logo

logo

logo

logo

logo

تجيب (بنو)

تجيب (بن)

Banu Tujayb - Banu Tujayb

تُجيب (بنو ـ)

 

بطن من بطون السكّون من قبيلة كندة، وهم بنو عَدي وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون، أمهما تُجيب بنت ثوبان من مَذحج نسبوا إليها، فمن كان من ولد عدي وسعد يقال لهم تُجيب. اشترك بنو تُجيب في فتح مصر، وولَّى عمرو بن العاص خطط الفسطاط معاوية بن حُديج التُجيبي وثلاثة أشخاص آخرين، فأنزلوا الناس وفصلوا بين القبائل، وكان لبني تُجيب خطة في الفسطاط تلي خطة مَهرَة، وكان لهم في مصر دور في الإدارة، قضاة وولاة وأصحاب شُرط. ومن أشهر قضاتهم سُليم بن عتر التُجيبي الذي ولاّه معاوية بن أبي سفيان القضاء، وكان قبل القضاء قاصاً، وبقي قاضياً طوال خلافة معاوية (41-60 هـ)، وكان سُليم أول قاض نظر في الجراح وحكم فيها، وكان أول قاض بمصر سجل سجلاً بقضائه. كما أن القاضي عبد الرحمن بن معاوية بن حديج الذي ولي القضاء من قبل والي مصر عبد العزيز بن مروان (65-85 هـ) كان قبل ذلك على الشرط فجمعا له جميعاً، وكان أول قاض نظر في أموال اليتامى، وضمَّن عريف كل قوم أموال يتامى تلك القبيلة.

أما أشهر من تولى الشرط فهو عبد الله بن عبد الرحمن التجيبي الذي أجمع الجند على توليته الشُرط عام 131 هـ إلى أن يأتي رأي الخليفة مروان بن محمد، ثم ولي الشرط في ولاية حميد بن قرطبة مصر عام 143 هـ بعد أن استشار الجند، واستمر على الشُرط في ولاية يزيد بن حاتم عام 144هـ، وفي سنة 152هـ ولَّى أبو جعفر المنصور، عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التُجيبي ولاية مصر وتوفي وهو واليها سنة 155هـ، ثم وليها أخوه محمد بن عبد الرحمن باستخلاف أخيه له، فأقره أبو جعفر على صلاتها، وجعل على شُرطه العباس بن عبد الرحمن التُجيبي، وتُوفي محمد بن عبد الرحمن في شوال 155هـ فكانت ولايته ثمانية أشهر ونصف.

بنو تجيب في الأندلس: لئن كان لبني تجيب دورهم في فتوح مصر وإدارتها لقد كان لهم دور أوضح في الأندلس، فقد شاركوا في فتح الأندلس، وبرز عدة رجال منهم في عهد الإمارة والخلافة الأموية وملوك الطوائف، وتفرعت هذه الأسرة فرعين هما: بنو هاشم ومقرهم سرقسطة، وبنو صُمادح ومقرهم المَريَّة.

استقر بنو تُجيب في أراغون عند الفتح، واعتُرف لهذه الأسرة بحقوقها القبلية، وأقيم عبد الرحمن التجيبي رسمياً شيخاً عليها. وفي عهد الأمير الأموي عبد الله بن محمد الأول (275-300هـ/888-912م) استطاع بنو تُجيب أصحاب دَرَوْقة وقلعة أيوب الاستيلاء على سرقسطة (ولاية الثغر الأعلى) على يد زعيمهم أبي يحيى محمد بن عبد الرحمن التجيبي المعروف بالأنقر وابن شيخ بني تُجيب. ونجح محمد بن عبد الرحمن في القضاء على سلطة بني قُسي زعماء الثغر المولدين، توفي الأنْقَر سنة 312هـ/924م، وخلفه ابنه هاشم فأطلق اسمه على الأسرة كلها، وتوفي هاشم عام 318هـ/930م فأحسن الخليفة عبد الرحمن الناصر معاملة أبناء بني هاشم، إلا أن محمد بن هاشم انتقض عليه سنة 323هـ/934م ولحق براميرو الثاني  Ramiro II ملك ليون، ثم تظاهر بالخضوع للخليفة وألَّب عليه شمال الأندلس كله بما في ذلك مملكة نافار، فاضطر عبد الرحمن الناصر إلى الخروج لقمع هذه الثورة، فاستولى على قلعة أيوب، ثم حاصر سرقسطة فاستسلم محمد بن هاشم، فصفح عنه وحفظ له منصبه لما كان يتمتع به من مقدرة إدارية، ولما كان لبني تُجيب في الشمال من العصبة والأنصار.

وفي أيام المنصور بن أبي عامر، دبَّر عبد الرحمن بن مطرَّف بن محمد بن هاشم مكيدة للمنصور الذي كشف أمرها وأطاح رأس عبد الرحمن، بيد أنه ندب لحكم سرقسطة يحيى بن عبد الرحمن التُجيبي استبقاء لولاء الأسرة جرياً على سياسة أسلافه وذلك سنة 379هـ/989م، واستمر يحيى التُجيبي في حكم سرقسطة وأعمالها حتى وفاته سنة 408هـ/1017م فخلفه ابنه المنذر، ويمكن اعتبار المنذر بن يحيى التُجيبي أول أمير للثغر في عهد الطوائف، فحكم سرقسطة وأعمالها حتى وفاته سنة 414هـ/1023م فخلفه ولده يحيى وتلّقب بالمظفَّر، فلما توفي سنة 420هـ/1029م خلفه ولده المنذر بن يحيى الذي تلقَّب بالحاجب معز الدولة، وقُتل سنة 430هـ من قبل أحد بني عمومته وقواده، ويدعى عبد الله بن حكيم لأنه رفض الاعتراف بذلك الدعي الذي نصبه القاضي ابن عبَّاد في إشبيلية وزعم أنه الخليفة المؤيد، وكان لمقتل المنذر بن يحيى أن اشتد الاضطراب في سرقسطة، وكادت تعصف بها الفتنة، لولا إسراع سليمان بن هود وصحبه إلى سرقسطة واستيلاؤهم عليها في غرة محرم 431هـ /أيلول 1039م .وبذلك انتهت رياسة التجيبيين للثغر الأعلى بعد أن امتدت زهاء قرن ونصف.

بنو صمادح وإمارة الَمريَّة: يجتمع بنو صمادح مع بني هاشم في عبد الرحمن بن عبد الله جدهم الداخل إلى الأندلس، فطردهم أحفاد عبد الرحمن التجيبي من أراغون، وفي سنة 433هـ/1041م نجح معن بن محمد بن أحمد بن صمادح التجيبي في الاستحواذ على إمارة المرية الصغيرة التي كان قد أسسها عام 416هـ/1025م اثنان من الصقالبة هما خيران وزهير، توفي معن عام 443هـ/1051م فخلفه ابنه أبو يحيى بن معن بن صمادح وسمَّى نفسه معز الدولة، فلما تلقَّبت ملوك الأندلس بالألقاب السلطانية تلقَّب هو أيضاً باسمين من ألقابها، فسمّى نفسه المعتصم بالله الواثق بفضل الله، وقد جرى أبو يحيى مع رجاله على أحسن سيرة في جنده ورعيته، فحسنت أيامه واستقرَّت دولته، وكان من أهل الأدب والمعارف فاضلاً عاقلاً، وكان لأهل الشعر عنده سوق نافقة، فقصده جمع  منهم وأقام ملكاً بمدينة المرية دام إحدى وأربعين سنة، فلما توفي سنة 484هـ/1091م خلفه ابنه أحمد معز الدولة، غير أنه سرعان  ما اعتزل العرش لقدوم المرابطين، وكان والده قد أوصاه إذا بلغه أن ابن عباد جرى عليه شيء من قبل المرابطين أن يركب البحر إلى قلعة بني حماد، فلما بلغه خلع المعتمد بن عباد، كاتب المنصور بن الناصر الحمَّادي صاحب قلعة بني حماد من عمل بجَّاية واستأذنه في الوصول إلى بلاده، فأذن له حيث بقي في مدينة تنس حتى وفاته.

 

نجدة خماش

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

 سرقسطة ـ الطوائف (دول ـ).

 

 مراجع للاستزادة :

 

ـ الكندي، كتاب الولاة والقضاة (المطبعة اليسوعية، بيروت 1908).

ـ ابن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب (دار الثقافة، بيروت).

ـ محمد عبد الله عنان، دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي (القاهرة).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 58
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58334772
اليوم : 46368

السمسرة (الدلالة)

السمسرة (الدلالة)   تعريفها قال ابن حجر في «فتح الباري»: السمسار هو في الأصل: القيِّم بالأمر والحافظ، ثم استعمل في متولي البيع والشراء لغيره، والسمسرة في عرفنا: الوساطة بين البائع والمشتري لإجراء البيع أو الإيجار ونحوهما، بتقريب وجهات النظر بين العاقدين، ولا سيما تحديد العوض، مقابل بدل مالي يستحقه السمسار أو الدلال. السمسرة والوكالة الوكالة: هي تفويض التصرف والحفظ إلى الوكيل ليبرم العقد بالنيابة عن الموكّل، أما السمسار: فيقتصر عمله على التوسط بين طرفي العقد، وتحقيق التلاقي، والتوفيق بينهما في شؤون العقد، ولا يملك إجراء العقد، والتصرف إلا بتوكيل. وكل من السمسرة والوكالة بأجر تكون في مقابل مال، وتنفرد الوكالة بإجراء العقد بتفويض سابق إما بالإيجاب وإما بالقبول، وقد يقوم الوكيل بهما بالنيابة عن الطرفين.
المزيد »