logo

logo

logo

logo

logo

بلنسية

بلنسيه

Valencia - valence

بلنسية

 

بلنسية Valencia ثالثة كبريات مدن إسبانية بعد مدريد وبرشلونة، وهي مركز مقاطعة (محافظة) تحمل اسمها. وكانت فيما مضى قاعدة من أعظم قواعد الإسلام في الأندلس، وحاضرة مملكة بلنسية، إحدى ممالك الطوائف الأندلسية.

تقع بلنسية على مسافة 490كم إلى الشرق من مدريد، عند مصب نهر تورية في البحر المتوسط. أما مقاطعة بلنسية فهي جبلية في معظمها، باستثناء سهل بلنسية الساحلي الذي يؤلف الظهير الجغرافي للمدينة، وتزرع فيه الحمضيات وأشجار الفاكهة والقطن والأرز والخضر بأنواعها، ويسكنه أكثر سكان المقاطعة البالغ عددهم 2.120.000 نسمة (1994)، أما سكان مدينة بلنسية فيقدر عددهم بنحو 752.909 نسمة في السنة نفسها.

تشتهر بلنسية بصناعاتها الغذائية وصناعة النسيج والمكنات والكيمياويات والورق والإسمنت وصناعة الأثاث والخزف الملون. وتصدر منتجاتها من مرفئها الذي يبعد مسافة 3كم إلى الشرق من المدينة.

كانت بلنسية معسكراً رومانياً سنة 138ق.م، ثم تحولت إلى مستعمرة رومانية، واحتلها القوط سنة 413. فتحها العرب المسلمون سنة 92هـ/711م وتوالى عليها ولاة أمويون وعامريون، ثم تغلب عليها اثنان من العبيد الصقالبة من فتيان بني عامر بعد سقوط دولتهم، وهما مظفر ومبارك، وتقاسم الاثنان حكم بلنسية وشاطبة (399-408هـ). ووفد على بلنسية في عهدهما كثير من الصقالبة والموالي والبشكنس (الباسك) والفرنجة وغيرهم من العبيد الآبقين من أنحاء الأندلس، كما وفد إليها أصحاب المهن والحرف والأموال بعد أن حصنها مظفر ومبارك وجعلا لها سوراً وأبواباً منيعة، فشيدت فيها القصور والحدائق، وازدهرت بلنسية وعم فيها الرخاء، ولم تلبث أن غدت حاضرة مملكة متسعة حين آلت إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن المنصور حفيد ابن أبي عامر (411هـ/1021م) ومن بعده إلى القادر بن ذي النون. ومن مدنها شاطبة وألمرية ولورقة وغيرها. وفي العام 482هـ/1089م دخلت المملكة في حماية إلسيد إلكمبيادور El-cid El-Compeador (السيد المقاتل الباسل)، وهو فارس قشتالي مغامر عمل في خدمة الملوك والأمراء الأندلسيين، واستسلمت له سنة 487هـ/1094م فجعلها مقر حكمه. وروعت الأندلس لسقوط بلنسية بيد الإسبان المسيحيين، وتوالى طلب النجدات على أمير المسلمين يوسف بن تاشفين في المغرب، فبعث جيشاً من المرابطين لنجدة بلنسية، حاصرها في شهر رمضان سنة 488هـ. وظل الحصار مضروباً والحرب سجالاً إلى مابعد وفاة إلكمبيادور 492هـ/ 1099م، وتولت زوجته الدفاع من بعده سنتين أخريين، ثم انسحب منها الإسبان المسيحيون في شهر شعبان سنة 495هـ/أيار1102م ودخلها المرابطون لتعود إلى حوزة الإسلام حتى سقطت نهائياً في يد الإسبان سنة 636هـ/1248م، وضمها جيمس الأول ملك أراغون إلى ممتلكاته، مع احتفاظها باستقلالها الذاتي، وبطابعها الإسلامي مدة طويلة. وفي سنة 1479 تم توحيد مملكة بلنسية وبقية ممتلكات التاج الأراغوني مع مملكة قشتالة تحت رعاية الملكين فرديناند وإيزابيلا، وتبع ذلك تطورات كثيرة طبعت المدينة بالطابع المسيحي، واتسعت عمارتها وازدهرت فنونها، ويقال إن أول مطبعة إسبانية أنشئت في بلنسية سنة 1474، ولبثت المدينة قرنين بعدها مدرسة للفن والتصوير البلنسي. وفي أثناء الحرب الأهلية الإسبانية صارت بلنسية العاصمة الرسمية لحكومة إسبانية من عام 1936 حتى 1939.

 

 

مع أن بلنسية بلغت أوج ازدهارها العمراني في عصر الأندلس العربية ثم في زمن الموريسكيين (العرب المتنصرين)، فمن النادر اليوم أن تشاهد في المدينة مسحة أندلسية موريسكية واضحة المعالم، وقد تعمد الإسبان طمس كل ما يشير إلى العهد العربي الإسلامي، كما أزيلت أسوار المدينة جميعها ولم يتبق منها سوى بوابتين. والمظهر الغالب على المدينة اليوم أوربي معاصر بشوارع عريضة تزخر بالمتاجر والمقاهي والفنادق، وميادين فسيحة مزينة بالنصب وبحيرات الماء، وأبنية شاهقة الارتفاع. وأكبر ساحات بلنسية «ميدان الزعيم» Plaza del Caudillo  القريب من محطة القطارات، وأعظم شوارعها شارع فرديناند، وشارع خوسيه أنطونيو. وثمة حي في بلنسية اسمه «الرصافة» Calle de Ruzafa. تعد بلنسية اليوم مركزاً من أهم مراكز الثقافة الإسبانية، ويرجع تاريخ جامعتها إلى خمسة قرون مضت، وملحق بها مكتبة عامة كبيرة وداران للمحفوظات والوثائق التاريخية تضمان كثيراً من المخطوطات والوثائق التي لها علاقة بالعرب المسلمين والموريسكيين. وفي بلنسية كذلك بقايا حمامات عربية في شارع يدعى «حمامات الأميرال» Banos del Almirante.

ومن أبرز الصروح المعمارية في بلنسية، الكاتدرائية الكبرى المشيدة وفق الطراز القوطي، وكانت من قبل كنيسة قوطية، حوّلها العرب بعد الفتح إلى مسجد جامع، وأعادها إلسيد إلكمبيادور كنيسة (1094)، ثم أعادها المرابطون مسجداً حتى سقطت بلنسية في يد ملك أراغون، فشرع في بناء الكاتدرائية وأقيم إلى جوارها برج النواقيس. ومن معالم المدينة الأخرى بورصة الحرير القوطية الطراز وقصر النواب (القرن الخامس عشر) ومحكمة المياه (القرن العاشر) والألمودين (الأهراء العامة) وهو مبنى من العمارة الإسلامية، وهناك أيضاً متحف الفن والخزف وبرج سانتا كاتالينة المثمن (1688-1705) الذي يعد مثالاً رائعاً لفن عصر الباروك في بلنسية.

 

محمد وليد الجلاد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

ابن الأبار ـ أراغون ـ إسبانية ـ الأندلس ـ قشتالة ـ المرابطون.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد عبد الله عنان، الآثار الأندلسية الباقية في إسبانية والبرتغال (مؤسسة الخانجي، القاهرة 1961).

ـ محمد عبد الله عنان، عصر دول الطوائف في الأندلس منذ قيامها حتى الفتح المرابطي (مؤسسة الخانجي، القاهرة 1969).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 312
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 40528836
اليوم : 58651

قدري الأرناؤوط

المزيد »