logo

logo

logo

logo

logo

البسطة

بسطه

Bastah - Bastah

البسطة

 

البسطة Bastah موقع أثري يقع على بعد 16كم إلى الجنوب الشرقي من وادي موسى في جنوبي الأردن، وتبلغ مساحته نحو 14 هكتاراً، ويرتفع نحو 1460 متراً عن سطح البحر.

ذكر الموقع أول مرة على أنه مستوطنة نبطية الأمريكي نلسون غلوك N.Glueck عام 1934ـ1935، وأعادته الإنكليزية ديانا كيركبرايد D.Kirkbride عام 1959 إلى العصر الحجري النحاسي، وأرجعه الأردني غازي بيشة عام 1972 إلى العصر الحجري الحديث. ويعد الألماني هانس غيبل H.Gebel أول من ذكر أهميته كموقع للعصر الحجري الحديث قبل الفخاري «ب» وذلك عام 1984. نقبت في الموقع بعثة أردنية ـ ألمانية مشتركة مؤلفة من مجاهد المحيسن وهانز نيسن H.Nissen وهانس غيبل على مدى خمسة مواسم بين عامي 1986 و1992، وقسمته إلى أربع مناطق هي أ ،ب ،ج ،د، ونُقب في منطقتي أ و ب. ونتج من التنقيبات في منطقة «أ» الكشف عن مبانٍ مستطيلة الشكل بنيت جدرانها من الحجارة المنتظمة، واحتوت غالبيتها على أرضيات مكسوَّة بالجص ومدهونة باللون الأحمر. وتبين أنها غرف ووحدات سكنية مختلفة المساحات مع عدم وجود مساحات فارغة بين الأبنية.

وكشفت التنقيبات في المنطقة «ب» عن نموذج مختلف من المباني، إذ امتازت من غيرها بوجود وحدات سكنية مكررة بنيت بتخطيط مسبق، فكل وحدة سكنية تحتوي على ساحة مركزية مساحتها 6×3.5م، محاطة بثلاثة صفوف أو أربعة من الغرف الصغيرة المساحة على ثلاث جهات، في حين احتوت الجهة الرابعة صفين من الغرف المتعاكسة الاتجاه. وتتصل هذه الغرف بالساحة المركزية عن طريق نوافذ صغيرة في الجدار المواجه للساحة، وترتفع نحو 60سم عن أرضية الغرفة. واستخدمت في بناء هذه المباني الحجارة الكلسية التي استخرجت من المنطقة رقائق شُذبت، ووجدت بحالة جيدة وحافظت تقريباً على ارتفاعها الأصلي، كما عثر على جدران بارتفاع 190سم، وطليت جدران الغرف وأرضياتها والساحة المركزية بالجص المزخرف بتشكيلات هندسية ملونة بالأحمر والأسود على خلفية ذات لون عاجي فاتح.

وكشفت التنقيبات في المنطقتين «أ» و«ب» عن أنفاق مغطاة ببلاطات حجرية، تحت أرضيات المباني على الأرجح، استخدمت لدعم الجدران ولتسوية الأرضيات، وليس لجر المياه أو تخزينها.

وكذلك اكتُشف في المنطقتين كلتيهما عدد من المدافن داخل المناطق السكنية وخارجها، بأسلوب الدفن الفردي والجماعي تعود غالبيتها لأطفال. علاوة على هياكل بشرية وجدت داخل السراديب الحجرية تحت أرضيات المنازل. أما البالغون فقد عوملت هياكلهم بأسلوب فصل الجمجمة المتبع في هذه الحقبة، إلا هيكلاً لشخص مدفون، وجد ملقىً على وجهه بوضع القرفصاء، وكانت الجمجمة ما تزال على الهيكل العظمي، وعثر على الجماجم المفصولة بوضعية منفردة أو جماعية. وكانت الأدوات الصوانية تتألف من رؤوس سهام ومثاقب ومناقيش. كما عثر على كميات كبيرة من الأدوات الحجرية الثقيلة كالأجران والمدقات والمهارس، وعلى أوان مصنوعة من العجينة البيضاء وعلى أدوات مصنوعة من العظام أعدت في غالبيتها لاستعمالات الحياكة والنسيج. واهتم إنسان البسطة بالفنون، فقد صنع أدوات الزينة كالعقود والأقراط من الأصداف والفقريات البحرية، وعثر أيضاً على عدد من الأساور المصنوعة من الحجارة الرملية والجيرية، ويعد القناع الحجري والتعويذة على شكل وجه والتماثيل في أهم القطع الفنية. كما وجدت بقايا قمح وشعير وبازلّاء، وبقايا فستق وبندق ولوز. ودجن إنسان البسطة الحيوان، فقد عثر على عظام معز وضأن، وعظام حيوانات أخرى كالغزلان والحمار الوحشي والطيور الصغيرة والأرانب البرية.

تعود البسطة إلى الثلث الأخير من الألف السابع قبل الميلاد. وتشير الدراسات الجيومورفولوجية والنباتية والحيوانية إلى أن المناخ في تلك الحقبة كان أفضل حالاً من المناخ اليوم. وتدل نتائج المسح والتنقيبات على أن البسطة ربما كانت مركزاً للتبادل التجاري في منطقة الجنوب، كما كانت الحال في موقع عين غزال في وسط الأردن.

 

خالد أبو غنيمة

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأردن ـ عصور ما قبل التاريخ ـ العصر الحجري الحديث.

 

مراجع للاستزادة:

 

- H.J.Nissen, M.Muheisen and H.G.Gebel with Contributions by C.Becker R.Neef -H.J.at Basta.(1986-1987). ADAJ 31:79-119.

- H.J.Nissen, M.Muheisen and H.G.Gebel with Contributions by C.Becker, B.D.Hermansen, W.Karasneh, N.Qadi, M.Schultz. and A.Scherer 1991 “Report on the Excavation at Basta 1988". ADAJ, 35:13-40.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 113
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 580
الكل : 31919452
اليوم : 39482

غراسمن (هرمن غونتر-)

غراسمَن (هِرمَن غونْتَر ـ) (1809 ـ 1877)   هِرمَن غونْتَر غراسْمَن Hermann Günther Grassmann عالم لغوي ومترجم عن اللغة السنسكريتية وعالم رياضيات ألماني، ولد في مدينة شْتِتِّين Stettin التابعة لبروسيا Prussia آنذاك، والبولونية (Szczecine) اليوم. كان واحداً من اثني عشر ولداً، تزوج في الأربعين وأنجبت له زوجته أحد عشر ولداً وبنتاً. أمضى غراسمن ثلاث سنوات في برلين لدراسة اللاهوت والآداب القديمة وعمل طوال حياته معلماً. لم يحصل على معرفة جامعية ولم يتبوأ أي منصب أكاديمي، على الرغم من إنجازاته في حقولٍ علمية عدة، ومن محاولاته الدؤوبة من أجل ذلك.
المزيد »