logo

logo

logo

logo

logo

أكيناري (أويدا-)

اكيناري (اويدا)

Akinari (Ueda-) - Akinari (Ueda-)

أكيناري (أويدا ـ)

(1734 ـ 1809)

 

أويدا أكيناري Ueda Akinari قصصي وفقيه في اللغة وناقد لاذع ياباني، غلب عليه الشؤم وكراهية المجتمع. كان ولعه بالكتابة وراء تعلقه بالحياة، وهو في رأي بعض النقاد الوجه الأكثر جاذبية للأدب الياباني في القرن الثامن عشر.

ولد أكيناري في أوساكا لأب مجهول وأم مومس، وتبناه تاجر غني يدعى أويدا Ueda. أصيب أكيناري بالجدري وهو صغير، وبقيت آثار المرض على أصابعه المشوهة وعينيه الضعيفتين.

عاش في بداية شبابه حياة رغيدة وأظهر شغفاً شديداً بالآداب التي وجد فيها تعويضاً عن عاهاته، فقرأ الآداب الكلاسيّة ونظم الـ«هَيْكَي» Haikai (شعر من ثلاثة أبيات)، مفاخراً بأنه عصامي الثقافة.

وفي الثلاثين من عمره نشر مجموعتين من الـ«أوكيو زوتشي» Ukio-Zôshi، وهي قصص ترسم لوحة زاهية لحياة برجوازيي أوساكا ومتعهم، والتقى الفيلسوف كاتو أوماكي  Katô Umaki الذي أصبح مثله الأعلى والوحيد الذي أقر بتأثره به؛ فبدأ يعنى بشعر الـ «مان ـ يو ـ شو» Man-yô-Shû (مجموعة أشعار ألفها شعراء وأباطرة ورجال البلاط)؛ وبقصص إيز Ise-monogatari وقصص جنجي Genji-monogatari التي تصور الحياة في بلاط كيونتو، معيداً النظر في مفهوماته الذاتية المتعلقة بالأسلوب واللغة، وواضعاً عام 1768 الخطوط الأولى لرائعته «قصص المطر والقمر» التي ظهرت عام 1776 بعد تنقيحات كثيرة لتغدو تحفة أدبية.

اضطره موت والده بالتبني عام 1761 إلى إدارة تجارته، وما لبث أن حرره من ذلك حريق أدى إلى إفلاسه عام 1771. وفي المدة  بين عامي 1774-1788 اتجه إلى ممارسة الطب، ثم صرفه موت طفل على يديه عن هذه المهنة ووقف نفسه نهائياً على الكتابة، فانتقل إلى كيوتو Kyôto وأقام في أديرتها مكبّاً على العمل على الرغم من صعوبات الحياة، وأصبحت مؤلفاته في هذه المدة تبدو له تافهة لدرجة أنه رمى ثمانين مخطوطاً في بئر عام 1807. ومع ذلك استمر بالكتابة حتى وفاته 1809.

يعرف أكيناري بمؤلّفه «قصص المطر والقمر» الذي يستعيد في قصصه الخيالية التسع موضوعات يابانية وأخرى صينية أعيدت صياغتها بإتقان؛ حتى ليغيب فيها أصلها إلا عن الخبراء، ومنها قصة الامبراطور «سوتوكو» Sutoku المستمدة من الأحداث الملحمية التي عولجت سابقاً في دراما غنائية من نوع «نو» تدعى شيرامين Shiramine، والأسطورة الصينية «هوى الأفعى المدنس» Hôgen-monogatari التي تحكي قصة أفعى كبيرة بيضاء اتخذت هيئة امرأة، وكذلك قصة الانتقام المريع لامرأة غيور قطّع طيفُها زوجَها الخائن أشلاء، والراهب الذي أحب سمك الشبوط حتى رأى نفسه في الحلم قد تحول إلى سمكة. ويبدو ولع أكيناري بالتأملات الفلسفية جلياً في نصه الموسوم بـ «جدل حول البؤس والغنى» وفيه تُحاوِر روحُ الذهب رجلَ حربٍ متقشفاً وأريباً في حسن استخدام الثروات.

اعتمد أكيناري أسلوباً غاية في الأناقة والجمال والتنميق والقوة يشي بتأثره بملاحم القرن الثالث عشر وكتابات الـ «نو» وأوزان الـ"واكا» Waka وهو شعر من 31 مقطعاً، مبتعداً عن أسلوب الـ «أوكيو زوتشي» المتسم بالإيجاز والتلميحات الذي كتب فيه مجموعتي «القرد الاجتماعي مصغٍ على جميع الدروب» (Shodo kikimimi sekenzaru (1767 و«طباع الخليلات» Tekake Katag، وينتقد فيهما العبث الذي كان سائداً في الحياة العامة انتقاداً لاذعاً.

تُعدُّ «قصص المطر والقمر» بياناً أدبياً عاماً وقد ضمنت له شهرة عالمية بعد وفاته.

اهتم أكيناري بالتحليل النقدي للشعر القديم، وتضمن الجزء الأساسي من مؤلفاته في فقه اللغة مجموعة نشرات نقدية وتحليلات لمختارات كلاسيّة، وهذا هو موضوع مؤلفه «تبر الذهب» (Kinsa (1804 الواقع في عشرة كتب، كما ألف الكثير من الـ «واكا» التي جُمع الجزء الأساسي منها في مجموعة من ستة كتب عنوانها «تسوزورا بومي» Tsuzura-bumi، واندفع في مجادلة كتابية مع فقيه اللغة ماتو أوري نوري ناغا Matoori Norinaga لخلافه معه في نقاط لغوية وأدبية  قديمة، ثم إنه كتب تفسيراً للإيز مونوغاتاري عام 1793 أكمل فيه أعمال معلمه كاتو أوماكي.

أورد أكيناري في كتابه «ملاحظات جسورة ومتحفظة» (Tandai-Shôshin-Roku  (1808 آراءه في الأدب المعاصر وملاحظاته النقدية الحادة على مختلف المؤلفين.

حسان موازيني

 

مراجع للاستزادة

 

-         UEDA AKINARI, oeuvres posthumes (Tokyo 1919).

-         R. SIEFFERT, Contes de pluie et de Lune Trad (Gallimard- Unesco, Paris 1926).

 


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 145
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 503
الكل : 29633829
اليوم : 13839

التعقيم عند الرجل والمرأة

التعقيم عند الرجل والمرأة   تستعمل كلمة التعقيم sterilization في الطب بمعنيين: الأول في مجال الطهارة والنظافة والوقاية من الأمراض[ر]، والثاني في مجال الحد من النسل والإنجاب عند كل من الرجل والمرأة. ففي المجال الأول يقال مثلا تعقيم الحليب أو تعقيم الماء أو تعقيم الأدوات الجراحية أي جعلها عقيمة خالية من أي عنصر حيوي ضار ومؤذٍ وناقل للأمراض.  أما في المجال الثاني فهو تثبيط وظيفة الإنجاب عند كل من الرجل والمرأة، بمعنى أن تصبح المرأة أو الرجل عقيماً غير قادر على الإنجاب.
المزيد »