logo

logo

logo

logo

logo

باخ (أسرة-)

باخ (اسره)

Bach family - Famille Bach

باخ (أسرة ـ)

 

باخ Bach اسم أسرة ألمانية كانت الموسيقى هوايتها وحرفتها زهاء ثلاثة قرون بدءاً من القرن السادس عشر. ويُعد أفرادها ثلاثة وخمسين فرداً، وبلغ عدد الموسيقيين الجادين منهم ثمانية وثلاثين موسيقياً زاولوا الغناء والتأليف والعزف على مختلف الآلات الموسيقية مثل العود، و«ذوات الملامس» (لوحة المفاتيح) Keyboard. وأشهر موسيقيي هذه الأسرة هو يوهان سباستيان باخ، وولداه: كارل فيليب إيمانويل، ويوهان كريستيان.

 

باخ (يوهان سباستيان ـ)

(1685 ـ 1750)

 

يوهان سباستيان باخ Johann Sebastian Bach وهو مؤلف موسيقي وعازف أرغن ولد في آيزناخ Eisenach وتوفي في ليبزغ. تعلم في بلدته وتلقى دراسته للموسيقى، في الوقت ذاته، عن أبيه يوهان أمبروزيوس (عازف كمان)، وكان سباستيان آخر الأبناء الثمانية لأبيه. تابع يوهان،  بعد وفاة والده، دراسة العزف على الكلافسان [ر.البيانو] clavecin والأرغن مع أخيه الأكبر يوهان كريستوف. وبدأ يوهان سباستيان يقرأ مؤلفات كثير من كبار الموسيقيين المشهورين وينسخها ويتعمق في دراستها. كما عمل مع صانع آلات الأرغن هيلد J.B.Held فتعلم منه كيفية إصلاح الأرغن وصنعه. وفي عام 1703 عمل مدة قصيرة عازف كمان في أوركسترا دوق فايمار. وبعد أشهر قليلة، صارعازف أرغن في كنيسة آرنشتات Arnstadt (سميت فيما بعد بكنيسة باخ) حيث بدأ كتابة أول مؤلفاته الموسيقية الدينية. وبسبب تكرر غيابه، والتعديلات التي كان يدخلها على المرافقة الغنائية الكورالية في كنيسة آرنشتات، نقل عام 1707 إلى مدينة مولهاوزن Mülhausen عازف أرغن في كنيستها. وفي السنة نفسها تزوج يوهان سباستيان ابنة عمه. عاد سباستيان في السنة التالية إلى فايمار عازف أرغن في قصر الدوق، ومعلماً لأبناء الأمراء، وكان عليه أن يقدم في كل شهر مغنّاة جديدة للجوقة الغنائية والفرقة الموسيقية اللتين كانتا تحت تصرفه. وهناك، في فايمار، كتب أول أعماله الشهيرة للأرغن مثل: «المغنّاة» (التوكاتا) toccata و«الفوغة» fugue (التسلل) [ر.الصيغ الموسيقية] من سلم ري الصغير. وفي عام 1716، ترك فايمار ليصير قائد فرقة موسيقى الحجرة chamber music عند الأمير ليوبولد في مدينة أنهالت ـ كوتن Anhalt-Cothen حيث كان الأمير نفسه يعزف على فيولا الساق[ر. الكمان] viola da gamba في الفرقة الموسيقية بقيادة يوهان سباستيان نفسه. وفي هذه المدينة تحرر سباستيان من الخدمة الكنسية متابعاً التأليف الموسيقي للآلات، فكتب معظم الأعمال المهمة لها ومنها ست «حواريات (كونشرتو) concerto براندنبورغية» brandenburg concertos (عام 1721) (سميت كذلك لأنها كانت مكرسة لأمير براندنبورغ)، و«الكلافسان المعدل جيدا» das wohltemperierte clavier. وبعد سنة من وفاة زوجته، تزوج عام 1721 المغنية آنّا ماغدالينا Anna Magdalena التي أنجبت له ثلاثة عشر ولداً. وبعد سنتين من زواجه الثاني، ذهب إلى ليبزغ ليصير موسيقي المدينة وليقدم إلى كنيستيها سان توماس وسان نيكولا الأعمال الموسيقية التي تكلفانه إياها. وفي هذه المدينة (حيث قضى بقية حياته) شكّل جوقة غنائية من أطفال مدرسة سان توماس مع فرقة موسيقية صغيرة، وكتب معظم تآليفه من قطع المغناة الدينية. كان سباستيان يؤلف خمسة مسلسلات من المغناة الدينية السنوية برتوب وسرعة مدهشتين. وإبان هذه الحقبة الطويلة من الزمن (ماينوف على ربع القرن) من استقراره في ليبزغ، قام بعدة رحلات فنية قصيرة إلى بعض المدن الألمانية تعرّف في أثنائها أشهر الموسيقيين فيها آنذاك. كما التقى الملك فريدريك الكبير (عام 1747) وقدم له قطعة «هدية موسيقية» musikalishes opfer وهي ذات موضوع من تأليف الملك ذاته. وقبل نهاية حياة يوهان سباستيان بوقت قصير، بدأ بصره يضعف بالتدريج حتى إنه كان فاقد البصر تقريباً حين وفاته. ودفن في كنيسة القديس يوحنا ثم نقل ماتبقى من رفاته (جمجمته) عام 1894 إلى كنيسة سان توماس ولاءً له وتقديراً.

تمتع يوهان سباسستيان باخ، في أثناء حياته، بشهرة واسعة في العزف على الأرغن، حتى إن صانعي هذه الآلة كانوا يقصدونه للنصح والمشورة في تحسين صنعها. ومن الغريب حقاً أنه لم يكن شهيراً، في زمانه، مؤلفاً موسيقياً ومؤسس منهج موسيقي حديث، ذلك أنه كان يكتب موسيقاه للاستخدام المحلي أو للدراسة الشخصية، إذ إن معظم تآليفه كانت مرتبطة بوظيفته يقدمها حسب الطلب كما كانت هي العادة وقتئذٍ. ثم إن كتاباته الموسيقية كانت تعد من الطراز القديم ليس فيها تجديد لقوالب موسيقية مبتكرة.

ألّف يوهان سباستيان في جميع أنواع الصيغ الموسيقية المعروفة في زمنه، عدا الأوبراopera. وكان مذهبه الديني البروتستنتي الألماني أساساً لمعظم أعماله الموسيقية، ونتاجه الفني زاخر بعشرات المئات من القطع الموسيقية المختلفة الصيغة. ففي الموسيقى الدينية، كتب ماينوف على المئتي مغناة كنسية تشكل سلسلة من مناسبات العام الدينية لأيام الآحاد والأعياد الدينية المختلفة. وألّف كذلك الكثير من الموسيقى الدينية الأخرى مثل القداس mass، وآلام المسيح، والموتيت motet، والأوراتوريو oratorio [ر.الأنشودة الدينية]، والغناء الجماعي (الكورال). كما كتب نحو خمسين مغناة دنيوية. ولموسيقى الأرغن عند يوهان سباستيان عناية خاصة، إذ ألّف لهذه الآلة الكثير من القطع الموسيقية من نوع الفانتازي fantasy، والبريلود prelude، والفوغة، والسوناتا sonata، والكورال (وهو غير الكورال الجماعي الغنائي) [ر. الصيغ الموسيقية]، والتوكّاتا، وكذلك كان اهتمامه شديداً بالآلات من ذوات الملامس ولاسيما الكلافسان منها، فقد كتب لها الكثير من القطع الموسيقية لآلة واحدة أو لعدة آلات منها معاً في الكثيرمن الصيغ الموسيقية المختلفة إضافة إلى عدد لابأس به من الحواريات. وأهم الأعمال التي كتبها لهذه الآلة هما الجزآن بعنوان «الكلافسان المعدل جيداً» ألّفهما على التوالي عامي 1722 و1744 ونشرا عام 1799، ويحتوي كل جزء منهما على 24 بريلوداً وفوغة في السلالم الأربع والعشرين ـ الكبيرة والصغيرة ـ في السلم المعدل mean- tone temperament [ر. الموسيقى] الذي أصبح أساساً لجميع أنواع الموسيقى العالمية. وألّف كذلك الكثير من القطع الموسيقية المتعددة لآلات موسيقية مختلفة منفردة كالعود والكمان والتشيلو cello [ر. الكمان]، أو لمجموعة منها معاً، أو بمرافقة لآلات أخرى، أو للأوركسترا في حواريات وغيرها. ومن أعمال يوهان المهمة للآلات أيضاً كتاب «فن الفوغة» ألّفه في أواخر سني حياته (1749-1750) ولم يتممه، وهو يتألف من قطع موسيقية من نوع الاتباع (الكانون) canon [ر. الصيغ الموسيقية]، والفوغة، لم تكن معينة لآلة موسيقية أو لمجموعة آلية ما.

عُدّت موسيقى يوهان سباستيان باخ، في القرن الثامن عشر، معقدة وقديمة الأسلوب مقارنة مع الأشكال الموسيقية الجديدة المقدمة من قبل الموسيقيين الآخرين، حتى من قبل أحد أبنائه كارل فيليب إيمانويل. ويعود الفضل لمندلسون Mendelssohn الذي اكتشف، عام 1829، عبقرية سباستيان في مؤلفته «الآلام كما هي عند القديس ماثيو» St. Matthew passions التي ألفت قبل قرن من ذلك. وعلى أثر ذلك، قدّره جميع الموسيقيين، وأدى هذا العمل وكثير من المؤلفات الأخرى له إلى تأسيس جمعيات موسيقية كثيرة تحمل اسمه منها: «جمعية باخ» Bach -Society  في لندن عام 1849 التي اختصت  بأداء أعماله، إلا أن  هذه الجمعية توقفت عن العمل عام1870. وتأسست كذلك في ليبزغ عام 1850 «جمعية باخ» Bach-gesellschaft التي باشرت بنشر جميع أعماله الموسيقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

يلخص يوهان سباستيان في إنتاجه الموسيقي الغزير كل صفات أساليب عصر الانتقال من الباروك Baroque إلى العصر الجديد. فعن الإيطاليين، وخاصة عن فيفالدي Vivaldi، نقل صيغ الحوارية والأغنية (آريا) aria ذات «العودة إلى البداية» da capo التي استخدمها في موسيقى الآلام والمغناة. واستلهم من عازفي الكلافسان الفرنسيين «المتتاليات» suites [ر. الصيغ الموسيقية]. وأخذ عن المدارس المختلفة الألمانية للأرغن مثل: بوكستهوده، وباخِلِبل  (1653-1706) Pachelbel، وبوم (1661-1733) Böhm  مختلف صيغ التأليف لهذه الآلة. فخصوصية فن يوهان سباستيان تكمن في أن القيم الانسجامية harmonic واللحنية والصيغية في أعماله ليست بدايات لعصر مابعد الباروك فحسب، بل هي نتيجة واضحة، وأحياناً مستترة، لمنطق صارم في أسلوب الطباق counterpoint [ر.الانسجام]. أي إنه وفق إلى نوع من التفكير الموسيقي كان العصر الجديد قد بدأ بإهماله. ومن هذا كله، يُستخلص أن طبيعة القديم والجديد في موسيقاه بارزة المعالم وتؤسس تميزاً تاريخياً بقي متبعاً حتى في القرن العشرين.

 

باخ (كارل فيليب إيمانويل ـ)

(1714 ـ 1788)

 

كارل فيليب إيمانويل باخ Karl Philipp Emanuel Bach مؤلف موسيقي ولد في فايمار Weimar وتوفي في هامبورغ Hamburg، وهو خامس أبناء يوهان سباستيان من زوجته الأولى. أظهر موهبة موسيقية منذ نعومة أظفاره، فدرس العزف والتأليف الموسيقي على يد والده. وفي عام 1738 صار عازف كلافسان في الفرقة الموسيقية التابعة لأمير بروسية، وظل في خدمته حتى عام 1767. كان كارل يقدم خمس حفلات أسبوعياً، كما كان عليه أن يرافق الملك (وهو عازف فلوت flute [ر. الناي] بالعزف على الكلافسان. وصار مديراً للموسيقى في هامبورغ خلفاً للموسيقي الألماني تيليمان Teleman على أثر وفاته عام 1767. وهناك، كتب عدداً كبيراً من المؤلفات في الموسيقى الدينية وفي موسيقى الآلات.

كان كارل فيليب خبيراً، مثل أبيه، في تقانة العزف على الآلات من ذوات الملامس ومنها البيانو piano الذي كان حديث العهد آنذاك. ويعد كتابه «بحث في الطريقة الصحيحة للعزف على الآلات من ذوات الملامس» من الكتب التعليمية القيمة، وهو أساس لمعرفة أسلوب العزف لموسيقى القرن الثامن عشر. ويعد كارل فيليب كذلك أحد واضعي حجر الأساس لموسيقى الآلات الحديثة، وأحد المسهمين في تثبيت دعائم «الأسلوب الأنيق» [ر.الباروك في الموسيقى] الذي جعله نقياً من أي تأنق حسي. وتعمق أيضاً في السوناتا ذات الموضوع المضاعف في معنى شعري معبر جاعلاً منها مثالاً للصيغة الاتباعية classical form. وكان له أثر كبير في موسيقى هايدن Haydn، وبتهوفن Beethoven (في أوائل أعماله).

كان كارل فيليب إيمانويل غزير الإنتاج في التأليف الموسيقي، فقد كتب نحو سبعمئة قطعة في الموسيقى الغنائية الدينية المختلفة مثل: الأوراتوريو والمغناة وآلام المسيح passion ، وفي الأغاني الدنيوية، وفي الموسيقى الآلية مثل: السمفونية symphony والحوارية والسوناتا، وفي موسيقى الحجرة المختلفة، وفي موسيقى الآلات من ذوات الملامس. وكتب أيضاً بعض الأعمال الأدبية وسير ذاتية. وقد استشعر كارل فيليب الإبداعية قبل أوانها، ولهذا، عدّ أول موسيقي إبداعي.

 

باخ (يوهان كريستيان ـ)

(1735 ـ 1782)

 

يوهان كريستيان باخ Johann Christian Bach مؤلف موسيقي ولد في ليبزغ وتوفي في لندن، وهو أصغر أبنا يوهان سيباستيان باخ. بدأ دراسته للموسيقى على يد أخيه كارل فيليب إيمانويل في برلين بعد وفاة والدهما، ثم سافر إلى إيطالية عام 1755 لمتابعة الدراسة الموسيقية على يد الأب مارتيني Martini، واعتنق هناك المذهب الكاثوليكي ليحصل، عام 1760، على وظيفة عازف أرغن في كاتدرائية مدينة ميلانو، وقدمت أول أوبرا له «أرتاسيرسه» artaserse عام 1761، تلتها عدة أوبرات قُدمت في مدن إيطالية أخرى. وفي عام 1762 سافر إلى لندن وصار موسيقي المسرح الإنكليزي. وأسس في باريس مع مواطنه وتلميذ أبيه أبيل F.K.Abel «حفلات باخ ـ أبيل الموسيقية»، فكانت أول مؤسسة للحفلات الموسيقية العامة يؤمها المدعوون عن طريق الاشتراك.

كان ليوهان كريستيان أثر كبير في موتسارت وهايدن وبتهوفن. ويعد كريستيان من أكبر ممثلي «الأسلوب الأنيق» تجلى ذلك في موسيقاه الأنيقة وبخاصة في التعبير الحار في الحركات الموسيقية البطيئة. ويعود إليه الفضل في إدخال آلة البيانو ـ فورته (أوائل البيانو) إلى إنكلترة، وكان سباقاً في تقديم الحفلات في العزف عليها حين كانت هذه الآلة في بداية ظهورها، كما أنه كان أول من أدخل اليراعة (الكلارينيت) clarinet في الأوركسترا.

كان يوهان كريستيان غزير الإنتاج، فقد كتب مؤلفات في جميع الصيغ والقوالب الموسيقية السائدة آنذاك منها: نحو 20 أوبرا كتب معظمها في الأسلوب الإيطالي، و40 حوارية، و49 سمفونية، و31 سمفونية حوارية، و13 افتتاحية overture، وكثير من الموسيقى الدينية، وعدد من المغناة الدنيوية، وأغانٍ إيطالية وإنكليزية، وعدد كبير من السوناتات لآلات منفردة ولآلتين معاً أو لأكثر.

 

حسني الحريري

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ بول هنري لانج، الموسيقى في الحضارة الغربية، ترجمة أحمد حمدي محمود (الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1973).

- Anna Magdalena, Bach (Ed. Corrêa, Paris 1949).

- Percy A.Scholes, The Oxford companion to music (Ed.Oxford Univ.Press, N.Y. 1991).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 543
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 542
الكل : 31292379
اليوم : 40567

الآسترو آسيوية (اللغات-)

الأسترو آسيوية (اللغات ـ)   يبلغ عدد اللغات الأسترو آسيوية Austro- Asiatic Languages نحو مئة وخمسين لغة ويتحدث بها نحو 40 مليون نسمة وهي تنتشر في جنوب شرقي آسيا وجنوبي الهند. ويتألف معظمها من لهجات dialects ولغات فرعية أهمها من حيث عراقتها بوصفها لغات مدونة الخميرية Khmer والمونيّة Mon والفييتنامية Vietnamese أما بقية اللـغــات مــن هـذه الأسـرة فهي غير مدونة، أو حديثة العهد بالتدوين، والناطقون بها لا يؤلفون إلا أقليات صغيرة من السكان غير الحضريين.
المزيد »