logo

logo

logo

logo

logo

بومارشيه (بيير أوغستان-)

بومارشيه (بيير اوغستان)

Beaumarchais (Pierre-Augustin-) - Beaumarchais (Pierre-Augustin-)

بومارشيه (بيير أوغستان ـ)

(1732 ـ 1799)

 

بيير أوغستان كارون دي بومارشيه Pierre Augustin Caron de Beaumarchais كاتب مسرحي يمثل الروح الفرنسية المليئة بالحيوية والمرح ويُعدُّ في الشخصيات الشهيرة في القرن الثامن عشر في فرنسة.

عاش بومارشيه حياة مليئة بالمغامرات ومارس أعمالاً متنوعة قبل أن يشتري لقب نبالة ليصبح قاضياً للجنح في الأراضي الملكية. لمع اسمه منذ عام 1754 بفضل المذكرات التي كتبها لاستثارة الرأي العام على أحد زملائه. سافر إلى إسبانية في عام 1764 وعمل في السياسة والتجارة والمسرح ثم عاد إلى فرنسة حيث تصدى لدعوى أقامها عليه الكونت لابلانش La Blanche بتهمة التزوير. طالب بومارشيه بتدخل الرأي العام في الدعوى مستفيداً من جو العداوة الذي كان سائداً ضد القضاء في ذلك الوقت، لكنه نال تأنيباً وصدر حكم بحرق مذكراته بين عامي 1773 و1774. انشغل بقضايا أخرى ضد أشخاص معروفين مما جعله يدخل السجن عدة مرات ويخسر ثروة لا بأس بها. عمل في مجالات متنوعة منها توفير السلاح والمؤن للثوار في أمريكة عام 1776، وتأسيس شركة للمياه في فرنسة، كما ألف جمعية الكتاب المسرحيين (1777) ونشر طبعة كاملة لأعمال فولتير عرفت باسم طبعة كيهل Edition Kehl.

عُدَّ بومارشيه رمزاً للروح الوطنية الثائرة قبيل الثورة الفرنسية، لكنه اضطر إلى الهرب إبان حكم روبسبيير[ر]، إذ لاحقته الشبهات ولم يستطع العودة إلى فرنسة إلا في عام 1796.

وبومارشيه رجل متعدد المواهب، فقد علّم القيثارة لبنات الملك لويس الخامس عشر وحظي بحمايتهن، كما اشتهر في المجتمعات الباريسية شاعراً فكهاً ورجل فكر ذكياً لماحاً. كتب في نوع الدراما Drame التي كانت ما تزال في خطواتها الأولى في فرنسة، وتعدّ مسرحياته في هذا النوع الدراما الشاملة الأولى في العصور الحديثة، ولذلك فإن فكتور هوغو[ر] Victor Hugo عدَّ بومارشيه في الكتاب المسرحيين المبرزين في هذا المجال وامتدح أعماله في افتتاحية مسرحية «كرومويل» Cromwell.

أول دراما كتبها بومارشيه هي مسرحية «أوجيني» (1767) Eugénie التي استمد وقائعها من قصة حقيقية حصلت معه حين أراد الانتقام لأخته، ثم أتبعها بدراما بورجوازية أطلق عليها اسم «الصديقان أو تاجر ليون» (1770) Les Deux amis ou le négociant de Lyon لكنها لم تحظ بكثير من النجاح.

ألف عدة مسرحيات استعراضية Parades للمسارح الشعبية ومسارح الأسواق Théâtre de la foire، كما كتب أوبرا ضاحكة Opéra comique للكوميديين الإيطاليين في باريس باسم «حلاق إشبيلية أو الحذر العقيم» (1775) Le Barbier de Séville ou La Précaution Inutile لكنها لم تنل شهرة كبيرة إلا بعد أن حولها إلى ملهاة من أربعة فصول وقدمها على مسرح «الكوميدي فرانسيز». لكن شهرة بومارشيه الفعلية تعود لمسرحية «زواج فيغارو أو اليوم المجنون»  (1784) Le Mariage de Figaro ou La Folle journée التي خضعت للرقابة، ومنعها الملك لويس السادس عشر شخصياً وأمر بسجن مؤلفها، ومع ذلك ظلت تقدم في الصالونات حتى سمح بعرضها رسمياً، فلقيت نجاحاً كبيراً لدى النبلاء مع أنها تهجوهم صراحة.

وملهاة «زواج فيغارو» مكتوبة نثراً وتتألف من خمسة فصول، وقد استمد منها الموسيقي النمسوي موتسارت[ر] Mozart أوبرا مشهورة بالاسم نفسه، وصارت شخصية فيغارو بفضل بومارشيه النموذج المتكامل للفرنسي المرح والعاشق سليط اللسان. بعد «زواج فيغارو» كتب بومارشيه دراما دامعة من خمسة فصول أطلق عليها اسم «الأم المذنبة أو طرطوف الجديد» (1792) La mère coupable ou L’Autre Tartuffe، ثم جرب كتابة الأوبرا فألف أوبرا «تارار» Tarare التي كتب موسيقاها المؤلف الإيطالي سالييري (1787) Salieri.

كان بومارشيه يردف نصوصه المسرحية والأوبرالية بكتابات نظرية تبرز معرفته العميقة بالكتابة الدرامية، ومن أهم هذه النصوص «بحث في النوع الدرامي الجدّي» (1767) و«رسالة لمشتركي الأوبرا الذين يريدون أن يحبوا الأوبرا» (1787) كما أن الإرشادات الإخراجية التي ترافق الحوار في نصوصه تدل على معرفته العميقة بعالم الخشبة ودقائق التفاصيل في العمل المسرحي. ومسرحيات بومارشيه الكوميدية كما وصلتنا هي نتيجة تعديلات طويلة واختصارات كما يبدو من المسودات التي تركها، وفي ذلك دليل على اهتمامه بمجاراة ذوق العصر. ومسرحياته مليئة بالأفكار الجريئة التي كانت تعاكس التوجه الغالب أيام الحكم الملكي قبل الثورة، كما أن نصوصه تتصف بالحوار المتوفز الملئ باللعب اللفظي وبالإيقاع السريع الذي يتوافق مع العقدة المركبة والحوادث غير المتوقعة والالتباس الذكي في المواقف.

يُعدّ بومارشيه في الكتاب الذين جددوا فن المسرح الضاحك، وبذلك يتساوى في تأثيره مع موليير[ر] Molière، وقد ترجمت أعماله إلى كثير من اللغات وما تزال تقدم حتى اليوم على مسارح العالم بنجاح كبير.

 

حنان قصاب حسن

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأدب الفرنسي.

 

مراجع للاستزادة:

 

- Pomeau Robert, Beaumarchais ou la Bizarre Destinée (PUF, Paris 1987).

- Scherer Jacques, La Dramaturgie de Beaumarchais (Nizet, Paris 1954).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 624
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 592
الكل : 31852757
اليوم : 52300

كانيتي (إلياس-)

كانيِتّي (إلياس -) (1905-1994)   إلياس كانِيتي Elias Canetti كاتب مسرحي وروائي وباحث أنثروبولوجي وعالم اجتماع وناقد متعدد الهوايات والانتماءات؛ يتحدر من عائلة إسبانية ذات أصول يهودية، وكانت اللغة المتداولة في المنزل هي لادينو Ladino التي يستخدمها يهود إسبانيا، إلا أنه كتب مؤلفاته كافة باللغة الألمانية. ولد في مدينة روستشوك Rustchuk البلغارية، وأمضى طفولته فيها حتى عام 1911 حين هاجرت عائلته إلى مانشستر Manchester في إنكلترا، حيث توفي والده على نحو مفاجئ في العام نفسه. وبعد أن أتقن اللغة الإنكليزية انتقل عام 1916 مع أمه وإخوته إلى سويسرا لتعلم اللغة الألمانية تحضيراً للدراسة الجامعية في ڤيينا، فعاش في لوزان Lausanne ثم في زوريخ Zürich ثم في فرَنكفورت على نهر الماين Frankfort am Main، إلى أن انتقل عام 1924 إلى ڤيينا Wien حيث درس الكيمياء في جامعتها نزولاً عند رغبة والدته، وتخرج فيها بدرجة الدكتوراه عام 1929.
المزيد »