logo

logo

logo

logo

logo

إيفان الرابع الرهيب

ايفان رابع رهيب

Ivan IV the Terrible - Ivan IV le Terrible

إيفان الرابع الرهيب

(1530 ـ 1584)

 

إيفان الرابع فاسيليفتش الرهيب Ivan IV The Terrible (بالروسية إيفان غروزني)، كبير أمراء موسكو (1533- 1547) وأول قياصرة روسية (1547- 1584). ولد في الخامس والعشرين من شهر آب في كليمونسكويه قرب موسكو، كان والده فاسيلي الثالث كبير أمراء موسكو، وبعد وفاته عام 1533 صارت زوجته يلينة غلينسكايا Yelena Glinskaya وصية على ابنها إيفان لصغر سنه، ولكنها توفيت عام 1538، وبذا غدا جُلّ اعتماد الأمير الصغير على أقاربه من أسرة غلينسكي وعلى مجلس منتخب من النبلاء boyars. وبدأ يمارس سلطته المطلقة في سن الثالثة عشرة، وكان للبطريرك مكاري نفوذ كبير عليه، وهو الذي أوصاه بالزواج وعمل على تنصيبه قيصراً على روسية في السادس عشر من كانون الثاني عام 1547، وإقامة دولة مسيحية في روسية. وبذلك كان أول أمير روسي حمل لقب «قيصر»، وفي الثالث من شباط في العام نفسه، تزوج أناستاسيا زاخارنيا ـ يورييفا، وكان لها أثر في حياته، وظلَّ يُكنّ لها الحب حتى وفاته، وقد أنجبت له ستة أولاد عاش منهم اثنان فقط، وتوفيت عام 1560. وتزوج بعدها ست زوجات روسيات تباعاً لم تعترف الكنيسة بالأخيرة منهن، كما تزوج الأميرة الشركسية ماريا ابنة الأمير ايدار تيمرقوه عام 1561 في إطار التوسع باتجاه القفقاس الشمالي وكسب الشركس إلى صفه، وكانوا حينذاك نصارى. وقد عدت السنوات الواقعة بين عامي 1547 و1560 المرحلة البنّاءة من حكمه، أوجد في أثنائها مجلساً استشارياً اختاره بنفسه وكان يضم الراهب سلفستر Silvester وألكسي آداشيف Aleksey Adashev رئيس موظفي القيصر، وقد رعى هؤلاء جميع الإصلاحات التالية التي هدفت إلى جعل روسية قوة مركزية عصرية، وفي عام 1550 وُضِعَ قانون دستوري إداري وتلاه في عام 1551 سن قانون ديني، ثم قانون للنظام العسكري تمَّ بموجبه تحسين أحوال الخدمة العسكرية، وفي الوقت ذاته زادت الحكومة من سلطات الحكم المحلي.

كان حكام موسكو يخشون خطر التتر منذ أمد طويل، وقد أدرك إيفان أبعاد هذا الخطر، منذ تسلمه دفة الحكم، فبادر إلى شن حملات عسكرية قادها بنفسه في الأعوام 1547 و1549 و1552، وتمَّ له الاستيلاء على خانية (إمارة) قازان على نهر الفولغا، كما اعترفت خانية استراخان بسيادته في عام 1556 من دون قتال. إلا أن النزاعات الداخلية بين النبلاء، الذين كان نفوذهم وعددهم في ازدياد، بلغت درجة خشي معها القيصر أن يفقد ورثته العرش من بعده، فأجبرهم على قسم يمين الولاء لابنه ديمتري بعد أن كانوا أعلنوا ولاءهم لابن عم القيصر فلاديمير ستاريتسكي، وبعد أن اطمأن إيفان الرابع إلى سيطرته على حوض نهر الفولغا وضمن حدود بلاده الشرقية، التفت إلى إيجاد منفذ لروسية نحو الغرب، وأعدَّ عدته للقيام بحملة تضمن لبلاده هذا المنفذ على بحر البلطيق، وأشعل نيران الحرب التي عُرفت باسم الحرب الليفونية (تحالف أمراء دول البلطيق) التي استمرت أربعة وعشرين عاماً (1558- 1582) تكبد فيها الطرفان خسائر كبيرة من دون طائل، ولم تنته إلا بعد أن طلبت روسية توسط البابا غريغوريوس الثالث عشر Gregory XIII لإيقاف الحرب، فبعث السفير البابوي «أنطونيو بوسيفينو» للوساطة وعقد هدنة بين الطرفين، ولم تحقق هذه الحرب أحلام القيصر وطموحاته، بل إنها أصابته بخيبة أمل مرة لم يقو على تحمل آثارها، وفي عام 1581 نشب عراك بين القيصر وولي عهده إيفان إيفانوفيتش فأُصيب الابن بجروح قاتلة أودت به. ولم يكن هذا الابن الوحيد الذي عانى قسوة القيصر وبطشه فقد أرسل مذكرات مع أموال كثيرة إلى مختلف الأديرة ضمّنها أسماء أكثر من ثلاثة آلاف ضحية أعدمهم، وأمر الرهبان بالصلاة لراحة الموتى. وقد تمت عمليات القتل تلك في المرحلة التي أنشأ فيها القيصر قوة الأوبريتشنينا Opritchnina (الأعوام 1565- 1572) وهي نظام إجرائي سياسي داخلي لإيفان الرابع من أجل مكافحة الخيانات المفترضة في أوساط الإقطاعيين والملاحقة الجماعية للإعدامات، وهي تتألف من حرس خاص به قوامه 1000- 6000 رجل يساعده على تنفيذ سياسته وملاحقة خصومه المحتملين، وكانت هذه القوة هي المسؤولة عن عمليات القتل المختلفة، وقد أُلغي نظامها عام 1572 بعد أن أخفقت في الدفاع عن موسكو في مواجهة الغزوة التترية التي قام بها خانات القرم بقيادة «دولت كراي»، وتمكنوا من دخول موسكو عام 1571، وأكرهوا القيصر على دفع الجزية.

كان القيصر إيفان يرغب في إقامة علاقات جيدة مع الدول الأوربية ولو عن طريق المصاهرة ولاسيما بولندة وبريطانية. ولكن مفاوضاته فيما يتصل بالزواج لم تثمر، وقد أدت محاولات الاتصال مع إنكلترة إلى إيجاد ممر بين البلدين عن طريق بحر الشمال.

ومكنت سياسته الخارجية من تعزيز النفوذ الروسي وتقويته داخل أوربة، فأقام علاقات تجارية ودبلوماسية مع بريطانية وفرنسة وألمانية، وتوسع في الشرق باتجاه سيبيرية، وفي الداخل حاول إنهاء نفوذ النبلاء الروس ودعم السلطة المطلقة للقياصرة.

كان إيفان الرابع قارئاً ممتازاً ومثقفاً بعيد النظر، شجع الثقافة وأدخل الطباعة إلى روسية أول مرة، وسعى لتحويل روسية إلى دولة عصرية على النمط الأوربي حتى عدَّه المؤرخون المعاصرون أول حكام روسية الحديثة. توفي في موسكو في الثامن عشر من آذار، عن أربعة وخمسين عاماً.

 

عبد الله محمود حسين

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

روسية ـ موسكو.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ مجموعة من المؤلفين، تاريخ جمهورية القبردين ـ بلقار، المجلد الأول (نالتشيك1975(. (بالروسية والأديغية(.

- Stephen Graham, Ivan The Terrible (1933).

- Sergei Federovich Platonov, Ivan The Terrible (1974).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 461
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 40491432
اليوم : 21247

فرينيه (سليستان-)

فرينيه (سيليستان -) (1896-1966)   سيليستان فرينيه Célestin Freinet سياسي ومربٍ فرنسي شيوعي، ولد في قرية غار Gars بفرنسا، وتوفي ودفن فيها. عرف بنقده الشديد للنظام التربوي الحكومي المحافظ في بلاده، وبكونه صاحب نظرية تعليمية جديدة، طبقها على تلاميذه حين عمل معلماً في المرحلة الإعدادية عام 1924، فعرفت بالتعلم بتقانة الطباعة learning printing technique، وفيها يستخدم المتعلمون آلة كاتبة لكتابة نصوص يؤلفونها بأنفسهم ويتحدثون فيها عن خبراتهم الشخصية والأحداث التي يعايشونها داخل الصف وخارجه وتعرض هذه النصوص على الصف بأكمله لتناقش وتصحح وتحرر قبل أن تطبع في عمل جماعي، ثم تجمع لتصنع منها مجلات وجرائد مدرسية.
المزيد »