logo

logo

logo

logo

logo

دار الحديث

دار حديث

Dar al-hadith - Dar al-hadith

دار الحديث

 

اتخذ المسلمون مساجدهم للصلاة والعبادة وتلقي القرآن الكريم وعلومه والحديث الشريف وفنونه وعلوم اللسان على أنواعها.

وكانت بلاد ما وراء النهر أسبق البلاد الإسلامية في تأسيس المدارس الفقهية المنفصلة عن المسجد فيما يبدو، فقد ظهرت فيها مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي في حدود سنة 290هـ.

ثم توالى تأسيس المدارس من قبل السلاطين والأمراء والتجار، وقد نشطت حركة إعمار مدارس للحديث في العهدين الزنكي والأيوبي في مصر ودمشق والمناطق القريبة منها، كما وجدت دار للحديث في الموصل. ولعل أغنى هذه المدن بدور الحديث هي مدينة دمشق التي ضمت:

دار الحديث النورية الكبرى: وهي أقدم مدرسة مختصة بتدريس الحديث الشريف وعلومه. بناها السلطان نور الدين زنكي (ت 569هـ) في العصرونية قرب قلعة دمشق سنة 566هـ وتولى مشيختها الحافظ ابن عساكر (ت 571هـ)، وهي اليوم مقفلة وآيلة للخراب.

دار الحديث الأشرفية البرانية: بناها الملك الأشرف بسفح جبل قاسيون على حافة نهر يزيد في سنة 634هـ وتجدد في هذه الأيام.

دار الحديث العُرويّة: قام شرف الدين ابن عروة الموصلي المقدسي بتنظيف زاوية في الجامع الأموي كانت مشحونة بآلات الجامع وبنى فيها محرابا وبركة ووقف على الحديث الشريف دروساً ووقف خزائن كتبه فيها،  وذلك نحو سنة 617هـ.

دار الحديث السكرية: بالقصاعين داخل باب الجابية، من شيوخها ابن تيمية، ولا أثر لها اليوم ولعلها دار من دور المحلة.

ومن الدور المهمة دار الحديث الأشرفية الجوانية و كانت داراً للأمير صارم قايماز فاشتراها منه الملك الأشرف وأمر أن تجهز لتصلح داراً للحديث وذلك سنة 630هـ وموقعها في أوائل سوق العصرونية من الجانب الغربي. ويعود سبب شهرتها إلى نظامها الداخلي الذي يقضي بأن يتولى التدريس فيها أعلم رجل بالحديث في دمشق وأن يجلب إليها كل من له ميزة في رواية الحديث لا توجد في غيره سواء في دمشق أو في غيرها ولذلك صار فيها من المدرسين جماعة لم توجد مثلها في غيرها من الدور، تولى رئاسة التدريس فيها: الإمام ابن الصلاح وهو أول من تـولـى مشـيختـها 643هـ)، والإمام أبو شامة (ت 665هـ)، والإمام النووي (ت 676هـ)، والحافظ المزي ( ت 742هـ)، والإمام ابن كثير (ت 774هـ).

وكان للمدرسة ناظر وهو المدير الذي يجبي أجور العقارات ويصرفها كمرتبات وفي ما يعود لمصلحة الدار من حصر وتعهد كتب ومصابيح، وإمام للصلوات الخمس وللتراويح، ومقرئ شرطه أن يكون حافظاً للقراءات السبع وعليه عقد حلقة إقراء، ومحدث وشرطه أن يقدم عالم الدراية على عالم الرواية، ويعطى طلبة القراءات عشرة دراهم كل شهر، ولطالب الحديث ثمانية دراهم، ولمستمع الحديث أربعة دراهم أو ثلاثة، وتصرف الجوائز لمن يحفظ كتاب حديث.

ومن قوانين الدار أنها تستقبل في مبيتها كل محدث ومسند يزور دمشق إذا كان يرحل إليه.

وقد تعطلت الدار وتحولت إلى حانة بعد سنة 1200هـ، وبمساعي الأمير عبد القادر الجزائري والشيخ يوسف البيباني الحسني عادت الدار دار حديث سنة 1275هـ، وتسلم بعد ذلك شيخ الشام بدر الدين بن يوسف الحسني مشيختها، وفي أواسط القرن العشرين تقريباً جددت الدار، وجعل القسم الأرضي مصلى، وفتحت مدرسة شرعية في القسم الأعلى، وهي كذلك إلى اليوم هذا. برزت هذه الدار على جميع دور الحديث في العالم الإسلامي وطار ذكرها في البلدان، ويليها دار الحديث الكاملية في مصر التي بناها الملك الكامل بن العادل الأيوبي في القاهرة سنة 622هـ، ووقفها على المشتغلين بالحديث النبوي ثم من بعدهم على الفقهاء الشافعية، إلى أن كانت حوادث ومحن سنة 806هـ فتلاشت كما تلاشى غيرها.

بعـد ظـهور دور الحـديث بدأت تظهر مؤسسات عُرفت بدار القرآن والحديث وكان أول من أسس داراً لتدريس القرآن والحديث سيف الدين الملك الناصر (ت 741هـ). وقد ذكر مجير الدين (ت 927هـ) وجود 40 مدرسة في القدس واحدة كان يطلق عليها اسم دار القرآن وأخرى يطلق اسم دار الحديث.

وفي العهد العثماني كان المدرسون الذين يدرسون في دار الحديث القائمة مقابل جامع السليمانية في اصطنبول ينتقون من أكثر المدرسين شهرة وعلماً. ولكن المدارس ودور الحديث بدأت تفقد أهميتها مراكز للتعليم ابتداءً من القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي.

بسام الحمزاوي 

مراجع للاستزادة:

ـ أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع).

ـ محمد كرد علي، خطط الشام (مكتبة النوري، دمشق 1983).

ـ النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (مجمع اللغة العربية، دمشق 1948).


التصنيف : التاريخ
النوع : دين
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 103
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 598
الكل : 31237110
اليوم : 62267

ثابتة الحرارة (الحيوانات-)

المزيد »