logo

logo

logo

logo

logo

بورجيه (بول-)

بورجيه (بول)

Bourget (Paul-) - Bourget (Paul-)

بورجيه (بول ـ)

(1852 ـ 1935)

 

ولد الكاتب الفرنسي بول بورجيه Paul Bourget بمدينة أميان Amiens الفرنسية وتوفي في باريس. كان والده جوستان معلماً للرياضيات، وقد أبدى بول منذ نعومة أظافره ميلاً مُتَّقِداً للمطالعة، وقدم إلى باريس إثر نيله الشهادة الثانوية، ليتابع دراستَه في معهد الدراسات العليا حيث حصل على الإجازة في الآداب.

وقد أخذ بأسلوب تين[ر] Taine وسانت بوف[ر] Sainte-Beuve في نهج نقدهما، وقرض الشعر في شبابه فأصدر ثلاث مجموعات شعرية ذاتية الطابع، ثم أصدر كتاباً علمياً هو «مقالات في التحليل النفسي المعاصر» Essais de Psychologie Contemporaine يتجلَّى فيه تأثير تين، ثم أتبعه بدراساتٍ جادةٍ في مجال النقد. ولما قارب الثلاثين من عمره بدأ يكتب الرواية، متأثراً ببانجامان كونستان[ر] Benjamin Constant خاصة. واتَّسم ميلُه بالتجديد في تقنية الرواية، وبدا كما لو أنه يواجه التشخيص الخارجي لدى أميل زولا[ر] Emile Zola بالتحليل النفسي المهتم باستجلاء الحالات النفسية المختلفة وعوارضها وأزماتها. هكذا أصدر روايات: «اللغز القاسي» (1885) Cruelle enigme و«جريمة حب» (1886) Un Crime d’amour و«أندريه كورنيليس» (1887) André Cornélis و«أكاذيب» Mensonges مصوِّراً فيها الحياة السائدة في عصره، ومُتَّكِئاً على التحليل النفسي الدقيق، ثم أصدر رواية «المُريد» (1889) Le Disciple التي تعدُّ قمة إنتاجه الروائي، ورواية «المرحلة» (1902) L’Etape.

ظفرت روايته «المريد» شهرةً ذائعةً، واختلف الجمهور الأدبي الفرنسي في تقديرها بين قادحٍ ومادحٍ لها، وقد صور فيها بورجيه معاناة عصره، إذ يحتلُّ الدين بتعاليمه والمجتمع بتقاليده مكانتهما البارزة. وبدا الكاتب في هذه الرواية، كما لو أنه ينأى عن أفكار تين منتقداً إياه على نحو غير مباشر، بحيث يتلامح طيف تين خلف فيلسوف يطغى بفلسفته المادية على مريده الساذج، ليهيمن على مقدرات حياته كلها. وفي رواية «المرحلة» رسم التناقض القائم ما بين أسرة مسيحية متآلفة وأسرة متحررة لا تقيم وزناً للفضيلة والقيم الخُلُقية المثالية.

لئن تراءى بورجيه روائياً قادراً على تصوير الحياة النفسية للإنسان، واستجلائها بعمق ودراية، فإن أدبه يتبدى على محكِّ النقد، بعيداً عن أن يكون مجرد تحليل نفسي، إذ يكمن خلف قلمه منازع الرجل المهتم بالفضيلة والأخلاق السامية، قبل أي شيء آخر. وكان يؤخذ على هذا الكاتب الملتزم باحترام القانون وتعاليم الكنيسة أنه كان يسوِّغ ضعف المرأة وعاطفتها الحساسة المتوفزة، في حين لم يكن يضنُّ على الرجل بلواذع نقده العنيف، ولعل هذا يفسر إقبال النساء بفرنسة على مطالعة رواياته، وانتشارها، آنذاك، في مختلف الأوساط النسائية الفرنسية.

وقد ظهرت رواية «المريد»، في الوقت الذي كانت تهيمن فيه الرمزية[ر]Le Symbolisme على الجمالية البرناسية[ر] Le Parnasse المتقهقرة، لتجد المنحى المستجد لها، آنئذٍ. وتتبدَّى الرواية كما لو أنها تبسط قضية العلم وحدوده من وجهة نظر المفكر الفيلسوف، كما تبسط وجهة نظر الأخلاقي في قضية الفردية Individualisme إلى جانب حقوق المجتمع المسيطرة.

والتأمت في أدبه النقدي والروائي عدة عوامل متناقضة يلائم الكاتب فيما بينها، فهو من جانب يتأثر بالناقد الفرنسي تين، ومن جانب آخر ينتقده على نحو غير مباشر. وفي أشهر كتبه النقدية «دراسات ولوحات» Etudes et Portraits، يسوق بورجيه أفكاره في بنيان متين، متسق، وقد بدت هذه الأفكار ظاهرة مهيمنة أيضاً في كتابه «صفحات نقدٍ وعقيدة»Pages de critique et de doctrine. وهكذا يتحوَّل شيئاً فشيئاً إلى نقيض ما كان يعتقده ويؤمن به من قبل، محاولاً أن يساعد بقلمه على شفاء الشبيبة الفرنسية من علل التشاؤم والانفعالية والاتجاه العلمي Scientisme الصارم.

 

بديع حقي

 

مراجع للاستزادة:

 

- CLOUARD HENRI, Histoire de la littérature française (Paris 1949).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 499
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 570
الكل : 29617764
اليوم : 72680

دالين (أولوف-)

دالين (أولوف -) (1708-1763م)   أولوف دالين Olof  Dalin ناثر وشاعر ومؤرخ سويدي، ولد في فينبري Vinberg في جنوبي البلاد، وكان والده قساً. لم تكن عائلته غنية لكنها كانت مثقفة، فحصل على تعليم جيد من قبل الأهل، ثم من قبل مدرسين خاصين، فنمت موهبته في الكتابة والرسم. دخل وهو في الثالثة عشرة من عمره جامعة لُند Lund إحدى أعرق الجامعات السويدية ودرس فيها الأدب والفلسفة والتاريخ مدة ست سنوات. ثم رحل إلى ستوكهولم عام 1727 حيث عمل على التوالي في تعليم أطفال عائلة نبيلة، ثم في إدارة وثائق الدولة، ومديراً للمكتبة الملكية، وأصبح عضواً في أكاديمية العلوم، ومدرساً خاصاً لولي العهد الذي أصبح فيما بعد الملك غوستاف الثالث. حصل دالين على مرتبة النبالة عام 1751 فأخذ لقب «فون» دالين Von Dalin.
المزيد »