logo

logo

logo

logo

logo

تِنيس

تنيس

Tanis - Tanis

تَنيس

 

تقع مدينة تَنيس (أو تانيس) Tanis في شمالي شرقي مصر، على بعد نحو 150كم إلى الشمال الشرقي من القاهرة، وبحدود 10كم إلى الجنوب من بحيرة المنزلة، فكانت مرفأً مهماً، وعاصمة لمصر مدة من الزمن، واسمها اليوم «صان الحجر» مأخوذ من اسمها في المصرية القديمة «زغن-ت»، وذُكرت في التوراة باسم «صوغن»، أما الإغريق فأطلقوا عليها اسم تَنيس (تانيس).

التنقيبات وأهم الاكتشافات

تعد تنيس من أشهر المواقع الأثرية في مصر، بدأ التنقيب فيها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأول من قام بالحفر فيها أوغست ماريت Auguste Mariette ومن بعده فلندرز بنزي W.Flinders Petrie، الذي عثر في منطقة المعبد الكبير، معبد آمون، على شواهد تدل على أن المعبد يرجع إلى عصر الملك «بيبي الأول»[ر]، من ملوك الأسرة السادسة، ثم جُدِّد زمن ملوك الأسرة الثانية عشرة، الذين ترك معظمهم تماثيل بديعة في ذلك المكان. ثم أعاد الملك رمسيس الثاني بناء المعبد كاملاً، وزيّنه بالكثير من التماثيل والمسلات، وغطى عارضاته بالنقوش التي يفاخر فيها بأعماله. ويعد المعبد من أكبر المعابد المصرية، إذ يبلغ طوله 300م، وقد أُحيط بسور فيما بعد، ويُستدل من طول السور الذي يزيد على 1000م، وسمك جداره الذي يبلغ 25م، وارتفاعه الذي يزيد على 10م، على ضخامة المعبد وأهميته. كما أثار اكتشاف أجزاء من تمثال «رمسيس الثاني» الضخم اهتماماً كبيراً، إذ قُدر الارتفاع الأصلي لهذا التمثال المصنوع من الغرانيت الأحمر بنحو 28م، من الرأس حتى القدمين، كما قُدر وزنه بنحو 900طن، وهو بذلك أضخم تمثال أُقيم في مصر، وتمتلك الإنسان الدهشة عندما يتصور عبقرية المهندسين، الذين استطاعوا تعويم هذه الكتلة الضخمة ونقلها من محاجر أسوان إلى تَنيس في الشمال.

وقد وُجد عدد من التماثيل الضخمة، وخاصة تماثيل «أبو الهول» (وهي تماثيل سباع برؤوس ملكية) نُقِشت عليها أسماء الملوك رمسيس الثاني ومنفتاح وبسوسنس، ومن دراسة هذه التماثيل، التي اتفقت آراء الباحثين على إرجاعها إلى الأسرة الثانية عشرة، تبين أن رمسيس الثاني، وابنه منفتاح نسبا لنفسيهما أعمال السابقين. كما وُجد تمثالان جميلان من الغرانيت الأشهب، يرجح أنهما للملك «مرمشع» من ملوك الأسرة الثالثة عشرة، وقد اغتصبها «بيبي أبو فيس»، أحد ملوك الهكسوس، وعُثر على تمثال لرمسيس الطفل يحميه إله على هيئة صقر، على عمودين من الغرانيت الوردي، وتماثيل كثيرة تعود إلى زمن الدولة الوسطى. ومن أشهر آثار تنيس لوح الأربعمئة عام، وهو الأثر الوحيد من آثار مصر القديمة، الذي ذكر تاريخاً أفادنا في تحديد وقت غزو الهكسوس لمصر، إضافة إلى مرسوم كهنة كانوب، المكتوب بثلاث كتابات، الهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية، أي إنه يشبه حجر الرشيد، كما وُجد في تنيس أكثر من 150 بردية متفحمة، لكن أُمكن قراءتها بالضوء المنعكس، وقد نُقلت أغلب هذه الآثار إلى المتحف المصري بالقاهرة ونُصبت مسلة من تنيس أمامه.

أما الحفائر التي قام بها الأثري الفرنسي «بيير مونتيه»، والتي استمرت ما بين 1929-1940م، فقد كشفت عن كثير من الآثار، وأهم ما ظهر فيها المقبرة الملكية، خارج سور المعبد الكبير، وهذه المدافن مشيدة بالحجر، لملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، وقد وُجد فيها عدد وفير من الحلي الذهبية والتمائم وأقنعة وأغطية للجثث من الفضة، إضافة إلى بعض الجثث المحنطة (المومياء)، وتخص هذه الملوك «بوسنس الأول» و«أمون أم أوبت»، من الأسرة الحادية والعشرين، و«أوسوركون الثاني» و«ششنق الثالث» من الأسرة الثانية والعشرين.

ويرتبط اسم تنيس باسم مدينتين مازالتا موضع نقاش بين علماء الدراسات المصرية، وهما مدينة «أفاريس» التي كانت عاصمةً ومقراً لملوك الهكسوس، والأخرى مدينة «بي ـ رمسو» كانت في الموضع المعروف باسم «قنطير»، في مركز فاقوس، حيث عُثر هناك على أطلال قصور لهذا الملك، وآثار أخرى مهمة، كما يرجحون أيضاً أن «قنطير» هي أيضاً مكان عاصمة الهكسوس، لكن «بيير مونتيه» يؤيده عدد آخر من علماء المصريات، يصرون على أن كلا المدينتين كانتا في موضع تنيس.

وعلى الرغم من الجدال في هذا الأمر، فإن هناك أمراً محققاً، وهو أن تنيس كانت مهد الأسرة الحادية والعشرين المعاصرة للملوك الكهنة، واستمر ازدهارها حتى العهد الروماني، إذ دُمرت عام 174م بسبب عصيانها وثورتها على الرومان.

 

محمود فرعون

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ جيمس بيكي، الآثار المصرية في وادي النيل، ترجمة لبيب حبش وشفيق فريد (القاهرة 1988).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 64
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 523
الكل : 31806406
اليوم : 5949

بوزويل (جيمس-)

بوزويل (جيمس ـ) (1740 ـ 1795)   جيمس بوزويل James Boswell كاتب اسكتلندي وُلد في إدنبره، وهو الابن الأكبر لألكسندر بوزويل الذي كان قاضياً في المحاكم العليا في اسكتلنده، وتمتع بلقب لورد أوكنلك Lord of Auckinleck. أُرسل عند بلوغه الخامسة من العمر إلى مدرسة اقتصرت على النخبة، لكنّ ذلك لم يمنع كراهيته لها، فتعلم في المنزل ابتداءً من سن الثامنة حتى الثالثة عشرة. درس الآداب والفنون في جامعة إدنبره ما بين أعوام 1753 - 1759، وتابع دراسة القانون المدني في المنزل بإشراف والده منذ عام 1760 وحتى 1762، ومن ثم في جامعة أوترخت Utrecht بهولندة عام 1763، واختتم فترة الدراسة تلك بجولة ٍفي القارة الأوروبية التقى فيها فولتير[ر] وروسّو[ر] انتهت به في جزيرة كورسيكا حيث التقى الزعيم الكورسيكي باسكال دي باولي Pascal de Paoli الذي أُعجب به إعجاباً شديداً لما كان لديه من قدرةٍ وطلاقةٍ في التعبير.
المزيد »