logo

logo

logo

logo

logo

الدعابة

دعابه

Humour - Humeur

الدعابة

 

الدعابة humor استجابة أو حالة نفسية ذات مظهر انفعالي محدد يبدو في الضحك والابتسام. وتشير الدعابة أيضاً إلى كل موقف يبعث على الضحك أو الابتسام يصنعه الإنسان في الغالب عندما يطلق نكتة مثيرة، أو يتحدث حديثاً مرحاً. وبكلا المعنيين تستخدم الدعابة والتسلية لإدخال المسرة على النفس شأنها في ذلك شأن مرادفاتها كالفكاهة والمزاح والأملوحة والملحة وغير ذلك.

وتعرف القدرة على توليد الدعابة بـ «حس الدعابة»، في حين يعرف الشخص الذي يمتلك هذه القدرة بالفكه وغالباً ما يتسم بالذكاء الحاد والقدرة على خلق المواقف الضاحكة.

أنوع الدعابة

تختص الدعابة بالكائن البشري. والأشياء التي تثير ضحك الناس متباينة، ويؤثر فيهم متغيرات مثل خلفية الفرد الثقافية وتذوقه واهتماماته وعمره وغير ذلك؛ لذا فإن ما يضحك فلاناً بقهقهة يضحك آخر بابتسامة، في حين أنه لا يؤثر في شخص ثالث، أو أن ردة فعل شخص آخر تكون مخالفة تماماً. وتظهر الدعابة في أي وسط فني أو حياتي على أنماط منها:

ـ النكتة: وتعدُّ من أكثر أشكال الدعابة شيوعاً، إذ تتضمن موقفاً عادياً مألوفاً، ولكنه يحوي بالوقت نفسه على تناقض أو تحريف أو مبالغة في بعض أجزائه.

ـ التورية: وتعتمد على اللعب بالكلمات التي تحمل معنيين اثنين للكلمة ذاتها أو لكلمتين متقاربتين في لفظهما وصوتهما.

ـ التهريج: وهو نموذج فج من الهزل المرئي يعتمد على حركات هيولية سريعة، وأصباغ على الوجه، وألوان زاهية في الملابس، وفطائر تلقى على وجوه الناس.

ـ الكاريكاتور: ويشير إلى هزل مرسوم لأشخاص مهمين وأحداث حياتية أو سياسية أو اجتماعية بطريقة مضخمة.

ـ المحاكاة الساخرة Parode وتشير إلى كل أثر أدبي يتضمن إيماءً مكتوباً من الشعر أو العمل يخلق ضحكاً.

إضافة إلى هذه الأنواع هناك الهجاء، والتهكم، والاستهزاء، واستخدام عبارات تخالف المعنى الحقيقي لها.

نظريات الدعابة

تتوزع النظريات التي حاولت تفسير الدعابة بالمعنى العام لها ضمن فئتين اثنتين: الأولى، تنظر للدعابة على أنها عدائية مهينة وغير حميدة، بينما تنظر الثانية إليها على أنها مسالمة وممتعة ونقية، وهذه النظريات:

ـ التفوق والمهانة: ترى هذه النظرية أن الضحك ليس إلا مظهراً من مظاهر السرور وأنه يظهر عند إحساس الفرد المفاجئ بمقارنة ذاته بالآخرين وتقويمها بتفوقه عليهم، إذ يكتشف عيباً أو عجزاً فيهم، وليس فيه بما يوحي له بالامتياز عنهم، فيشيع السرور في نفسه فيظهر الضحك.

وتظهر هذه النظرية الشخص الفكيه الذي يلقي الدعابة في موقف التفوق والاستعلاء، وتضع الآخر الذي تدور حوله الدعابة في موقف المهانة، أكانا واعيين لموقفهما أم غير واعيين.

تضع هذه النظرية صور العجز والقبح والتشويه المختلفة الجسدية والنفسية ضمن الموضوعات التي تثير الضحك، بل إن بيكون Bacon يضع القبح أول هذه الموضوعات.

ـ التنافر والإحباط: تعدُّ هذه النظرية الضحك تعليقاً على أشياء تتفاوت فيها ذواتنا مع الطبيعة، فعندما يكون هناك تضاد بين ذواتنا وبين ما هو طبيعي فإننا نضحك، وترى هذه النظرية أنه لا يوجد شيء يجعل الفرد يضحك كالمفاجأة بين ما كان يتوقعه وبين ما يراه سواء في أفكاره ومشاعره، أو في مقارنة أفكاره ومشاعره بأفكار الآخرين ومشاعرهم، فإذا استطاع الفرد أن يكتشف أن ما تصوره خطراً ليس إلا وهماً لا حقيقة فإنه لا يملك إلا أن يسخر من نفسه لهذا الخطأ الذي وقع فيه، كما أنه يسخر من نفسه إذا اكتشف أن المجهود الذي يبذله في تحقيق آماله لا يستحق هذا البذل لسخافته أو تفاهته.

لقد بيّن برغسون Bergson أن الموقف يكون مضحكاً عندما يكون هناك شيئان يعتمدان على سلسلة من الأحداث ويكونا قابلين للتفسير في وحدتين مختلفتي المعنى في الوقت نفسه. وتعد هذه الثنائية هي الأساس في إثارة الدعابة ومن ثم الضحك.

ـ التنفيس وتحرير الكبت: ترى هذه النظرية أن الضحك والابتسامة تحرير للتوتر وإطلاق للمكبوت، وهي تعبير عن الأحاسيس والأعماق. والدعابة والضحك كتابة خارجية للأحاسيس؛ فالفرد الذي يبتسم أو يضحك عندما يصل إلى النهاية في أداء مهمة صعبة إنما يفعل ذلك ليعطي إشارة لنهاية جهد أو نهاية معاناة.

ويذكر فرويد[ر] Freud أن الضحك ينبثق عندما تتحرر الطاقة النفسية، فالدعابة ذات أصل في الغريزة العدوانية التي تكون بعيدة عن متناول الشعور وتختفي في اللاشعور، ومن خلاله يتم التوفيق بين المقبولية الاجتماعية وتفريغ الطاقة النفسية والتعبير الحر عن العدوان، لذا فإن الدعابة تؤدي دوراً رئيساً في صميم الحياة النفسية، فباستبعادها لإمكانية الألم تتخذ مكاناً آخر إلى جوار غيرها من الطرائق البشرية الفعالة التي ابتدعها الإنسان ليهرب من الألم.

الدعابة والصحة

يؤثر الضحك، إذا كان في الحدود الطبيعية، إيجابياً في أعضاء كثيرة من جسم الإنسان تشمل الكبد والرئتين، وينشط القلب والدورة الدموية، كما يؤثر في جهاز مناعته، إذ وجد أن كمية الخلايا المقاتلة في الجسم والتي تشكل خط دفاع أولي لجهاز المناعة ضد الميكروبات ترتفع بحالة الانفعالات الإيجابية وبحالة الضحك والابتهاج، عكس ما تحدثه الانفعالات السلبية كالغضب والحزن واليأس التي تضعف جهاز المناعة.

أما من الناحية النفسية فقد وجد أن الضحك يخفف من حدة التوتر، ويساعد على علاج الحالات الخفيفة من الاكتئاب، وقد يؤدي إلى الاستغناء عن الحبوب المنومة بوصفه من الوسائل المساعدة على مقاومة الأرق. وقد اتجه عدد من المشافي في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوربية للتعامل مع الدعابة وسيلة للعلاج النفسي والصحي.

ومما هو جدير بالذكر أن كثرة الضحك تضر بالإنسان وتؤثر سلباً في جسمه، ولقد قال الرسول العربي محمد r: «كثرة الضحك تميت القلب»

إيمان عز 

مراجع للاستزادة:

ـ هنري برغسون، الضحك، ترجمة سامي الدروبي وعبد الله عبد الدايم (دار العلم للملايين، بيروت 1983).

ـ أحمد عطية عبد الله، سيكولوجية الضحك (القاهرة 1947).


التصنيف : تربية و علم نفس
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 273
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1043
الكل : 56553276
اليوم : 60932

ابن الطثرية (يزيد-)

ابن الطَّثْرِيَّة (يزيد ـ) (…ـ 126هـ/ … ـ 743م)   يزيد بن معاوية (وقيل: سلمة) بن عمر بن قيس بن رؤاس القشيري، واختلف الرواة في اسم أبيه. والطَّثْرِيّة، بتشديد الطاء وفتحها وتسكين الثاء وتشديد الياء، هي أمُّه، امرأة من طَثْر، وطثر حي من اليمن عِدادهم في بني جَرم، وزعم بعض البصريين أن الطثرية أم يزيد كانت مولعة بإخراج زبد اللبن فسميت بذلك، وطثرة اللبن: زبدته.
المزيد »