logo

logo

logo

logo

logo

البيلوبونيز

بيلوبونيز

Peloponnesus - Péloponnèse

بيلوبونيز

 

بيلوبونيز Peloponnesos، اسم شبه الجزيرة التي تؤلف الجزء الجنوبي من بلاد اليونان اليوم، وتعرف باسم «شبه جزيرة المورة» أيضاً. تبلغ مساحتها نحو 22 ألف كيلو متر مربع، يحيط بها بحر إيجه من الشرق والمتوسط من الجنوب والإيوني من الغرب، وترتبط مع بلاد اليونان القارية بمضيق كورنثة Corinth الذي يحده خليج سارونيك Saronic من الشرق وخليج كورنثة من الغرب.

ويعني اسمها بيلوبونيز «جزيرة بلوبس» Pelops، وهو إله متواضع الأهمية في الأسطورة الإغريقية؛ إذ ورد اسمها في العصور الهومرية على أنها جزيرة منفصلة عـن البر اليوناني. وقد أطلق عليها في العصور الوسطى الاسم السلافي مورة Morea ويعني «أرض البحر». ويتألف سطحها من سهول داخلية وساحلية تقطعها سلاسل جبلية كثيرة تصل مساحتها إلى نحو نصف مساحة شبه الجزيرة، ويبلغ ارتفاع أعلاها نحو 1400 متر عن سطح البحر. وتعد أراضي المنطقة، الشمالية الغربية أخصب بقاع شبه الجزيرة التي تنتج الحبوب والكرمة والزيتون والحمضيات والتين. وهي الأراضي نفسها التي شهدت أحداث تاريخ المنطقة القديم والوسيط الذي تأتي أحداث حرب البيلوبونيز في مقدمته.

حرب البيلوبونيز: يعد المؤرخون المعاصرون هذه الحرب مأساة التاريخ الإغريقي، وهي الحرب التي استمرت فيما بين (431-404ق.م) بين مدينة أثينة Athenes وحليفاتها من جهة، وإسبرطة Sparta وحليفاتها من جهة أخرى، والتي خلّد أحداثها المؤرخ توقيديدس (460-400ق.م) Thucydides بوصفه أحد رجالاتها. ويتبين من الدراسات المعاصرة لكتاباته عن الحرب أن أسبابها البعيدة تكمن أساساً في العداوة الكامنة بين العناصر الإيونية في أثينة والعناصر الدورية في إسبرطة، كما تكمن في طبيعة نظام الدويلتين اللتين اتخذت أولاهما الديمقراطية والتجديد شكلاً للحكم في مقابل رجعية إسبرطية وتزمت يصعب تسويغه. ويبدو أن رغبة أثينة الديمقراطية، في عهد حاكمها الفذ بركليس Pericles، في تكوين امبراطوريتها التجارية داخل بلاد اليونان القارية وخارجها في منطقة البحر المتوسط، قد أفزعت إسبرطة ودفعتها إلى إعلان الحرب على أثينة منتهزة إقدام الأخيرة على حصار ميغارا Migara اقتصاديا،ً وحرمانها من التعامل في الأسواق التي تسيطر عليها أثينة. وكانت ميغارا إحدى أهم مدن حلف البيلوبونيز العسكري بزعامة إسبرطة التي عدت قرار أثينة هذا بمنزلة إعلان حرب، ودعت مجلس حلفها إلى الانعقاد وأعلنت الحرب على أثينة وحليفاتها.

وفي حين كان ميزان القوى المادية متعادلاً، فالتفوق البري الإسبرطي يقابله تفوق أثيني بحري، كانت معظم عواطف الإغريق مع الإسبرطيين الذين نصّبوا أنفسهم محررين للمدن التي عانت في السابق من عنت وتسلط الأثينيين اللاهثين وراء تكوين امبراطوريتهم التجارية.

انطلقت الحرب في آذار 431ق.م بهجوم إسبرطي بري على مقاطعة أتيكة، قابله هجوم بحري أثيني على شواطئ البيلوبونيز. وبعد نحو سنتين من بداية الحرب (429ق.م) ظهرت بوادر تكدس البشر داخل أسوار أثينة، وذلك بانتشار مرض الطاعون الذي قضى على قسم كبير من سكانها، بمن فيهم الحاكم بركليس الذي كانت أثينة في أمس الحاجة إلى براعته وحكمته وقدرته على امتصاص غضب الجماهير بخطبه الوطنية الرائعة. وبمرور الوقت امتد مسرح المعارك من بلاد اليونان إلى كل من بحر إيجة وصقلية وجنوبي إيطالية، وتبادل الطرفان الانتصارات والهزائم حتى حملة صقلية المشؤومة التي دفع الأثينيون ثمناً باهظاً لإخفاقهم في السيطرة عليها. وزاد الأمر سوءاً حينما تدخل الفرس في مطلع سنة 412ق.م وساعدوا إسبرطة على بناء أسطول لمعادلة الأثينيين في البحر، في مقابل إطلاق أيدي الفرس في مدن الساحل الأيوني. وتذكر المصادر أن الإسبرطيين تمكنوا بهذه المساعدة من إحراز انتصار باهر على الأسطول الأثيني ومحاصرة مدينة أثينة التي قبلت شروط التسليم مرغمة لإنهاء الكوارث التي حاقت بها.

ولا يعرف لشبه جزيرة البيلوبونيز تاريخ مختلف عن تاريخ بلاد اليونان القارية في المراحل التالية، فقد تبعت كلاً من الاسكندر المقدوني وخلفائه من بعده، ثم رومة وبيزنطة والدولة العثمانية إلى أن حققت بلاد اليونان استقلالها في مطلع القرن التاسع عشر، وقسمت الحكومة الوطنية أراضي البيلوبونيز إلى سبع مناطق رئيسة هي إيلية Ilia وأرغوليس Argalis وأركادية Arcadia وآخاية Achaea وكورنثية Corinthia ولاكونية Laconia وميسينية Messenia. ويقصد السيّاح اليوم عدداً من مراكز البيلوبونيز الأثرية وأبرزها أطلال إسبرطة وأولومبية وأرغوس Argos وموكيناي Mycenae ومعبد زيوس في نيمية Nemea ومرفأ نوبلية Nauplia  وشلالات نهر ستوكس Styx وغيرها من المناطق.

 

مفيد رائف العابد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

اليونان.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 773
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1735
الكل : 52764509
اليوم : 18797

لي (يوناس-)

لي (يوناس ـ) (1833ـ 1908)   يوناس لي Jonas Lie، كاتب نروجي سليل عائلة عريقة من الأدباء والفنانين والموظفين، ولد في بلدة إيكر Eiker وتوفي في جزيرة فلِسكُم Flaeskum وسط النروج. بدأ دراسة القانون وكتب في الصحافة وعمل في تجارة الأخشاب، إلا أنه ترك كل ذلك وراءه بعد تعرضه لصعوبات مالية وتوجه نحو الأدب، وغادر إلى باريس حيث أقام فترات طويلة. وقد كتب ابنه إريك لي Eric Lie، الذي سار على خطى والده، سيرة حياته.
المزيد »