logo

logo

logo

logo

logo

ألبرتي (ليون باتيستا-)

البرتي (ليون باتيستا)

Alberti (Leon Battista-) - Alberti (Leon Battista-)

ألبرتي (ليون باتيستا ـ)

(1404 ـ 1472)

 

ليون باتيستا ألبرتي Leon Battista Alberti معمار إيطالي، من أتباع المذهب الإنساني في الفن، ولد في جنوة وتوفي في رومة. ويعد مع برونِلّيسكي Brunelleschi، من أهم معماريي عصر النهضة الإيطالية. دخل عالم العمارة من أبوابها العريضة عن طريق البحوث النظرية، وليس عن طريق ممارسة الحرفة، وذلك خلافاً لعادة معماريي عصره. وكان متمكناً من فنون الرسم والنحت والشعر والموسيقى والفلسفة إضافة إلى العمارة. وبعد إنهاء دراسته الجامعية في كل من مدينتي بادوفة وبولونية عام 1432 التحق ألبرتي بالبلاط البابوي في الفاتيكان، ولكن اهتمامه كان منصباً على الآداب والفنون، وأخذ يبحث في طراز العمارة التقليدية القديمة، واستنبط منها أسساً ومقاييس هندسية اعتمدها في تصاميمه للأبنية التي كُلّف إنشاءها والتي أصبحت بعد ذلك مثلاً يحتذى ومَعْلماً مهماً في عمارة عصر النهضة الإيطالية.

في عام 1446 كلّفه سيغيزموندو مالاتيستا Sigismond Malatesta، حاكم مدينة ريميني، القيام بأول عمل له وهو إكمال بناء الكنيسة الفرنسيسكانية في المدينة، وقد عرفت الكنيسة باسم هيكل مالاتيستا Temple Malatestiano وقد استعمل ألبرتي فكرة أقواس النصر الرومانية في معالجة واجهة الكنيسة، وحول البناء القوطي إلى بناء يحمل طابع عصر النهضة.

وفي عام 1458 كلفه التاجر الفلورنسي المشهور جوفاني روتشيلاّي G.Ruccellai، إعادة بناء الكنيسة الدومينكانية، القوطية الطراز، سانتا ماريا نوفِلاّ S.Maria Novella في مدينة فلورنسة، فأقام ألبرتي واجهة للكنيسة مختلفة تماماً في تعبيرها عن فناء الكنيسة الداخلي، وأبرز القسم الأوسط من الكنيسة، عن طريق رفع واجهته عن القسمين الجانبيين بصورة تعيد إلى الأذهان واجهات المعابد القديمة، كما غطاها بمساحات من الرخام الإيطالي تنظمها أشكال متناسقة تعطي للواجهة بمجملها تناغماً أخاذاً. ولكن عمل ألبرتي، الأكثر تعبيراً هو كنيسة القديس أندريا في مانتوفا التي تم تصميمها في عام 1470 وبوشر ببنائها عام 1472، أي في عام وفاة ألبرتي، وانتهى بناؤها عام 1494. وفيها يظهر الشبه بالأبنية الرومانية القديمة واضحاً، فالواجهة تذكر بأقواس النصر وإكساءات السقوف منفذة بالحجر الطبيعي وأما مجاز القبة فيبلغ 18 متراً.

 من أهم أبنية ألبرتي قصر روتشيلاّي في فلورنسة الذي صمّمه بأسلوبه المعروف المستقى أيضاً من العمارة التقليدية القديمة. وتتميز واجهته ذات الطوابق الثلاثة، بتفاصيلها الواضحة وأقواسها المحيطة بالنوافذ وأعمدتها التقليدية ويضاف إلى أثر أبنية ألبرتي المهم في أسلوب عصر النهضة كتاباته في هذا المجال.

فقد كتب أول رسالة له «في التصوير» De Pictura عام 1436، وفي عام 1464 كتب رسالته في «فن التماثيل» De Statua.

وفي الحقبة ما بين هاتين الرسالتين كتب مؤلفه الشهير ذا الأجزاء العشرة عن فن العمارة De Readificatoria ويعتقد بأنه انتهى من تأليفه عام 1452، إلا أن نشره تم بعد وفاته عندما دفع أخوه برناردو بالمؤلف إلى الطبع عام 1485 مع إهداء إلى لورنزو دي ميديتشي Lorenzo Dei Medici.

تعالج الأجزاء الخمسة الأولى من هذا المؤلف موضوعات الإنشاء المعماري والتنفيذ والمتطلبات التي تضمن الديمومة والاستقرار الوظيفي للأبنية. يتكلم ألبرتي في هذه المجلدات عن الشروط الخارجية والمحيطية المؤثرة في المبنى (الموقع، الطقس، الهواء، الشمس، الرياح)، وكذلك عن عناصر إنشاء المبنى (الجدار، السقف، السلم) وعن مواد البناء واستعمالاتها والطابع العام والخاص للأبنية، وكذلك عن تنظيم المدن.

تبحث الأجزاء الأربعة السادس حتى التاسع موضوعات المعالجة الجمالية للأبنية والانطباع الذي يحدده الشكل المعماري للمبنى عن طريق مقاييس المعابد التقليدية ومفاهيم النسب والتكوين والزخرفة. أما الجزء العاشر فيبحث موضوعات الأبنية المائية والري وكذلك موضوعات ترميم المنشآت المعمارية وإعادة بنائها.

يستند ألبرتي في أفكاره إلى الفلاسفة والكتاب القدماء ويستشهد بهم ومنهم سقراط وأرسطو وهوميروس. ولكنه لا ينقل عنهم حرفياً بل يأخذ ما يستقيه منهم بالتحليل والنقد منطلقاً في ذلك من دراساته الخاصة. وهو يرى أن الفنان عماد في الفن الحر ويجب ألا ينظر إليه على أنه عامل يدوي، ويجب أن تتوافر لديه خلفية عميقة من ثقافات متعددة الجوانب يكون في جملة ما تشمله الشعر والتاريخ والرياضيات.

كان ألبرتي عظيم الإعجاب بما هو قديم واتباعي من الفنون، وكان يلح على مكانة الأساس العقلاني والعلمي في الفنون، ولكن نظرته إلى الفن غدت مع تطور حياته تأخذ بالمفاهيم الإنسانية والعلمية.

طلال عقيلي

 

 

التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 210
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 542
الكل : 31687585
اليوم : 42167

الكلسيوم والاستقلاب الخلوي

الكلسيوم والاستقلاب الخلوي   هو المعدن الأكثر وجوداً في الجسم البشري. رقمه الذري 20 وكتلته الذرية 40.08. وهو من المعادن الضرورية للحفاظ على صحة البدن. يشكل 1.5 ـ 2٪ من وزن الجسم، ويوجد 98٪ منه في العظام و1٪ في الأسنان، وتتوزع الكمية الباقية في الأنسجة والدوران. تقوم شوارد الكلسيوم بدور حيوي مهم في العديد من العمليات الفيزيولوجية في الدم والعضلات والأعصاب والأنسجة، ولاسيما في تنظيم تقلص عضلة القلب، والناقلية العصبية، وتخثر الدم. يحتاج امتصاص الكلسيوم في الأمعاء إلى وجود الفيتامين D، وهرمون الدريقات (PTH) parathyroid hormone، وذلك للمحافظة على قيمه بشكل سوي ثابت.
المزيد »