logo

logo

logo

logo

logo

تيان - تسين

تيان تسين

Tianjin / Tientsin - Tianjin / Tientsin

تيان ـ تسين

 

تيان-تسين Tien Tsin، مدينة مستقلة بمجلسها الإداري في ولاية هو بي Ho-Pei، عرفت باسم تيان جين Tian Jin، مركز تجاري حيوي وصناعي وملاحي مهم في شمالي الصين، تحتل المرتبة الثالثة بعد شنغهاي Shang hai وبكين، وتعد من المدن العملاقة في الصين لاتساع مساحتها (نحو 4000كم2) ولعدد سكانها البالغ 9.480.000 نسمة (1996).

تقع تيان-تسين على بعد 120كم جنوب شرقي بكين، وبالقرب من التقاء خمسة مجار مائية أهمها نهر تزيا Tzeya وين دين Yongding مؤلفة أضخم شريان مائي في القسم الشرقي من الإقليم، وهو نهر هاي-هو Hai-Ho، الذي يصلها بخليج بوهاي Po-Hai على بعد 45كم، وبذلك تستطيع السفن البحرية ذات حمولة 3 آلاف طن الوصول إلى ميناء تيان-تسين النهري، وخاصة في موسم المد الأعظم، أما سفن المحيط فميناؤها البحري الرئيسي هو سينكانغ Sin Kang، الذي يقع على مصب نهر هاي في خليج بوهاي، ويعد نافذة المدينة التجارية على البحر الأصفر، إذ يدخل سنوياً إلى أرصفته نحو 1600 باخرة تجارية من بلاد العالم المختلفة.

ونتيجة لموقع المدينة في السهل الصيني الشمالي المزدحم بالسكان (أكثر من 250ن/كم2) فالزراعة في محيطها متنوعة المحاصيل (القطن والقمح والسمسم والأشجار المثمرة والتبغ وفول الصويا)، ويعود ذلك إلى غزارة أمطارها الصيفية (250-750مم/سنوياً) وامتداد قناة الصين العظمى في أراضيها حيث ترويها، وهذه القناة تعد شريان اتصال اقتصادي وحضاري بين مقاطعات الصين الشرقية. ومما ساعد على تطوير الزراعة أيضاً، بناء قناة تصريف جنوب المدينة على نهر هاي، لتخفيف حدة فيضانه الصيفي، وإقامة سد تخزيني كوان تيان Kouan-ting في مجراه الأعلى.

وتتميز المدينة بوظيفتها الصناعية، ويرجع ذلك إلى موقعها الجغرافي الذي يربط المنتجات الزراعية الداخلية بالسلع الأجنبية المستوردة، وإلى غنى ظهيرها الجغرافي بالمقومات الضرورية لتطوير صناعتها، ففي مقاطعة هوبي يتركز ثالث حوض نفطي في البلاد (حوض داكان)، وتحتوي أراضي المدينة على فلزات الحديد عالية الجودة، كما تستثمر مادة الملح البحري في منطقة شانغ-لو Tcháng-Lou، التي تقدم نحو ربع إنتاج البلاد. لذلك اشتهرت مدينة تيان-تسين منذ عام 1900، ولعدة عقود بالصناعات الخفيفة (الكبريت، والدراجات، والنسيج الصوفي والقطني، وصناعة التبغ والكيمياويات البسيطة)، ثم تطورت فيها سريعاً بعد عام 1949 الصناعات البترولية والثقيلة (التعدين والفولاذ، والآلات ومعدات توليد الكهرباء والتنقيب عن النفط ومحركات الديزل وعربات النقل) وصناعة الأجهزة الإلكترونية والسفن، وتتماثل مع مدينتي تاكو Ta-Ku وهانغو Hangu التابعتين لها إدارياً، بالصناعة الغذائية والكيمياوية. وبهذا تعد تيان-تسين المدينة الصناعية الثانية في البلاد بعد مدينة شنغهاي.

ومما ساعد على تطوير تيان-تسين أنها مركز مهم لشبكة مواصلات ضخمة تربط شمالي البلاد بالولايات الجنوبية، ومن أهمها: طريق تيان تسين-شنغهاي البري، خط تيان-تسين-نانكين Nanking (مقاطعة كيانغ سي) الحديدي، ميناء تيان-تسين الجوي، الطريق الملاحي النهري عبر قناة الري الكبرى، وأنابيب النفط التي تصل إلى السواحل الجنوبية من البلاد.

لمحة تاريخية

يعود إعمار المدينة إلى القرن الثالث عشر، إذ تطورت من بلدة صغيرة اشتهرت بالصيد النهري إلى مركز رئيسي لحرفة النسيج والصناعة الغذائية، ثم نمت منذ عام 1782 وصارت ميناء رئيساً مفتوحاً للتجارة الدولية في الصين إثر قيام أولى المستعمرات الأجنبية فيها على الضفة اليمنى من المجرى الأسفل لنهر هاي عام 1858. وبذلك رزحت المدينة منذ أواسط القرن الماضي تحت احتلال قوى أجنبية مختلفة، فرنسية وإنكليزية (1856-1860)، ثم توالت على احتلالها ثماني دول أوربية أخرى (1900-1901) وأخيراً احتلها الجيش الياباني (1937-1945).

وبحسب الاتفاقيات التي عقدتها المدينة مع الأجانب، منح هؤلاء امتيازات تجارية في أراضيها، كإعطاء حق دخول السفن الإنكليزية والروسية إلى مينائها ـ سينكانغ ـ والوصول إليها بالطريق النهري، وتوسيع الأنشطة التجارية للعملاء الروس في الصين، وتعيين هيئات قنصلية روسية في مدن البلاد المختلفة.

انعكست هذه الظروف السياسية بشكل مباشر على تخطيط المدينة العمراني، بأحيائها السكنية والتجارية، وعلى طراز مساكنها. فالأحياء الحديثة خرجت من إطار المدينة القديمة المسوَّرة وتركزت في جنوبها لتسكنها الجاليات الفرنسية والإنكليزية واليابانية والروسية والألمانية والإيطالية والبلجيكية والمجرية. وتأثرت الأبنية القديمة فيها أيضاً بالطراز المعماري الغربي وتجدد معظمه إثر الانتفاضات الشعبية الداخلية ضد القوات الأجنبية منذ عام 1900 (ثورة الملايين) والخسائر المادية التي نجمت عنها.

وتميزت معالم حدود تيان-تسين النهائية بالتوسع، ففي عام 1949 انضمت منطقة الميناء تاكو إلى حدود المدينة، التي خططها خبراء يابانيون، واستكملت تجهيزات الميناء على يد الصينيين عام 1952، وفي عام 1953 ألحقت بها المساحة الممتدة على طول نهر هاي هو.

رندة اللبابيدي

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

آسيا ـ الصين.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ي. فتفر، الجغرافية الاقتصادية للدول المجاورة (موسكو 1967).

ـ ي. ف. بروملي، آسيا الوسطى ـ في سلسلة بلاد وشعوب العالم (موسكو، دار الفكر 1982).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 228
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1080
الكل : 40533782
اليوم : 63597

الموسيقى (مهرجانات-)

الموسيقى (مهرجانات ـ)   المهرجان festival، هو أحد أشكال التظاهرات الاحتفالية الجماعية، وتعود جذورها إلى طقوس الحضارات القديمة التي تشترك فيها الألوان الفنية الاحتفالية. كانت المهرجانات تقام على أساس أعياد أو ذكريات سنوية معينة، كأعياد الربيع في نيسان/إبريل لدى غالبية شعوب الحضارات القديمة، ثم تطورت فكرة المهرجان لتصبح ضمن جداول الدول وبمواعيد معروفة مسبقاً.
المزيد »