logo

logo

logo

logo

logo

تقزيم الأشجار

تقزيم اشجار

Dwarfing - Nanisme

تقزيم الأشجار

 

الأشجار المقزَّمة dwarfing trees هي التي قزّمتها الطبيعة أو أنها اكتسبت صفة التقزيم بتطعيمها على صنف مقزَّم (الأصل) فتميزت بصغر حجمها وشكلها وضعف نموها والتبكير بإزهارها وغزارة إنتاجها الثمري وبموعد نضوج ثمارها وتجانسها.

لمحة تاريخية

انتشرت زراعة التقزيم منذ القرن التاسع عشر وخاصة في آسيا وأوربة واليابان وأمريكة، ولم تقتصر على الأشجار المثمرة بل تعدتها إلى الأشجار الحراجية والتزينية، وصارت اليوم مطبقة تقريباً في جميع البلدان المتقدمة لتلبيتها رغبات الإنسان اقتصادياً وتجميلياً وعمرانياً وفي حدائق القصور والحدائق المنزلية والعامة. اهتم كثير من العلماء بدراسة الأنواع المتقزمة وأصنافها، وتمكنوا من تحديد هويتها وتنظيم تسميتها وبيان مواصفاتها المهمة في ألمانية وهولندة وفرنسة، ويعود الفضل الأخير لهذا الدراسة إلى محطات الأبحاث في بريطانية وفرنسة وبلجيكة واليابان والصين والاتحاد السوفييتي (سابقاً) والولايات المتحدة الأمريكية التي اعتمدت مواصفات بعض الأشجار المهمة، وعمّمتها في جميع أنحاء العالم.

فوائد التقزيم في البساتين الكثيفة الإنتاج

لم تستطع الزراعة الواسعة للأشجار المثمرة بالطرائق التقليدية التي تعتمد على ترك مسافات كبيرة بين أشجارها، من تحقيق العائد الاقتصادي المطلوب في حال إدخال عاملي الزمن وتكاليف الإنتاج في عملية التقييم، إذ بات من غير المقبول أن ينتظر المزارع مدة عشر سنوات بعد زراعة الغراس ليحصل على أول إنتاج اقتصادي مما يتعارض تماما مع المشروعات الإنتاجية الأخرى في المجالات الزراعية كإنتاج المحاصيل الحقلية والخضار والإنتاج الحيواني، إذ يمكن الحصول على إنتاج اقتصادي بوقت مبكر بعد مضي عدة شهور أو سنة واحدة على الأكثر، وصار تبني استراتيجية الزراعة المقزمة أو التكثيفية للأشجار المثمرة أمراً بديهياً وضرورياً في إطار تحقيق عائد اقتصادي جيد من إنتاج الثمار. تطورت الدراسات والأبحاث العلمية اعتماداً على التقنيات الحيوية مما أدى إلى قلب مفهومات الزراعة التقليدية والتوسع بإقامة البساتين الحديثة الكثيفة لزيادة الإنتاج وريعية الأراضي المروية ولتلبية احتياجات الاستهلاك وأذواق المستهلكين، وتأخذ زيادة الإنتاج الثمري اتجاهين أساسيين هما:

 1ـ الزيادة الرأسية عن طريق زيادة إنتاج وحدة المساحة واستعمال أصناف وأصول حديثة تلائم الزراعة المقزمة.

 2ـ الزيادة الأفقية عن طريق استصلاح الأراضي الجديدة وزراعتها بما يناسبها من أنواع وأصناف وأصول متعددة في التقزيم.

وجرى استنباط الأصناف وأصولها المقزمة ونصف المقزمة التي يمكنها العيش على نحو جيد في الترب المتوسطة الخصب، وأن تنمى مجموعتها الجذرية على عمق متوسط أو سطحي لتحقيق الإفادة السريعة والمثلى من عناصر التغذية وعائدها الاقتصادي بدرجة أفضل مما هو في الزراعة الواسعة.

أهم فوائد الزراعة المقزمة للأشجار:

 1ـ دخول الأشجار في أطوارها الإثمارية بوقت مبكر بدءاً من السنة الثالثة أو الرابعة، وفي طور الإثمار المليء والكامل في عمر 7 سنوات بدلاً من الانتظار مدة 12 سنة في الزراعة الواسعة.

 2ـ مضاعفة عدد الأشجار في وحدة المساحة بنحو 2-10 مرات فأكثر، أي زيادة العائد الاقتصادي في مدة قصيرة وبمقدار الضعفين فأكثر في أثناء السنوات العشر الأولى، فعلى سبيل المثال أنتجت الزراعة المقزمة لأصناف التفاح المطعمة على أصول مقزمة نحو 20.4 طناً في الهكتار، في حين أن الزراعة الواسعة للأصناف نفسها والمطعمة على أصول قوية أنتجت نحو 8 أطنان في الهكتار، وبلغ الإنتاج في بعض بساتين أشجار التفاح المقزمة في عمر 15 سنة 60 طناً من الثمار الجيدة في الهكتار في فرنسة ونيوزيلندة، ويبلغ أحياناً في نيوزيلندة نحو 150 طناً في الهكتار الواحد.

 3ـ لا تعلو الأشجار المقزمة أكثر من 2.5م مما يسهل تنفيذ الخدمات الزراعية كافة ويقلل من كلفتها.

 4ـ تتطلب مواد مكافحة أقل وتكون أكثر فاعلية من الناحيتين الاقتصادية والفنية، إذ يمكن خفض التكاليف الإجمالية للإنتاج بنحو 30-40٪ عنها في الزراعة الواسعة مما شجع عدد من الدول مثل فرنسة وإيطالية وإسبانية وهولندة وبلجيكة والولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترة على نشر الزراعة المقزمة للأشجار المثمرة في مناطقها المختلفة ونقلها إلى الأقطار الأخرى.

 5ـ سهولة الحراثة باستخدام الجرارات والآلات الزراعية الصغيرة الحجم وبأقل كلفة.

6ـ تح ديث الري باستخدام طرائق الري بالترشيح والتنقيط والرذاذ مما يسهم في توفير ما يفوق على 50-60٪ من كميات المياه، إلى جانب الإقلال من ظاهرة غسل العناصر المغذية إلى أعماق الترب وإبعادها عن منطقة التجمع الأعظمي للجذور المفيدة في التغذية الشجرية، وتلطيف الأجواء الحارة بسبب ارتفاع الرطوبة الجوية فيها.

7ـ استبعاد ظا هرة الاختناق الجذري بسبب الانتشار السطحي للجذور وبعدها عن مستوى الماء الأرضي.

 8ـ انتظام الحمل الثمري سنوياً وتجانس الأشجار وثمارها لوناً وشكلاً مما يزيد في سويتها وقيمتها التسويقية. 

 9ـ زيادة السكريات والفيتامينات في الثمار وتكشف مبكر للبراعم الزهرية بسبب زيادة السطح الورقي.

 10ـ كفاءة عالية في تخزين ثمار الأصناف المزروعة.

 11ـ تقليل الفقد المروي من التربة مما يسهم في مقاومتها الصقيع الربيعي والشتوي.

12ـ سهولة إكثار الأصول المقزمة ونصف المقزمة خضرياً، مما أسهم في الماضي، ويسهم اليوم في زيادة إمكانية التكيف، وتبقى هذه التقنية صالحة لإنتاج ثمار الاستهلاك الطازج والخزن المديد والمحافظة على صفاتها الوراثية.

الأنواع والأصناف والأصول الحديثة المعتمدة في الزراعة الكثيفة

تشمل التفاح والكمثرى والكرز والمشمش والدراق والخوخ والكرمة والجوز واللوز والبندق وغيرها، وتعد الأصول المقزمة العامل المحدد لنجاح هذه التقنية ويتوقف اختيارها على خصائصها الحيوية وطبيعة التربة والشروط المناخية وطرائق التربية والتعليم وغيرها، وتستعمل الأصول المكاثرة خضرياً بتجذير عُقلها أو بزراعة أنسجتها في محطات البحوث العالمية ومشاتلها ومن أهمها:

ـ أصول التفاح: مثل M27 أصل مقزّم بمعدل 75٪ من حجم الصنف المطعم على الأصل البري القوي النمو M9،M8،M7 وباجام I تراوح نسبة تقزّمها بين50-65٪، ويمكن تطعيم هذه الأصول بأصناف كثيرة مثل اولترارد Wltra red وإرلي غولد Earlygold وفوجي Fujii وغيرها، ويفضل انتقاء الأصناف التي تتصف بتلوين أعضاء ثمرية معمرة وغزيرة. ومن المفيد جداً زراعة أصناف ملقحة بين الأصناف المنتجة بمعدل شجرتين في الدونم الواحد.

ـ أصول الكمثرى مثل OHF51،BA29،OHF333، وغيرها تراوح نسبة تقزمها بين 50-60٪ بأصناف كثيرة منها: كوشيا Coshia ودلبار المبكر Delbard précoie وويليامس الأصفر والأحمر و أباتيه فيتيل Abate Fetel وغيرها.

ـ أصول السفرجل: تطعم معظم أصنافه على الأصل BA29 مثل فرانجا وبرتغال ومونستريو وغيرها.

ـ أصول الكرز مثل ماكسمادلبار 14 وتابل ادبريز Tabel Edabris وفلاديمير Vlddimir وغيرها، وتطعم بأصناف كثيرة منها: بورليت وهاردي جيانت وكوراليز وسوميت وغيرها.

ـ أصول الدراق، مثل ميسور Missour وينماغارد وGF677 تطعم بأصناف كثيرة منها: ديكسي ريد والبرتا وفانتازيا وغيرها. (الشكل ـ1).

ـ أصول المشمش مثل ميروبلان ب، وماريانا 8-1، وGF677 وتطعم بالأصناف بريانا وبلدي وعجمي وكانينو وغيرها، كما تطعّم عليها أصناف للخوخ مثل: بربماكوت وستانلي وسانتاروزا وغيرها.

ـ وتطعم أصول الوز مثل GF677 واللوز البري بالأصناف فيرادويل وتكساس وآي وغيرها.

وتطعم أصول الجوز مثل الجوز الأسود وبارادوكس والجوز الياباني بالأصناف فرانكيت ولارا والجوز البلدي وغيرها.

ـ يكاثر البندق خضرياً بتجذيرالنموات الحديثة المتكونة حول قواعد الأشجارالأم من دون الحاجة إلى تطعيمها وتقتلع هذه النموات المتجذرة لتزرع في الأرض المستديمة بعد تحضيرها على مسافات 2.5× 5م.

ـ أصول الكرمة كثيرة أهمها فيرغال Fergal، وروكجري 140 Roggeri140 و ب90 RgO وغيرها، وتطعّم هذه الأصول بالأصناف الحلواني والبلدي وإيطاليا والأصناف اللابذرية وغيرها. وتناسب هذه الأصناف كروم التقزيم، إذ تربى بالطريقة العرائشية Pergola أو بطريقة نصف العرائشية Semipergola على أسلاك مثبتة على ركائز.

وثبت من الأبحاث والدراسات الكثيرة أنه من الضروري انتقاء الأصناف المختلفة في كل زراعة تقزمية بحيث تكون متوافقة فيما بينها بقابليتها للتلقيح البيني وتطابق موعد الإزهار وبالتدرج بمواعيد النضج ومقبولة من المستهلكين للتصدير وقابلة للخزن الطويل لمدة، وعلى أن تشكل تجمعاً اقتصادياً للأصناف الرائجة تجارياً، وأن يراوح عددها في كل تجمع صنفي بين 4 و6 أصناف مطعمة على الأصول الملائمة للشروط البيئية في المواقع المحددة للتشجير.

الخدمات الزراعية المختلفة

عمليات تحضير الأرض وتسميدها يمكن إيجازها كما يأتي:

تقلب الأرض من دون قلب التربة لعمق 1م بشكل متعامد، بتفكيك الكتل الترابية وخلخلة التربة، يتبع ذلك فلاحة متوسطة، ثم تنثر الأسمدة الفسفورية والبوتاسية مع السماد العضوي المتخمر. وفي ضوء معطيات التحليل الكيماوي والميكانيكي للتربة، تحرث التربة لعمق 30-40سم، وتمشط ويسوى سطحها لتصير جاهزة للتخطيط وتحديد مواضع الغرس، وتغرس الشجيرات في حفر عمقها نحو 30-40سم إما يدوياً وإما آلياً وعلى مسافات 1.5-2.5م على خط الغرس و3.5-4م بين خطوط الغرس، وتروى الغراس مباشرة بعد الغرس، وينبغي حضنها بالتراب منعاً من تجمع المياه حول أعناقها وتعفنها.

ومن المفيد جداً تطبيق التسميد في أثناء نمو الأشجار وتطورها، وتختلف كمياته بحسب خصب التربة وعمر الأشجار ونتائج التحليل الكيماوي لعناصر التربة. تضاف الأسمدة الكيماوية الفسفورية والبوتاسية والعضوية في بداية فصل الشتاء، وأما الأسمدة الآزوتية فتضاف على ثلاث دفعات مع ضرورة ري البستان بعد نثر السماد الآزوتي.

وما يتصل بالري، تقدر احتياجات الأشجار لمياه الري بنحو 80٪ من نسبة النتح والبخر قبل جمع المحصول وبنسبة 60٪ من النسبة نفسها بعد جمع المحصول، وتغطي هذه الاحتياجات مدخرات التربة من الرطوبة والأمطار والري، وفي الأحوال كلها يروى البستان عندئذ في السعة الحقلية المفيدة إلى نسبة 50٪، وينبغي أن لا تقل السعة الحقلية عن نسبة 70٪ بغية الحفاظ على تطور العمليات الحيوية والفيزيولوجية في الأشجار وثمارها.

أشكال التربية وطرائق التقليم

تربى أشجار الزراعة المقزمة والكثيفة وفق أشكال هندسية وفنية عديدة، تختلف بحسب النوع وأصنافه والأصول، فعلى سبيل المثال في التفاح والكمثرى تتبع الطرائق المتبعة في الشكل (2).

ينبغي إضعاف النمو القوي وتقوية النمو الضعيف بالتلقيم المناسب للطرود لتوفير التوازن الفيزيولوجي التغذوي داخل الشجر، أي الحصول على نمو معتدل وإثمار متجانس الحجم.

ولا حاجة للتقليم السنوي، وإنما تقلم الأشجار مرة واحدة فقط، كل 3-4 سنوات انطلاقاً من السنة الرابعة بعد الغرس، ويصير شبه معدوم في طور الإثمار المليء من حياة الأشجار، ولا بد من التدخل بعمليات التقليم الخضري الخفيف في فصل الصيف حالما تدعو الحاجة إلى ذلك وفي مختلف طرائق التربية المعتمدة، الكأسية والجدارية والكوردونية والعمودية  والبيرقيه، والطليقة وغيرها. وبعمليات الثني والتسنيد على الأسلاك أو الركائز المثبتة في التربة أو التسنيد على الأشجار نفسها إلى جانب عمليات الحزّ الحلقي أو الهلالي الشكل والقطع التحديدي وغيرها  (الشكل ـ3).

 

هشام قطنا

 

 


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 740
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 529
الكل : 29667821
اليوم : 47831

البزل

البزل   البزل puncture مداخلة طبية بسيطة الغاية منها سحب سائل أو غاز من جوف طبيعي أو مرضي في الجسم، أو سحب خلايا من عضو من الأعضاء وذلك للتشخيص أو العلاج. بزل السوائل والغازات السوائل التي تبزل متنوعة بعضها طبيعي كالدم والسائل النخاعي والسائل الأمنيوسي وبعضها مرضي كالقيح والحبن وانصباب الجنب وانصباب التامور وانصباب المفاصل، أما الغازات فمنشؤها دائماً مرضي.
المزيد »