logo

logo

logo

logo

logo

أوروكا أجينا

اوروكا اجينا

Urukagina - Urukagina

أوروك أجينا

 

أوروك أجينا Uruk-Agina ملك سومري في الألف الثالث ق.م، يعد أول حاكم مصلح في الشرق القديم. حكم في مدينة لجش أو لغش Lagash (وهي اليوم تل الهبا يقع على بعد 28 كم شمال غرب البصرة في العراق). وقد عُثر في التل المذكور على وثائق ملكية اقتصادية المحتوى تُعد في أهم المصادر التي تلقي أضواء على اقتصاد المدينة، الذي يؤدي المعبد السومري دوراً رئيسياً فيه، في النصف الأول من الألف الثالث ق.م. ومن أهمها وثائق الملك المصلح أوروك أجينا مع أنها صعبة القراءة ومضمونها غير مفهوم. ويبدو أن هذا الحاكم كان ذا شخصية فذة وفريدة في تاريخ الشرق القديم، فهو لم يكن الوارث الشرعي لسلفه لوجال ـ اندا Lugalanda وربما وصل إلى الحكم بثورة شعبية مكنته من إزاحة الملك الشرعي في السنة السابعة من حكمه، أي نحو سنة 2370 ق.م، وسمى نفسه ملكاً Lugal والمعنى الحرفي للكلمة السومرية «السيد العظيم»، بخلاف الحاكم الذي كان يسمي نفسه Ensi أي أمير، وتطلع إلى إزاحة ملك كيش نفسه. ووثائق هذا الملك الثائر قليلة للأسف لا تعدو كونها كتابات تدشينية لمرافق عامة دونت على ثلاثة مخاريط طينية ولوح حجري، وتحتوي هذه الكتابات على سلسلة من الأعمال قام بها الملك، مثل تشييد مرافق عامة وترميم قنوات ري الأراضي الزراعية. ويعود تاريخ وثيقتين منها إلى السنة الأولى من حكمه، يتحدث فيهما عن الأسباب التي دعته إلى الإصلاحات، أهمها الأمر الإلهي الصادر عن إله مدينته نينجرسو Nin-Gir-Su ويعني الاسم «سيد جيرسو».

وكان أول ما قام به أوروك أجينا من أعمال أنه نزع ملكية أراضي المعبد وهي أملاك عامة، من البيت الملكي، ووضعها تحت تصرف إله المدينة، ولم يكتف بكف يد الإقطاعية الممثلة بالملك وحاشيته، بل عمد أيضاً إلى تجريد كهنة المعابد من الصلاحيات الواسعة التي كانوا يستغلونها باسم الآلهة لمصلحتهم، فكانوا يتقاضون أجوراً وضرائب عالية جداً، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب بين عامة الشعب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، حين كانت المرأة تطلق من بعلها وتتزوج رجلاً آخر كانا لا يوثقان ذلك لدى كهنة المعبد بسبب ارتفاع الرسوم التي يتعين عليهما دفعها، فتبقى المرأة على ذمة رجلين في آن واحد.

وتقول وثيقة النص الإصلاحي: كانت المرأة في الأيام الماضية تتزوج رجلين، ولكن اليوم، أي في عهده، إذا حاولت أن تفعل ذلك، فإنها ترجم بحجارة منقوش عليها نيتها الشريرة.

كما عمد الملك المصلح إلى وضع حد لممارسة البغاء بأي شكل كان، وتحت أي اسم حفاظاً على حرمة الأسرة وقدسيتها.

انشغل أوروك أجينا في إصلاحاته الداخلية، ولم يأبه للأخطار الخارجية المحدقة ببلاده، وهو وإن استطاع في بداية أمره أن يسدد ضربةً قاسية إلى جارته المشاغبة مملكة أومّا Umma ويزيح مليكها عن العرش، فإن الخليفة الجديد «لوغال زاغيزي» Lugal-Zagesi اهتم بالفتوحات الخارجية وتوسيع رقعة مملكته، فشن هجوماً عاتياً على لجش راح ضحيته الملك أوروك أجينا، بعد حكم إصلاحي قصير لم يتجاوز سبع سنوات.

 

محمد وحيد خياطة

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

سومر (السومريون).

 

مراجع للاستزادة:

 

- Von Soden, Herrscher Im Alten Orient, (Berlin 1954).

- A. Moortgat, Geschichte Vorderasiens bis zum Hellenismus (Hildesheim 1984).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 232
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 591
الكل : 29611754
اليوم : 66670

إدريمي

إِدريمي   إِدريميّ Idrimi ملك كنعاني حكم منطقة في شمال غربي سورية تدعى «موكيش» وعاصمتها مدينة ألالاخ [ر] (تل العطشانة اليوم) التي تقع عند مجرى نهر العاصي الأسفل قرب مدينة أنطاكية [ر]. بعد أن حكم هذا الملك ثلاثين عاماً تقريباً (نحو سنة 1500 ق.م) أمر بتدوين سيرة حياته الذاتية على تمثاله الذي عثر عليه محطماً عام 1939 في معبد مدينة ألالاخ داخل حفرة في أرضية غرفة قرب المعبد في الطبقة الأولى. وكان التمثال منصوباً في الأصل داخل المعبد, وهو من الحجر الأبيض طوله متر واحد. ويبدو الملك فيه رجلاً طاعناً في السن متربعاً على عرشه والتمثال موجود اليوم في المتحف البريطاني.
المزيد »