logo

logo

logo

logo

logo

بولغاكوف (ميخائيل أفناسييفيتش-)

بولغاكوف (ميخاييل افناسييفيتش)

Bulgakov (Mikhail Afanasyevich-) - Bulgakov (Mikhail Afanasyevich-)

بولغاكوف (ميخائيل أفَناسييفيتش ـ)

(1891 ـ 1940)

 

ميخائيل أفَناسييفيتش بولغاكوف Michail Afanasjevich Bulgakov كاتب وروائي ومسرحي سوفييتي، ولد في كييف وتوفي في موسكو. هو سليل عائلة برجوازية مثقفة، كان والده مدرساً لعلم اللاهوت في أكاديمية كييف، درس بولغاكوف الطب في جامعة كييف وتخرج عام1916، ثم عمل طبيباً في مقاطعة سوموينسك Somojensk النائية حتى عام 1921 حين انتقل إلى موسكو وعمل في الصحافة حتى عام 1926، متخلياً عن الطب وملتفتاً كلياً إلى العمل الأدبي.

وجد بولغاكوف في خلال سنوات «السياسة الاقتصادية الجديدة» Nep الممتدة بين (1921-1936) في الاتحاد السوفييتي، مادة خصبة لقصصه ذات الطابع الأمثولي الهجائي التي أثارت نقاشات حادة في الصحافة ولفتت الأنظار إلى الكاتب الشاب ذي الأسلوب الانتقادي اللاذع. وبين عامي 1922 و1924 وضع بولغاكوف روايته الأولى «الحرس الأبيض» Belaja gvardija التي حلل فيها تاريخ عائلة توربين في كييف ونهاية حركة البِيض المناهضة للثورة البلشفية في أوكرانية، وفي عام 1926 أعد الكاتب الرواية مسرحياً بعنوان «أيام آل توربين» Dni Turbinych ثم  عرضها «مسرح موسكو الفني» MCHAT فجلبت لصاحبها شهرة واسعة. وتعد الرواية وإعدادها المسرحي من الأعمال الأولى في الأدب السوفييتي التي صورت المحنة المأسوية لممثلي المثقفين الروس الذين رفضوا الثورة وتجديداتها على الرغم من انهيار تصوراتهم التقليدية عن الحياة والمستقبل بسبب ممارسات الحرس الأبيض وتناقضاته فكرياً وسلوكياً. وفي عام1933 صدرت روايته «حياة السيد دي موليير» Shism gospodina de Moljera التي عاد إلى موضوعها عام 1936 في مسرحيته «مكيدة الدجالين» Kabala svatish، أما أهم وأشهر أعماله النثرية فهي روايته الأخيرة «المعلم ومرغريتا» Master I Margarita التي عكف على كتابتها ما يقارب اثني عشر عاماً، ولم تنشر لأسباب رقابية إلا في عامي1966و1967 فصولاً في مجلة «موسكفا» Moskva. تسود أجواء الرواية حرية مبدعة في توظيف الخيال، إلى جانب متانة الفكرة التركيبية المعمارية. فبينما يقيم الشيطان حفلته الراقصة الكبرى، ينكب المعلم الملهم، معاصر بولغاكوف، على كتابة روايته الخالدة. وتبدو هذه الرواية داخل الرواية وكأنما تركز في بؤرتها التناقضات الأخلاقية الكونية التي يفترض في كل جيل وفي كل شخصية تفكر وتتألم أن تعمل على حلها. كما أن الروايتين تشكلان في تداخلهما مرآتين متقابلتين ويتولد عن لعب الانعكاسات بينهما وحدة فنية تقرن بين الأسطورة والحياة الواقعية في حياة الإنسان التاريخية. وقد استلهم فيها المؤلف مسرحية «فاوست» لغوته[ر].

إن الجانب الآخر لحياة بولغاكوف الإبداعية هو فن المسرح الذي حقق فيه بعض أهم أعمال المسرح السوفييتي فكرياً وفنياً، على ما لاقته غالبية أعماله من معارضة من قبل التيار الجدانوفي[ر] Jdanovism. وقد كان لعمله مستشاراً درامياً ومخرجاً في «مسرح موسكو الفني» بين عامي1930و1936 بإدارة ستانسلافسكي[ر] بالغ الأثرفي تطوره ونضجه المسرحي، وفيه عرض مسرحياته «أيام آل توربين» ثم مسرحيته «الهروب» عام1928 التي صور فيها الصراع بين النوايا الطيبة والأفعال الخاطئة في خضم الحرب الأهلية عقب ثورة أكتوبر. كتب في عام 1936 مسرحية «الأيام الأخيرة» Poslednije dni التي رأى فيها أن بوشكين[ر] كان ضحية لمؤامرات حاشية البلاط القيصري. وفي مسرحية «إيفان فاسيليفيتش» Vassilijevitch عام1935 يعرض الكاتب بأسلوب كوميدي هجائي نتائج لقاء مفترض بين القيصر إيفان الرهيب من القرن السادس عشر وشبيهه المعاصر في ظروف التطوير الاشتراكي. وآخر أهم مسرحياته هي «دون كيشوت» (1940) Don Kichot التي قدمها مسرح فاختانغوف بعد وفاة بولغاكوف الذي أكد فيها عبر بطل سرفانتس[ر] على أن تحقيق العصر الذهبي لايتم إلا من خلال التغييرات الاجتماعية. ومنذ منتصف الستينات من القرن العشرين أُفرج عن أعمال الكاتب الممنوعة، النثرية والمسرحية، وسرعان ما تُرجمت مع أعماله الأخرى إلى كثير من اللغات العالمية ولاقت قبولاً لافتاً.

 

نبيل الحفار

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ميخائيل بولغاكوف، المعلم ومرغاريتا، ترجمة توفيق حلاق (وزارة الثقافة 1994).

ـ ميخائيل بولغاكوف، الحرب والسلم، ترجمة وتقديم  هاشم حمادي (من المسرح العالمي، الكويت1997).

ـ ميخائيل بولغاكوف، الجزيرة القرمزية، ترجمة وتقديم نزار عيون السود (من المسرح العالمي، الكويت1994).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 582
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 554
الكل : 31523615
اليوم : 40020

الألم (ف)

الألم   الألم douleur شعور شخصي بعدم الارتياح أو بوجود أذى من شدة ما، لا يعرفه إلا من يجربه ولا يحسن وصفه إلا من يعانيه. والألم أول دلائل المرض، وهو شعور واقٍ ومحذر غايته حفظ الذات، إذ من دونه يمكن أن يطعن الإنسان أو يصاب بحرق أو بمرض خطير أو جهد قاتل من غير أن ينتبه للخطر الذي يهدده. وقد يكون الألم تعبيراً عن أذية نفسية سببها عمل لا يرضى عنه صاحبه، أو أوضاع عائلية أو اجتماعية صعبة، أو قلق أو خوف من مرض خطير، أو تهديد لتقدير الذات، كما قد يكون العرض الأول لكآبة خفيفة أو عصاب مستتر.
المزيد »