logo

logo

logo

logo

logo

الباسور

باسور

Hemorrhoid - Hémorroïde

الباسور

 

تعد البواسير hemorrhoids من أكثر الشكايات المرضية عند الإنسان، وهي قديمة أزلية، وربما رافقت انتصاب قامة الإنسان. تصيب البواسير القناة الشرجية وتؤلف السنتيمترات الأخيرة من القناة الهضمية، ثلثاها العلويان يغطيهما الغشاء المخاطي المتمادي مع بطانة أنبوب الهضم، والثلث السفلي يغطيه الجلد المتمادي مع الجلد خارج منطقة الشرج، ويحيط بهذه القناة مصرتان sphincter عضليتان الأولى داخلية ملساء لا إرادية، والثانية خارجية مخططة إرادية، مما يجعل هذه المنطقة ذات أهمية خاصة.

أنواع البواسير

هناك نوعان من البواسير الشرجية داخلية وخارجية.

1ـ البواسير الداخلية: تنشأ داخل القناة الشرجية في الغشاء المخاطي وهي توسعات وعائية في نهاية الأوعية الباسورية، تتبارز بشكل كتلة صغيرة داخل الشرج، قد تتدلى تدريجياً نحو الأسفل فتصبح البواسير داخلية وخارجية في آن واحد.

2 ـ البواسير الخارجية: وتشاهد عند فوهة الشرج وتكون مغطاة عادة بالجلد، مما يجعلها شديدة الألم وتضم إحدى مجموعتين:

ـ حادة مؤلمة: وهي بواسير خارجية متخثرة بشكل ورم دموي تحت الجلد يظهر عند فوهة الشرج ويبدو بشكل حبة صغيرة زرقاء اللون شديدة الألم.

ـ مزمنة: وهي حليمات حارسة جلدية شرجية غير مؤلمة وهي شائعة جداً.

أسباب البواسير

مازال السبب الحقيقي لحدوثها غير معروف، إلا أن هناك نظريات تحاول تفسير ذلك، وتقول بزيادة احتقان الأوعية في القناة الشرجية عند الشباب مع درجة من الهبوط في مخاطية الشرج عند المسنين. ويمكن أن تكون البواسير ثانوية تالية لأمراض مختلفة مثل انسداد العود الوريدي كما في حالات التشمع الكبدي وتخثر وريد الباب وأورام البطن وأورام المستقيم الخبيثة، كما أن الحمل قد يكون أحد الأسباب. أما البواسير الأولية أو البدئية فهي مجهولة السبب وتشكل القسم الأعظم من الحالات. قد يكون لبعض العوامل أهمية في حدوثها مثل الوراثة كما أن الإمساك والإسهال المزمنين يقومان بدور كبير، وللحمية دورٌ هامٌ إذ لوحظ ندرة حدوثها عند من يتناول قوتاً طبيعياً غنياً بالألياف، وزيادتها عند من يستهلك غذاءً قليل الألياف.

يقال للباسور إنه من الدرجة الأولى إذا بقي داخل الشرج، ويصير درجة ثانية إذا ظهر للخارج وعاد من نفسه، ويتطور ليصير درجة ثالثة إذا خرج ولم يعد إلا بوساطة المريض أو الطبيب، أما الدرجة الرابعة فإنه يستحيل فيها إعادة الباسور للداخل.

الأعراض السريرية

يعد النزف العرض الأكثر شيوعاً ويبدأ بشكل خيطي مع البراز أوعلى ورق الحمام ويزداد تدريجياً حتى إنه قد يؤدي إلى فقر دم شديد. ويكون الهبوط عادةً متأخراً ويظهر في أثناء التغوط ثم يختفي مباشرة بعده، إلى أن يصير دائماً بمرور الوقت، فيرافقه ألم في الناحية مع نز مخاطي. أما سبب الحكة الشرجية فهو حدوث الرطوبة في المنطقة بسبب النز المخاطي. وقد تشاهد أعراض فقر الدم الثانوي كالدوار وضيق النفس والتعب والإرهاق لأقل الأسباب.

تشخيص البواسير

لا يظهر في المراحل الباكرة شيء خارج القناة الشرجية، ويعد المس الشرجي وتنظير الشرج الفحص الأكثر أهميةً في تقصي أعراض القناة الشرجية، إذ تظهر البواسير بوساطته بوضوح تتيح معرفة حجمها وعددها. كما يفيد التنظير في كشف أمراض أخرى مرافقة أو مسببة لبواسير.

تحدث هجمات البواسير على نحو متكرر عادةً وتختفي بالراحة والمعالجة المحافظة، وقد تصاب البواسير الهابطة أحياناً بالتخثر بسبب انحصارها وانحشارها بالمصرة الشرجية فتصير قاسية ومؤلمة جداً وغير قابلة للرد وترى خارج الشرج كتلة متورمة مؤلمة جداً حين اللمس وتتطور هذه الحالة نحو الشفاء التلقائي خلال أيام باللجوء إلى الراحة والمغاطس الدافئة وإذا لم تستجب الحالة لذلك على المريض أن يراجع الجراح لفتح الحليمة الباسورية المتخثرة وإفراغها، كما تصاب الحلم الباسورية أحياناً بالتقرح مع احتمال حدوث خمج حولها مسبباً خراجاً حول الشرج، ومن المهم هنا ضرورة التنبيه إلى أن النزف الشرجي لا يعني بالضرورة وجود البواسير بل لابد من مراجعة الطبيب للتأكد من منشئه فقد يكون ناجماً عن ورم في القناة الشرجية أو المستقيمية.

المعالجة

للبواسير معالجات عدة متنوعة منها ما يتم بالمنزل أو العيادة الخارجية، وهي استعمال المراهم والتحاميل الشرجية مع محاولة معالجة الإمساك باستخدام النخالة والحمية الغنية بالألياف مع الأدوية التي تزيد حجم البراز؛ وفي حال بقاء البواسير وإزعاجها يمكن اللجوء إلى تصليبها بحقن مواد مصلبة فيها، أو ربطها بالحلقات المطاطية التي تؤدي إلى سقوطها فيما بعد، أو تخثيرها بالتثليج بالآزوت السائل (-70ْ ، -180ْ) أو بأشعة الليزر.

أما معالجة البواسير المزمنة أو النازفة أو المؤلمة فتحتاج إلى دخول المشفى والتخدير العام حيث يجرى توسيع الشرج واستئصال الحليمات الباسورية مع خياطتها أو إبقائها مفتوحة لتشفى تدريجياً.

هايل حميد

 

مراجع للاستزادة:

 

- JOHN GOLIGHER, Surgery of the anus, rectum, & Colon John Goligher, fifth edition (Bailliere Tindall, London 1984).

- D. C. SABISTON, Textbook of Surgery, fifteenth edition (W, B, Saunders Company 1998).


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 614
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1103
الكل : 40540672
اليوم : 70487

البذريات

البذريات   البذريات أو النباتات البذرية Spermatophyta من أهم شعب العالم النباتي، وتضم جميع النباتات البذرية، أي النباتات التي تحفظ أجنتها في عِضِيّات بالغة التخصص تعرف بالبذور Seeds. وكانت تعرف في التصنيفات السابقة باسم النباتات الزهرية Flower plants وإشارة إلى اجتماع أعضائها التوالدية في عضو متميز يعرف بالزهرة. أقسام البذريات تضم شعبة البذريات قرابة 227000 نوعٍ نباتي، أي قرابة ثلثي أنواع العالم النباتي. وهي تقسم إلى ثلاث شعيبات، هي: النباتات المَغْنُولية Magnoliophytina والنباتات السيكاسية أو (السيكادية) Cycadophytina، والنباتات المخروطية Coniferophytina. كانت شعيبة النباتات المغنولية تُعْرَفُ في التصنيفات السابقة بمغلفات البذور أو مستورات البذور Angiospermae إشارة إلى تغلف بذورها بأعضاء خاصة تعرف بالثمار Fruits. وهي تضم قرابة 226000 نوعٍ، وتقسم إلى صف المغنولياتية Magnoliatae الذي يعرف بصف ثنائيات الفلقة Dicotyledons الذي يضم نحو 172000 نوعٍ، وصف الزنبقيات Liliatae الذي كان يعرف بصف أُحاديات الفلقة Monocotyledons والذي يضم قرابة 54000 نوعٍ. أما الشعيبة الثانية (النباتات السيكادية) فكانت تعرف في التصنيفات السابقة باسم السيكاسيات Cycadophyta أو عريانات البذور نُطَفية الإلقاح، وهي تضم قرابة 200 نوع. في حين كانت الشعيبة الثالثة (النباتات المخروطية) تُعرف بالصنوبريات Pinophyta أو عريانات البذور أنبوبية الإلقاح، التي تضم قرابة 800 نوعٍ. وغالباً ما كانت التصنيفات السابقة تَجمع شعيبتي السيكاسيات والصنوبريات في شعيبة واحدة تعرف باسم عريانات البذور Gymnospermae إشارة إلى عدم إحاطة بذورها بعضو مماثل للثمرة. الوحدات التصنيفية المشتركة مع البذريات تنضم شعبة البذريات إلى شعبة السراخس وأقرانها المسماة الجناحيات أو البتريديات[ر] Pteridophyta، وإلى شعبة البَرْيُونيات[ر] Bryophyta وأقرانها، لتُكَوِّن مجموعة كبرى تعرف بعويلم الكُوْرْميات Cormobionta، إشارة إلى بناء أبدانها من وحدات مرفولوجية تعرف بالكُورمة Cormus أو القرمة. والكورمة عضو خضري أو إعاشي مؤلف من جذور وسوق وأوراق يقابل المشَرَة Thallus التي تتميز بها أبدان المَشَرِيات[ر] Thallophyta التي تتكون أبدانها عادة من صفائح لاترقى بنيتها إلى بنية السوق والجذور والأوراق. ويعرف عويلم الكورميات أيضاً بعويلم الرحميات Archegoniatae إشارة إلى إحاطة البويضة الكروية لنباتاتها بصف من الخلايا العقيمة المعروفة بالرحم Archegonium. كما تعرف الكورميات بالنباتات الجنينية أو الجنينيات Embryophyta إشارة إلى تكوين نباتاتها لأجنة تتغذى بوساطة نُسُج النبات العِرْسي الأحادي الصيغة الصبغية في الجناحيات والبريونيات، وبوساطة نُسُج النبات البوغي الثنائي الصيغة الصبغية في البزريات. حلقة حياة البذريات تتمثل حلقة حياة النباتات البذرية بتعاقب جيلين هما النبات العِرْسي Gametophyte والنبات البوغي Sporophyte. ويتفق هذان الجيلان مع طورين نوويين، يتمثل أولهما بالطور الفرداني Haploid، ويتمثل ثانيهما بالطور الضعفاني Diploid. ويتمثل الطور الفرداني في البذريات في مجموعتين نوويتين، تمثل أولاهما النبات العِرْسي الذكري، وتمثل ثانيتهما النبات العِرْسي الأنثوي. ويختلف عدد خلايا النبات العِرْسي باختلاف زمر البذريات. ففي عريانات البذور يتمثل النبات العِرْسي الذكري بحبة الطلع التي تنتشر في الهواء وتولد عند إنتاشها عدداً قليلاً من الخلايا الخضرية أو الإعاشية، التي تتمايز فيها نطفتان مهدبتان في السيكاس وغير مهدبتين في الصنوبر. ويتمثل النبات العِرْسي الأنثوي بالإندوسبرمْ Endosperm التي تمثل مشرة عرسية أنثوية فردانية الصبغة الصبغية تتمايز فيها أرحام محفوظة ضمن نسج النبات البوغي. وفي مغلفات البذور يتمثل النبات العِرْسي الذكري الفرداني الصيغة الصبغية بحبة الطلع التي تولد عند إنتاشها خلية خضرية إعاشية واحدة تتمايز فيها نطفتان غير مهدبتين، وبذلك يقتصر عدد خلايا النبات العِرْسي الذكري على ثلاث خلايا أو ثلاث نوى. ويتمثل النبات العرسي الأنثوي بالكيس الجنيني Embryo sac المحفوظ ضمن خلايا نسج النبات البوغي والمكون عادة من جهاز ثُماني النوى. ويتمثل الطور الضعفاني في النباتات البذرية بخلايا الجنين ونسجه والبادرة والنبات المورق والنبات الزهري والأسدية (التي تعطي بعضُ نسجها الخلايا الأمهاتِ المولداتِ لحبات الطلع، حيث يبدأ تكوّن النبات العِرْسي الذكري) والكَربيِلات (التي تعطي بعضُ نسجها الخلايا الأمهاتِ المولداتِ لكيس جنيني حيث يبدأ تكون النبات العِرْسي الأنثوي). وهكذا يتميز النبات البوغي في البذريات بكثرة عدد الخلايا وتمايز الكورمه والعمر المديد والتغذية الذاتية، في حين يتميز النبات العِرْسي في الزمرة نفسها بقلة عدد الخلايا وتمايز المشرة والعمر القصير والتغذية الطفيلية المعتمدة على النبات البوغي.   أنور الخطيب   الموضوعات ذات الصلة   البذرة ـ التأبير ـ الثمرة ـ الزهرة ـ مغلفات البذور.   مراجع للاستزادة   ـ أنور الخطيب، التكاثر النباتي (مطبوعات جامعة دمشق 1973). Pr.Bell and De coombe, Strasburger's Textbook of Botany (London1980).
المزيد »