logo

logo

logo

logo

logo

أفقا (نبع-)

افقا (نبع)

Afqa (source-) - Afqua ((source-)

أفقا (نبع ـ)

 

أفقا اسم نبع ماء في تدمر كان مقدساً عند التدمريين والتسمية مأخوذة من كلمة نفق، وتفيد معنى «خرج»، ولفظ «فق» يعني النبع في الآرامية الغربية، ويتكرر الاسم في كتابات أغاريت بمعنى النبع، وفي الآرامية  التدمرية: مخرج الماء والنبع والحياة والبداية والأفق والفجر، وهذا النبع هو سبب وجود تدمر واستمرارها منذ أقدم العصور، ويعرف اليوم باسم الحمام الكبريتي أو رأس العين، حتى ليمكن القول إن تدمر هبة النبع.

وردت إشارة إلى اسم أفقا في «التعرفة التدمرية» (القانون المالي) الصادر عام 137م، ففي النص التدمري السطر58 جاء: «فعلى الذي يستعمل مياه النبعين اللذين في المدينة 800 دينار» وأحد هذين النبعين أفقا.

يقع النبع في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة تدمر وتتدفق مياهه من جوف جبل المنطار من مغارة طولها نحو 400م ينبع فيها الماء من تسعة آبار جوفية طبيعية محفورة في الصخر الكلسي، شذبها الإنسان عبر العصور، ونحت على جوانب نهاية المغارة مصاطب ومدرجات وأحواض ووضع مذابح حجرية منحوتة  لتقديم النذور والقرابين: «إلى الذي تبارك اسمه إلى الأبد، الطيب الرحمن الرحيم، من أجل الشكر قدمه..» كلمات خطها التدمريون لخالق المياه وواهبها نعمة للإنسان، ورجاء ديمومتها في منطقة صحراوية، لايمكن أن تقوم وتستمر حياة مستقرة من دونها.

وقد كشفت في مجرى نبع أفقا مجموعة كبيرة من المذابح النذرية من الحجر المنحوت محفوظة بمتحف تدمر، موقوفة لواهب الحياة والمياه إله النبع «يرحبول، غير المسمى، سيد العالم»، ووجدت نصوص كثيرة محفورة عل المذابح تردد هذه العبارات والدعوات، وتذكر اسم الإله يرحبول إله الشمس وواهب المياه في تدمر، والراعي لها ومانح البركة الدائمة. وهو الذي يعين أحد رجالات المدينة «قيماً للنبع» ليشرف على توزيع مياهه بين المواطنين للسقاية في واحة الزيتون والنخيل، وتردد النصوص المحفوظة في متحف تدمر أسماء كثير من القيمين ومنهم: بول بن زبيدا عام 162م، ويرحبولا وابنه دويد عام 239م، وشمس بن ملأ عام 256م. وعشرات غيرهم.

وعلى أحد المذابح (المسجل برقم 1167 /آ ) كتبت العبارة التالية: «الذكر الطيب لسيد لعالم، قدمه بول بن زبيدا بن حيران بن مقيمو متى عندما كان قيماً لنبع أفقا من قبل الرب يرحبول في تشرين 474».

وفي مدخل المغارة، غرفة منحوتة في الصخر الكلسي، استخدمت معبداً صغيراً يتقدمه درج صاعد منحوت، وفي هذا المعبد، كان التدمريون يقدمون نذورهم وتقدماتهم وأضاحيهم، وأقيمت هناك غرفة مائدة على السفح المجاور لتناول الطعام المقدس.

 وماتزال مياه النبع معدنية كبريتية، غزارتها 80 ل/ثا وحرارتها ثابتة في كل الفصول (33درجة مئوية)، وتفيد في الشفاء من الأمراض الجلدية، وحالات فقر الدم، وإزالة المواد الرملية في الجهاز البولي، وأمراض الكبد بوساطة الكبريت والإشعاع الراديوي المنشطين لخلايا الكبد والكليتين. وهي تسقي واحة تدمر الخضراء، وتوزع على المواطنين طوال العام في دورة مدتها 21يوماً، وكل يوم يسمى «عدّاناً». وماتزال هناك أسر تدمرية، تحمل العدّن أسماءها مثل: عدّان الدبس، وفتح الله، والشيوخ، وأبو الشيخ، وبني ياسين، وبني حمود، والزعابنة والشويتي وغيرهم.

خالد الأسعد

 

الموضوعات ذات الصلة

 

تدمر.

 

مراجع للاستزادة

 

ـ خالد الأسعد وعدنان البني: تدمر تاريخياً وأثرياً وسياحياً الطبعة  الأولى (1984).

ـ جان ستاركي وجعفر الحسيني: الحوليات الأثرية السورية مجلد 7 لعام 1957.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 925
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1033
الكل : 56546677
اليوم : 54333

إبراهيم بن أحمد

إبراهيم بن أحمد (1024-1058هـ/1615-1648م) السلطان العثماني الثامن عشر (1049-1058هـ/1640-1648م)، وهو الابن الأصغر للسلطان أحمد الأول[ر] وأخو السلطان مراد الرابع (حكم 1032-1049هـ/1623-1640م) ولد في 12 شوال/ 4تشرين الثاني، وعاش مختبئاً خشية قتله، كما قتل عدد من إخوته، إذ بقي الذكر الوحيد المرشح للحكم. فكان لذلك أثر بارز في تكون شخصيته وأزماته النفسية فيما بعد. وعندما توفي أخوه مراد الرابع خلفه في السلطنة في 16 شوال 1049هـ/9 شباط 1640م، وذلك بمساعي الصدر الأعظم قره مصطفى باشا.
المزيد »