logo

logo

logo

logo

logo

البلياد (جماعة الثريـا)

بلياد (جماعه ثريا)

Pleiades - Pleïade

البلياد (جماعة الثريا)

 

البلياد (الثريا) La Pléiad هن، وفقاً للأسطورة، البنات السبع للجبار أطلس من حورية البحر بليون Pléion. أطلق هذا الاسم على سبعة شعراء عاشوا في القرن الثالث قبل الميلاد، في ظل حكم بطلميوس الثاني الفيلادلفي Ptolémée II Philadelphe. ثم أطلقت التسمية نفسها على مجموعات أخر من الشعراء، منها مجموعة البلياد التي ظهرت عام 1323 وضمت سبعة شعراء فرنسيين، وكذلك على سبع شاعرات من مدينة تولوز Toulouse. غير أن أشهر مجموعة بلياد في تاريخ الأدب هي مجموعة من سبعة شعراء فرنسيين تزعمهم الشاعر بيير دي رونسار[ر] Pierre de Ronsard في القرن السادس عشر. وتأسست هذه  المجموعة في عام 1549 إثر نشر جواكيم دي بيليه[ر] Joachim du Bellay، الذي كان عضواً فيها، بيانه «في الدفاع عن اللغة الفرنسية وتبيان فضائلها» Déffense et illustration de la langue Française. وترأسها مؤسسها رونسار نفسه، وضمت إضافة إليهما إتيينّ جودل Etienne Jodelle وجان ـ أنطوان دي باييف Jean-Antoine de Baïf وريمي بيللّو Rémy Belleau الذي حل محل جان ـ باستيه دي لابيروز Jean-Bastier de La Péruse وبونتس دي تيار Pontus de Tyard وجان دورا Jean Dorat الذي خلف جاك بلتيه Jacques Peletier. وكان رونسار قد ألف عدة مرات لائحة تضم أفضل سبعة شعراء من أصدقائه كان محورها ثلاثة لم يتغيروا أبداً هم بيليه ودي باييف وجودل.

بيير دي رونسار[ر]: كان لإصابته بصمم نصفي ولقاءه بالشاعر بلتييه (1517-1582) الأثر الكبير في انصرافه إلى الشعر، وظهر أول ديوان له في عام 1550. وقد كتب في مختلف الأنماط الشعرية كالقصائد Poémes والقصائد الغنائية Odes وقصائد الحب Amours والمراثي Elégies والرعويات Eglogues والأناشيد Hymnes والخُطب Discours والفرانسياد Franciade.

جواكيم دي بيليه[ر]: كان النجم الثاني في جماعة الثريا، وهو صاحب البيان «في الدفاع عن اللغة الفرنسية وتبيان فضائلها». له عدة دواوين شعرية، ولقد أدخل إلى الشعر الفرنسي قالب كانزونييره (الطقطوقة، الغنوة) Canzoniere وهو نوع من الشعر الغنائي ظهر في إيطالية في العصور الوسطى وانتقل إلى فرنسة وإنكلترة.

إتيينّ جودل (1532-1573): كان الشاعر المغمور وغير المحبوب ضمن مجموعة البلياد. يُوصف أسلوبه بأنه جهمٌ متشابك المعاني. وُلد في وسط باريسي ميسور، وكان الباريسي الوحيد في المجموعة. اشتهر في عام 1553 مجدداً في المسرح عندما قدم مسرحية «كليوباترة» Cléopâtre. وقد ظلّ جودل، على الرغم من إلحاح رونسار وإطراء دي بيليه، بعيداً عن المجموعة، مستقلاً متعالياً، فخوراً بنفسه معتداً بها، مغالياً في حبه وكرهه على السواء، حاد الطبع متهوراً نزقاً، لكنه كان صاحب فكر حاذق متوثّب وقّاد.

جان أنطوان دي باييف (1532-1589): كان منظراً مهماً وباحثاً منقباً، روحه محببة لطيفة، لكنه كان في الشعر أقلّ شأناً من طموحاته. وُلد في البندقية، أعاده أبوه إلى فرنسة ليهيئ له فيها تربية كريمة. كان واحداً من أوائل رفاق رونسار، ولم تخلُ صداقته معه من تنافس وخصومات. نشر عام 1552 أول دواوينه تحت عنوان «قصائد حب إلى ملين» Les Amours de Méline. ثم نشر بعد ثلاث سنوات، عام 1555، ديوانه «قصائد حب إلى فرانسين» Les Amours de Francine. عين سكرتيراً في خدمة الملك وعاش في باريس ضمن حاشيته. نشر عام 1567 ديوانه «الشهب» Météores. وأسس عام 1570 أكاديمية الشعر والموسيقى Académie de poésie  et de musique. ونشر عام 1572 ديواناً تحت عنوان «أعمالٌ مقفّاة» Oeuvres en Rimes يتضمن «قصائد» Poèmes، و«قصائد حب» Amours، و«ألعاب» Jeux، و«تزجيات وقت» Passe-Temps. مات في باريس وكان آخر من رحل من عمالقة البلياد.

ريمي بيللّو (1528-1577): يُحكى أنه مثّل في أول عرض لمسرحية جودل «كليوباترة». رافق الدوق دي غيز De Guise في حملة إيطالية عام 1557، وبعد عودته منها بقي في خدمة الدوق في قصر دي غيز في مقاطعة شمبانية Champagne. نشر عام 1576 ديوانه «قصائد حب وتبادل الأحجار الكريمة» Amours et nouveaux échanges de pierres précieuses.

بونتس دي تيار (1522- 1605): كان مع بلتيه من الشعراء البارزين في المجموعة. وكان بولعه باللغة والعلوم والطب والرياضيات ممثلاً لاهتمامات عصره. وفي مؤلفه «الأول في عزلته» Solitaire premier أكمل دفاع بيليه عن اللغة الفرنسية.

جان دورا (1508- 1588): انضم إلى المجموعة عام 1582 وكان عضوها السابع، نشر عام 1586 ديوانه الشعري Poematia المنظوم باللاتينية واليونانية والفرنسية، إلا أنه اكتسب شهرة حين استطاع إحياء الآداب القديمة بتدريسها لكبار شعراء البلياد. تتلمذ عليه رونسار ودي بيليه ودي باييف.

يرى شعراء الثريا أنه ليس أمراً سهلاً أن يكون المرء شاعراً، فلابد أن يرافق الموهبة جهد دؤوب. كما يرون أن على الشاعر أن يكون فاضلاً، وتقع عليه مهمة إغناء لغته الأم وتمثيل أدب بلاده. واتفقوا فيما بينهم أنّ على شاعر البلياد أن يترجم ويقلّد ويحاكي لينشئ لغة فرنسية جيدة أبلغ تعبيراً وأكثر طواعية، وعلى الشاعر أن يولّد الألفاظ ويستحدثها بالاقتراض من اللغات القديمة أو من الإيطالية حيناً، وبإحياء الكلمات البائدة وبعثها وباللجوء إلى الاشتقاق أحياناً أخرى. وقد أوصت المجموعة أن يستقي الشاعر مفرداته من لغات المهن والحرف والصناعات. وقد دخل عدد كبير من المستحدثات اللفظية للمجموعة  في اللغة الفرنسية. وترى المجموعة أنه يحق للشاعر أن يستأثر بالمجد والخلود فهو الأثير عند ربات الشعر والإلهام Les Muses، وهو ينطق بلغة الآلهة ويتلقى منها حقائق خفية على العامة عصيّة عليها فيما هو يتمتع بموهبة خارقة. ووظيفة الشاعر أسمى الوظائف، وفنه تعليم ووحي، وعليه وحده تقع مهمة القيادة. ويرى شعراء المجموعة أن الوحي والإلهام مِنّة إلهية وعطاء، على الشاعر أن يُغنيهما بالعمل والمتابعة والثقافة وبالرغبة في التغيير والتحديث.

  عزفت المجموعة عن النظم وفق القوالب الأدبية التي كانت شائعة في العصر الوسيط مثل: الروندو Rondeaux، والبَلادا Ballades، وغناء البلاط Chants Royaux، ليعتمدوا القوالب الإيطالية القديمة. وقد أدخل شعراء المجموعة إيحاءات أسطورية في قصائدهم، ولم يكن ذلك بقصد التزيين وإنما لأنها كانت تعكس رؤية حقيقية لعالم عصر النهضة.

نظم شعراء الثريا أكثر القصائد في موضوع الحب، وتعدّ قصائد الحب التي نظمها رونسار أولى القصائد التي عُني بها لاحقاً أتباع المدرسة الإبداعية. كما نظموا في موضوع الزمن والتاريخ وفي المجد والخلود، وفي الموت. وأجمل ما كُتب فيه أبيات كتبها رونسار في قصائده التي نشرها عام 1578 تحت عنوان «حول موت ماري» Sur La Mort de Marie. ومن الموضوعات المهمة التي نظموا فيها الشعر موضوع الطبيعة، فقد كانت المدينة والريف في عصر النهضة أقل انفصالاً مما هما عليه اليوم، وهذا يفسر أهمية موضوع الطبيعة في أشعارهم، فضلاً عن أن العاشق التعس الذي لم تصله محبوبته وأمعنت في هجره، يبحث عن ملاذ له في طبيعة متوحشة عذراء تحمل معاني الحزن والضيق اللذين يعانيهما ويرجو منهما فكاكاً. كما أن شعراء البلياد عندما كانوا يصفون الطبيعة في أشعارهم فقد كانوا يفعلون ذلك محاكاةً للقدماء أو الإيطاليين، وتحديداً محاكاةً للشاعر الإيطالي بتراركا[ر].

 عادى شعراء البلياد البلاط في قصائدهم، لأنه كان في نظرهم أرض النفاق والشبهات والفساد والسفالة والعبودية والمصانعة. ونظموا في الشعر العلمي تقليداً للشاعر الروماني لوكراثيوس Lucrèce (نحو 98ق.م-55ق.م). ويتضمن الشعر العلمي أشعاراً وصفية، كأشعار بيللّو، وأشعاراً فلكية وأسطورية وأحياناً تنجيمية كأشعار رونسار في أناشيده، أو في بعض من قصائده. كما كتبوا شعراً أفلاطونياً [ر] وأحياناً فيثاغورياً[ر]، وكتب رونسار نشيداً للسماء ونشيداً للكواكب وتطابقت أفكاره والأفكار الأسطورية التي كانت شائعة آنذاك عن الكون، ونشر دي باييف في عام 1567 ديوانه «بواكير أول الشهب» Premier de Météores نظم فيه قصيدة في المدّ والجزر قصد فيها تبسيط أسرار الطبيعة للعامة. ولم يجهل شعراء المجموعة موضوع الدين لكنه لم يكن من الموضوعات الأثيرة عندهم، وكتب فيه دي بيليه في ديوانه «ابتداعات» (1552) Inventions. وتوجه بعضهم في أخريات حياتهم نحو التأمل الروحي فترجم دي باييف «سِفْر المزامير» le Psautier، وترجم بيللو «سفر الجامعة» l’Ecclésiaste، و«نشيد الأناشيد» Cantique des Cantiques.

تبنّت المجموعة على طريقتها الأجناس الأدبية القديمة التي اعتمدها الشاعر مارو Marot، كالقصيدة الساخرة épigramme، والرسالة الشعرية épître، وقصيدة الهجاء satire، والقصيدة الرعوية églogue، والمرثاة  élégie. وكان لهم قصب السبق والفضل في إدخال المأساة tragédie والملهاة comédie في المسرح الفرنسي، كما أدخلوا الملحمة épopée، والنشيد، والخطاب قوالب شعرية جديدة. وابتدعوا أوزاناً شعرية لم تكن معروفة آنذاك مثل الإسكندري الإثنا عشري alexandrin، والأحد عشري hendécasyllabes والأود، والأغنية Chanson، والسونِيتة Sonnet، والغنوة، والقصيدة الشعار poème-blason، ومتفرقات كثيرة منها على سبيل المثال القافية الثلاثية التي أخذوها عن الإيطالية.

كان الشعر الذي نظمه شعراء الثريا شعر أدباء قرؤوا واطلعوا وتثقفوا. وقد أدخلوا دماً جديداً في الشعر الفرنسي بإبداعهم رصيداً شعرياً جديداً يُعدّ نموذجاً يقتدى به، كما أنهم فهموا دور الشعر والشاعر في الأدب والمجتمع فهماً جديداً، وأرسوا ضوابط ونواظم رفيعة في مستواها الثقافي، وخطُّوا أسس قواعد جمالية جديدة منسجمة مع رؤية عالم متبدل. وما من شك في أن مجموعة البلياد كان لها دور رئيس في تأسيس أدب وطني فرنسي. وقد أصبحت نظرياتهم اليوم مقبولة شائعة ترتبط في أذهان الكثيرين بنظريات التراث الأدبي الاتباعي.

 

نبيل اللو

 

مراجع للاستزادة:

 

- YVONNE BELLENGER, “la pléiade”, Que sais - je? , no 1745 (Puf, Paris 1978).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 347
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 647
الكل : 31697410
اليوم : 51992

السببية (العلية-)

السببية (العليّة)   السببية causality مقولة فلسفية تدل على الروابط الضرورية بين الظواهر، التي تحتم الواحدة منها (وتسمى السبب أو العلة) الظاهرة الأخرى (التي تسمى بالمسبب أو المعلول أو الأثر). وهي مبدأ أساسي للتصورات عن العالم، «فلكل حادثة علة»، أي مبدأ عقلي افترضته النظرة الواحدية الفلسفية مفاده: أنه لكل معلول علة أدت إلى حدوثه.
المزيد »