logo

logo

logo

logo

logo

حبيب بن مسلمة الفهري

حبيب مسلمه فهري

Habib ibn Maslama al-Fihri - Habib ibn Maslama al-Fihri

حبيب بن مسلمة الفهري

(4 ق.هـ-42هـ/618-662م)

 

أبو عبد الرحمن حبيب بن مسلمة بن مالك الفهري القرشي، من كبار قادة الفتوح في صدر الإسلام، وكان يقال له حبيب الروم لكثرة دخوله أرضهم غازياً.

ولد حبيب بمكة ورأى الرسول r وخرج مجاهداً في خلافة أبي بكر، وكان من الذين شهدوا اليرموك، ودخل دمشق مع القائد الفاتح أبي عبيدة عـامر بن الجـراح[ر] وشارك حبيب بن مسلمة في فتح قنسرين وحلب تحت قيادة أبي عبيدة، ثم وجهه أبو عبيدة إلى أنطاكية مع عياض بن غنم ففتحاها على الصلح الأول، وكان أهلها قد نقضوا شروط صلحهم، ومن أنطاكية سار ابن مسلمة إلى الجرجومة في جبل اللكام، وكان يقال لهم الجراجمة، فافتتحها صلحاً على أن يكونوا أعواناً للمسلمين في جبل اللكام وألا يؤخذوا بالجزية.

وفي سنة 22هـ أرسل الخليفة عمر ابن الخطاب حبيب بن مسلمة مدداً لسراقة بن عمرو، فاشترك معه في فتح الباب (مدينة على بحر الخزر) وبعد مفاوضات سُلِّمت المدينة على شرط إسقاط الجزية عن أهلها الذين يناصرون المسلمين في حربهم ضد أعدائهم، أما من استغنى عنه منهم وقعد فعليه دفع الجزية. ووجه سراقة بعد ذلك حبيباً إلى تفليس (مدينة من ولاية أرمينية) ولكن سراقة توفي قبل أن يتم فتحها.

وعندما جمع الخليفة عثمان (23-35هـ) لمعاوية الشام والجزيرة، غدت مسائل الحدود تعالج بنشاط أكبر، فأرسل معاوية بناء على أمر من عثمان حبيب بن مسلمة في ستة آلاف ويقال في ثمانية آلاف من أهل الشام والجزيرة إلى أرمينية، فاستولى على قليقلا، عاصمة أرمينية البيزنطية «تيودوبولس» وجلا كثير من أهلها إلى بلاد الروم، فأقام بها حبيب ومن معه أشهراً، فلما وجَّه بطريق بند أرمنياكس جيشاً كبيراً انضم إليه أهل اللان والخزر، كتب حبيب إلى عثمان يستمده، فكتب عثمان إلى معاوية يسأله أن يشخص إليه من أهل الشام والجزيرة قوماً ممن يرغب منهم في الجهاد، فأرسل إليه معاوية ألفي رجل أسكنهم قليقلا وأقطعهم بها القطائع، وجعلهم مرابطة بها، كما أرسل عثمان إلى سعيد بن العاص واليه على الكوفة (30-35هـ) يأمره بإمداد حبيب بن مسلمة، فوجه سعيد سلمان بن ربيعة الباهلي في ستة آلاف من أهل الكوفة، ولكن سلمان وصل وقد فرغ المسلمون من عدوِّهم.

بعد أن استولى حبيب على قليقلا، جرت بينه وبين الروم البيزنطيين على أرض أرمينية معارك عديدة، انتهت بسيطرة العرب على أرمينية البيزنطية، ثم تابع حبيب زحفه على القسم الفارسي حتى بلغ دبيل (دفين Dwin)، وأتم حبيب فتح أرمينية بوصوله إلى تفليس، حيث عقد صلحاً مع أهلها مقابل اعترافهم بالسيادة الإسلامية؛ وقد همَّ عثمان أن يُولي حبيباً جميع أرمينية، ثم رأى أن يجعله غازياً لثغور الشام والجزيرة فعاد حبيب ونزل حمص.

بقي ابن مسلمة موالياً لمعاوية بن أبي سفيان، واشترك معه في صفين[ر] فكان على ميسرة جيشه. وحينما أخذ الحكمان عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري المواثيق والعهود من علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان أن يرضيا بحكم الحكمين أشهدا على ذلك فريقاً من أتباع علي وفريقاً من أتباع معاوية، وكان حبيب ابن مسلمة من بينهم.

تُجمع معظم المصادر أن معاوية بن أبي سفيان وجه حبيب بن مسلمة إلى أرمينية والياً عليها فمات بها سنة 42هـ ولم يبلغ خمسين عاماً.

عبد الكريم العلي 

الموضوعات ذات الصلة:

 

أبو عبيدة بن الجراح ـ عثمان بن عفان ـ عمر بن الخطاب ـ معاوية بن أبي سفيان.  

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر) .

ـ البلاذري، فتوح البلدان (المكتبة التجارية الكبرى، مصر).

ـ عبد القادر بدران، تهذيب تاريخ دمشق الكبير (دار المسيرة 1399هـ/1979م).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 35
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1038
الكل : 45599095
اليوم : 144076

ثوابة (أسرة-)

ثوابة (أسرة ـ)   أسرة من الأدباء، أصلهم نصارى، تولى كثير من أفرادها كتابة الدواوين في القرن الثالث الهجري وفي شطر من النصف الأول من القرن الرابع،
المزيد »