logo

logo

logo

logo

logo

بتلَر (صموئيل-)

بتلر (صموييل)

Butler (Samuel-) - Butler (Samuel-)

بتلر (صموئيل ـ)

(1835 ـ 1902)

 

صموئيل بتلر Samuel Butler روائي وناقد وكاتب مقالة إنكليزي. وُلد في أبرشية لانغَرْ Langar بنُوتْنغهامشَايَرْ وتوفي في لندن. كانت أمه مكيافيلية التفكير، وأبوه هو توماس بتلر، الذي عمل كأسلافه في الكنيسة. قضى بتلر السنوات الست الأولى من دراسته في مدرسة شروبري التي كان جده مديراً لها، ثم دخل كلية سانت جون بكمبردج وتخرج فيها عام 1858. ورَغب الوالد لابنه أن يعمل في الكنيسة، فامتثل بتلر لذلك مدةً قصيرة، إلاَّ أن طبيعته الاستقلالية و«هرطقيته» الخاصة كانت تقوده في اتجاه آخر بعيد كل البعد عن إرشادات أبيه، وعن كل ماكان يمثله المنزل والكنيسة والمفهوم المسيحي الشائع. هاجر بتلر بعد خلاف مع أبيه إلى نيوزيلندة، وأنشأ  مزرعة أغنام. ولما قرأ «أصل الأنواع» Origin of Species لداروين[ر]  صعق بالكتاب، وسرعان ما أعلن نبذه للكنيسة جملة وتفصيلاً، إذ اعتقد أن الداروينية Darwinism قدمت له البديل من الإله الذي عرَّفه عليه أبوه. لكن تفكيره ظل منصباً طوال حياته على الدين والتطور، مما أوقعه في تناقضات أثارت عليه سخط الكنيسة والمتطرفين الداروينيين. وبذلك قضى معظم أيامه يشعر أنه منبوذ ومضطهد. في أثناء إقامته في نيوزيلندة كتب عدة مقالات للصحافة النيوزيلندية، وفي مرحلة لاحقة أدخل بعضها فصولاً في كتبه.

عاد بتلر إلى إنكلترة عام 1864 بعد أن ادخر شيئاً من المال واشترى لنفسه منزلاً في لندن. وفي عام 1865 بدأت تظهر كتاباته غُفْلاً تحت عنوان «دليل بعث يسوع المسيح بعد تحريه بعين ناقدة» Evidence for the Resurrection of Jesus Christ...Critically Examined، ولبضع سنوات درس التصوير محاولاً إقناع نفسه بأن هذه هي مهنته التي يريدها. وفي مرحلة لاحقة جرَّب التأليف الموسيقي، ونشر عدة مقطوعات في هذا الميدان؛ لكن كتاباته الأدبية بأسلوبه الساخر واللاذع ظلت هي المسيطرة.

وتعد روايته «إيرون» (1872) Erewhon العمل الذي أشهره وحقق له مكاسب مادية. وقد عدّها الكثير من الفكتوريين أفضل رواية من نوعها منذ ظهور رواية «رحلات غاليفر» Gulliver's Travels لجونَثَان سوِيفْت[ر]. وفُهمت على أنها هجاء صارخ للحياة المعاصرة وفكرها. والرواية مكتوبة بأسلوب رصين من نسج خيال مؤلفها. وتعتمد في جغرافيتها على ذكريات بتلر عن جبال رانِغيتُوتو النيوزيلندية، أما المناظر الطبيعية وأناسها فقد صاغهم خيال الكاتب على صور نماذج مثالية لشمالي إيطالية. وتبدو رواية «إيرون» طوباوية في بعض أجزائها، وفي أجزائها الأخرى ثمة مفهومات تعكس صور العالم الحقيقي. وكان الدين ومفهوم التطور غايتي بتلر في هذه الرواية، ويظهران فيها على نحو تدريجي.

 أما «الملاذ العادل» (1873) The Fair Haven فهو دفاع ساخر عن المسيحية التي تقوِّض أساس وجودها بسبب حماستها المتطرفة. اعتقد بتلر أن سادته خدعوه بدلاً من أن يفيدوه في فهم الحياة. إذ خيّل إليه أنه خُدع من قِبل ذويه ونفاقهم الديني، وأنه خُدع ثانية من قبل أصدقائه الذين ما بخل عليهم يوماً بالمال أو بالصداقة، وبدا له العالم كله زيفاً وبهتاناً، فهل كان لداروين الذي أنقذه من عالم أبرشية لانغر أن يظهر على أنه أكذوبة أيضاً؟ هذا هو فحوى الشك الذي سيطر عليه في كتابه «الحياة والعادة» (1878) Life and Habit  ودفعه لتأليف سلسلة كتب التطور التي تلته: «التطور قديماً وحديثاً» (1879) Evolution old and New، و«الذاكرة اللاواعية» (1880) Unconscious Memory و«الحظ أم المكر» (1887) Luck or Cunning.

يعد الكثيرون رواية بتلر «مصير الجسد» The Way of All Flesh، التي نشرت بعد وفاته بعام رائعة فنية. ومما لاشك فيه أنها تحتضن لباب فكر بتلر وأسلوبه. وهي في غالبيتها سيرة ذاتية تسرد بذكاء وواقعية قصة هروب بتلر من بيئته الأولى الخانقة، وتصور التطور النفسي القلِق والمضطرب لشاب مرح يدخل عالماً بهيجاً لا يُصدق. وأسلوبه مرح حتى في المواقف المؤلمة؛ لكنها لاقت رواجاً لجرأتها واعترافاتها. وكانت مثالاً للوتيرة الساخرة التي اتبعها الكثيرون من الكتاب في أثناء إعادة تقويمهم للعصر الفكتوري وقيمه الروحية والمادية. ومما لاشك فيه أن للكتاب وقعاً قوياً في نفوس الذين رغبوا في مقارعة القيم الفكتورية.

 

هيثم محفوض

 

مراجع للاستزادة:

 

- BASIL WILLEY, Darwin and Butler: Two Versions of Evolution (1960).

- P. N. FURBANK, Samuel Butler (Cambridge, 1948).

- U. C. KNOEPFLMACHER, Religious Humanism in the Victorian Novel: George Eliot,Walter Pater and Samuel Butler (Princeton, New Jersey, 1965).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 701
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 576
الكل : 31771236
اليوم : 46697

الجوع (آلية-)

المزيد »