logo

logo

logo

logo

logo

الأندرين

اندرين

Al-Andrin - Al-Andrine

الأَنْدَرين

 

أطلال مدينة في سورية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة حماة على بعد نحو 85 كيلو متراً، وإلى الشمال الشرقي من قصر ابن وردان على بعد 25 كيلومتراً، وقد وصفها ياقوت الحموي بقوله: «الأندرين اسم قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية ليس بعدها عمارة وهي الآن خراب ليس بها إلا بقية الجدران»، وإياها عنى عمرو بن كلثوم بقوله:

 

ألا هبّي بصحنك فاصبحينا

 

ولا تبقي خمور الأندرينا

والحقيقة أن الأنْدرين كانت مدينة واسعة ترقى للعصر البيزنطي قد خربت واندثرت وتهدم بنيانها، ولم  يبق منها سوى بعض معالمها العلوية. وقد بُنيت جميعها بالحجارة البازلتية إلى جانب الآجر. كان اسمها القديم أندرونا Androna، وكانت مدينة واسعة يحيط بها سور ضخم ويخترقها شارع رئيسي من الشمال إلى الجنوب يسمى الكاردو Cardo يقطعه شارع آخر من الشرق إلى الغرب يسمى الديكومانوس Decumanus.

ويلاحظ في جنوب مدينة الأندرين وخارج أسوارها خزان ماء واسع مربع الشكل يتجاوز طوله الستين متراً، مبني بحجارة كلسية، وكانت تغذيه قناة تأتي من الجهة الجنوبية الشرقية من أراضي رسم أم الأميال (أم الميال) كما يذكر وصفي زكريا[ر] الذي زار الموقع في عام 1926م. وهناك خزان آخر يقع شمال الأندرين، تصل إليه المياه بوساطة أقنية تقع في جهة الغرب والجنوب الغربي من المدينة.

ولأن الكنائس في الأندرين من العناصر المعمارية التي تميز هذه المدينة والتي يبلغ عددها نحو عشر كنائس، فلابد من إعطاء وصف موجز لأهمها، وهذه الكنائس ترقى للقرنين الخامس والسادس الميلاديين.

الكنيسة الجنوبية

تمثل الكنيسة الجنوبية في الأندرين أكثر النماذج شيوعاً في القرن الخامس الميلادي في المنطقتين الشمالية، والشمالية الشرقية من سورية. وتمتاز هذه الكنيسة بوجود سور مستطيل يحيط بها، ويتكون مسقطها من مجاز nave يكتنفه جناحان aisles، وينفصل المجاز عن كل من الجناحين بثلاث دعامات، تحمل ثلاث أقواس ضخمة، يضاف إلى ذلك قوس صغيرة منخفضة في النهاية الغربية للكنيسة.

كانت هذه الكنيسة من أكثر مباني الأندرين سلامة حتى النصف الأول من القرن العشرين، لكنها تعرضت للتخريب فيما بعد، ولم يبق منها سوى أقسامها السفلية مطمورة تحت الأنقاض.

ويبدو من مخطط الكنيسة أن مسقط الدعامات الغربية بشكل حرف T اللاتينية، ويلاحظ وجود غرفتين على جانبي الحنية The apse. وإلى شمال النهاية الشرقية بناء مستطيل الشكل ذو ثلاثة إيوانات وفرجة صغيرة في مدخله (الشكل1).

كنيسة الثالوث الأقدس

هذه الكنيسة ذات فناء مربع يتكون من مجاز وجناحين، وينفصل المجاز عن كل من الجناحين بدعامتين وثلاث أقواس كبيرة، وينتهي المجاز من الشرق بحنية عميقة تكتنفها غرفتان تتصلان بالحنية، النهاية الشرقية من الخارج مستقيمة ولا تظهر فيها استدارة الحنية. وقد بنيت أجزاء كثيرة من هذه الكنيسة باللبن، بينما بنيت أقواسها ودعاماتها ومداخلها بالحجارة البازلتية المبعثرة في كل اتجاه، ويحمل أحد الأعتاب كتابة يونانية تشير إلى أن هذه الكنيسة قد أُهديت إلى  الثالوث الأقدس.

الكنيسة المزدوجة

ـ كنيسة ميكائيل وجبرائيل Saint Michael + Saint Gaberial:  يمكن عدُّ هاتين الكنيستين كنيسة واحدة مزدوجة لكونهما متجاورتين لا يفصل بينهما سوى ممر ضيق لا يزيد عرضه على ستة أمتار. وكلا الكنيستين تقدمة من مواطن يدعى دوميتيوس بن مارياس Dometios Son of Mareas. تدعى الكنيسة الجنوبية كنيسة كرسي سيد الملائكة وتعني كنيسة ميكائيل وبالتالي فإن الكنيسة الشمالية هي كنيسة جبرائيل، وأُنشئت على الغالب بعد الكنيسة الأولى بقليل. الكنيسة الجنوبية أكثر إتقاناً وأوسع من الشمالية، في مجازها زوج من الدعامات في النهاية الغربية، ولهما مسقط صليبي الشكل وتحمل كل منهما قوساً صغيرة تمتد بينها وبين الجدار الغربي، وأقواساً عرضانية تمتد فوق وسط وجانبي المجاز مشكلة ما يشبه النارثكس Narthex ذا جزئين مربعي الشكل في طرفيه الجنوبي والشمالي، ويلاصق الجزء الشمالي غرفة مربعة يوجد فيها درج ذو بسطة دائرية الشكل تقريباً. أما الكنيسة الشمالية فهي ذات مجاز ينفصل عن كل من الجناحين بدعامتين، وثلاث أقواس، وينتهي في الشرق بحنية عميقة على جانبيها غرفتان تنفتحان على الحنية.

ـ كنيسة القديس ثيودورس: فناء هذه الكنيسة مربع، يتصل المجاز مع كل من الجناحين بقوسين في كل جهة، وينتهي في الشرق بحنية تكتنفها غرفتان تتصلان بالحنية بمدخل في كل غرفة. كما تتصلان بالجناحين بمدخل في الجهة الغربية من كل غرفة.

 

كنيسة الثكنة

وهي الكنيسة الواقعة في وسط ميدان الثكنات الكبير مبنية كلها بالبازلت، ولها مجاز شبه مربع أبعاده 70.13×56.14م، الحنية واسعة وعميقة، تكتنفها غرفتان جانبيتان وعلى عتب المدخل الغربي وكذا عتب المدخل الجنوبي كتابات يونانية منقوشة بارزة. ومن المحتمل أن هذه الكنيسة  أُنشئت في عام 558م أي في الوقت نفسه الذي أُنشئت فيه الثكنات.

كاتدرائية الأندرين

هناك كنيسة أخرى واسعة وجميلة تدعى كاتدرائية الأندرين، تقع في الجهة الجنوبية الغربية من الثكنة طولها 43 متراً، وعرضها 25 متراً، وكانت بعض نهاياتها الشرقية والغربية قائمة حتى النصف الأول من القرن العشرين (الشكل 2)، لكنها للأسف فُقدت اليوم ولم يبق لها أثر. لهذه الكنيسة مجاز وجناحان، ينتهي المجاز بحنية عميقة، تكتنفها غرفتان جانبيتان لكل منهما حنية باتجاه الشرق، وهذه الكنيسة مبنية بكاملها بالحجارة البازلتية أيضاً، ومن المرجح أنها ترقى لحقبة كنيسة الثكنة نفسها. وهنا لابد من الإشارة إلى استخدام ثلاث حنيات، واحدة كبرى في نهاية الحنية وحنيتين صغيرتين في نهاية الغرفتين الواقعتين على جانب الحنية، وهو أسلوب معماري موجود بقلة في كل أنحاء سورية. والأمثلة على هذا الطراز هي: البازيليكا المفقودة في السويداء الواقعة في جنوبي سورية والمذبح والبازيليكا B في الرصافة الواقعة شمال شرقي سورية، وكنيسة القديس سمعان الكبرى في قلعة سمعان في شمالي سورية، فضلاً عن الكنيسة المبنية في أطلال معبد بعلبك، ومن بين هذه الكنائس جميعها تعد كنيسة القديس سمعان، والكاتدرائية في الأندرين الكنيستين الوحيدتين اللتين يظهر فيهما استدارة الحنيات الثلاث من الخارج أي في ظاهر نهاية الكنيسة من الشرق. وهناك ابتكار جديد وجد في كنيسة رئيس الملائكة في الأندرين، فبدل الاستدارة الخارجية للحنية تميز ثلاثة جدران تشكل ثلاثة أضلاع من شكل سداسي (أي نصف شكل سداسي)، ولابد من ذكر أن الغرفتين الجانبيتين على جانبي الحنية مربعتا الشكل تقريباً في المناطق الواقعة شمال وشمال شرقي سورية، كما هو في كنائس الأندرين. في حين يلاحظ في كنائس جنوبي سورية وجود دهليزين طويلين على جانبي الحنية بدلاً من الغرفتين الجانبيتين كما هو الحال في كنيسة أم الجمال.

 

عبد الرزاق زقزوق

 

مراجع للاستزادة

 

ـ أحمد وصفي زكريا، جولة أثرية في بعض البلاد الشامية (المطبعة الحديثة بدمشق 1934م).

- H.CROSBY BUTLER, Early Churches in Syria (Princeton University 1929).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 803
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 586
الكل : 31905049
اليوم : 25079

الإنذار القضائي

الإنذارالقضائي   الإنذار la sommation لغة هو الإبلاغ ولا يكون إلا في التخويف، وهو في القانون: خطاب يوجه من شخص يدعى (الدائن) إلى شخص آخر يدعى (المدين) يخبره فيه بوضوح بضرورة الوفاء بالتزام معين، قد يكون القيام بعمل، أو الامتناع عن عمل، أو أداء مبلغ من النقود. وتستخدم أحياناً كلمة إعذار بدل إنذار للدلالة على الغرض نفسه.
المزيد »