logo

logo

logo

logo

logo

التكلفية

تكلفيه

Mannerism - Maniérisme

التكلفية

 

التكلفية Mannerism حركة فنية أثرت في فن عصر النهضة الإيطالي في مرحلته الأخيرة، وشملت التصوير الزيتي والجداريات والنحت والعمارة، والفنون الصغرى. والهدف الكامن وراء التغيير، أن يتمرد الفنانون على المدرسة الاتباعية التي انتشرت في  إيطالية وأوربة والتي حددت الموضوعات التي يتناولها الفنانون، وكذلك التشكيلات الفنية، وفق قواعد ثابتة، وأنظمة لونية تحمل الانسجامات الموسيقية. وتأسست المحترفات الفنية التي حددت وسائل التعليم الفني، وأعطت شكلاً محدداً يصعب اختراقه أو التمرد عليه. وجاءت «التكلفية» لتقوم بتبديل شامل، وتفضيل الفوضى عليه، أو التغريب والشذوذ، على الهدوء والاعتدال والثقة. واستطاعت أن تضع لنفسها قواعدها الفنية المستقلة عن غيرها والتي أبعدتها عن أن تكون مجرد تيار سلبي يهاجم الاتباعية، ولها ما يسوّغ وجودها، وذلك لأن الواقع الأوربي هو الذي دفع الفنانين للتمرد على الاتباعية. وقد غدا التغيير ضرورياً، حين تحولت إلى (مثل أعلى) و (وهم)، بدلاً من أن تكون واقعاً حياتياً. واتجه الفنانون إلى إحلال السمات الذاتية محلها، أو الإحيائية، بدلاً من الطابع المعياري الذي يعلو على الأشخاص تعميقاً لتجربة صوفية في الحياة، وصبغها بطابع روحاني جديد، أو نمو لنزعة شكلانية متكلفة، ينحل فيها كل شيء، ويسعى كل فنان إلى لغة التسابق أو التفوق على الآخرين، في مرحلة جديدة، طغت عليها الرغبة في التغيير في كل شيء.

اعتمد الفنانون التكلفيون على مبدأ فني يقول: «إن التعبير الفني، يكون فعالاً، إذا ابتعد الفنانون عن القواعد الاتباعية، والأنظمة الشكلية واللونية التي شيدتها». وعلى الفنان أن يقوم بتحويل الأشكال، أو تحريفها، حتى يتلاءم مع الموضوعات الجديدة التي أدخلتها المرحلة الجديدة، واستفاد الفنانون من بعض حالات ابتعاد الكبار منهم في عصر النهضة عن الاتباعية كما فعل ميكلا نجلو[ر] حين نحت تمثال «الشفقة» الذي أطلق عليه «شفقة روندا نيتي»، وذلك في الفترة ما بين (1555-1564)، وفيه رسخت ضعف الإنسان وهزاله بدل الكتلة المعمقة في تمثال الشفقة الآخر. وكذلك فعل في رسم «الصليب» الذي اختلف عن رسوم أخرى له، وفيه رؤية تعبيرية جديدة. وكذلك حين صمـم درج مكتبة «لورانزيانا» في مدينة فلورنسة الذي يذكرنا بفن الباروك الألماني. ويرى رفايلّو[ر] في لوحته «تجلي السيد المسيح» التي تذكرنا بأعمال فنية من القرون الوسطى، وتبتعد عن الفن الجمالي الذي قدمه لنا في لوحاته الأخرى، وأن الدعوة إلى التحديث يجب أن تكون شاملة لكل الفنانين ولا تقتصر على بعضهم، دون الآخرين. وهكذا صار من حق كل فنان أن يجدد ويبدع في تجديده. وهكذا لقيت التكلفية صداها عند عدد كبير من الفنانين، وفي كل المدن الإيطالية، وقدمت عدداً منهم عملوا على تطوير رؤيتهم الفنية، وفق شخصية كل فنان منهم، ووفق مجال بحثه الفني الذي يعمل فيه أو المـادة التـي اختـص بها، على الرغم من تأثرهم بكبـار الفنانيـن، سواء كانوا من فلورنسة أو البندقيـة. إلا أن التأثيرات الفردية طغت عليهم، أو المحلية زادت أهميتها معهم. ومن هؤلاء الفنانين:

ـ جوليو رومانو  (1492-1556):

 يعتبر رومانو مؤسس هذه الحركة. كان تلميذاً لرافائيل ثم استقل عنه حين اختلف معه. ويتمتع رومانو بقدرة كبيرة وخيال واسع يحب المبالغة في رسم موضوعاته التي كانت من الأساطير أو من الفن الإيطالي القديم. ومن أشهر أعماله لوحة جدارية تحت اسم «مارس يرقص مع ربات الفنون الجميلة»، رسمها بحركة إيقاعية بين الأشخاص عن طريق الترابط والإيقاع دون الهندسة أو الرياضيات.

ـ بارميجانو ( 1503-1540):

تأثر بأعمال ميكلانجلو في البداية، وله عدة جداريات في بلـدة بارمة ومن أهمـها «آدم وحواء»، وهو من البارعين في رسم الوجوه الشخصية يقدمها بخطوط شاعرية وتنسيق لوني.

ـ جاكوبو أمانا نيتي (1511-1592):

نحات من توسكانة، تدرب على النحت في كاتدرائية مدينة بيزة، ومارس العمارة. ومن أهم أعماله «نافورة المياه في فلورنسة» التي تسمى «نافورة نيبتون» وفيها حركة إيقاعية تجمع الأشخاص. وله عدة مشاريع من أهمها «جسر في ترنيتة» يمتاز برشاقة نادرة.

ـ بييرو ليفوريو (1510-1583):

نحات ومعماري له عدة تصاميم معمارية ومن أهمها دراسة خريطة رومة القديمة وتجديدها، وجداريات في كازينو بيوس الرابع، وحدائق الفاتيكان، وحديقة «تيفولي» الشهيرة.

ـ برناندو بونتا لينتي (1536-1608):

فنان متعدد المواهب، مارس الرسم والجداريات والنحت، ومعماري مهم له عدة أعمال فنية في (فلورنسة) وغيرها، كان قادراً على استخدام الصخور بطريقة بارعة، وصنع أبواب لعدة مواقع في رومة القديمة.  

ـ أسرة باسانو: جاكوبو دي بونتي (1510-1592) وأولاده:

أسرة فنية من مدينة باسانو عملت في باسانو والبندقية، مارس جاكوبو الأب الرسم والتصوير الزيتي، والعمارة والجداريات، وتُعد من الاتجاهات الواقعية التي تأثرت بالفن الهولندي، واستقلت بعدها ومن أهم أعماله لوحة «نوح يحضر سفينته» وفيه ابتعادٌ عن الاتباعية، وخصوصاً في المنظور، لأن الأشياء ترى من الأعلى كما فعل سيزان[ر].

ـ روسو (جوفياني باتيستا) (1494-1540):

فنان من فلورنسة  يدعى (روسو الفلورنسي) وهو مؤسس مدرسة «الفونتان بلو»، ومـن الفنانيـن التكلفيين الذيـن رسموا في رومة وفلورنسة، دعاه الملك فرانسيس الأول إلى فرنسة. وأعماله كثيرة في القصور الفرنسية.

والتكلفية هي المدرسة الفنية المهمة التي رفضت الاتباعية (الكلاسيكية)، وفتحت آفاق التعبير الفني في عمق النهضة، نحو مجالات فنية عدة لم يكن الفن الأوربي قادراً على التخلص منها.

 

طارق الشريف

 

مراجع للاستزادة

 

- الفن والفنانون، بإشراف الناقد  هربرت ريد، طبع هدسون (1984).

- من تاريخ  الفن العالمي، عصر النهضة الإيطالي، المجلد الثاني، طبعة، هورون، (لندن 1968).

- جان بول سارتر، جمهورية الصمت: أبحاث في الفن والحياة، ترجمة جورج طرابيشي، منشورات دار الآداب (بيروت 1965).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 788
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 583
الكل : 31242235
اليوم : 67392

ناروز (ميكيو)

ناروز (ميكيو ـ) (1905 ـ 1969)   ميكيو ناروز Mikio Naruse مخرج سينمائي ياباني ولد وتوفي في طوكيو. قدم على مدى حياته الفنية ما يقارب التسعين فيلماً روائياً طويلاً. بدأ العمل في السينما منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، حيث عمل في البداية مسؤولاً عن «الأكسسوارات»، ثم مساعد مخرج.
المزيد »