logo

logo

logo

logo

logo

بيسارو (كميل-)

بيسارو (كميل)

Pissarro (Camille-) - Pissarro (Camille-)

بيسارو (كميل ـ)

(1830ـ 1903)

 

كميل بيسارو Camille Pissarro مصور فرنسي ولد في سان توماس ـ الجزيرة الدنماركية في بحرالأنتيل ـ لأب يعمل في التجارة، وتوفي في باريس.

رحل إلى باريس وهو في الخامسة والعشرين من عمره، لمتابعة دراسته، وهناك برزت ميوله الفنية التي مالبثت أن تسببت في نزاع  بينه وبين أهله لفشله في إقناعهم بالموافقة على دراسة الفن، فاضطر بيسارو، بعد خمس سنوات، إلى العودة إلى جزر الأنتيل ليعمل موظفاً في متجر أبيه، ويواظب، في الوقت نفسه، على رسم المناظر واللوحات للجزيرة وسكانها، وأمام إصرار أهله على إبعاده عن الفن لم يجد بداً من الرحيل، ففر إلى كاراكاس في فنزويلة في عام 1853، ومكث فيها عامين بصحبة الفنان الدنماركي فيرتز ميلبي، وفي عام 1855 وفق بيسارو في إقناع أبيه برسالته الفنية، فعاد أدراجه إلى باريس ثم إلى مونمو برانسي، والتحق بمحترف أنطون ميلبي، متبعاً توجيهات كورو الذي كان موضع تقديره، حتى إنه تأثر به كثيراً، في بداياته، وعمل تحت إمرته، واتبع نصائحه، وطلب منه السماح له بتسمية نفسه «تلميذ كورو» ذلك الفنان الطبيعي الذي كان لتعاليمه الأثر الكبير في الفنانين الشباب.

كان بيسارو الوحيد الذي شارك في معارض الانطباعيين جميعها، ففي عام 1863، اشترك في معرض المرفوضين بثلاث لوحات، ولفتت أعماله بألوانها الكئيبة انتباه الفنان كاستينياري، وحاول أن يبحث عن التضاد في النور والظلال، ويعمل في تدرجات مختصرة ومبسطة، ومن أبرز ما أنتج في هذه المدة لوحة «الشاطئ». كما شارك في معرضين في عام 1864، وفي عام 1865 شارك تحت اسم تلميذ كورو.

وقد حرص منذ عام 1866 على حضور مناقشات مقهى «غربوا» حيث تفتحت الانطباعية، وشهدت أعماله بدءاً من عام  1868 تطوراً عميقاً، إذ أشرقت ألوانه وتوهجت رسومه وتنوعت، وتشهد على هذا التحول اللوحات التي رسمها في لوفسيان، حيث استقر من عام 1868 إلى 1870، وأبرزها: «طريق لوفسيان»، و«عربة الجياد في لوفسيان».

هرب بيسارو إلى لندن إبان الغزو الألماني عام 1870، وفيها التقى كلود مونيه[ر] وتأثر كلاهما بـكل من كونستابل وتورنر القريبين من محاولتيهما التصويرية، فكلاهما تأثر بالثلج، كما يقول سينياك في كتابه «من أوجين دولا كروا إلى الانطباعية المحدثة» ولاحظ أن هذا التأثير لم يتم بفضل اللون الأبيض فقط بل بمجموعة بقع لونية متقاربة تخلق مع المسافة التأثير المطلوب أيضاً.

وقد تأثر بيسارو أيضاً برسامي المناظر الإنكليز، رواد الانطباعية، وبدا ذلك في لوحاته: «ضواحي سيندهام هيل» (1871) و«معهد دولويتش» (1871) و«محطة بينغ في أبرنوروود» (1871). عاد بيسارو مع رفاقه إلى باريس، وكان مونيه[ر] قد ترك لديه عدداً كبيراً من اللوحات تشكل مع لوحاته عدداً يربو على 1500 عمل فني، ولكن الجنود الألمان صادروا المنزل واتخذوا منه مركزاً لتموين اللحوم، ومن قماش اللوحات عملوا قمصاناً وسجاداً فضاع ذلك الكنز الفني واندثر.

في حزيران عام 1871 عاد الفنان إلى لوفسيان ثم استقر في مدينة بونتواز عام 1872، وبقي فيها حتى عام 1884، وإلى هذه المرحلة تعود آثاره الرائعة، ولكن بيسارو لم يتلق التشجيع على تجربته الجديدة «التنقيطية»، وخاصة من جامعي اللوحات الفنية وتجارها، وعلى أثر موت مبتكرها الفنان سورا رغب عنها واتجه نحو الطريقة الانطباعية الحديثة.

رسم بيسارو عدة لوحات تصور مناظر طبيعية للريف، والأنهار، وشوارع باريس، فبرز منذئذ رساماً للطبيعة الريفية والحياة الفلاحية، متبعاً بذلك تقليد ميليه[ر]، إنما بعيداً عن عاطفته الإبداعية، كما أبدع في رسم الأرض، إذ كانت الأرض ـ والمزروعة خاصة ـ تستهويه أكثر من المياه وتوهجها وانعكاساتها، كان يحب الحقول والتلال، والضياع الصغيرة والبساتين، والبيوت والأشجار، وفي أعماله تبقى الطبيعة لصيقة بالإنسان فهو يصور الفلاحين في حقولهم يمارسون عملهم اليومي، كما يصور الأسواق القروية في واقعية صادقة ومباشرة، ففي لوحاته ـ كما قال زولا[ر] ـ «تسمع صوت الأرض العميق الصادق».

في عام 1895 أصيب بيسارو بمرض شديد في عينيه أجبره على الانقطاع عن الرسم في الهواء الطلق، ولكنه، ومن نوافذ باريس، بدأ يرسم سلسلة مشاهد مدينية حلت في مجموعة أعماله مع مشاهد الريف التي عمل كثيراً ليتمها.

وقد عمل بيسارو، ومثله في ذلك كمثل كلود مونيه، على التغيير في المشهد الواحد في مختلف ساعات النهار، ومن أبرز أعمال هذه المرحلة: «الشوارع الواسعة الكبرى» (1897)، و«ساحة الكوميدي فرانسيز» (1898)، و«الجسر الملكي» (1903).

توفي بيسارو ولم ينل ما يستحقه من اهتمام، كغيره من رواد الفن ومبدعيه، فهو الذي قالت عنه الرسامة الانطباعية الأمريكية ماري كاسيت: «كان أستاذاً ممتازاً لدرجة أنه كان باستطاعته أن يعلم الحجارة كيف ترسم»، والذي قال عنه الفنان بول غوغان[ر]: «كان أحد أساتذتي ولا أنكر ذلك». أما سيزان[ر] فقال عنه: «إنه متواضع وجبار»، مشيراً بهاتين الصفتين إلى الإنسان والفنان.

مازالت نصائح بيسارو لتلاميذه تعاليم يحتذى بها كقوله لأحد طلابه: «ارسم جوهر الأشياء، ثم حاول أن تتواصل معها بأي طريقة تحبذها، بعيداً عن عناء التفكير بتقنية اللوحة، وارسم بعفوية وطلاقة، لأنه من الأفضل أن لا تفقد اللوحة الانطباع الأول».

 

نهيل نزال

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الانطباعية ـ الانطباعية الجديدة ـ سيزان ـ كلود مونيه ـ كورو.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ سلمان قطاية، المدرسة الانطباعية (1880 - 1900) (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1973).

ـ موريس سيرولا، الانطباعية، ترجمة: هنري زغيب (منشورات عويدات، بيروت ـ باريس، الطبعة الأولى 1982).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 737
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1109
الكل : 40436219
اليوم : 110887

كيلانين (اللورد-)

كيلانين (اللورد ـ) (1914 ـ 1999)   اللورد مايكل موريس كيلانين Michael Morris Killanin، رياضي إيرلندي، برز في الملاكمة والتجذيف والفروسية. ولد في لندن وهو اللورد الثالث من عائلة كيلانين الإيرلندية التي تتحدر من قبيلة «كالوي» Galway. درس اللورد كيلانين في كلية إيتُن Eton College في السوربون في باريس (1932)، ثم في كلية ماغدالين Magdalene College في كمبردج Cambridge.
المزيد »