logo

logo

logo

logo

logo

الأنبياء

انبياء

Prophets - Prophètes

الأنبياء

 

الأنبياء: جمع نبي، وأصل الكلمة إما من الإنباء وهو الإخبار، أو من النَّبَاوة وهي الارتفاع والشرف والسمو. فيقال في الأول: نَبَأَ وأَنبأ أي أخبر، ومنه (النبيء) لأنه أنبأ وأخبر عن الله، ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه، فيقال: نَبَأَ ونَبَّأ وأنبأَ، قال سيبويه: والهمز في النبيء لغة رديئة لا لأن القياس يأباها بل لقلة استعمالها، ومن هنا أنكر النبيe الهمز في صفته فرد على قائله فقال:«لست بنبيء الله ولكني نبيّ الله».

ويقال في الثاني: نبا الشيء عنه تجافى وتباعد وبابُه سما، والنَّبْوَة والنَّباوةُ ما ارتفع من الأرض، والنّبيُّ المكان المرتفع.

فإن كان «النبي» مأخوذاً من المعنى الثاني صار معناه أنه شَرُفَ على سائر الخلق فأصله غير مهموز فهو فعيل بمعنى مفعول من الرفعة والشرف والسمو، وإن عُدَّ مأخوذاً من الأول وهو الإنباء كان مرادفاً للرسول لأنه يطلق لغة على المرسَل وعلى الرسالة التي يحملها، وما سمي رسولاً إلا لأنه ذو رسول أي رسالة، ومنه قوله تعالى حكاية عن موسى وأخيه هارون عليهما السلام )فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ( (الشعراء 16) يعني إنا رسالة رب العالمين أي ذَوَا رسالة من رب العالمين، لكن الرسول في الاصطلاح أخص من النبي، وبينهما عموم وخصوص مطلقان، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً، فقد يطلق لفظ النبي ويراد به الرسول، لكن لو أطلق لفظ الرسول فلا يعني كل نبي بل من كان يحمل رسالة فقط.

ولما كان الرسل مكلفين إبلاغ رسالة عن الله تبارك وتعالى، فإنهم من هذه الوجهة أعلى مرتبة وأشرف مقاماً من الأنبياء غير المرسلين؛ لأنهم جمعوا بين شرفين شرف النبوة وشرف الرسالة.

عدد الأنبياء والمرسلين

عدد الأنبياء لا يحصى، فما من أمة إلا خلا فيها نذير أو نبي، وقد جاء في بعض الآثار أن عددهم يزيد على مئة وعشرين ألفاً (أي 124 ألفاً، والثابت المعروف منهم في المصادر الإسلامية على وجه القطع خمسة وعشرون نبياً، صرح القرآن الكريم بأسمائهم وجمعت الآيات 83 - 87 من سورة الأنعام ثمانية عشر منهم وهي قوله تعالى: )وتِلكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إبَراهيمَ على قومِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ، وَوَهَبْنَا لَه إسحقَ وَيَعقُوبَ كلاً هَدَيْنَا ونوحَاً هَدَيْنَا من قَبْلُ ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وسُليْمَانَ وأَيُوبَ ويُوسُفَ ومُوسى وَهَارونَ وَكذلِك نُجزِي المحْسِنينَ، وَزَكَريّا ويحيى وعيسى وإلياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحينَ، وإسْمَاعِيلَ واليَسَعَ ويُونسَ ولُوطاً وكُلاً فضَّلنَا عَلَى العَالمينَ، ومِنْ آبَائِهِم وذُرِّيَّاتِهم وإخوَانِهم واجْتَبَيناهُم وهَدَيْنَاهُم إلى صِراطٍ مُسْتَقِيم(.

أما السبعة الآخرون، فقد ورد ذكرهم في مواضع متفرقة من القرآن الكريم، جمع بعضهم أسماءهم نظماً فقال:

 

في تلك حجتنا منهم ثمانية

 

من بعد عشر ويبقى سبعة وهمو

إدريس هود شعيب صالح وكذا

 

ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا

 

ويوجب الإسلام الإيمان والتصديق بنبوة هؤلاء ورسالتهم بأعيانهم وأسمائهم، وأولهم آدم عليه السلام وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام، ففي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال:«قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم، قلت: يا رسول الله: ونبي كان؟ قال نعم نبي مكلَّم، قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال ثمانمئة وبضعة عشر جمّاً غفيراً». والراجح أن عددهم كما جاء في رواية الإمام أحمد 315 رسولاً. وقال تعالى:)مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا( (الأحزاب 40)

وأما بقية الأنبياء ممن لم يذكر بالنص في القرآن، فيجب الإيمان بهم جملة، بأن نصدق بهم ولو لم يذكروا بالاسم لكن أشار إليهم بقوله: )وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا((النساء 163).

تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض

كما يتقدم الرسل على الأنبياء في الشرف والمقام، فإن التفاوت بين الأنبياء في الرتبة، ومثله التفاوت بين الرسل واقع كذلك، وهو أمر مجمع عليه عند المسلمين، ويشهد له قوله تعالى:)وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا( (الإسراء 55) وقوله تعالى: )تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ((البقرة 253).

ولا يعارض هذا الإجماع بقوله تعالى )لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ( (البقرة 285) لأن المراد من التفريق المرفوض هنا ما فعله الكفرة حين آمنوا ببعض الأنبياء وكفروا بالبعض الآخر، فذمهم الله وتوعدهم بقوله )إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً. أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا( (النساء 150 - 151).

فالتفضيل بينهم في الرتبة مقرر شرعاً بالنصوص القرآنية كما رأينا، ويشهد له أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح عن جابر بن عبد الله المتضمن بعض خصوصياته صلى الله عليه وسلم على غيره «أُعطيتُ خمساً لم يُعْطَهنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي، نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلت لي الأرضُ مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأُحِلَّت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وأُعطيتُ الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبُعِثتُ إلى الناس كافة».

ومن شواهد التفضيل بين الأنبياء اختصاص بعض الرسل برتبة «أولي العزم»، وقد خُصَّ بها في أشهر الأقوال خمسة من الأنبياء، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم، وقد نالوا شرف هذه الرتبة؛ لأنهم لما امتحنوا في ذات الله والقيام بأمره صبروا على عظيم ما لاقوه من المكاره وما نالهم من الأذى والشدائد.

تقول السيدة عائشة: ظلَّ رسول اللهe صائماً ثم طواه - لم يأكل ولم يشرب - ثم ظلَّ صائماً ثم قال: «يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد، يا عائشة إن الله تعالى لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا الصبر على مكروهها، والصبر على محبوبها، ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم فقال: )فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ( (الأحقاف 35). وإني والله لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلا بالله».

 

خصائص النبوة وملامحها العامة

للنبوة خصائص تميزها وملامح عامة تؤكد تفردها ومن ذلك:

ـ النبوة هبة ربانية تقوم على اصطفاء الله تعالى واختياره وحده سبحانه، فهي لا تدرك بالجِدِّ والكدّ والتعب، ولا تنال بكثرة الطاعة والعبادة، ولا باختيار الناس وانتقائهم، ولا تنتقل بالإرث ولا الوصية، ولا تختص بطبقة الأغنياء، ولا أصحاب الثراء والسمعة والسلطان من دون الأيتام والفقراء.

ـ النبوة للكُمَّل من الرجال، فلا تكون لعابث مستهتر، ولا لماجن خبيث، ولا لِفظّ غليظِ القلب، سيئ الخلق عديم المروءة، ضعيف العقل ضيق الفهم، لأن النبي قدوة للصلاح وداعية للخير يحمل عبء الأمانة الربانية والرسالة السماوية القائمة على الخلق السامي والإيمان بالله والدعوة إلى خير الدنيا وسعادة الآخرة.

ـ ولأن النبوة عبء ثقيل ومهمة خطيرة وتكليف شاق، فهي للرجال من دون النساء، فلم يبتعث الله تعالى امرأة قط من عهد آدم أول الأنبياء إلى النبي الخاتم محمد r، قال الله تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( (النحل 43).

ـ النبوة لا تكون إلا لأفراد من البشر ليسوا من الملائكة ولا من جنس آخر غير البشر، فهم آدميون تعتريهم كل الأعراض البشرية من حياة وموت وجوع وعطش، ومرض وسقم، ورغبة ورهبة وراحة وتعب، لكنهم صفوة الخلق وخيار الناس، شرفهم الله بالنبوة، ووهبهم الحكمة والسداد وقوة العقل وسعة التفكير، وجعلهم وسطاء بينه وبين خلقه، يبلّغون أوامره وأحكامه، ويحذرونهم غضبه وعذابه، ويرشدون الناس إلى ما فيه سعادة الدارين. قال الله تعالى مخاطباً نبيه الخاتمr: )قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ( (الكهف 110) وكل الأنبياء قالوا ذلك قبله، لكن المعرضين المعاندين دأبهم الاعتذار بالحجج الواهية وحشد مطالب التعجيز الغريبة، عبَّر عن هذا قول الله تبارك وتعالى: )وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولاً. قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولاً( (الإسراء 94 - 95) وقوله سبحانه: )وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا. أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَسْحُورًا. انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً( (الفرقان 7 - 9).

ولو بعث الله ملكاً رسولاً أو من جنس آخر غير البشر لاعتذر المعاندون كذلك عن قبول دعوته وتذرعوا بقولهم: هذا ملَك مفطور على الخير، ونحن بشر لنا نوازع وشهوات، وتجتاحنا الأهواء والإحساسات والرغبات، أو قالوا: هذا من جنس آخر غير جنسنا وطبيعته غير طبيعتنا، والجنس يحاكي الجنس والطبع يألف الطبع.

ـ النبوة واحدة ورسالتها واحدة في أصولها وأركانها الأساسية مهما تعدد أفرادها من لدن آدم عليه السلام إلى النبي الخاتمr، ودعوتها الإسلام الجامع للإيمان بالله الواحد والعمل الصالح والإيمان باليوم الآخر، قال الله تعالى: )قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ( (البقرة 136).

والتفاوت بين خصائص النبوة مقصور على جهتين اثنتين: أولاهما: الأقوام والشعوب المخاطبة بها. وثانيتهما: فروع الأحكام وتفاصيلها الجزئية من حيث الشمول والاتساع لتلائم أحوال المخاطبين بها المادية والمعنوية، فكل رسالة توافق زمانها ومكانها وقومها، ولا يخرجها هذا كله عن الوحدة الحقيقية المبنية على الأصول الواحدة التي لم تختلف على مرّ العصور وكرّ الدهور.

صفات الأنبياء الواجبة لهم

هي ستة أمور، اتفق علماء المسلمين على وجوبها للأنبياء ونفي أضدادها عنهم:

أولها: الصدق وهو وإن كان مطلوباً من كل الناس، لكنه للأنبياء صفة لازمة وطبيعة فطرية، فلا يمكن أن يصدر عنهم أو عن أي واحد منهم ما يخل بالمروءة من الكذب والخيانة والغش والخديعة، وتكذيب الأقوام للأنبياء لم يقم أساساً على حقيقة صدرت من أحدهم بل اتهموا بذلك زوراً وبهتاناً ممن جحدوا نبوتهم وكفروا برسالتهم. قال تعالى: )قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ( (الأنعام 33). وحين سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان رسول المشركين إليه «هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ أجاب أبو سفيان: ما عرفنا عليه كذباً قط، قال هرقل: ما كان ليَذر الكذب على الناس ويكذب على الله».

ثانيها: الأمانة وهي أن يكون أميناً على الوحي كما أنزله الله عليه من دون زيادة ولا نقصان، فلا يخفي منه شيئاً ولا يكتمه، حتى ولو كان عتاباً له، فكل نبي قال لقومه :)وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ( (الأعراف 68) ووصفوا بقوله تعالى: )وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ( (التكوير 24).

تقول عائشة أم المؤمنين: لو كان محمد كاتماً شيئاً مما نزل عليه لكتم هذه الآية )وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ( (الأحزاب 37) ولكتم كل ما فيه عتاب له كقوله تعالى: )عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى( (عبس 1ـ2).

ثالثها: التبليغ وهي صفة للرسل خاصة يقصد بها إبلاغ أحكام الله والوحي الذي نزل عليهم من السماء حتى ولو ترتب على إعلانه الإيذاء العظيم من الكفرة والمعاندين، فقد قال نوح عليه السلام لقومه: )قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ( (الأعراف 61ـ62). وقال صالح عليه السلام لقومه: )يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ( (الأعراف 79). وقال تعالى لنبيه الخاتم )يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ( (المائدة 67).

والغرض من التبليغ قطع الحجة على الناس كي لا يبقى لأحد عذر يوم القيامة. قال تعالى: )وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً( (الإسراء 15) وقال أيضاً: )وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا( (القصص 59).

الرابع: الفطانة وهي الذكاء والنباهة، فلم يبعث نبي قط إلا كان متصفاً بالذكاء الخارق وكمال العقل والرشد ووضوح الفطنة والنبوغ من بداية حياته إلى نهايتها مهما امتدت حياته وتطاول عمره، فما أصيب نبي بالخرَف، ولم يردَّ إلى أرذل العمر، وإنما أحيط بالعناية وحفظ بالرعاية إلى آخر لحظة من عمره.

الخامس: السلامة من العيوب المنفرة، فما بعث الله نبياً إلا كان سليماً من العيوب الخَلْقية والخُلُقية، وخالياً من الأمراض الجسدية المنفرة كالبرص والجذام والتشويه، وكل ما نقل عنهم من الأخبار مما يخالف ذلك فهو من الأباطيل الإسرائيلية والأكاذيب المفتراة، حتى أيوب الذي أصابه الضر ونادى ربه لكشفه )وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ( (الأنبياء 83 - 84) فلم يكن ضره يعدو الأمراض الجسدية العادية التي تعتري كل الناس، والأنبياء أفراد منهم يصيبهم ما أصابهم ويلحق بهم من الأذى والموت ما يصيب سائر البشر إلا ما كان يقدح بسلامة الفكر وقوة العقل أو يزري بأقدارهم، وينفر الناس عنهم، فهم صلوات الله وسلامه عليهم محفوظون عن ذلك كله لشرفهم وعلو مقامهم.

السادس: العصمة ومعناها في اللغة المنع، تقول عصمه الطعامُ أي منعه من الجوع قال تعالى: )سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ( (هود 43) أي يمنعني من الغرق، ومعناها في الاصطلاح تنزيه الأنبياء عن اقتراف المعاصي وطهارتهم عن سيطرة الأهواء والشهوات، واجتنابهم كل ما يخل بالمروءة أو يهدر الكرامة أو يحط من القدر، فهم صلوات الله وسلامه عليهم أكمل الناس خُلقاً وأزكاهم عملاً وأطهرهم نفساً وأعطرهم سيرة.

والعصمة واجبة لجميع الأنبياء وهي من أبرز صفاتهم لأنهم القدوة الصالحة والأسوة الكاملة والمثل الأعلى لكل البشر والاقتداء بهم واجب على الناس في الأفعال والأقوال والأخلاق والأحوال ما لم يكن الأمر متعلقاً بالخصوصيات لبعض أعيانهم.

وهي ثابتة لهم عن الصغائر والكبائر بعد النبوة على سبيل القطع بإجماع العلماء، وأما قبل تشريفهم بالنبوة فإنهم في قول الأكثرين معرضون للنسيان والخطأ غير المقصود أو ارتكاب خلاف الأَوْلى كسائر الناس إلا أنهم محفوظون عن كل ما يناقض العصمة مصانون عما يعارضها وما يقع منهم لا يتجاوز حدود الهفوات التي لا ترتقي إلى مستوى الكبائر والمخالفات القادحة.

ومن الجدير بالذكر أن العصمة لا تكون أصلاً لغير الأنبياء ولو كان من الأتقياء والأولياء والصالحين والصديقين لأنهم جميعاً من البشر يجوز عليهم الخطأ والنسيان ولا يستحيل، إلا أن الله تبارك وتعالى يحفظهم ويصونهم بالعناية والرعاية من باب اللطف الإلهي لبعض أوليائه لا من باب العصمة التي لا تكون إلا لنبي.

وظائف الأنبياء

يمكن إجمال وظائف الأنبياء في ضوء ما تقدم من صفات وخصائص في ستة أمور:

1 ـ دعوة الخلق إلى عبادة الله الواحد الأَحد. وهي من أخص وظائفهم قال تعالى: )وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ( (النحل 36).

2 ـ تبليغ أوامر الله ونواهيه للناس، ولهذا اصطفاهم واختارهم من البشر قال الله تعالى: )الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ( (الأحزاب 39).

3 ـ تقديم القدوة الحسنة للخلق والأسوة الصالحة لهم والمثل الأعلى في كل الفضائل. قال تعالى: )أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ( (الأنعام 90).

4 ـ تذكير الناس بالنشأة في الأولى والتعريف بالمصير في الآخرة من الموت إلى البعث والحشر والنشر والسؤال والحساب ثم الانتهاء إما إلى الجنة والنعيم وإما إلى العذاب والجحيم.

5 ـ بيان حقيقة كل من الحياة العاجلة الفانية والآخرة الباقية قال تعالى: )وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ( (العنكبوت 64).

6 ـ إقامة الحجة على الخلق والبشارة للمؤمنين الطائعين والإنذار للمعرضين المعاندين قال الله تعالى: )رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ( (النساء 165).

إجمال التعريف بالأنبياء والرسل الوارد ذكرهم في القرآن الكريم

المسلمون مأمورون بالإيمان بهؤلاء الرسل على ما جاء في القرآن الكريم، الذي فيه أسماؤهم ولمع من سيرتهم. أما تفصيل ذلك فمأخوذ في معظمه من التفاسير التي اتكأت كثيراً على ما عند أهل الكتاب، وهو ما عرف بالإسرائيليات، وفي هؤلاء الرسل أولو العزم وآخرون.

أولو العزم من الرسل صلوات الله عليهم خمسة وهم:

1 ـ نوح عليه السلام[ر]

هو نوح بن لاَمَك بن مَتُوشلَخ بن أخنوخ (إدريس) ينتهي نسبه إلى شيث عليه السلام ابن آدم عليه السلام، بينه وبين آدم في رواية التوراة 1056عاماً، وفي رواية البخاري عن ابن عباس عشرة قرون، عاش طويلاً ودعا قومه قريباً من ألف عام، قال تعالى: )فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلا خَمْسِينَ عَامًا( (العنكبوت 14). وما آمن معه إلا قليل.

2 ـ إبراهيم عليه السلام[ر]

هو إبراهيم بن تارح (آزر) بن ناحور بن ساروغ، بينه وبين نوح مدة تزيد على ألف عام، يسمى بأبي الأنبياء عاش نحو 175 عاماً على أشهر الأقوال.

3 ـ موسى عليه السلام[ر]

هو موسى بن عمران ينتهي نسبه إلى يعقوب بن إسحاق، وأخوه هارون عليهم الصلاة والسلام عُمِّر نحو/120/ عاماً.

4 ـ عيسى عليه السلام

هو السيد المسيح عيسى بن مريم[ر]، أمه مريم ابنة عمران ولد في بيت لحم قبل بعث النبي الخاتمe بما يزيد على 600عام، تعرض لمحاولة الصلب على يد اليهود، فنجاه الله من كيدهم ورفعه إليه، قال الله تعالى: )وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً. بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ( (النساء 157 - 158) وسينزل إلى الأرض داعياً إلى الله، علامةً كبرى من علامات الساعة.

5 ـ محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين

هو محمد بن عبد الله[ر] بن عبد المطلب بن هاشم، ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. ولد عام الفيل نحو سنة 570 ميلادية وانتقل إلى الرفيق الأعلى في الثالثة والستين من عمره.

الرسل غير أولي العزم صلوات الله عليهم عشرون وهم:

1 ـ آدم عليه السلام[ر]

أول مخلوق من البشر على ظهر الأرض فهو أبوهم على الإطلاق، خلقه الله تبارك وتعالى من ماء وطين، وأسجد له ملائكته، ثم خلق منه زوجه حواء، عاش نحو ألف عام، واختلف في مكان دفنه، فقيل في الجبل الذي هبط عليه من الجنة بنواحي الهند، وقيل بغار في جبل أبي قُبيس بمكة، وقيل في بيت المقدس.

2 ـ إدريس عليه السلام

هو إدريس بن يارد ينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام، اسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام وأول نبي بعد آدم وشيث عليهما السلام.

3 ـ هود عليه السلام:

هو هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد من العرب العاربة، أرسله الله إلى قوم عاد ولما أعرضوا أهلكهم الله، فسكن بعد هلاك قومه بلاد حضرموت ومات ودفن فيها.

4 ـ صالح عليه السلام

هو صالح بن عبيد بن آسف أرسله الله إلى ثمود من العرب العاربة قبل إسماعيل عليه السلام. كانت مساكنهم في الحِجْر بحضرموت، ولما عتوا عن أمر ربهم أهلكهم الله، ونجى نبيه مع بعض قومه، فسكن فلسطين ومات في الرملة.

5 ـ لوط عليه السلام

هو لوط بن هارون بن تارح بعث زمن عمه إبراهيم الخليل وكان قد آمن به وهاجر معه وتبعه في كل أسفاره حتى أرسله الله إلى أهل سَدُوم من أعمال الأردن.

6 ـ إسماعيل عليه السلام[ر]

هو إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن، أمه هاجر سكن معها البيت الحرام، وامتحن أبوه بقصة ذبحه، وفداه الله بكبش سمين، عاش نحو 137 سنة ومات في مكة ودفن بجوار البيت.

7 ـ إسحاق عليه السلام

هو إسحاق بن إبراهيم من امرأته سارَّة، ولد بعد أخيه إسماعيل بأربعة عشر عاماً، ومن نسله جاء أنبياء بني إسرائيل، أرسله الله إلى الكنعانيين في بلاد الشام وفلسطين. عاش نحو 180 سنة، ومات ودفن في مدينة الخليل في فلسطين.

8  - يعقوب عليه السلام

هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أمه رفقة بنت بتوئيل بن ناحور، وناحور هو أخو إبراهيم عليه السلام، وإلى يعقوب أبي الأسباط الاثني عشر ينتسب شعب بني إسرائيل، فقد بصره حزناً على ولده يوسف عاش نحو 147 سنة ودفن في مدينة الخليل.

9 ـ يوسف عليه السلام

هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، سماه القرآن الكريم الصديق. امتحن وابتلي بأمور عدة، وكانت عاقبة ذلك كله النصرة والإعزاز والملك، اشتهر بتأويل الرؤيا، وكان من أعظم أنبياء بني إسرائيل وأفضلهم. عاش نحو 110 سنوات ومات في مصر ثم نقلت رفاته إلى الشام أيام موسى عليه السلام الذي ولد بعده بنحو 64 سنة.

10 ـ شعيب عليه السلام

هو شعيب بن ميكيل بن يشجر بن مدين وقيل غير ذلك، ينتهي نسبه إلى إبراهيم عليه السلام، أمه بنت لوط عليه السلام، كانت بعثتُه بعد لوط إلى أهل مدين نواحي معان جنوبي فلسطين، مات بعد هلاك قومه بمدة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليهما السلام.

11 ـ أيوب عليه السلام

هو أيوب بن موص بن رازح من نسل إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، عاش 93 عاماً وبعث إلى الروم في بلاد الشام قرب دمشق.

12 ـ ذو الكِفْل عليه السلام

اسمه في الأصل بِشْر وهذا لقبه، وهو ابن أيوب عليه السلام بعثه الله بعد أبيه وسماه ذا الكفل، عاش في الشام، يتناقل أهل دمشق أن له قبراً في جبل قاسيون المشرف على دمشق.

13 ـ هارون عليه السلام

هو هارون بن عمران بن يصهر، شقيق موسى عليه السلام، بعثه الله مع أخيه معيناً له في دعوته، اشتهر بقوة الجنان وفصاحة اللسان عاش نحو 122 عاماً، توفي قبل أخيه موسى بأحد عشر شهراً في أرض التيه.

14 ـ داود عليه السلام

هو داود بن إيشا بن عوفيد من أحفاد يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، أنزل عليه الزبور فيه مواعظ وعبر ورقائق وأذكار، وكان حسن الصوت جميل الإنشاد، تنسب إليه المزامير، عاش نحو مئة عام.

15 ـ سليمان عليه السلام

هو سليمان بن داود بن إيشا بن عوفيد ينتهي نسبه إلى إبراهيم عليه السلام يلقب بالحكيم، ورث ملك أبيه داود عليه السلام، وعُلِّم منطق الطير وسخر الله له الريح والجن، عاش نحو52 عاماً ومات في بيت المقدس.

16 ـ إلياس عليه السلام

هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون ينتهي نسبه إلى إبراهيم عليه السلام، من أنبياء بني إسرائيل، كانت رسالته موجهة إلى أهالي بعلبك في بلاد الشام، خلفه في النبوة فيهم الْيَسَع عليه السلام.

17 ـ الْيَسَع عليه السلام

هو اليسع بن أخطوب من أنبياء بني إسرائيل، قام بالدعوة إلى الله بعد إلياس، وقال بعضهم إنه كان في مدينة بانياس على الساحل السوري قرب اللاذقية.

18 ـ يونس عليه السلام

هو يونس بن متَّى نسب إلى أمه، ولم ينسب إلى أمه من الرسل إلا هو وعيسى بن مريم عليهما السلام، يسمى عند أهل الكتاب يونان بن أمتاي، يتصل نسبه إلى بنيامين أحد أبناء يعقوب عليه السلام، يلقَّب بصاحب الحوت للحادثة المشهورة، أرسله الله إلى أهل نينوى من أرض الموصل بالعراق.

19 ـ زكريا عليه السلام

هو زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق، يتصل نسبه بسليمان بن داود عليهما السلام، بعث إلى بني إسرائيل قبل ميلاد المسيح عليه السلام، قتل بعد مقتل ولده يحيى عليه السلام.

20 ـ يحيى عليه السلام

هو يحيى بن زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق، قتله هيرودس أنتيباس وهو ابن خالة عيسى عليه السلام، له مقام ينسب إليه في الجامع الأموي الكبير في دمشق الشام، والمعتمد أنه مدفون في القدس.

محمد هشام البرهاني

 

الموضوعات ذات الصلة

 

الإسلام

 

مراجع للاستزادة

 

ـ ابن كثير، البداية والنهاية، الطبعة الأولى (المطبعة السلفية 1351هـ).

ـ عبد الوهاب النجار، قصص الأنبياء، الطبعة الثانية (مطبعة النصر).

ـ محمد علي الصابوني، النبوة والأنبياء، الطبعة الثانية (1400هـ).

ـ عبد الرحمن حبنكة، العقيدة الإسلامية وأسسها (دار القلم، دمشق 1406هـ/ 1986م).

ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم (دار المعارف 1960).


التصنيف : الشريعة
النوع : دين
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 721
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 510
الكل : 31192734
اليوم : 17891

غولزورذي (جون-)

غولزورذي (جون -) (1867-1933)   جون غولزورذي John Galsworthy روائي ومسرحي إنكليزي حَازَ على جائزة نوبل للأدب عام 1932. ولد في كينغْزتُن هيل Kingston Hill في مقاطعة صري Surrey في إنكلترا لعائلة ميسورة الحال.
المزيد »