logo

logo

logo

logo

logo

الأمواج المستقرة

امواج مستقره

Standing waves - Vagues stationnaires / Ondes stationnaires

الأمواج المستقرة

 

تحدث الموجات المستقرة stationary waves كلما التقت موجتان متقدمتان progressive مغذاتان ومتماثلتان تردداً، وتنتشر إحداهما في اتجاه يعاكس انتشار الأخرى، وينتج من تراكبهما أو تداخلهما تكوّن أجزاء تهتز بسعة عظمى تسمى بطون الاهتزاز antinodes ويرمز لها بالحرفA، يفصل ما بينها بالتناوب أجزاء تنعدم أو تكاد تنعدم فيها سعة الاهتزاز، وتسمى العقد nodes ويرمز لها بالحرف N. وتظهر الموجة المستقرة وكأنها تهتز مراوحة في مكانها، لذلك وُصفت بالمستقرة، وهي تختلف بذلك عن الموجة المتقدمة التي تبدو كأن سعة الاهتزاز فيها هي التي تنتشر وتتقدم. وتكون المسافات بين العقد متساوية كما هو مبين في الشكل 1، ويؤلف الاهتزاز ما بين عقدتين متجاورتين ما يشبه المغزل.

وتحدث الأمواج المستقرة في كل الحركات الموجية سواء أكانت ميكانيكية أم صوتية أم ضوئية أم كهرمغنطيسية.

ويعطى مطال الاهتزاز y في أي موجة متقدمة بالعلاقة التالية:

 

حيث a: السعة وl: طول الموجة و v: سرعة الانتشار وx: البعد عن نقطة اتُّخذت مبدءاً للاهتزاز. فإذا انعكست هذه الموجة ناظمياً عند نهاية وسط الانتشار انعكاساً كلياً أو جزئياً بحسب شروط النهاية، تولّدت موجة منعكسة تكون معادلتها، إذا كان الانعكاس كلياً، كما يلي:

وينتج إذن من تراكب الموجتين الواردة والمنعكسة أو تداخلهما موجةٌ تكون معادلتها كما يلي، وفقاً لمبدأ التراكب (الانضمام) superposition:

 

وهي موجة مستقرة ينعدم الانزياح أو الاهتزاز فيها عند نقاطٍ تبعد عن نهاية الانعكاس بالأبعاد  وهي مواضع العقد.

 ويكون الاهتزاز أعظمياً وسعته 2a عند نقاط تكون أبعادها وهي مواضع مراكز البطون، وتتناقص سعة الاهتزاز باطّراد على جانبيْ البطن حتى تنعدم عند العقدة.

وإذا كان الانعكاس يتم عند نهاية طليقة كانت الموجة الواردة والموجة المنعكسة متفقتيْن في الطور عند الانعكاس فيتولد بطن اهتزاز عند الطرف العاكس، ولكن يظل مظهر الموجة المستقرة كما كان وكذلك المسافات الفاصلة بين العقد، غير أن مواضع هذه العقد يتعيّن بالأبعاد

ولعل أفضل تجربة يتضح فيها تكوُّن الأمواج المستقرة هي تجربة مِلْد Melde التي يُثبَّت فيها طرف خيط أفقي بأحد فرعيْ شوكةٍ رنانة ويمر طرفه الآخر على بكرة، وينتهي بكفة تُحمَّل بالأوزان. تُجعل الرنانة تهتز في مستوٍ متعامد مع الخيط وتُغذَّى اهتزازاتها كهربائياً، فيهتز الخيط بتردد يساوي تردد الرنانة. ولما كان طول الخيط L ثابتاً وكذلك كتلة واحدة الطول m منه، فإن المتغير الوحيد هو قوة الشد F التي يحدثها الوزن M. فمن أجل وزنٍ معين مناسب ينقسم الخيط المهتز إلى عدد صحيح من المغازل، كما هو مبين في الشكل 2.

ويكون البعد ما بين عقدتين متعاقبتين l/2، كما ذكر من قبل؛ وبزيادة الوزن أو إنقاصه يتغير عدد المغازل P (الشكل 1). فتتحقق معه العلاقة: ثابت = FP2، حيث F قوة شد الخيط. وتنتج هذه العلاقة من قانون الأوتار المهتزة، وهو: 

 حيث يدل n على تردد الرنانة.

إن تجربة مِلْد تظهِر الأمواج المستقرة الناجمة عند تراكب أو تداخل اهتزازتين عرضانيتين أو تداخلهما (أي منحى الاهتزاز في كلٍ منهما عمودي على منحى انتشار الاهتزاز) غير أنه يمكن أيضاً توليد أمواج مستقرة نتيجة تراكب موجتين طولانيتين (منحى الاهتزاز يتفق مع منحى الانتشار) مثل الموجات الصوتية. وأشهر تجربة في هذا المجال تجربة أنبوب كونْدِت Kundt؛ وهو أنبوب أسطواني زجاجي سُدَّتْ إحدى نهايتيه وجُعل عند النهاية الأخرى منه منبع صوتي ، يملأ الأنبوب غازاً ما، وتنثر فيه كمية صغيرة من مسحوق خفيف مثل ذرات الليكوبوديوم أو الفلين نثراً منتظماً على طول الأنبوب. فإذا جُعل طول الأنبوب موافقاً لحدوث عدد صحيح من المغازل حين يصدر الصوت، اهتزت ذرات الفلين في أماكن البطون وكوّنت عدة أكوام متساوية الأبعاد (الشكل 3). ويمكن أن يكون المنبع الصوتي قضيباً ثُبِّت في منتصفه C وزُوِّد أحد طرفيه D بقرص يكاد يسد الأنبوب، ويتم توليد الصوت بِدلْك هذا القضيب بقماش مقلّف أو مصمَّغ. كذلك قد يكون المنبع الصوتي قرص هاتف متصلاً بهزازة مناسبة، أو بلورة كوارتز تولّد صوتاً تردده فوق الصوتي. ويستفاد من تجربة أنبوب كوندت في قياس سرعة الصوت في الغازات v ودراسة تغيّر هذه السرعة بتغير شروط الغاز، وذلك اعتماداً على العلاقة v =l n. إن ما يحدث في أنبوب كوندت يحدث مثله في كل الآلات الموسيقية الهوائية، إذ تتكون بالطريقة نفسها أمواج طولانية مستقرة في الهواء الذي يملأ الآلة من أجل كل نغمة تصدر منه.

وتحدث الموجة الضوئية المستقرة، على غرار ما في تجربة مِلْد، نتيجة تداخل الموجة الضوئية الوحيدة اللون المنعكسة مع الموجة الواردة، إلا أن مشاهدة هذه الموجة أصعب بكثير، لأن طول المغزل في هذه الحالة من مرتبة أجزاء المكرون (10-4مم)، لصغر طول الموجة الضوئية (0.4-0.7 مكرون). وقد أمكن في أواخر القرن التاسع عشر تصوير الأمواج المستقرة باستعمال فِلمْ طبقته الحساسة دقيقة الحبيبات، وأدى ذلك إلى اكتشاف طريقة دقيقة في التصوير الملوَّن (طريقة لبمان Lippmann). وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن الأمواج المستقرة الكهرمغنطيسة تتكون على طول هوائيات البث الإذاعي aerials

خالد عقيل

 

مراجع للاستزادة

 

ـ الاهتزازات والأمواج (1)، ترجمة تربدار وقسام ومعصراني (مطبوعات جامعة دمشق، 1981).

ـ الفيزياء الحديثة للجامعات، الجزء الأول (الميكانيك والصوت)، ترجمة قدورة وسمان وحصري (مطبوعات جامعة دمشق 1973).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 639
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 543
الكل : 29597296
اليوم : 52212

بريمو دي ريفيرا

بريمو دي ريفيرا (1870-1930)   ميغل بريمو دي ريفيرا miguel Primo de Rivera حاكم وقائد عسكري إسباني، ولد عام 1870 ونشأ في أسرة إسبانية معظم أفرادها من العسكريين المحترفين. انتسب إلى أكاديمية طليطلة Toledo العسكرية وتخرج فيها عام 1888. خدم ضابطاً في المغرب (مراكش) وكوبة والفيليبين. وفي عام 1915 عيّن حاكماً عسكرياً لمدينة قادس Cadiz، ثم قائداً عاماً لمنطقة مدينة بلنسية Valencia ثم في برشلونة Barcelona عام 1922.
المزيد »