logo

logo

logo

logo

logo

برامز (يوهانس-)

برامز (يوهانس)

Brahms (Johannes-) - Brahms (Johannes-)

برامز (يوهانس ـ)

(1833 ـ 1897م)

 

يوهانّس برامز Johannes Brahms مؤلف موسيقي ألماني، ولد في هامبورغ وتوفي في فيينة (النمسة). كان والده عازفاً على آلة الكمان الأجهر (كونتر باص) double bass في إحدى حانات هامبورغ. حصل يوهانس على تعليم موسيقي جيد مع فقر عائلته. وقد تلقى علومه الموسيقية الأولى على يدي أبيه، ثم تابعها مع معلمين آخرين في العزف على البيانو وفي التأليف الموسيقي. وكان يوهانس قد بدأ العزف أمام الجمهور وهو في سن الثالثة عشرة من عمره، إذ كان يدرس الموسيقى نهاراً ويعزف في حانات المدينة ليلاً مما أتاح له، إضافة إلى رحلاته الفنية، تنمية حافظته الموسيقية ومهارته في العزف إذ أصبح في العشرين من عمره، عازف البيانو المرافق لعازف الكمان المجري الشهير في عصره، إدوارد ريمينيي E.Reményi.

والتقى برامز كذلك بعض مشاهير الموسيقى مثل لِيست F.Liszt، وخاصة شومان R.Schumann وزوجته عازفة البيانو الشهيرة كلارا Clara. وقد لقي برامز من شومان وزوجته تقديراً ودعماً كبيرين خصوصاً في نشر موسيقاه، وكذلك المقالات الفنية التي كان يكتبها عنه شومان في مجلته الموسيقية. وهذا ما ساعد برامز على ذيوع شهرته وأداء موسيقاه السمفونية، والتزامه النقد الذاتي الجاد قبل أن يسمح بنشر موسيقاه في بعض دول أوربة.

عمل برامز قائداً لإحدى جوقات الغناء النسائية في هامبورغ بين عامي 1860-1862، رحل بعدها إلى فيينة عام 1863 ليستقر فيها طلباً للشهرة والتقدير الفني. وقد أتاح له استقراره في هذه المدينة، ذات الشهرة الموسيقية الواسعة آنذاك، التفرغ للتأليف وقيادة الفرق الموسيقية والعزف على البيانو منفرداً solist ومرافقاً كبار المؤدين المنفردين مثل المغني الألماني جوليوس شتوكهاوزن (1826-1906) J.Stockhausen الذي كتب برامز خصيصاً له «سلسلة ماجلون» Magelone لأغاني الليد lied [ر. الأغنية]، كما خصّ صديقه الألماني عازف الكمان المنفرد الشهير جوزيف يواكيم  (1831-1907) J.Joachim بحوارية (كونشرتو) concerto للكمان مع الأوركسترا.

إن وعي برامز لأهمية التقاليد الموسيقية القديمة، بسبب دراسته لها وعزف بعضها وإعادة إحيائها، جعله يتواصل مع القديم لإنشاءٍ جديدٍ مؤسسٍ على عمق التراث الألماني. فلم تكن مؤلفاته تمثل تراجعاً إلى التقليدية بل اتجاهاً جديداً يعتمد على فهم التراث والتواصل معه، على عكس أقرانه مثل ليست، وفاغنر R.Wagner، وبروكنر A.Bruckner، وقد عُدَّ هؤلاء الثلاثة آنذاك من «الألمان الجدد». ولذا لم يؤلف برامز في الأوبرا opera، ولم يضع عناوين وصفية لمؤلفاته الموسيقية وخاصة السمفونية والحواريات وللآلات المنفردة منها. وقد أدى الصراع بينه وبين «الألمان الجدد» إلى احتدام الجدل بين الطرفين، وإلى ازدياد شهرته التي توّجت عام 1879 بمنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة بريسلاو Breslau.

 توفي برامز ودفن بالقرب من قبري بتهوفن Beethoven، وشوبرت Schubert.

تمثل موسيقى برامز اتجاهاً إبداعياً (رومنسياً) فريداً. فقد وازن بين الانسجام (الهارمونية) harmony وبين البوليفونية (تعدد الأصوات) polyphony. ومع أن حبكة النسيج البوليفوني عنده معقدة، فإنه يبدو للمستمع طبيعياً وعفوياً. وتمتاز مؤلفاته باتباع القوالب الموسيقية التقليدية إذ كتبها بلغة موسيقية رومنسية وتطور لحني وشكلي منمق. والإلهام من وجهة نظر برامز غير كافٍ إن لم يدعم بالمعالجة والتنقيح ليصل إلى الشكل المثالي. والمستمع إلى موسيقاه يحس بشذرات من ماضي الموسيقى الألمانية، ولمحات من موسيقى شوتس H.Schütz، ويوهان سباستيان باخ J.S.Bach وخاصة في أعمالهما للأرغن والجوقة الغنائية (الكورال) chorale، وفي استخدامه «الجهير المستمر» basso continuo، وفي «الإتْباع» (الكانون) canon. ويماثل برامز كلاً من شوتس وباخ في أنه يستوحي موسيقاه من قضية موت الإنسان وخلاصه التي عبّر عنها في قطعته «القداس الجنائزي الألماني» (الريكويم) deutsche requiem. كما يلاحظ في أغانيه التي من نوع «الليد» المئتين والستين قرابتها من هذا النوع من الأغاني لكل من شوبرت وشومان. وتمتاز أغانيه هذه ببساطة الألحان التي غالباً ما تُبنى على «التآلف بالتعاقب» arpeggio، وفي صوت الجهير bass الواضح في المرافقة المسايرة لنغمات الغناء مع فقرات ظهور قصيرة في مقدمة الأغنية أو في نهايتها، وفي عذوبة مرافقة البيانو للغناء. كما أن برامز شغوف باستخدام أسلوب «الإيقاع المتأخر» (السنكوب) syncope، و«التقابل الإيقاعي» cross-rhythm. ويستخدم أحياناً جملاً لحنية ذات أطوال متباينة وغير منتظمة وهو ما يميز مؤلفاته الموسيقية على العموم.

يُعد برامز خليفة بتهوفن في أسلوبي «موسيقى الحجرة» chamber music والسمفونية. وقد قدم أعماله، على العموم، منقحة بعناية فائقة. وشملت مؤلفاته في موسيقى الحجرة مجموعة من السوناتات sonatas، والثلاثيات trios، والرباعيات quartets وغيرها بمشاركة البيانو في أغلب الأحيان.

أما قالب السمفونية، فقد أقدم برامز عليه بكثير من الحذر والتهيّب، وكأنه كان يخشى ألا يصل إلى الذروة التي تسنّمها بتهوفن في هذا المضمار. فقد بدأ برامز في التخطيط لسمفونيته الأولى عام 1854، ولكنه لم ينته من كتابتها إلا بعد اثنين وعشرين عاماً، إلا أنه أتبعها بثلاث سمفونيات أخرى متلاحقة في الأعوام 1877، 1883، 1885. وتنتمي ألحانه السمفونية إلى الحقبة الاتباعية في شكلها البنائي بحركاتها الأربع، واستخدام أسلوب «الطِباق» counterpoint، و«الوحدات اللحنية أو الإيقاعية» motives. وهو وإن لم يتبع ليست، وبرليوز H.Berlioz في وضع عنوانات وبرامج لسمفونياته، كان إبداعياً في طريقة استخدامه للانسجام، وامتلاء النغم، والتلوين والتوزيع الأوركسترالي orchestration إضافة إلى حوارياته الثلاث لكل من الكمان والبيانو والمضاعفة (للكمان والتشيلّو Cello)،وبعض أغاني الجوقة الغنائية، وبعض السوناتات لآلات مختلفة، وقطع كثيرة للبيانو، وعدد من القطع الغنائية الدينية.

 

عبد الحميد حمام

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

ألمانية ـ الصيغ الموسيقية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ بول هنري لانج، الموسيقى في الحضارة الغربية، ترجمة أحمد حمدي محمود (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984(.

- Roger, Kamien: Music, an appreciation (Mc Graw-Hill Book Comp. N.Y 1980).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 810
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 616
الكل : 31229785
اليوم : 54942

التربية الجمالية

التربية الجمالية   «التربية الجمالية» مصطلح قديم، ورد في كتابات الفلاسفة وعلماء الجمال، وتُعنى، كمضمون ودلالة، برعاية الذائقة الجمالية البصرية وتطويرها لدى الإنسان الفرد، وتفضي إلى إيجاد التناغم والانسجام بين وحدة المجموعة الاجتماعية العنصرية التي ينتمي إليها هذا الإنسان. والتربية الجمالية أساسية في هذه العملية إذا ما أحسن استثمارها، ولاسيما لدى الناشئة واليافعين،
المزيد »