logo

logo

logo

logo

logo

الحاكم بأمر الله

حاكم بامر الله

Al-Hakim bi-Amr Allah - Al-Hakim bi-Amr Allah

الحاكم بأمر الله

(375-411هـ /985-1021م)

 

أبو علي منصور الملقب بالحاكم بأمر الله بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله، وهو الثالث من الخلفاء الفاطميين في مصر والسادس من بدء خلافتهم في المغرب.

ولاه أبوه العزيز عهد الخلافة وهو في الثامنة من سنِّه سنة 383هـ/993م وبويع بالخلافة يوم مات أبوه سنة 386هـ/996م وعمره إحدى عشرة سنة ونصف، حكم خمساً وعشرين سنة، كان عمره يوم مات ستاً وثلاثين سنة.

كان العزيز بالله قبل وفاته في بلبيس يحشد الجيوش استعداداً لجهاد الروم لما هددوا بغزو الشام. ولكنه مرض، ولما استحكم المرض فيه وأحس بدنو أجله أوصى بولده الحاكم ثلاثة من أكابر رجال الدولة وهم: أبو الفتوح بَرجَوان الصقلبي الذي كان العزيز قد ولاه إمارة القصر وخلع عليه لقب الأستاذ وهو من ألقاب الوزارة في الدولة، والحسن بن عمار الكتامي زعيم إحدى أقوى القبائل المغربية وعماد الدولة الفاطمية منذ نشأتها، ومحمد ابن النعمان بن حيّون المغربي قاضي القضاة، وكانت الوصاية الفعلية لبرجوان وابن عمار. عاد الحاكم بجثمان أبيه في موكب خلافي إلى القاهرة حيث استكملت البيعة.

كان ابن عمار رجلاً قوي الشكيمة وافر العصبية، قام بتدبر شؤون الدولة ولقب في سجل تعيينه بأمين الدولة، وتعاظم نفوذه فنشب خلاف بينه وبين برجوان أدى إلى سيطرة برجوان بقوة على زمام الأمور غير أن الحاكم أعاد عمار إلى منصبه وامتيازاته مصانعة لـ (كتامة).

ولما اشتد طغيان برجوان بطش الحاكم بمغتصبي سلطته فقتل برجوان أواخر سنة 389هـ ثم ابن عمار 390هـ، وأتبعهما بقتل ريدان حامل المظلة بعدهما، وقبض بيد من حديد على مقاليد حكم الخلافة، واتخذ الإرهاب والقتل وسيلة لحكمه طوال مدة خلافته. فقد بطش بعدد من رجال الدولة من الوزراء والكتاب والعلماء والقضاة ورجال القصر من الأساتذة الصقالبة ومن كان لهم دور في الحياة العامة وفي إدارة مصالح الناس والذين اعتقد الحاكم أنهم مالوا إلى مصالحهم الشخصية وخانوا الثقة التي أوليت إليهم. وكانت هذه القسوة تدخل الخوف الشديد في قلوب الرعية مما يدفعه إلى كتابة عدة أمانات لجميع الطوائف من أهل الدولة وغيرهم من الباعة والرعية.

كانت المراسيم والأوامر التي يصدرها الحاكم بأمر الله تتسم بالشدة وأحياناً بالتناقض، ففي سنة 395هـ أمر أن يكتب على أبواب المساجد وعلى الجوامع بمصر سب السلف الصالح، ثم أمر سنة 397هـ بمحو ما على الجدران من سب السلف حتى لا يرى لها أثر في جدران ولا نقش ولا لوح وحذر فيه من المخالفة وهدد بالعقوبة، كذلك فرض الحاكم على اليهود والنصارى لبس الغيار الخاص تمييزاً لهم من المسلمين وكبح مبالغة النصارى في احتفالاتهم الدينية، وأمر بهدم بعض الكنائس وأخذ جميع ما فيها وما لها من الرباع. بيد أن الحاكم عاد عن فرض بعض القيود وأصدر سجلاً يطلق فيه حرية الشعائر للنصارى واليهود ورد ما أخذ من أحباس الكنائس والأديرة، وسمح لمن دخل الإسلام كرهاً أن يرجع إلى دينه، فرجع كثير منهم وأصدر لهم أماناً.

ولأن الفوضى الاجتماعية كانت فاشية في المجتمع، فقد أراد الحاكم أن يضع حداً لها فأصدر قوانين صارمة مدفوعاً بدافع الشعور الديني وإصلاح الأخلاق وتطهير النفوس من الرذائل، ومن أوامره أنه فرض إنارة الشوارع والطرقات والحوانيت، فلما استغلت بعض العناصر الوضع للعبث والمجون،منع النساء من الخروج ليلاً ومنع فتح المحال التجارية والتجول ليلاً، وحرم ظهور النساء سافرات أو خروجهن في الأسواق والحمامات أو السير خلف الجنازات أو التبرج، ثم أغلقت سنة 404هـ حماماتهن ومنع الأساكفة من عمل خفافهن، فاعتكف النساء بسبب هذا التضييق في البيوت وحرم الحاكم اجتماعات اللهو على شواطئ الخليج بالقاهرة وفرض قيوداً على بعض المآكل والمشارب منها منع بيع الزبيب والعسل وتعقب مصادر صناعة الخمر، فاقتلعت الكروم وسفحت جرار العسل.

وأمر الحاكم بقتل الكلاب وحرم ذبح الأبقار السليمة لحاجة الزراعة إليها، وكانت بواعث معظم هذه الأوامر صحية تعذر على الكثيرين فهمها، واشتدت مراقبة التجار والصناع لمنع الغش، واستخدم العقاب رعاية للمصلحة العامة، وعمل على مقاومة الغلاء والاحتكار، وكان الموت نصيب المخالفين.

ولقد أولى الحاكم اهتمامه باستقامة القضاء وسلامته، فكان يختار القضاة من بين كبار المثقفين في الدين والمذهب الإسماعيلي، أو من بين الفقهاء المشهود لهم بالكفاية والعدل.

وبدءاً من سنة 403هـ /1012م لوحظ تغيير ملموس في شخصية الحاكم بأمر الله، فقد بدأ يميل إلى النسك والزهد والابتعاد عن مظاهر الأبهة والرفاهية فأمر سنة 403هـ أن لا يقبل ركابه ولا يده عند السلام عليه في الموكب وألا يزاد على قولهم السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، وأن لا يصلي عليه أحد في مكاتبته أو مخاطبته. ومنع ضرب الطبول والأبواق حول القصر وأخذ يركب يوم عيد الفطر والأضحى إلى المصلى بغير زينة ولا أبهة وتحول عن لبس الثياب المذهبة المترفة إلى اللباس الصوفي الخشن والنعل البسيط ولبس اللباس الأبيض شعار الفاطميين، وركب الحمير بدلاً من الخيل زيادة في التقشف.

وكثرت هبات الحاكم وصدقاته وعتقه وإنعامه، وردّ ما كان أخذ من الضياع والأملاك إلى أربابها، ومنح الجند والعبيد الإقطاعات، وأفرط في العطاء.

وقد اهتم الحاكم بتنظيم الدعوة الفاطمية الإسماعيلية، وجعل لها رئيساً يلقب بداعي الدعاة، وأول من تلقب به الحسين بن النعمان فكان يقال له قاضي القضاة وداعي الدعاة، ولما انفصل منصب القاضي عن منصب داعي الدعاة، صار لداعي الدعاة جهاز يشبه جهاز القضاء وله نواب في الأقاليم المصرية وغيرها كنواب القاضي، إضافة إلى مجلس عال من الرؤساء يعرفون بالنقباء يتألف من اثني عشر نقيباً. وكان هؤلاء الدعاة والنقباء منتشرين في مصر وخارجها من ديار الإسلام وخارج ديار الإسلام لتعريف الناس بالمذهب الفاطمي. وقد عمل الحاكم على نشر المذهب وتعاليمه وتشدد فيه أكثر من سابقيه.

وقد حدث فتق كبير في المذهب الفاطمي في أواخر سني الحاكم، هدد كيان المذهب بالانهيار وجعل الحاكم يهتم قبل كل شيء برتق هذا الفتق،وقد دعا أصحاب هذه النُحلة الجديدة إلى أن الحاكم ليس بإمام مثل الأئمة وإنما هو إمام بشَّر به الأنبياء، ووصل الغلو بذات الحاكم إلى حد التأليه، وكان أول من غلا رجل فارسي اسمه حسن بن حيدرة الفرغاني، المعروف بالأخرم أو الأجدع الذي قال «إن المعبود هو الحاكم» ودعا إلى إبطال النبوة وأسقط اسم الله واسم النبي واعتبر التنزيل والتأويل والتشريع خرافات وقشوراً. وما لبث أن قتل هو وأصحابه سنة 408هـ/1017م أو 409هـ/1018م، وهي الـسنة التي اسـتقدم الحاكم فيها الداعي أحمد حميد الكرماني إلى مصر للرد على الأخرم. وظهر كذلك داعية غال آخر يدعى محمد بن إسـماعيل في 408هـ  أو قبل ذلك، وهو فارسي أو تركي اسمه أنوشتكين أو هشتكين، ولقب بالدَرَزي، وهي تسمية لا يعرف لها أصل، وكان داعية قربه الحاكم أول الأمر وارتفع مركزه في الدولة وصار له أتباع.

وجد أعداء الفاطميين في هذا الاضطراب المذهبي فرصة لإثبات ادعاء الحاكم الألوهية بقصد التشهير به والقضاء على دولته، ويؤكدون مساندة الحاكم للأخرم والدرزي ووافق كثير من الغربيين المهتمين بالدراسات الفاطمية ومنهم دوساسي De Sacy على ما تناقله بعض المؤرخين السابقين في دعوى ألوهية الحاكم، وعلى النقيض من كل هذه الروايات، فإن الحاكم لم يدّع الألوهية مطلقاً وذلك بالاعتماد على أوثق المصادر التاريخية، وقد غضب الحاكم من التجاسر على الادعاء بألوهيته واستدعى الداعية ختكين الضيف والداعية أحمد حميد الدين الكرماني الذي عين رئيساً لدار الحكمة للرد على الفرغاني وصحبه في كتاب «مباسم البشارات» بما يأتي: «وأما قول أصحابك إن المعبود تعالى هو أمير المؤمنين سلام الله عليه، فقول كفر تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال، لقد قالوا قولاً عظيماً وافتروا إثماً مبيناً وإن ذلك إلا كفر محض».

وفي أوائل سنة 408هـ/1017م ظهر في القاهرة حمزة بن علي بن أحمد الزوزوني، ويعرف باللباد ودعا إلى ألوهية الحاكم أو ما يدعوه «تجلي الألوهية في صورة بشرية» وكتب رسائل كثيرة ضمت جوانب نحلته، وصار من كبار الدعاة السريين الذين اتصلوا بالحاكم واستظلوا برعايته. وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الجديد الذي عدّه الفاطميون خروجاً تاماً وبدعة.

دخل دعاة النحلة الجديدة في صراع عنيف مع دعاة المذهب الفاطمي برئاسة ختكين الضيف ورمى كل طرف خصومه بالكفر، ويلاحظ أن غالبية رؤوس الدعوات الجديدة الخارجة على المذهب الإسماعيلي الفاطمي ودعاتها كانوا من الفرس أو غير العرب، وأن نشاطهم كان يرمي في النهاية إلى تقويض الدولة العربية.

وكان غياب الحاكم في سنة 411هـ/1021م وتولي الظاهر بن الحاكم الخلافة بداية مرحلة ملاحقة عنيفة جداً لأتباع المذهب الجديد ولجميع الغلاة إذ تعقبهم الظاهر وقضى على معظمهم وشرد الباقين، وأصدر سجلاً يفند فيه ما قاله بعض الدعاة في ذات الأئمة.

كانت قصة اختفاء الحاكم وملابساتها مثار الريب والجدل، ذلك أنه لم يعثر عليه بعد اختفائه، ولم يوصل إلى دليل مؤكد يوضح مصيره، وتعددت الروايات في هذا الشأن، وهي تتفق على أن الحاكم ركب ذات مساء في إحدى جولاته الليلية المعتادة يرافقه ركابيان إلى جبل المقطم، ولم ير بعد ذلك لا حياً ولا ميتاً ولم يعرف مصيره. وليس ثمة رواية حاسمة عن مصرعه واختفائه.

تذكر بعض الروايات أن أخت الحاكم «ست الملك» المعروفة بالحزم والعقل والكياسة ، حاكت مؤامرة للتخلص من الحاكم بالاتفاق مع زعيم كتامة الحسين بن دوّاس، ثم قتلته وقتلت كل من كانت له يد في الأمر.

وعلى الرغم من الاضطراب الذي طرأ في عصر الحاكم، فقد كانت ثمة مظاهر باذخة خصبة،ففي هذا العصر استقرت الحركة الأدبية وبلغت الدواوين القمة في أدب المراسلات، وقامت دار الحكمة[ر] تغذي الحركة العقلية إلى جانب الأزهر والمسجد الجامع (جامع عمرو بن العاص) الذي كانت حلقاته العلمية والأدبية عنصراً بارزاً في تكوين الحركة الفكرية آنئذ، وازدهر النشاط الفلسفي ازدهاراً واسعاً، وقام كبير فلاسفة الإسماعيلية أحمد حميد الدين الكرماني بصياغة فلسفة المذهب الإسماعيلي في مؤلفه «راحة العقل».

وكان الحاكم ينفق بسخاء على المساجد فشيد ورمَّم مساجد كثيرة، وبنى الجامع الكبير في القاهرة المعروف بالحاكمي، واعتنى بمسجد عمرو وأوقف على المساجد الأوقاف للإنفاق عليها وعلى العاملين فيها، وحمل إليها المصاحف والآلات الفضية وجميع لوازمها.

الأحداث الخارجية والفتن الداخلية

حدثت في مدة وصاية بَرجوان على الحاكم مصادمات عنيفة براً وبحراً بين الروم البيزنطيين والفاطميين انتصر فيها الفاطميون، وألحق الجيش الفاطمي بالبيزنطيين هزيمة قاسية في موقعة أفامية قتل فيها الدوق داميانوس دلاسنوس Ducas Damien Dolassenos وتوغل الجيش الفاطمي في أرض الروم في منطقة الثغور، بيد أن برجوان سعى لوقف العداء مع البيزنطيين لعوامل داخلية، وراسل ملك الروم على لسان أبي العلاء فهد ابن إبراهيم الوزير، ودعاه إلى المهادنة والموادعة فتقررت الموادعة عشر سنين سنة 389هـ/998م، ولما قبض الحاكم على السلطة بقي متمسكاً بالهدنة مع باسيل الثاني، وتلقى وفداً رومياً هاماً سنة 405هـ/1014م وبعد غياب الحاكم استمرت ست الملك الوصية على الخليفة الظاهر في سياسة الملاينة مع باسيل الثاني عن طريق التساهل مع النصارى والسماح بتجديد كنيسة القيامة وغيرها، وبقيت الهدنة قائمة.

كان الصلح الذي عقدته مصر مع الدولة البيزنطية قد قضى على آمال الخارجين على الدولة، فلزموا السكينة بعض الوقت، بيد أن الفتنة عادت فاضطرمت في الشام ثانية عندما هاجم حسان بن المفرج  بن دغفل الطائي ووالده الرملة واستولوا عليها ونهبوا النواحي وكثر جمعهما وأرسلا إلى الشريف أبي الفتوح الحسن بن جعفر العلوي الحسني أمير مكة، وخاطباه بأمير المؤمنين وطلباه إليهما ليبايعا له على الخلافة، فحضر أمير مكة إلى الرملة، وخوطب بالخلافة، فراسل الحاكم حساناً وأباه وضمن لهما الإقطاعات الكثيرة والعطاء الجزيل واستمالهما، فعدلا عن أبي الفتوح وردّاه إلى مكة واعتذر أبو الفتوح إلى الحاكم، وعاد حسان ووالده إلى الطاعة، وتمكن الحاكم سنة 402هـ /1011م من أخذ حلب بعد أن استغل الصراع الناشب بين الأطراف المحليين وهم ابن لؤلؤ الوصي وأبناء الحمدانيين والمرداسيون الكلابيون، فأرسل الحاكم نوابه إليهما ومنهم أحد الحمدانيين عزيز الملك فاتك الدولة أمير الأمراء، الذي بقي والياً عليها حتى خلافة الظاهر.

كان هدف الفاطميين منذ كانوا في المغرب القضاء على الخلافة العباسية في بغداد، ولكنهم أحجموا بعد فتح الشام بسبب الهجمات الرومية وسيطرة البويهيين الشيعة في بغداد والمتعاطفين ظاهراً مع الفاطميين، وعندما ضعف نفوذ البويهيين شن الخليفة العباسي القادر بالله حرب دعاية على الفاطميين، وكان الدافع وراء ذلك خوفه من انتشار الدعوة الفاطمية ولاسيما بعد أن أعلن قرواش بن المقلد العقيلي حاكم الموصل سنة 401هـ طاعة الحاكم ودعا له في الخطبة في جميع أعماله، فبادر الخليفة العباسي في الحال بإرسال الجند لمحاربة قرواش، فخشي الأخير عاقبة الحرب وقطع دعوة الحاكم وعاد إلى طاعة بني العباس، وأصدر الخليفة القادر بالله سنة 402هـ محضراً بالقدح في نسب الخلفاء الفاطميين وعقائدهم وقعه جمهرة من العلماء والأشراف وعدة من أكابر العلويين، وبذل الحاكم جهداً مضنياً لوقف حملة أعدائه العباسيين في العراق، وفي هذا السياق من النزاع وجه الحاكم كتباً إلى داخل الخلافة العباسية، ومنها كتاب إلى السلطان محمود بن سُبُكتكين الغزنوي يدعوه إلى الطاعة فاستقبل بسوء.

أما سياسة الحاكم في اليمن فقد كانت نشيطة وناجحة، إذ عادت الدعوة الفاطمية إلى القوة في اليمن بعد أن كانت قد ضعفت مدة بسبب انشقاقات داخلية، ودعا سليمان بن عبيد الله عامر الرواحي للحاكم والظاهر من بعده، ثم قامت الدولة الإسماعيلية على يد الصليحيين في اليمن في عهد الظاهر والمستنصر.

أما المغرب فقد كان منذ عهد المعز بعد انتقاله إلى مصر محكوماً من الزيريين أبناء وأحفاد يوسف بن زيري ابن مناد الصنهاجي الذين ظلوا يعترفون بتبعيتهم للفاطميين في عهد الحاكم في حين ظلت صقلية ولاية تابعة مباشرة للقاهرة، بيد أن التهديد الأخطر الذي كاد أن يزعزع الخلافة الفاطمية في عهد الحاكم أتى من ثورة قام بها أبو ركوة في برقة، والتي تقول الرواية إنه سليل بني أمية خلفاء الأندلس، وإنه من ولد هشام بن المغيرة ابن عبد الرحمن الناصر. وكان قد فرَّ إلى بلاد الخلافة الفاطمية بعد تسلم الحاجب المنصور بن أبي عامر السلطة في الأندلس في عهد الخليفة هشام الثاني المؤيد بالله. وكان الوليد يدعو إلى المؤيد بالله هشام،وكان يناصره في دعواه بنو قرة الذين كانوا ممن أصابتهم يد البطش والمطاردة في عهد الحاكم، كما انضم إليه البدو في أنحاء برقة وبطون بربرية من لواتة وزناتة، وأرسلت حملات فـاطمية عدة وأهمها حمـلة ينال الطويل هزمت جميعها، ووصلت قوات الثائرين إلى ضواحي القاهرة، ثم أرسـل الـحاكـم جيشاً ضخماً بقيادة أبي الفتوح الفضل بن الحـسن بن صـالح عام 396هـ/1006م هزم أبا ركوة ومزَّق جموعه وقتل بعد القبض عليه.

بينت الأحداث الهامة في الشام والمغرب ثبات الحاكم وحزمه ونمَّت عن قوة نفسه وشجاعته، وأخيراً فإن البحث عن حقيقة سيرة الحاكم هذه الشخصية الخلافية يظل صعباً فقد اختلفت الأقوال فيه بين مؤيد ورافض.

يوسف الأمير علي

مراجع للاستزادة:

ـ محمد جمال الدين سرور، تاريخ الدولة الفاطمية (دار الفكر العربي، القاهرة).

ـ عبد المنعم ماجد، بالحاكم بأمر الله الخليفة المفترى عليه (مكتبة الأنجلو، القاهرة 1982).

ـ محمد عبد الله عنان، الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية (مكتبة الخانجي، القاهرة 1983)

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 8
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 982
الكل : 45599463
اليوم : 146

الربيعيات

الربيعيات   الربيعيات Primulales رتبة من النباتات ملتحمات البتلات ثنائيات الفلقة Dicotyledoneae، من شعبة البذريات Spermatophyta، تضم ثلاث فصائل: التيوفراستية Theophrastaceae، منسوبة إلى تيوفراستوس عالم النبات الإغريقي، فصيلة صغيرة ممثلة بثلاثة أجناس متخشبة أمريكية استوائية، والميرنيثية Myrsinaceae ممثلة أيضاً بثلاثة أجناس متخشبة مدارية، والربيعية Primulaceae التي تعد أهم فصائل الرتبة، تضم قرابة 20 جنساً موزعة على 1000 من الأنواع العشبية المنتشرة في المناطق المعتدلة في نصف الكرة الشمالي وخاصة في هيمالايا، ممثلة في شرق المتوسط بسبعة أجناس موزعة على اثني عشر نوعاً.
المزيد »