغنيات». وكان لوفاتها وقع أليم في نفوس جماهيرها الواسعة، وشُيّعت إلى مثواها الأخير بموكب مهيب يليق بمكانتها الفنية.

حسني الحريري

 

مراجع للاستزادة

 

- فيكتور سحاب, السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة (دار العلم للملايين, بيروت 1987).

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 615
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 502
الكل : 29639223
اليوم : 19233

بيغال (جان باتست-)

بيغال (جان باتست ـ) (1714 ـ 1785)   جان باتست بيغال Jean Baptiste Pigalle نحات فرنسي، ولد في باريس لأب نجار، وتعلم الفن عند النحات روبي لولوران (1666-1743) R.LeLorrain ثم عند النحات جان باتست لوموان (1704-1778) J.B.Lemoyne. تقدم إلى مسابقة رومة Concours de Rome التي كانت تنظم سنوياً في فرنسة منذ عام 1664 للفنانين الشباب الفرنسيين، ويستحق كل من نال جائزة أولى فيها في نوع من أنواع الفن منحة لمدة ثلاث سنوات في أكاديمية فرنسة في رومة القائمة في فيلا ميديتشي Villa Medicis التي يعود بناؤها إلى القرن السادس عشر،
المزيد »