logo

logo

logo

logo

logo

برليوز (هكتور-)

برليوز (هكتور)

Berlioz (Hector-) - Berlioz (Hector-)

برليوز (هكتور ـ)

(1803 ـ 1869م)

 

هكتور برليوز Hector Berlioz مؤلف موسيقي فرنسي، ولد في لاكوت سانت أندريه La Côte St.Andre وتوفي في باريس. أرسله والده الطبيب، عام 1821، إلى باريس لدراسة الطب، ولكن برليوز الذي كان مشغوفاً بالموسيقى التي شرع في دراسة مبادئها في مسقط رأسه، تابع دراسة الموسيقى في باريس بدلاً من دراسة الطب مما حمل والده على قطع نفقاته الدراسية والمعيشية، فاضطر الشاب إلى تدريس الموسيقى وكتابتها والغناء في الجوقات الغنائية لكسب عيشه.

حصل برليوز عام 1830، بعد أربع محاولات مخفقة، على «جائزة رومة الكبرى» Grand Prix de Rome، وهي منحة دراسية تقدمها الحكومة الفرنسية للموهوبين والمتفوقين لإتمام دراستهم الفنية في رومة (إيطالية)، وكان قد أقام، في ذلك العام حفلة موسيقية قدّم فيها بعض مؤلفاته الموسيقية منها «السمفونية الخيالية» (1830) symphonie fantastique، وهي أول أعماله الكبيرة، نالت استحساناً ملحوظاً، وأطلق عليه لقب  «صاحب مدرسة».

شغف برليوز، في باريس، بمسرح شكسبير وبخاصة مسرحيتا «هملت» و«روميو وجوليت»، ووقع في غرام الممثلة الإيرلندية هارييت سميثون H.Smithson التي كانت تقوم بدور «جولييت» إلا أن هارييت لم تهتم بحب برليوز لها.

سافر برليوز، في بداية عام 1831، إلى رومة لمتابعة دراسته الموسيقية. وعاد إلى باريس عام 1832 وتزوج الممثلة سيمثون وصارت دارهما ملتقى بعض الشخصيات الأدبية والفنية الشهيرة المقيمة في باريس. إلا أن حياتهما الزوجية  لم تدم طويلاً فانفصلا عام 1843، وبدأ برليوز القيام بجولات موسيقية خارج وطنه مثل بلجيكة وألمانية ورومانية وبخاصة روسية التي لاقى فيها نجاحات كبيرة عوضته عن مآسيه الفنية والمادية والاجتماعية التي عاناها في وطنه. كما أنه زار إنكلترة واجتمع فيها بالمؤلف الموسيقي الألماني فاغنر R.Wagner إلا أن جولة برليوز الأخيرة هذه لم تكن ناجحة. وحين توفيت زوجته عام 1854، تزوج ماري رسيو M.Recio وهي مغنية ناشئة كانت ترافقه في رحلاته خارج فرنسة، بيد أنها توفيت هي أيضاً عام 1862، كما توفي ابنه لويس، من زوجته الأولى، عام 1867، وصار برليوز غارقاً في الوحدة والضياع العاطفي، إضافة إلى إصابته بالمرض. ومع ذلك، فقد قام بجولة فنية ثانية ناجحة إلى روسية أنهكت صحته وكانت آخر جولاته الموسيقية. ولعدم نجاح بعض مؤلفاته، امتنع عن التأليف في أواخر حياته وعاد إلى الكتابة الموسيقية النقدية والصحفية. وكانت نزهاته المفضلة مقبرة مونمارتر Montmarter حيث دُفن فيها.

يمثل برليوز أحد الوجوه البارزة للموسيقى «الإبداعية» (الرومنسية) romanticism الأوربية. وقد مهر في التوزيع الأوركسترالي orchestration، وتطوير الأوركسترا [ر. الفرقة الموسيقية] الحديثة. كما أنه كاتب وناقد موسيقي بارع تشهد له بذلك «مذكراته» وكتاباته حول الموسيقى. ويُعد أيضاً من أوائل الموسيقيين لـ «الموسيقى المبرمجة» program music أي الموسيقى التي تعبر عن قصة ما. وقد استوعبت موسيقاه البلاد التي زارها أكثر من بلده فرنسة. وكان أكثر المدافعين عن موسيقاه كل من الموسيقيين: باغانيني N.Paganini الإيطالي، وليست F.Liszt المجري، وشومان R.Schumann الألماني. وقد أضفت ثقافة برليوز الأدبية، التي استمدها من شكسبير وغوته، على موسيقاه طابعاً عالمياً وخرجت بها عن الإطار الفرنسي المحدود. وتتميز بعض تآليفه الموسيقية مثل «هارولد في إيطالية»، و«طفولة المسيح» و«الطرواديون» بالطابع الشاعري لحوض البحرالمتوسط.

يتصف برليوز بالجرأة والتوقّد المبدع المطبوعين بالعواطف الجياشة والتصور الهادئ. فهو رومنسي ولكنه ليس ارتجالياً. وتمتاز موسيقاه بحلاوة أنغامها وجمال ألوانها الأوركسترالية وإيقاعاتها المتغيرة. والحسن اللحني الذي يُغني الانسجام (الهارمونية) harmony ويلطّف اللحن هو إدراك شخصي وعفوي عند برليوز لفن الطباق[ر. الموسيقى] counterpoint الذي يسمح له بتركيب عناصر لحنية مختلفة بعضها فوق بعض ويبرز نوعاً من التماثل الذي يخصه بالذات. ويظهر ذلك بجلاء في أعماله مثل: «السمفونية الخيالية»، و«الموسيقى الجنائزية»، و(الريكويم) requiem، و«هارولد في إيطالية»، و«روميو وجوليت»، و«لعنة فاوست».

وتعد سمفونية برليوز «الخيالية»، كما وصفها هو «حادثة من حياة فنان»، من نوع «الموسيقى المبرمجة» وهي من الأعمال السمفونية غير التقليدية، كما تعد ترجمة عاطفية خالصة تجلت في حبه لسمبثون قبل زواجه إياها. وتتميز السمفونية بوجود اللحن المركز «الفكرة الثابتة» idee fixe  فيها وهو لحن قصير، يمثل فكرة أو شخصية، ويتردد بأشكال مختلفة، ويربط الأقسام الموسيقية بعضها ببعض. وقد تأثر فاغنر، فيما بعد، بهذه الفكرة فابتكر ماسماه بـ «اللحن الدال» leitmotive.

ومؤلَّفة برليوز «هارولد في إيطالية» (1834) هي قطعة موسيقية تزغرد فيها آلة الفيولا viola [ر. الكمان] بمصاحبة الأوركسترا، كتبها بطلب من عازف الكمان الشهير باغانيني. وتبرز هذه القطعة شخصية لحنية شبيهة بـ «الفكرة الثابتة». وفي قطعته «روميو وجوليت» (1839) يتحرر برليوز كلياً من ضغط البناء التركيبي السمفوني لصالح مشاعر خيالية تبرز حركة مأساوية مختلفة التعابير. أما «لعنة فاوست» (1846) فهي أسطورة مأساوية تنحو نحو الأوبرا. وقد قامت بتأدية بعض أعماله مثل «روميو وجولييت» و«قداس الموتى» (وهو في ذكرى ثورة تموز) فرق موسيقية ضخمة تجاوزت المئتي عازف.

كتب برليوز في معظم الأنواع المختلفة من الصيغ الموسيقية. ومن مؤلفاته، إضافة إلى ماذكر سابقاً: «السمفونية الجنائزية والاحتفال بالنصر» (1840) symphonie funèbre et triophale، وافتتاحيات overture «بنفنوتو تْشِلّيني» (1838) Benvenuto Cellini، و«القرصان» (1855)، و«الملك لير» (1831)، و«الكرنفال الروماني» (1844)، والقطعة الدينية «القداس الاحتفالي» (1822)، والقطعة الغنائية «موت كليوباترة» (1829)، ومتتالية (سويت) [ر. الصيغ الموسيقية] suite «ليليو» Lelio أو «العودة إلى الحياة» (1832)، وبعض القطع الجوقية الغنائية.

كما ألف برليوز كتاباً شرح فيه طريقة التوزيع الأوركسترالي. ويعد هذا الكتاب مرجعاً مهماً في دراسة آلات الأوركسترا واستخدامها في الألحان والمؤلفات الموسيقية.

 

حسني الحريري

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الصيغ الموسيقية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ إميل تويللرموز، تاريخ الموسيقى الغربية، ترجمة صلاح الدين برمد (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1980).

- Michael Kennedy, The Concise Oxford of Music, Oxford University Press(New York, 1989).

- J. G. Demombynes,Histoire de la musique Française, Payot(Paris 1946).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 895
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 559
الكل : 29607758
اليوم : 62674

بيو (أندريس-)

بيو (أندرِس ـ) (1781 ـ 1865)   أندرِِس بيو Andrés Bello شاعر وكاتب ومفكر وسياسي تشيلي. ولد في مدينة كاراكاس في فنزويلة، وتوفي في سانتياغو دي تشيلي. درس الفلسفة والتشريع والطب والفنون، وأرسل في عام 1810 إلى بريطانية في مهمة دبلوماسية بصفة سكرتير، واتصل هناك بأهم رجال الفكر والأدب الذين أثروا في فكره. نشر مجلتين لم تدوما طويلاً هما المكتبة الأمريكية Biblioteca Americana عام 1923 والمجموعة الأمريكية El Repertorio Americano عام 1926- 1927 حاول فيهما تقديم برنامج ثقافي خاص بلغات أمريكة وآدابها. وعاد إلى تشيلي ليشغل مناصب سياسية مهمة في الحكومة، وأسس صحيفة إيل آراوكانو (1930-1953) El Araucano، وكان مؤسساً ورئيساً لجامعة تشيلي.
المزيد »