logo

logo

logo

logo

logo

بانيول (مارسيل-)

بانيول (مارسيل)

Pagnol (Marcel-) - Pagnol (Marcel-)

بانيول (مارسيل ـ)

(1895 ـ 1974)

 

مارسيل بانيول Marcel Pagnol أديب ومؤلف مسرحي وسينمائي فرنسي ولد في قرية أوباني Aubagne وكان والده موظفاً كبيراً بوزارة التربية الفرنسية.

أمضى بانيول طفولته في مرسيلية، بيد أن أسرته احتفظت بالوشائج المتينة التي تشدها إلى أوباني، حيث كانت تمضي العطل الصيفية، ومن مرابعها الجميلة استوحى الطفل ذكرياته المبثوثةَ في بعض مؤلفاته.

أنهى مارسيل بانيول دراسته الجامعية في مدينة مونبلييه Montpellier ونال شهادة «الإجازة» التي أهَّلته لتدريس اللغة الإنكليزية، عدة سنوات، تسنَّى له فيها، أن يترجم «قصائد الرعاة» Les Bucoliques لفرجيل[ر] Vergilius. كما عكف على تأليف رواية «الفُرِّيرات» Les Pirouettes وجعل من مرسيلية وحاراتها مسرحاً لأحداثها. وتجلى فيها شخصيةً مميزة تتَّسم بالعطف والحنان، ثم اشترك مع بول نيفوا في تأليف مسرحية «تجار المجد» Les Marchands de gloire بيد أنها لم تنل حظاً وافياً من الانتشار والإقبال، وفي مشارف عام 1925، انتقل إلى باريس مدرِّساً، ومنذئذ أخذ نجمه الأدبي، كاتباً مسرحياً، يتألَّق إشراقاً، في سماء الحياة الأدبية الفرنسية، وكانت مسرحية «توباز» Topaze بدايةً مرموقةً ومشجعة، في نظر النقاد والجمهور الذي أقبل على مشاهدتها على نحوٍ منقطع النظير، وترادفت من ثَمَّ، ثلاثيتُه المسرحية: «ماريوس» Marius عام 1929، و«فاني» Fanny عام 1931، و«سيزار» Cesar عام 1936. غير أن مارسيل بانيول، جنح إلى جانبٍ جديدٍ مثيرٍ، من التعبير هو السينما، مستعيناً بجهود بعض السينمائيين لوضع حوارات سينمائية لبعض مسرحياته، وبخاصة ثلاثيته المسرحية المذكورة.

واستقل بانيول بعمله السينمائي فوضع حواراً خاصاً لبعض قصص صديقه الكاتب جان جيونو[ر] Jean Giono ورواياته، بأفلامه المأخوذة والمقتبسة عنها كرواية «رجيعُ» Regain و«زوجة الخباز» La femme du Boulanger وتتَّسم بكونها تمتح من حياة الريف الفرنسي والفولكلور الشعبي، مما أهَّلها لتكون قدوةً ومثالاً، للتألُّق في مجالي المسرح والسينما معاً. وقد أفاد بانيول من مواهب بعض الفنانين الفرنسيين العظام، كالممثل جول مورير المعروف باسم «ريمو» Raimu الذي نهض بدور «سيزار».

وقد انتخب بانيول في الأكاديمية الفرنسية عام 1946، وأخرج بعد ذلك عدة أفلامٍ، لكنها لم ترقَ إلى مستوى أفلامه السابقة. وألَّف كتابه «مجد أبي» La gloire de mon père مستلهماً ذكرياته عن أبيه، كما استلهم ذكرياته عن أمه في كتابه «قصر أمي» (1958) le chateau de ma mère ، و«زمن الأسرار» (1960) Temps des secrets، وكلُّها تقطر رهافةً وطلاوةً.

توفي مارسيل بانيول في باريس ودفن في قرية «لاتري» القريبة من مسقط رأسه حيث كان يستلهم من صور طبيعتها الجميلة ومختلف النماذج الإنسانية الموحية اللمحات والمواقف الإنسانية التي بثَّها في مسرحياته.

يتمتع مارسيل بانيول بأسلوبٍ طيِّعٍ، قادرٍ على رسم شخصياته في مسرحياته وأفلامه، بدقةٍ وبراعةٍ وما يجيش في مطاويها من منازعَ وأهواءٍ، يدَّخرها المشاهد أو القارئ في ذاكرته، نماذجَ إنسانيةً حيةً، ولعل هذا يفسر نجاحَ مسرحياته وأفلامه المستمدة منها وإقبالَ الجمهور على مشاهدتها.

وقد استطاع في مسرحيتي «توباز» و«ماريوس» أن يستشرف بهما قمة الإبداع، إذ جلا فيهما طبائعَ بعض الشخصيات، بواقعيةٍ مثيرةٍ للقلق والتعاطف معاً، وإنه ليحرِّك هذه الشخصيات على المسرح، أو في المشاهد، ببراعةٍ، موشياً حوارَهما بدفءٍ إنسانيٍ حميميٍ. ومستعيناً بأسلوبه الذكي، على شدِّ انتباه القارئ أو المشاهد، وإضفاء المتعة الخالصة على كلماته اللاذعة، الفطنة، التي متحها من الواقع، والفولكلور الشعبي السائد، ومن مفارقات مجتمعه الحافل بمختلف النماذج، فقد جلا شخصيةَ «توباز» المعلم البسيط، الساذَج، بدقةٍ متناهيةٍ، كما رسم شخصية رجلٍ وصوليٍ متسلطٍ، جعل يقود «توباز» كريشةٍ في مهب الريح، ولكن هذا الأخير يدرك في حينه سرَّ اللعبة وسبل النجاح، بحصافة خفيةٍ، ويظفر في النهاية بالتقدير الذي يستأهله.

أما شخصية «ماريوس» فقد صورها بانيول، بكثير من الفطنة والبراعة، والتقنية المحكمة.

وليس من ريب في أن مارسيل بانيول قد أفاد من تجربته المسرحية ليكون كاتبَ مسرحيةٍ من طراز رفيعٍ، ومن تجربته السينمائية، ليكون كاتب سيناريو ناجحاً، ولتظلَّ بعضُ أفلامه محتفظةً حتى هذا التاريخ، بقيمتها الفنية.

 

بديع حقي

 

مراجع للاستزادة:

 

- CLOUAR D HENRI, Histoire de la littérature française, éd: Albin Michel (Paris1957).

- GIRARD MARCEL,Guidé illustre de la littérature française moderne,Edition Pierre Seghers (Paris1949).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 676
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 545
الكل : 29580913
اليوم : 35829

أنيربو (أسرة-)

أنيريو (أسرة ـ)   تركت أسرة أنيريو Anerio Family الموسيقية الإيطالية آثاراً بارزة في مدرسة رومة الموسيقية ولاسيما الموسيقى الدينية، وذلك في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وسيقتصر البحث على اثنين من الإخوة في هذه الأسرة لمكانتهما الخاصة. أما الأول منهما فهو: جوفانّي فرنْتشيسكو (1567-1630) Giovanni Francesco مؤلف موسيقي ولد في رومة وتوفي في غراتز في النمسة وهو ابن ماوريتسيو Maurizio الذي كان يعمل موسيقياً في الحضرة البابوية. بدأ حياته الموسيقية طفلاً منشداً في الكنيسة تحت قيادة المؤلف الموسيقي بالسترينا[ر] G.P.Palestrina. وفي عام 1600 صار جوفاني قائداً للجوقة الغنائية Chorus في كنيسة القديس يوحنا المعمدان في مدينة سوريانو، انتقل بعدها عام 1624 ليعمل في حاشية أمير كراكوفيه في بولونية بعد أن تقلد مناصب موسيقية عدة.
المزيد »